دعاء يامن تحل به عقد المكاره مكتوب

إنَّ دعاء يامن تحل به عقد المكاره مكتوب من أشهر الأدعية التي وردت في سير السلف والتي جاءت بصيغة مُعينة لكي يدعو بها المسلم في أوقات محددة، وهو بهذا يُشبه دعاء الحاجة أو دعاء الاستخارة وغيرها من الأدعية، ويهتمُّ موقع المرجع في تعريف مفهوم الدعاء في اللغة وفي الاصطلاح، ثمَّ الحديث عن دعاء يامن تحل عقد المكاره وشرحه كاملًا، كما يهتمُّ بتسليط الضوء على وقت دعاء يامن تحل به عقد المكاره وعلى شروط استجابة الدعاء في الإسلام.

مفهوم الدعاء لغة واصطلاحًا

يُعرَف الدعاء في اللغة العربية على أنَّه الابتهال والطلب والسؤال، ويأتي أيضًا بمعنى النداء، فإذا قيل: دعا المؤذن الناس؛ أي: ناداهم، واسم الفاعل داعٍ وجمعه دُعاة وداعون، أمَّا في الاصطلاح فهو كلام يُنشئه المسلم أو يحفظه عن السلف الصالح لكي يطلب به من الله تعالى حاجته التي يريد، ويُجسد الدعاء قمَّة الخضوع والعبودية لله تعالى، وهو بذلك يُحقق أسمى الغايات التي يبحث عنها الإسلام والإيمان، فهو طلب الأدنى وهو العبد، من الأعلى وهو الله سبحانه وتعالى، وجدير بالقول إنَّ الدعاء في الإسلام مشروع في كلِّ زمان وكلِّ مكان، وقد عرَّفه ابن القيم الجوزية قائلًا: “الدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن…”، والله تعالى أعلم.[1]

دعاء يامن تحل به عقد المكاره مكتوب

يُعدُ دعاء يامن تحل به عقد المكاره من الأدعية الحسنة المعنى، التي تمثل قمَّة العبودية في طلب العبد من الخالق سبحانه وتعالى، وفيما يأتي نص الدعاء مكتوب كاملًا:

يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْأسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى إرادَتِكَ الْأشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، أنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، وأنْتَ الْمَفْزَعُ المُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها إلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ، وَألَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ إلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما أوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما أغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَولِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَأنلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيـما شَكَوْتُ، وَأذِقْني حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيـما سَألْتُ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمةً وَفَرجاً هَنيئاً، وَاجْعَلْ لي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْني بِالاِهتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بي يا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَليَّ هَمّاً، وأنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ، فاَفْعَلْ بي ذلِكَ وَإنْ لَمْ أسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَذَا الْمَنِّ الْكَريمِ، فَأنْتَ قادِرٌ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ، آمينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.

شرح دعاء يامن تحل به عقد المكاره

يُعدُّ دعاء يامن تحل به عقد المكاره من الأدعية التي تحمل الكثير من معنى الطلب والرجاء، ومن الأدعية التي تُجسد معنى العبودية للخالق سبحانه وتعالى، وفيما يأتي نشرح هذا الدعاء بما تيسر من الشرح الذي يكشف ما صَعُب فهمه من كلمات هذا الدعاء:

إنَّ هذا الدعاء فيه رجاء لله تعالى كاشف الهم ومفرجه، من يلجأ إليه الإنسان عند كلِّ شدَّة ومصيبة، ومنه وحده يأتيه الفرج، من الله تعالى الذي لا صعب أمام قدرته ولا عجز في قوته، من كتب أقدار الناس وفصَّل قضاءهم، ومن بإرادته يكون كلُّ شيء، وبإمرته يأتمر كلُّ شيء، وهو الملاذ في الشدائد والعون في المصائب، فلا تُفرج مصيبة إلَّا بإذنه ولا تُكشف غُمَّة إلَّا بأمره، فيا رب فرج عني ما أثقل كاهلي من العذاب والشدائد والمِحن، فأنت يا ربي كاشف الغم مُبعد الهم، اللهم يسر لي، فإنَّه لا شيء مُيسَّر إلَّا بأمرك، ولا شيء مُعسَّر إلَا بإذنك، ولا ناصر لمن تخذل ولا خاذل لمن تنصر، اللهم ارحمنا ويسر لنا واجعل لنا من عندك مخرجًا من كلِّ ضيق وهمٍّ وحزن وكدر، يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.

وقت دعاء يامن تحل به عقد المكاره

إنَّ في الشريعة الإسلامية الكثير من الأدعية التي يُستحب أن تُقال في أوقات مخصصة ومحددة، فدعاء الاستخارة على سبيل المثال، هو من الأدعية التي يُستحب أن تُقال عند صلاة الاستخارة بين أمرين صعب الاختيار بينهما، ومثلها دعاء الحاجة وغيرها من الأدعية، أمَّا بالنسبة لوقت دعاء يامن تحل به عقد المكاره فقد ورد عن السلف أنَّه يُقال إذا تعرَّض الإنسان لبطش الأعداء أو خاف من حلول البلاء، أو جار عليه حاكم جائر، أو خاف الفقر أو العوز والحاجة، والله تعالى أعلى وأعلم.

شروط استجابة الدعاء

إنَّ للدعاء في الإسلام شروطًا معينة لكي يكتب الله -سبحانه وتعالى- لهذا الدعاء الاستجابة بإذنه، وقد تكون هذه الشروط أسبابًا لا يُستجاب الدعاء إلَّا إذا حققها المؤمن كاملة، وفيما يأتي نسلط الضوء على هذه الشروط:[2]

  • الشرط الأول: أن يكون المسلم في دعائه مُخلصًا لله سبحانه وتعالى، ومعنى الإخلاص في هذه الحالة هو التوجه بالدعاء إلى الله تعالى بقلب مؤمن أشد الإيمان بأنَّ الله وحده هو الوحيد القادر على الاستجابة وهو المؤمل الوحيد بالإجابة جلَّ وعلا.
  • الشرط الثاني: وهو أن يشعر الإنسان المسلم عند دعائه بأنَّه في أمس الحاجة لله تعالى، وأنَّ الله تعالى وحده قادر على إجابة دعوته وتفريج همه وقضاء حاجته.
  • الشرط الثالث: أن يكون هذا الإنسان بعيدًا عن أكل الحرام، فأكل الحرام يحول بين الإنسان وبين استجابة الدعاء، فكثيرًا ما ورد أكل المال الحلال في المصادر الشرعية الإسلامية مقترنًا بالعمل الصالح وبالدعاء والشكر والحمد والعبادة، وفيما يأتي أمثلة عن ذكر أكل مال الحلال مقترنًا بإجابة الدعاء:
    • قال تعالى في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[3]
    • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال:الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟”[4]

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على دعاء يامن تحل به عقد المكاره مكتوب وتحدَّثنا عن الدعاء في اللغة والاصطلاح وعن شرح دعاء يامن تُحل به عقد المكاره وعن شروط استجابة الدعاء في الإسلام أيضًا.

المراجع

  1. alukah.net , من أسرار الدعاء , 20-02-2021
  2. ar.islamway.net , شروط إجابة الدعاء وصور إجابة الدعاء , 20-02-2021
  3. سورة البقرة , الآية 172.
  4. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 1015، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *