ملخص رواية ساق البامبو

ملخص رواية ساق البامبو التي تعتبر من أهم الروايات العربية التي وضعت القارئ على تماس مع قضايا كبيرة، وسط حبكة درامية وُصفت بالمتينة والعميقة على حدٍّ سواء، تناول الكاتب من خلالها موضوع العنصرية، الوطنية، العادات والتقاليد الجافّة، الفوارق الطّبقية وعُقدة البحث عن الهوية في الكويت تحديدًا وفي دول الخليج العربي عمومًا، يهتم موقع المرجع بطرح ملخّص شامل عن أهم ما جاء في رواية ساق البامبو الشّهيرة، بعد أن نتعرّف على المؤلف.

مؤلف رواية ساق البامبو

ويدعى سعود السنعوسي، ولد عام 1981 للميلاد، كاتب رواية وقصّة قصيرة من دولة الكويت، عضو في رابطة الأدباء في الكويت وجمعية الصّحفيين الكويتيين، وقد فاز عن روايته ساق البامبو بالجائزة العالمية للرواية العربية دورة عام 2013 للميلاد، وجائزة الدولة التشّجيعية في دولة الكويت لعام 2012 عن ذات الرّواية أيضًا، نشر قصّة البونساي والرجل العجوز وحصل بها على المركز الأوّل في مُسابقة القصص القصيرة التي تُجريها مجلّة العربي الكويتية، روايته الأولى كانت بعنوان سجين المرايا في عام 2010 وحازت أيضًا على جائزة ليلى العُثمان لإبداع الشّباب في القصّة والرّواية في دورتها الرابعة، بالإضافة لرواية حمام الدار 2017 ورواية ناقة صالحة 2019.[1]

ملخص رواية ساق البامبو

تدور أحداث الرواية بين الفلبّين والكويت، وتُناقش فكرة الانتماء والبحث عن الهوية الحقيقة والدّيانة وما يُرافق ذلك من مُعاناة تطرحها عُقدة الفراغ والنّفي والرّفض، حيث تحكي الرواية قصّة الشّاب عيسى بالكويتي أو هُوزيه بالفلبّيني وهو الابن لعَقد زواج عُرفي جرى عَقده في ليلة ما، بعد قصّة حب بين أب خليجي من عائلة أرستقراطية تُدعى “آل الطّاروف” وخادمة من دولة الفلبّين تُدعى جوزافين، وما أن عَرفت والدة الشّاب الخليجي “راشد” بالأمر حتّى قامت بترحيل الخادمة على جناح السّرعة ورفض الزواج والمولود تكبّرًا وتعاليًا، تحت عناوين كثيرة أبرزها مكانة العائلة والفوارق الطّبقية الشاسعة، ليبدأ المولود عيسى رحلة بَحثه عن الانتماء للمَكان، للدّين، لأمّه، ولأبيه، ليَغرق بعدها بالكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات.

عودة عيسى الى الكويت

بسبب الرّغبة التي أثارتها والدته فيه بأن يعود إلى أصله ومَوطن والده، وبعد ما عاشَه من شقاء مع عائلته، خُصوصًا مع جدّه السكّير ميندوزا المُدمن على لعبة البوكر، تُرسله والدته إلى الكويت ليقف هناك حاملًا من الفلبّين مَلامح جوزافين، ومن الكويت دماء راشد ونبرة صوته، راجيًا القُبول بين أفراد عائلة الأب، فيتم قُبوله في العائلة ليعيش في المنزل مع الخدم في غرفة خاصّة، تبدأ معها مرحلة جديدة من الألم والمُعاناة في حياة عيسى، حيث انقسمت العمّات بين واحدة لطيفة رأت فيه ابن أخٍ لها، وأخرى قاسية لم ترى فيه سوى خطيئة سَوداء حَدثت في ليلة بالغة السّوء، وعارًا يهدّد تاريخ العائلة.

فيزداد عيسى في ضَياعه مرّة أخرى، ذلك الضّياع الذي هرب منه في الفلبّين، قد لاحقه حتّى هنا في الكويت، فهناك كان كويتيًا وهنا صار فلبينيًا، يتمنّى من أعماق روحه لو تمّ قُبوله في أي من الشّخصيتين، كان يشعر بأنّه كسيقان البامبو دائمًا، بلا هويّة ولا انتماء، وهنا تضع الرّواية تساؤلات نقدية حول تداخل الدّين والثّقافة عند العرب، بأحداث بسيطة في شكلها وعميقة في بُعدها الإنساني، استطاع من خلالها الكاتب بأسلوبه السّردي البسيط الوصول لقلب المتلقّي، وبعد كثير من محاولات الاندماج والتأقلم في المُجتمع الخليجي، يقف عيسى أو هُوزيه ليُعلن عَجزه، بعد أن استمرّت عمّته التي رأت فيه العار والخطر الذي يهدد سُمعة العائلة في مُلاحقته، وسَعت بأن يُفصل من عمله مرّات عديدة، ليقرّر بعد ذلك أنّها النهاية.

عيسى يعود الى الفلبين مرة أخرى

فيتزوج هناك من ابنة خالته ليقضي معها على عُقدة الفراغ والنّقص التي استنزفت سنواتَ عمره ويحقّق أكبر أحلامه التي كان يصبو إليها، عائلة وأسرة مستقرّة، لكنّه فلبيني المنشأ والمَظهر وحتّى الجنسية، رَغم الدّماء الكويتية التي تسري في عروقه، في حالة مأساوية وصُورة إنسانية حزينة.

يختتم السنعوسي الرواية بمباراة كُرة قدم بين المنتخب الكويتي ضدّ نظيره الفلبّيني، حيث يُتابع بطل الرواية عيسى أو هُوزيه المُباراة بِحَيرة بالغة، فشعر بالحزن والحرمان حتّى من أبسط حقوقه، وهو أن يَحسب نفسه على طرف ما! فقد شعر بالحزن عندما سجّلت الكويت في مرمى الفلبّين، وشعر بالمثل أيضًا عندما سجّلت الفلبّين في مرمى الكويت، كان كساق البامبو تمامًا بلا انتماء واضح أو هويّة.

اقرأ أيضًا: ملخص رواية هيبتا

فكرة رواية ساق البامبو

نلاحظ أنّ كميّة الضياع وشتات البطل في رحلة بَحثه عن هوّيته، هي من أعطت للرواية عنوانها الرئيسي المتمثّل بساق البامبو، حيث كان عيسى دائم الشّعور بإنّه يشبه سيقان البامبو، والتي هي بلا انتماء، يُقتطع جزء من ساقها ويُغرس بلا جذور في أي أرض، ولا يلبث ذلك السّاق طويلًا حتّى ينمو من جديد في أرضٍ جديدة بلا ماضٍ، وبلا ذاكرة، دون أن يُعطي لاختلاف النّاس حول تسميته أيّ اهتمام، فهو كاويان في الفلبّين، وخيزران في الكويت، وبامبو في أماكن أخرى حول العالم.

أهم القضايا التي ناقشتها رواية ساق البامبو

تُوصف رواية ساق البامبو للكاتب السنعوسي بأنّها خروج عن المألوف، فالقضيّة الخطيرة التي ناقشها الكاتب بمستويات مختلفة، هي قضية الهويّة الخليجية، وانطلق من زاوية امتزاج النّسب العربي بالنّسب الآسيوي في شخصية البطل، خُصوصا بعد أن جعل من البطل الرجل الأخير في سلسلة رجال الأسرة المَرموقة، حيث سيحمل اسم العائلة بعد أن توفّي والده في أحداث الغزو العراقي للكويت، ويتصاعد ذلك الصراع على الهويّة عندما يعود البطل إلى الفلبّين ويتزوّج من ابنة خالته ليُنجب طفلًا بملامح عربية! الرواية استحقّت جائزة البوكر للرواية العربية وقد علّلت لجنة التحكيم اختيارها بالجائزة تقديرًا للموضوع الواقعي، واعترافًا منها بأهمية القضيّة.

شاهد أيضًا: ملخص رواية البؤساء

 اقتباسات من رواية ساق البامبو

بعد أن تعرّفنا على ملخص عام لرواية ساق البامبو، لا بدَّ لنا من الوقوف مع أبرز الاقتباسات التي وردت في الرواية ومنها:[2]

  • “الغياب شكل من أشكال الحضور، يغيب البعض وهم حاضرون في أذهاننا أكثر من وقت حضورهم في حياتنا”
  • “نحن لا نُكافئ الآخرين بغفراننا ذنوبهم، نحن نكافئ أنفسنا، ونتطهّر من الدّاخل”
  • “الأديان أعظم من مُعتنقيها”
  • “ليس المؤلم أن يكون للإنسان ثمنًا بخس، بل الألم، كلّ الألم، أن يكون للإنسان ثَمن”
  • “الّلجوء إلى الإيمان، بحدّ ذاته، يحتاج إلى إيمان”
  • “الكلمات الطيّبة لا تحتاج إلى ترجمة، يكفيك أن تنظر إلى وجه قائلها لتَفهم مشاعره وإن كان يحدّثك بلغة تجهلها”
  • “اليد الواحدة لا تصفّق ولكنّها تصفع، والبعض ليس بحاجة إلى يد تصفّق له بقدر حاجته إلى يد تصفعه، لعلّه يستفيق!”
  • “الحزن مادة عديمة اللون، غير مرئية، يفرزها شخص ما، تنتقل منه إلى كلّ مكان حوله، يُرى تأثيرها على كل شيء تلامسه، ولا تُرى”
  • “في بلاد أمّي كنت لا أملك سوى عائلة، في بلاد أبي أملك كل شيء سوى عائلة”

إلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقال ملخص رواية ساق البامبو وقد أجبنا فيه عن ملخص رواية ساق البامبو، وتعرّفنا بالكاتب سعود السنعوسي، والجوائز التي استحقّها بعمله المميّز، ثمّ أجبنا على سؤالك سبب تسمية الرواية بهذا الاسم، وانتقلنا معكم إلى اقتباسات مميّزة وردت في الرواية.

المراجع

  1. wikiwand.com , سعود السنعوسي , 12/3/2021
  2. goodreads.com , رواية ساق البامبو , 12/3/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *