ما هو الحيوان الذي يصاب بالحصبة كالإنسان

ما هو الحيوان الذي يصاب بالحصبة كالإنسان فالإنسان هو أكثر الكائنات الحية المعرضة للإصابة بالفيروسات المعدية الموجودة في كل مكان، والتي غالباً ما تنتقل من الكائنات الحية الأخرى إليه، فغالبية الكائنات الحية مثل الحيوانات، قد تكون هذه الفيروسات جزء من دمها، إلا أن تركيبة دمها لا تتأثر بهذا الفيروس إلا في حالات شاذة، وأقرب مثال لنا في العصر الحالي هو فيروس كورونا الذي انتقل إلى الدول الآسيوية عبر الخفافيش وانتشر منها إلى العالم بسرعة كبيرة حتى أصبح أعظم جائحة في العصر الحديث، وكذلك الأمر بالنسبة للحصبة التي تصيب الإنسان وكائن حي آخر يمتلك بعض صفاته، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على هذا المرض ومن هو هذا الحيوان الذي ينتقل له هذا المرض وأنواعه وأوجه شبيه مع الإنسان.

ما هي الحصبة

الحصبة هو مرض تسببه العدوى الفيروسية لفيروس الروبيلا، وهو مرض شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي للإنسان غالبا ما يتعرض له الأطفال، وينتشر هذا المرض إما عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب بالفيروس أو عن طريق الرذاذ في الهواء، والجدير بالذكر أن هذا المرض يعود تاريخه إلى القرن الحادي والثاني عشر الميلادي ولم يكتشف طبياً حتى عام 1911م، ومع ذلك، لم يتم تحضير لقاح له إلا بعد منتصف القرن الماضي حوالي عام 1963م.[1]

أعراض الحصبة

تبدأ الأعراض الواضحة لهذا المرض في حد وسطي بين 7 إلى 14 يوماً، وفي حالات أخرى تصل إلى 23 يوماً، وتظهر هذه الأعراض تدريجياً بشكل غير مريح، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة، وهي التالي:

• الأعراض المبكرة: وهي درجات الحرارة العالية التي تصل إلى 40 درجة مئوية، السعال، السيلان الأنفي، العطاس المتكرر، حرقة في العيون وتدمع متواصل وآلام في مناطق الجسم كافة.
• الأعراض المتقدمة: تبدأ بظهور بقع بيضاء صغيرة في الفم بعد بدأ الأعراض المبكرة بيومين أو ثلاثة أيام، وبعد بدأ الأعراض بأربع أو خمسة أيام يبدأ ظهور طفح جلدي أحمر. عوامل الخطر

الإصابة بالحصبة

يدخل فيروس الروبيلا المسبب للحصبة، عن طريق الفم والأنف والعينين لينتقل بعدها إلى الرئتين فيصيب الخلايا المناعية، ثم تنتقل الخلايا المصابة إلى العقد الليمفاوية لتبدأ بنقل الفيروس إلى خلايا أخرى، وتستمر عملية انتقال الخلايا المصابة عبر الجسم حتى تطلق جزيئات الفيروس في الدم، ينتقل الدم إلى كل أعضاء الجسم ناقلاً معه الفيروس وتنتشر الإصابة.

مضاعفات المرض

تزيد المضاعفات الشديدة بسرعة أكبر للذين يعانون مسبقاً من مشاكل في جهاز المناعة، وأهم هذه المضاعفات فقدان البصر، التهاب الدماغ، الإسهال الشديد والجفاف في الجسم، التهابات قوية، الالتهاب الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى، أما بالنسبة للمرأة الحامل، فهي غالباً ما تفقد جنينها أو يعاني من مشاكل صحية أخرى في حال ولدته.

طرق علاج الحصبة

بشكل عام، لا يوجد علاج لمرض الحصبة، وإنما يبدأ العلاج بالخطوات التالية:

• يمنح لقاح الحصبة خلال 3 أيام من الإصابة. 
• يمنح جرعة من البروتينات المناعية تسمى الغلوبولين المناعي وتؤخذ في غضون ستة أيام من التعرض.
• يتم وصف أدوية مخفضة للحمى مثل تايلينول أو أدفيل.
• يطلب من المصاب الراحة للمساعدة في تعزيز جهاز المناعة. 
• يطلب من المريض الإكثار من السوائل لتعويض الجفاف الحاصل بالجسم.
• يوصف بعض الأدوية للتخفيف من السعال والتهاب الحلق إضافة إلى فيتامين A والمكملات الغذائية.

ما هو الحيوان الذي يصاب بالحصبة كالإنسان

من المثبت علمياً، أن الحيوان الذي يصاب بالحصبة كالإنسان هو القرد، وتعتبر قرود المكاك أكثر أنواع القرود المعرضة للإصابة بهذا المرض، وقد تم إجراء التجارب المخبرية عليها من قبل العلماء بشكل متكرر، ومن الناحية البيولوجية، تعتبر القرود من أكثر الحيوانات على وجه الأرض التي تتميز بخصائص مشتركة مع الإنسان من حيث بنية الجسم وتركيبته، إضافة إلى بعض السلوكيات البدائية، فعلماء الوراثة والباحثين يدرسون سلوكيات القرود لمحاولة فهم أصل السلوكيات البشرية الفطرية والغريزية وفهمها بشكل أفضل.[1]

معلومات عامة عن القرود

فيما يلي نستعرض أهم المعلومات التي تتعلق بهذه الحيوانات الشبيهة بيولوجياً بالبشر وهي:[2]

• التصنيف: تنتمي القرود إلى شعبة الفقاريات وفصيلة الحيوانات الثدية والتي تسمى أيضاً فصيلة الرئيسيات، وتقدر أنواع القرود بنحو 250 نوع تقريباً.
• الانتشار: بشكل عام، تنتشر القرود في الغابات الاستوائية وخاصة في الهند التي تغزو فيها القرود أحياناً الأماكن الآهلة بالسكان، كما أنها منتشرة في أفريقيا وآسيا وأجزاء من أمريكا الوسطى وأوقيانوسيا وجنوب أمريكا،
• أماكن العيش: معظم القرود تعيش بالغابات في أعالي الأشجار، ويوجد أنواع أخرى تعيش في المرتفعات الجبلية والصخرية بشرط توافر الطعام. 
• طريقة العيش: تعيش القرود في مجموعات كبيرة، وغالباً ما تضم المجموعة سلاسة من نوع واحد، فالقرود لا تحب السلالات الدخيلة، وتتسم كل مجموعة بوجود قائد يتغلب على جميع الذكور البالغين ليصبح هو الذكر المهيمن.
• السلوك: تمتلك القرود نوعاً من الطرافة في سلوكها وتحب اللهو طولة الوقت والتطفل على الحيوانات الأخرى، ويوجد بعض الأنواع العدائية منها، ويتسم سلكوها العام بالنشاط المفرط والحركة المستمرة طوال الوقت.
• النمو: تتفاوت أحجام القرود من الصغيرة جداً بحجم الجرذ والتي لا يتجاوز وزنها نصف كيلو غرام، إلى الكبيرة منها بحجم الكلاب مثل الغوريلا.

التكاثر عند القرود وتربية الصغار

من حيث التصنيف، تنتمي القرود إلى فصيلة الثدييات فهي بالتالي حيوانات ولودة وتتكاثر بالاتصال الجنسي بين الذكور والإناث البالغة، وتظهر الذكور الأسلوب العدائي والوحشي لذلك، فهي تعتمد مبدأ الذكر الوحيد المهيمن الذي يقود المجموعة ويتزاوج مع إناثها في مواقيت مختلفة من السنة، فالقردة ليس لها موسم تزاوج محدد، وبعد أن يتولى القيادة، يقتل صغار المجموعة من غير نسله ليضمن حرمان أي ذكر آخر هذه الفرصة في التزاوج مع الإناث، أما في تربية الصغار، اللافت للنظر في سلوك إناث القرود بعد الولادة أمها تظهر سلوك أمومي عاطفي مثل نساء البشر من حيث الاعتناء بالصغار و الرضاعة التي تستمر لمدة عام واللعب مع الصغار وحملها على الظهر أو بقاء الصغير في حضنها حتى ينمو لمدة عامين من ولادته، فهي تنظر إليهم بعشق مثلما تفعل أمهات البشر، طما أمها تضع حياتها على المحك لحماية صغارها.[2]

ما هي أنواع القرود

من خلال النظر في الخصائص البيولوجية لهذه الحيوانات، قام العلماء بتصنيفها إلى نوعين أساسيين، وهما قرود العالم القديم وقرود العالم الجديد، وبال غم من وجود العديد من الخصائص المشتركة والغير مشتركة، إلا أن العلماء اعتمدوا في تصنيفهم للقرود على تركيبة الأنف الظاهرة ووجود الذيل واستخداماته وقدرتها على استخدام اليد.[3]

قرود العالم القديم

وتسمى علمياً simiiformes catarrhini، ومن خصائصها أن لديها أنوف أكثر مواجهة للأمام على غرار البشر، كما أنها تتحكم بأصابع أيديها مثلما يتحكم البشر بأصابع أيديهم، وتحتوي جميعها على ذيول لكنها غير قادرة على الإمساك بشيء وغالباً ما يغطي جسمها الفراء الناعم بعدة ألوان وخاصة اللون الرمادي أو البني كما في قردة البابون الإفريقي، وتضم هذه الفئة حوالي 135 نوعاً ومنها قردة البابون والمكاك والمنغابي والماندريل.

قرود العالم الجديد

وتسمى علمياً Simiiformes platyrrhini، ومن خصائصها المميزة، أن معظمها لها أنوف مسطحة ولها فتحات أنف مستديرة متباعدة، في حين أن أيديها تشبه أيدي البشر، إلا أنها لا تستطيع التحكم بأصابعها مثلهم، أما الذيل، فتستخدمه للإمساك بالأشياء والانتقال عبر الأشجار، ومن الأمثلة الشائعة على هذه الفئة قرد العنكبوت الذي يتميز بوجه وردي اللون وفراء أسود.

الأمراض التي تنقلها القرود إلى الإنسان

هناك الكثير من الفيروسات التي تنتقل إلى الإنسان من البكتيريا الدقيقة، وهي خطيرة للغاية لأننا ببساطة لا نستطيع رؤيتها، فقد نستنشقها مع الهواء أو نشربها مع الماء الملوث دون أن نشعر، ولكن هناك طرقاً للعدوى خطرة للغاية دون أن نشعر، مثل اقتراب الإنسان من الحيوانات التي نراها ودودة كما هو الحال مع القرود، والتي سببت الكثير من الأمراض الخطيرة للإنسان ومنها:[3]

الإيدز

يعود الإيدز، أو ما يعرف باسم متلازمة نقص المناعة المكتسبة، إلى قردة الشمبانزي التي هي إحدى أنواع الغوريلات وأكثر أنواع القردة التي تشبه الإنسان بيولوجياً، وهذا الفيروس يسري في دم الشمبانزي بشكل طبيعي، إلا أنه لا يؤدي إلى نقص مناعة الجسم كما يفعل في دم الإنسان، ويذكر أن مرض الإيدز يدمر جهاز المناعة في الإنسان ويصبح الإنسان عرضة للموت حتى لو أصيب بمرض خفيف مثل نزلة برد. 

فيروس الهربس

فيروس الهربس B، والمعروف علمياً باسم Herpes Virus similar ينتقل عبر عدة أنواع من القرود وخاصة قرود المكاك، وهي من أكثر أنواع القرود المتصلة بشكل مباشر مع الإنسان في المناطق الآسيوية حيث يقيمون ما يعرف باسم (معابد القرود) في الغابات الاستوائية الهندية ونيبال وغيرها، ويذكر أن هذه الأنواع من القرود، لديها انتشار للأجسام المضادة لهذا الفيروس في جسمها بنسبة 80%.

نقاط التشابه بين القردة والإنسان

من الناحية العلمية، أكثر أنواع القرود تشابهاً مع الإنسان من الناحية البيولوجية والحركية وغيرها، هما قردة الشمبانزي وقردة البونوبو الإفريقية الأصل، ويكمن هذا التشابه في عدة نقاط مهمة مثل الحمض النووي والذكاء والذاكرة القوية والتخاطب والشيخوخة والعلاقات الاجتماعية.[4]

الحمض النووي

يتطابق الحمض النووي للإنسان والشمبانزي تقريبًا عند مقارنة العصابات الموجودة على الكروموسومات، وهي حزم الحمض النووي داخل كل خلية تقريبًا، ولكن هناك اختلافاً بسيطاً في الحمض النووي الذي يجعل خلايا الدم الحمراء البشرية عرضة للفيروسات أكثر من دم الشمبانزي المقاوم لها.

الذكاء

يظهر الجانب الدماغي من قبل قردة الشمبانزي والبونوبو الذكاء في التصرفات مثل البشر، فهم يستخدمون عقولهم في التدابير اليومية   فمثلاً، قد تراها تمسك بحجر وتضرب على حبة الحوز وتكسرها، أو تراها تستخدم الحيل لتخرج النمل من أوكاره في باطن الأرض لتأكله أو لتسرق الطعام من غيرها وما إلى ذلك، وهذا مثال بسيط لعدة تصرفات والتي تشبه تصرفات الإنسان إلى حد كبير جداً وتنم عن ذكاء موجود.

التخاطب

جميع القردة الأقرب في تصرفاتها إلى الإنسان تتخذ سلوكاً مشابهاً في التعبير عن حالتها، فلغة التخاطب لا تضم فقط الكلام، وإنما تضم أيضاً التخاطب الجسدي، فقد تراها تعانق بعضها كدليل على التعاطف، كما أنها تحزن وتفرح وتضحك إذا دغدغتها. 

ذاكرة قوية

وهذه من الخصائص القوية جداً في هذه القرود، فهي تتمتع بذاكرة قوية كما الإنسان، وقد وجد الباحثون وعلماء الأحياء أنه أحيانا تكون ذاكرة القرود أقوى من ذاكرة الإنسان في بعض الأمور. 

التأثر بالشيخوخة

وهي من أشد الصفات غرابة من حيث شدة شبهها مع التطورات البيولوجية للإنسان  فهو تتقدم في العمر شكلياً مثل الكبر وتجعد البشرة وتظهر نمط سلوكي كما لو أنها شخص وصل إلى سن الشيخوخة بالفعل.

العلاقات الاجتماعية

تستغرق عادة القرود حوالي السنتين أو ثلاث سنين حتى تنضج وتصل إلى سن البلوغ، ولكن الفترة الأكثر تأثيرا بها هي التي تكون فيها مع أمها وهي صغيرة، حيث أنها تكون علاقات اجتماعية مع بعضها فتلهو وتلعب وتساعد وتقوم بجميع الأنشطة التي يقوم بها الطفل البشري في مراحل نموه الأولية.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو الحيوان الذي يصاب بالحصبة كالإنسان والذي تعرفنا من خلاله على مرض الحصبة وأسبابه وأعراضه ومضاعفاته وطرق العلاج منه، كما تعرفنا على الحيوان الذي يصاب بهذا المرض مثل الإنسان وكل المعلومات التي تخص هذا الكائن.