خطوات التفكير الناقد

خطوات التفكير الناقد من الخطوات الضرورية جداً في حياتنا، فأحيانا يصعب علينا  اتخاذ القرار في بعض القضايا التي تعترضنا بشكل يومي، فالتفكير الناقد يساعدنا على البحث في القضية المطروحة وتحليل الإيجابيات والسلبيات فيها بعد جمع المعلومات ذات الصلة بالقضية، للوصول إلى بناء حجج موجزة ومنظمة جيدًا في ظل عقل منفتح وغير متحيز، وفي هذا المقال عبر موقع المرجع سنتكلم عن خطوات التفكير الناقد ومهامها لإغناء فكر القارئ بكل ما يخص هذا الموضوع.

تعريف الفكر الناقد 

يعرف التفكير النقدي على أنه عملية ذهنية تساهم في تحليل الحقائق لفهم مشكلة ما تعترضنا أو أي موضوع بدقة، وتتضمن هذه العملية عادةً خطوات عدة مثل جمع المعلومات والبيانات حول القضية، إضافة إلى طرح الأسئلة المدروسة  حولها وكيفية تحليل هذه الحلول، وعلى سبيل المثال، إذا كنت تعمل في مجال الموارد البشرية وتعرضت لموقف فيه شجار بين شخصين هم موظفين في نفس مكان العمل، فأنت تحتاج إلى حل هذا النزاع، ولذلك أنت حتما ستضطر لاستخدام التفكير النقدي لفهم طبيعة الصراع بين الطرفين، إضافة إلى معرفة الإجراء الذي يجب اتخاذه لحل هذا الموقف، فالتفكير النقدي هو القدرة على إصدار الأحكام الجيدة وتحليل الأشياء المحيطة من منظور أعمق، ولذلك يعمد المفكرون النقديون إلى مبدأ التشكيك في كل شيء محيط حولهم، والسعي لمعرفة الأشياء بتفاصيلها.[1]

شاهد أيضاً: خطوات البحث العلمي

خطوات التفكير الناقد

تعتبر خطوات التفكير النقدي أحد المفاهيم المحددة نحو تحسين الذات، حيث تتيح لنا هذه العملية معرفة المهارات بشكل أفضل، وتعريفنا بالفجوات التي نحتاج إلى سدها من أجل الصعود لأعلى بالنفس، وهذه المهارة لا نستطيع سقلها بسرعة، فهي تحتاج ربما إلى سنوات لإغناء فكرنا بها، وتتكون هذه الخطوات من ثمانية خطوات رئيسية سنذكر كل منها على حدة للتوسع بها.[1]

تحليل الموقف

يعتبر تحليل الموقف هو حجر الأساس والخطوة الأساسية الأولى في التفكير النقدي، والذي يعتمد على الرؤية المحايدة لفك جميع العقد، وأثناء عملية التحليل هذه يجب ألا تدع عقلك هو الغالب على أي فكرة حتى لا يقيد عملية تفكيرك، فيبدأ العمل أولاً بتقسيم الموقف إلى أجزاء بسيطة، وهذا يتطلب عقلية منفتحة وواسعة لبدأ العملية الحاسمة، وبهذه العقلية يمكنك تحليل كل العوامل  الموجودة واحدة تلو الأخرى.

تحديد المشكلة

تحديد المشكلة تتطلب انتباه وتركيز عالي، والذي يعني بالتالي أنه من خلال إجراء التحقيق المفصل يجب تحديد الشريحة والعمل لتتمكن من الحصول على أفضل النتائج،  في هذه الخطوة، فمثلاً اذا كنت غير قادر على الدراسة، فعليك أن تطرح بعض العوامل التي تشك في أنها مسؤولة عن فقدان التركيز مثل قلة الاهتمام، وهنا النقطة الرئيسسة وهي أن تبحث عن العامل الذي يؤثر في الوقت الحالي على تركيزك.

جمع المعلومات

فبعد أن تقوم بإجراء عمليات التحليل المتبعة والتعريف بها لا بد من تجميع المعلومات، ليبدأ العمل الجاد بعد جمع كل المعلومات حول حل المشكلة التي حددتها بعد التأكد من أنها من مصدر موثوق، ولضمان ذلك يمكنك زيارة مواقع الويب أو المدونات المشهورة بمصداقية محتواها. 

دراسة المعلومات

وفي هذه المرحلة يتم دراسة الكم الهائل من البيانات التي تم جمعها، فإن فحص هذه المعلومات هو بدافع اكتساب المعرفة وتحليل القضية التي نحن بصدد دراستها بشكل معمق بأفضل طريقة ممكنة، وأثناء دراسة هذه البيانات  أن نضع في الاعتبار أنه يجب أن يكون التركيز محددًا ولا نفوت أي تفاصيل.

ربط النقاط

لمعالجة المعلومات التي حصلت عليها بأفضل طريقة، عليك ربط النقاط وذلك لتشكيل بنية ذات مغزى من هذه البيانات، وذلك لتكوين فهم وافي للمعلومات المأخوذة، كما يمكنك اختيار رسم مخططات انسيابية لتسهيل المهمة، أو وضع خرائط ذهنية أو تمثيلات بيانية، وبمجرد إنشاء هذا النموذج الفعال للبيانات، يمكنك استخدامه لاستخلاض كل ما تعلمته لاستخلاص النتيجة، والتي تتناسب مع متطلباتك بأفضل الطرق الممكنة.

تطبيق النتائج المحققة

فمثلا عند التفكير في أن الاستماع إلى الموسيقى أثناء الدراسة   قد يفيدك في زيادة مستوى تركيزك، فهذه النتيجة مفيدة فقط عندما نقوم بإدارتها للاستخدام، ومن هنا تأتي أهمية هذه النقطة المحققة في الممارسة العملية. 

جمع الملاحظات

فمن المهم جدا جمع الملاحظات، وذلك من أجل إغلاق عملية التفكير النقدي هذه الخاصة بك، ويمكنك أن تدرك وقتها ما إذا كانت النتيجة المستخلصة فعالة أم لا وذلك بمجرد أن تبدأ في تنفيذها، وبعد الحصول على النتيجة عليك أن تبدأ في تطبيقها على نفسك، وتقيّمها بعمق لمعرفة إذا كانت النتيجة مفيدة لك أم لا. 

التصرف وفقا للملاحظات 

إذا وافقت ملاحظاتك على النتيجة وكانت ناجحة في تلبية متطلباتك، فيمكنك الاستمرار في استخدامها عدة مرات في الممارسة العملية للمواقف المشابهة، ولكن إذا فشلت في مساعدتك، فيتوجب عليك البحث عن نتيجة أخرى قد تلبي احتياجاتك، ومن أجل استخلاص نتيجة أخرى مفيدة لك، لا يشترط عليك إعادة العملية بأكملها مرة أخرى، وإنما عليك فقط الانتقال إلى الخطوة الخامسة مباشرة والتي هي ربط جميع النقاط بالطريقة المنهجية، كما يمكنك إعادة النظر بالنموذج الذي سبق وقمت بتطويره، ويمكنك أيضاً تعديل النتيجة مع الأخذ في الاعتبار تضمين الخيارات الأخرى.

مهارات التفكير الناقد

عادة ما يعتمد التفكير النقدي على استخدامك لقدرتك على التفكير،  والذي يتعلق بكونك متعلمًا وليس متلقيًا سلبيًا للمعلومات، ويعتمد التفكير النقدي البناء على مهاراتك في هذا التفكير، والتي تعتبر حجر الزاوية في تطوير الذات وتحسينها. وفي ما يلي سنذكر لك مهارات التفكير الناقد المطلوبة لضمان جودة تفكيرك وهي الآتي:[2]

  • التحليل: وهي القدرة على جمع المعلومات ومعالجتها والمعرفة الوافية لها.
  • التفسير: الذي يفيد في استنتاج معنى المعلومات المعالجة.
  • الاستدلال: وهو تقييم ما إذا كانت هذه المعرفة التي تمتلكها كافية وموثوقة.
  • التقييم : الذي يعني قدرتك على اتخاذ القرارات في ضوء المعلومات المتاحة.
  • التفسير: وهو توصيل النتائج والاستدلال عليها بوضوح.
  • التنظيم الذاتي: الذي يعد الدافع لرصد طرق تفكيرك و استمراره في تصحيحها.
  • الانفتاح: الذي يعني مراعاة الاحتمالات المطروحة وتقبل وجهات النظر الأخرى.
  • حل المشكلات: وهي قدرتك على معالجة المشكلات الغير متوقعة وحلك للنزاعات القائمة.

اهمية التفكير الناقد

يتردد السؤال دائماً عن أهمية التفكير النقدي، وتكمن الإجابة على هذا السؤال في الأسباب التالية:[3]

  • التفكير النقدي شامل: فالتفكير النقدي يعتبر مهارة تفكير عامة في كافة المجالات، والذي يعني أنه مهما كان نوع المسار أو المهنة التي تتبعها، فإن هذه المهارة ستكون ذات صلة ومفيدة دائمًا لنجاحك. 
  • حاسمة بالنسبة للاقتصاد: من حيث أنه يعتمد مستقبلنا على تطور التكنولوجيا والمعلومات والابتكار، ولذلك نحتاج إلى التفكير النقدي لاقتصادنا سريع النمو بغية حل المشكلات التي تواجهنا بأسرع ما يمكن وبفعالية أكبر.
  • تحسين اللغة ومهارات العرض: بهدف التعبير عن أنفسنا بطريقة أفضل، فنحن نحتاج إلى التعرف على كيفية التفكير بوضوح ومنهجية، إضافة إلى معرفة كيفية تفكيك النصوص وذلك لتحسين قدرتنا على الفهم.
  • يعزز الإبداع: فمن خلال هذه الممارسة فنحن نسمح لأنفسنا  بحل المشكلات، إضافة إلى التوصل إلى أفكار جديدة تكون خلاقة ومبتكرة اكثر للقيام بذلك.
  • مهم للتأمل الذاتي: فنحن بحاجة إلى هذه المهارة وذلك للتعبير عن ذاتنا، وتبرير طرق حياتنا وآرائنا. حيث يوفر لنا التفكير النقدي هذه الأدوات لتقييم أنفسنا في ظل الطرق التي نحتاجها.
  • أسس العلم والديمقراطية: فالحصول على الديمقراطية وإثبات الحقائق العلمية يحتاج إلى التفكير النقدي، ولذلك يجب دعم النظريات بالمعرفة بغية العمل بشكل فعال في المجتمع.

فوائد التفكير الناقد

إن التفكير النقدي مفيد جداً للمجتمع ككل، ولا تقتصر فوائده على المستوى الشخصي، وتتلخص فوائده لنا في النقاط التالية:[3]

  • النجاح الوظيفي: فالتفكير النقدي أمر مهم جدا للعديد من المسارات الوظيفية التي لا تقتصر على العلماء فقط، وإنما تشمل المحامين، الأطباء، المراسلين، المهندسين، المحاسبين والمحللين وغيرهم عند استخدامهم التفكير النقدي في مناصبهم.
  • صنع قرار أفضل: فالتفكير النقدي يجعلك تتخذ أفضل القرارات، فعادة كانت تتم هذه العملية دون وعي، لكن بمساعدة التفكير النقدي سيكون تفكيرك مستقل، وتتمتع بالشعور بالثقة.
  • يجعلك أكثر سعادة وتوافق مع ذاتك: حيث أن التفكير النقدي يساعدك على فهم نفسك بشكل أفضل، مما يساعدك على تجنب أي نوع من المعتقدات السلبية أو المقيدة، إضافة إلى التركيز أكثر على نقاط قوتك.
  • تكوين آراء مستنيرة: تأتي حاجتنا لاستخدام مهارات التفكير النقدي في أنها تساعدنا في التأكد من أن آرائنا كانت مبنية على الحقائق. 
  • مواطنين أفضل: إن عمل المفكرين الناقدين يحسن العالم ويصنع من الأشخاص مواطنين أفضل، وذلك لأنهم قادرون على رؤية الصورة كاملة دون الانغماس في التحيزات والدعاية.
  • يحسن العلاقات: فأن تكون مفكرًا ناقدًا، هذه بحد ذاته  يسمح لك أن تفهم منظور الآخرين للحياة والقضايا بشكل أفضل، كما يساعدك أيضا على أن تصبح أكثر انفتاحًا وديناميكية تجاه الآراء ووجهات النظر المختلفة.
  • يعزز الفضول: فكونك مفكر نقدي سيكون الفضول جانب أساسي من شخصيتك، فالتفكير النقدي يحفز لك حب المعرفة والرغبة في معرفة المزيك من خلال طرح الأسئلة المتكررة في كل موقف.
  • يسمح للإبداع: فالمفكرون النقديون مبدعون للغاية، حيث إنهم يتطلعون باستمرار للمضي قدمًا في الأمور، والذي يعتبر أمر بالغ الأهمية في القوى العاملة.
  • يعزز المهارات: حيث يميل المفكرين النقديين بغريزتهم الطبيعية إلى حل المشكلات، كما أنهم يتحلون بالصبر والالتزام اللازمين لحل المشكلة.
  • تنشيط العقل: تحتاج أذهاننا تمامًا مثل عضلاتنا إلى التمرين والتحدي من أجل أن تكون قوية، فالتفكير النقدي يشبه النشاط العقلي إلى حد كبير ويجب ممارسته باستمرار،حيث أنه يطور المهارات كالتفكير المنطقي والانفتاح الذهني واتخاذ القرار.
  • يخلق الاستقلال: فالتفكير النقدي يدفعنا لأن نفكر بأنفسنا من حيث أننا نثق في أنفسنا أكثر فهو المفتاح لخلق الاستقلال، فهي مثلا تشجعنا على اتخاذ القرارات الخاصة وتكوين الآراء الخاصة.
  • مهارة الحياة: فلا تقتصر أهمية التفكير النقدي على التعلم، بل تشمل كل جوانب الحياة بشكل عام، والتعليم  بحد ذاته ليس مجرد طريقة نعد بها أنفسنا للحياة، بل يتعدى هذا المفهوم كونه هو الحياة نفسها، وهي عملية مستدامة  تستمر مدى الحياة.

شاهد أيضاً: خطوات البحث العلمي بالترتيب

تمارين على التفكير الناقد

تساهم التمارين على التفكير الناقد لتقوية مهارات التفكير النقدي لدينا، وخاصة المهارات المهنية والتي هي التزام طويل الأمد، وستساعدك هذه التمارين التالية على بناء  تفكيرك النقدي وتقويته:[4]

تمرين عن كيفية مواجهة القادة للتحديات وحلها في التفكير الناقد

والهدف من هذا التمرين أن تعرّض نفسك لأفكار جديدة وتجارب جديدة، كما يمكنك اكتساب نظرة ثاقبة عن نجاحات القادة المختلفين وعن إخفاقاتهم أيضاً، والهدف منه أيضا تشجيعك على القراءة المعمقة للمواد الجديدة المثيرة لتفكيرك كل يوم، والذي سيساعد في توسيع قاعدة المعرفة في عقلك.

تمرين تحليل المنافسين بمساعدة التفكير الناقد

والذي يسعى ليوسع عقلك وبناء الفرصة لشركتك للتغلب على شركات المنافسين، ويتم ذلك بتوجه الأسئلة لنفسك لدراسة منافسيك والتي من خلالها تستطيع وصف استراتيجياتهم، وكيف وأين المواضع التي يجنون منها المال وكيف ولماذا يربحون ويخسرون، ومن خلال الإجابة على هذه الأسئلة ستتوصل لفهم مجموعات العملاء وستتعلم كيف تفعل الشيء نفسه لشركتك، كما ستحدد الفرص المتاحة لشركتك في التغلب على منافسي، كما يمكنك إشراك زملائك في هذا التمرين  من الذين يواجهون العملاء وذلك لاكتساب رؤيتهم حول الاستراتيجيات وفرص المنافسين.

تمرين رسم النجاحات بمساعدة التفكير الناقد

ويعمل هذا التمرين من خلال فحص المنطق والافتراضات الخاصة بك، إضافة إلى مقارنة النتائج المتوقعة بالنتائج الفعلية، وذلك لتكتسب نظرة ثاقبة تساعدك في عملية صنعك للقرار وتحديد نقاط القوة والضعف في تفكيرك النقدي حول الموضوع، وللقيام بذلك بادر إلى تسجيل القرارات الرئيسية والنتائج المتوقعة وذلك للرجوع إلى هذه الإدخالات والاستفادة منها بمرور الوقت، وهذا سيساعدك في تحديد مدى الفعالية في اتخاذك للقرار.

وبعد هذا الكم الهائل من المعلومات وصلنا إلى نهاية مقالنا، والذي كان بعنوان خطوات التفكير الناقد التي شرحناها بالتفصيل، إضافة إلى تعريف التفكير الناقد والتكلم عن مهاراته وأهميته وفوائده للإنسان والمجتمع مع ذكر بعض التمارين.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *