سيرة عمر بن الخطاب مختصرة

سيرة عمر بن الخطاب مختصرة هي السيرة التي تذكر كلّ جوانب حياته منذ ولادته إلى مماته، مرورًا بإسلامه وهجرته مع المسلمين، وخلافته بعد أبي بكر إلى وفاته، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، الذين من واجب المسلمين التعلم من سيرتهم وحياتهم، فهم خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعون، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ تقديم سيرة الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

سيرة عمر بن الخطاب مختصرة

عمر بن الخطاب هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وفي كعب يجتمع نسبه من نسب النبي صلى الله عليه وسلم، أمّه هي حنتمة بنت هشام المخزومية وهي أخت أبو جهل، يلقّب بالفاروق عمر، ويكنّى أبو حفص، وقد سمي بالفاروق لأنّه يفرّق بين الحق والباطل، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أحد السباقين للإسلام، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من قيل له أمير المؤمنين، وهو واحدٌ من العشرة المبشرين بالجنة، ويعدّ من علماء الصحابة وزهّادهم، وهو من وضع التقويم الهجري وأول من عمل به.[1]

شاهد أيضًا: ماهي السورة التي بسببها اسلم عمر بن الخطاب

نشأة عمر بن الخطاب

أولى مراحل سيرة عمر بن الخطاب مختصرة هي نشأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل الإسلام، حيث نشأ في مكّة المكرمة وتربى في ربوعها، بين أهله وأبناء عشيرة بني عدي بن كعب، وقد شب عمر بن الخطاب كغيره من فتيان قريش وساداتها يدين دين الوثنية، وقد عاش في صغره حياة الفقر والعوز، وشدّة العيش وقسوته، ولما شدّ عوده عمل بالرعي والتجارة، والتي كانتا من المهن التي يفتخر بها العرب، وامتازت بها قريش، وكان قد امتلك ثروةً كبيرة بعد إسلامه، وهو من أسندت له قريش شؤون سفارتها في الجاهلية، لصواب رأيه ورجاحة عقله.[2]

إسلام عمر بن الخطاب

بعد أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام والدعوة إليه، كان عمر بن الخطاب ممّن حاربوا الإسلام في أوله، حتّى أسلم في شهر ذي الحجة من السنة السادسة من البعثة النبوية، وكان عمره سبع وعشرين سنة، وذلك بعد أن أسلم حمزة بن عبد المطلب، وقد كان عمر الرجل الأربعين في الإسلام، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له أن يعزّ الإسلام بأحد العمرين، ابن الخطاب وابن هشام، وروي أن عمر استل سيفه وأراد أن يتخلص من النبي ليصادفه رجل ممن أخفوا إسلامه ويخبره عن إسلام أخته وزوجها فتوجه إليهما ليسمع القرآن من سورة طه، وليرق قلبه، ثم يتوجه إلى دار الأرقم ويعلن إسلامه.[2]

أسرة عمر بن الخطاب

كان عمر بن الخطاب يولي أسرته اهتمامًا شديدًا، وقد كان يراقب أهل بيته ويحثهم على الالتزام بالدّين، وقد ورد في السيرة أنّه تزوج أربعة عشر امرأة، وبعد الإسلام تسع نساء فقط، ولم يكنّ جميعًا على ذمّته بل منهن من طلقهن ومنهن من توفين عنه، وقد أنجبن له عشرةً من الذكور وسبعةً من البنات، ومن زوجاته أم كلثوم بن علي بن أبي طالب، وعاتة بن زيد وجميلة بنت ثابت، ومن أولاده عبد الله وعبد الرحمن، وعبيد الله وعاصم وزيد وعبد الرحمن الأوسط، وعبد الرحمن الأصغر، وزيد الأصغر وعبد الله الأصغر، ومن بناته، حفصة أم المؤمنين وفاطمة وعائشة وصفية وجميلة ورقية زينب.

شاهد أيضًا: كيف توفي الخليفة عمر بن الخطاب

هجرة عمر من مكة إلى المدينة

لما أذن الله سبحانه وتعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم وللمسلمين بالهجرة من مكة إلى المدينة هربًا من بطش المشركين وأذاهم، فكانت هجرة المسلمين سرًّا، إلا أنّ عمر بن الخطاب عندما هاجر تقلد سيفه ورحمة، ومضى إلى الكعبة وطاف بها، ثم صلّى في المقام ولمّا انتهى نادى بأعلى صوته: “شاهت الوجوه لا يرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمّه وييتم ولده وترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي” فلم يلحق به أحد، ولما وصل المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاذ بن عفراء، وقيل مع عتبان بن مالك.

مناقب عمر في عهد النبي

كان عمر بن الخطاب يحب النبي صلى الله عليه وسلم حبًا كبير، وله في قلبه منزلةً لا تدانيها منزلة، وهو أحب إليه من نفسه، وقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “دخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو مضطَجِعٌ على سَريرٍ مُرمَلٌ بشَريطٍ، وتحت رأسِه وِسادةٌ من أَدَمٍ، حَشوُها ليفٌ، فدخَلَ عليه نفَرٌ من أصحابِه، ودخَلَ عمرُ فانحَرفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ انحرافه فلم يَرَ عمرُ بين جَنبِه وبين الشَّريطِ ثوبًا، وقد أثَّرَ الشَّريطُ بجَنبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فبَكى عمرُ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما يُبكيكَ يا عمرُ؟ قال: واللهِ ما أَبْكي إلَّا أنْ أكونَ أعلَمُ أنَّكَ أكرمُ على اللهِ من كِسْرى، وقَيصَرَ، وهما يَعيثانِ في الدُّنيا فيما يَعيثانِ فيه، وأنتَ يا رسولَ اللهِ بالمكانِ الذي أَرى، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَا تَرْضى أنْ تكونَ لهمُ الدُّنيا ولنا الآخرةُ؟ قال عمرُ: بَلى، قال: فإنَّه كذاكَ”.[3]

شاهد أيضًا: تم اختيار الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة

عمر بن الخطاب عند وفاة النبي

من أبرز مواقف سيرة عمر بن الخطاب مختصرة هو لمّا سمع الصحابة الكرام نبأ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مواقفهم متباينة بين مصدّقٍ وبين مكذب، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصيح بالنّاس ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يقول من قال إن النبي قد مات لأقطعن عنقه، وذلك من حزنه على النبي صلى الله عليه وسلم، حتّى خرج أبو بكر وكان قد رأى النبي، فهدأ عمر، وقال أبو بكر رضي الله عنه: إلا من كان يعبد محمدًا فإنّ محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فالله حيٌّ لا يموت.

عمر بن الخطاب في عهد أبو بكر

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، تولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة، وقد بايعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان سببًا في إخماد نار الفتنة وإزالة أسباب الشقاق بين المسلمين، وكان عمر مستشارًا لأبي بكر في خلافته، فأشار عليه بجمع القرآن بسبب وفاة الحفظة في الحروب التي يخوضها المسلمون، وقد أعانه في القضاء، وكان يخلفه في المدينة عند خروج الصديق منها رضي الله عنهما.

شاهد أيضًا: لقب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ب

خلافة عمر بن الخطاب

عند مرض أبي بكر شاور كبار الصحابة وسألهم عن عمر بن الخطاب فكان رأيهم واحدًا فنعم الرجل عمر، وكتب أبو بكر كتابًا يُقرأ على الناس في المدينة، يستخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المسلمين، وقد أخبره بخطوته اللاحقة، ليكمل على الدرب نفسه وجعل له وصيّةً بأن يتقي الله في عمله، فكان عمر نموذجًا فريدًا للحاكم، فكان زاهدًا ورعًا يخرج ليلًا يتفقد أحوال المسلمين، ويتلمس حاجاتهم، وكان يترفع عن أموال المسلمين، وكانت نفقته ونفقة عياله درهمين فقط، وقد كان أول من سمي أمير المؤمنين، واتسم عهده بالإنجازات الإدارية والحضارية والفتوحات العظيمة، فاتخذ الدواوين، وأنشأ بيت المال، وأقام المدن الجديدة، وفتح في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس، وبني في عهده البصرة والكوفة، وهو من أخرج اليهود من الجزيرة العربية.

أبرز صفات شخصية عمر

في سيرة عمر بن الخطاب مختصرة لا بدّ من بيان صفات شخصية عمر بن الخطاب، فمن صفاته الخَلقية أنّه طويل القامة متين البنية، وهو شديد الحمرة، كان حسن الوجه غليظ الكفّ والقدمين، وكثيف السبلة وطويل الشعر، وقد كان يمتاز أنّه أعسر وأيسر، وكان يمشي إذا مشى بسرعة ويطأ الأرض بشدة، وقد كان أصلعًا ينحسر عن رأسه الشعر، وهو جهوري الصوت، ومن صفاته الخُلقية أنّه كان شديد الحكمة والفطنة، وكان ذو هيبةٍ ووقار، وكان يمتاز بزهده وصبره وكرمه وشجاعته إقدامه، وكان يقف عند أوامر الله ويقضي بالعدل بين المسلمين، وهو متواضعٌ مرح، يسمع الحق ويقبله ويحب ذكر الله ويخشاه.

وفاة عمر بن الخطاب

بقي عمر بن الخطاب يتمنّى الموت شهيدًا في حياته، وكان يدعو الله بذلك على الدوام، وقد تحقق له ما دعا وتمنى، ففي صلاة الفجر في يوم الأربعاء في 26 من شهر ذي الحجة في العام 23 للهجرة، تربص به أحد المجوس وهو أبو لؤلؤة المجوسي، ولمّا سجد طعنه بخنجرٍ كان معه وطعن معه اثني عشر صحابيًا مات بعضهم وعاش آخرين، ولما أمسك المسلمون به طعن نفسه ومات، وقبل موت عمر رضي الله عنه اختار ستة من الصحابة ليكون أحدهم الخليفة من بعده، وبقي عمر يصارع الموت ثلاثة أيّام حتى مات رضي الله عنه ودفن بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه.

سيرة عمر بن الخطاب مختصرة pdf

إنّ عمر بن الخطاب أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبرز الشخصيات الإسلامية على مرّ التاريخ، وفيما يأتي سيتمّ تقديم سيرة عمر بن الخطاب مختصر قابلة للتحميل pdf والتي يمكن تحميلها “من هنا“.

سيرة عمر بن الخطاب doc

كذلك سيتمّ تقديم سيرة عمر بن الخطاب بملف doc لمن يرغب بتحميلها وتعديلها وتنسيقها، وبالإمكان تحميل السيرة كاملة “من هنا“.

بهذا نختتم مقال سيرة عمر بن الخطاب مختصرة، والذي عرف بعمر بن الخطاب رضي الله عنه منذ ولادته، ونشأته وإسلامه وهجرته، ومواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم وخلافته واستشهاده رضي الله عنه.

المراجع

  1. marefa.org , عمر بن الخطاب , 31/03/2022
  2. islamstory.com , عمر بن الخطاب , 31/03/2022
  3. تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط/ أنس بن مالك/ 12417/صحيح لغيره

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *