هل الشاي يسبب النقرس

هل الشاي يسبب النقرس ذلك المرض المزعج الذي يأتي على شكل نوبات من الألم، تدفع مرضى النقرس إلى البحث عن علاجٍ وقائيٍّ لتلك الهجمات النارية من التي تصيبهم، لذلك سنتعرف اليوم في مقالنا عبر موقع المرجع على داء النقرس وأعراضه وأسبابه، وعن تأثير دور الشاي في علاجه، مرورًا لعرض أفضل نظامٍ غذائيٍّ يمكن لمرضى النّقرس اتباعه.

ما هو داء النقرس

تستيقظ ليلًا، إثر ألمٍ مبرحٍ في مفاصلك، وشعور حارق وتورّم في إبهام قدمك، حتى أنّ أدنى ثقلٍ كالملاءة قد يكون لا يحتمل، هذه هي بعض الأعراض المصاحبة لداء النّقرس، بعبارةٍ أخرى هو أحد أشكال الالتهاب التي تصيب مفاصل الجسم، وبشكلٍ خاصٍّ مفصل إصبع القدم الكبير، بالإضافة لإصبع القدم الصغرى والكاحل والمرفق والركبة. يأتي الألم على شكل نوباتٍ أو هجمات ليلية في معظم الأوقات، وقد تستمرّ لعدة أيام، يليها فتراتٌ متفاوتة الطول من الراحة.

والسبب الرئيسي لحدوث النقرس هو تجمّع بلّورات اليورات في المفاصل، ممّا ينتج عنه الألم الشّديد، أمّا عن مصدر البلّورات؛ فهي تنتج عن تحلّل حمض اليوريك (البوليك) وتسرّبه من الكلى إلى الدّم بعد إنتاج كميّاتٍ مفرطةٍ منه، أو لبطئ تخلّص الكلى منه مع البول، فيتحوّل الحمض إلى بلّورات اليورات الإبرية وتتراكم في أحد المفاصل أو الأنسجة المحيطة به، فيتسببّ بالألم والالتهاب. ويدخل حمض البوريك الجسم عن طريق تكسّر البورينات، وهي موادٌ تتواجد في بعض الأغذية كاللّحوم الحمراء والمأكولات البحريّة مثل السّردين والمحار والإسقلوب، وشرب البيرة والمشروبات المحلّاة بحمض الفركتوز.[1]

شاهد أيضًا: افضل علاج للنقرس مجرب 2021 وأهم أعراض الإصابة بمرض النقرس

هل الشاي يسبب النقرس

ممّا سبق يمكن الاستنتاج أن للنّمط الغذائي اليومي دورٌ كبيرٌ في التأثير على شدة الإصابة بداء النقرس، وطريقة علاجه أو حتى الوقاية منه. وفيما يتعلّق بالإجابة عن هل الشاي يسبب النقرس فقد كثرت الدراسات لتحديد تأثيره المباشر على داء النقرس، وذلك من خلال دراسة العلاقة بين شرب الشاي ومستويات حمض اليوريك في الدّم، والتي خلصت إلى ما يلي:[2]

  • إنّ استهلاك الشاي لا يتسبب بالإصابة بداء النقرس لعدم ارتباطه بتغييرات مستوى حمض اليوريك في الدم.
    في حين خلصت دراساتٌ أخرى وإن كانت ما تزال محدودةً إلى الدّور الإيجابيّ للشاي وخصوصًا الشاي الأخضر في خفض مستويات حمض اليوريك في الدّم، وتقليل نسبة تصفية حمض البوليك من الكليتين، بالإضافة لمحتواه العالي من مضادات الأكسدة، وبشكل خاص مركب Epigallocatechin gallate (EGCG) ، فهو يساعد على تثبيط أنزيم أوكسيديز الزانثين، ممّا يقللّ من نسبة كلٍّ من الأكسجين التفاعليّ وحمض اليوريك في الجسم.
  • وفي دراسةٍ أُجريت على الفئران أظهرت النتائج التأثير الوقائيّ الكلويّ لمستخلصات الشّاي الأخضر والأسود لدى الإصابة بفرط إفراز حمض اليوريك في الدّم.

ولكن بشكل عام لا تزال الدراسات حول تأثير الشّاي الأخضر على الإصابة بداء النقرس والعلاقة بينهما محدودةً بعض الشيء وبحاجة لمزيد من الأبحاث.

شاهد أيضًا: هل الشاي الاخضر يرفع الضغط وكيفية تفادي مخاطره

العلاقة بين داء النقرس والمشروبات

كما سلف، فإن المسبب الرئيسي لداء النقرس هو تشكل بلّورات حمض اليوريك في المفاصل أو الأنسجة المحيطة بها، وبذلك فإن البيورينات التي تتفكك لتشكّل حمض البوليك تلعب دورًا هامًّا في الإصابة بداء النقرس وما يرافقه من آلامٍ. ويتعلق محتوى الجسم من البيورينات بما يدخله عبر الغذاء، فهناك بعض الأغذية والمشروبات الغنية بالبيورينات، في حين تتواجد أغذيةٌ أخرى تقللّ من نسبة الإصابة به. وإليكم أهمّ الأغذية والمشروبات ذات التّأثير المباشر في الإصابة بداء النقرس:[3]

  • تأثير البيرة على داء النقرس: لطالما حذّر الأطّباء المرضى المهيئين للإصابة بهجمات داء النقرس القوية من شرب البيرة بسبب احتوائها على نسبةٍ عاليةٍ من الكحول والخميرة، ولارتفاع نسبة البيورينات فيها وبشكلٍ خاصٍّ الغوانوزين الذي يعدّ البيورين الأسهل امتصاصًا في الجسم.
  • تأثير الكحول على داء النقرس: بشكلٍ مشابهٍ للبيرة، يمكن لجميع المشروبات الكحولية زيادة شدّة داء النقرس من خلال محتواها العالي من البيورينات أولًا، ولقدرتها على إعادة امتصاص حمض اليوريك من الكلى إلى الدم ثانيًا، مما يرفع نسبتها ويتسبّب بحدوث نوبات النقرس.
  • تأثير المشروبات الغازية على داء النقرس: يرتبط تأثير المشروبات الغازية على داء النقرس بمحتواها العالي من المُحلّيات وبشكلٍ خاصٍّ سكّر الفركتوز، ممّا يزيد من خطر الإصابة بداء النقرس، في المقابل أشارت الدراسات إلى عدم ارتباط المشروبات الغازية الدايت أو غير المحلّاة بحدوث نوبات النقرس.
  • تأثير عصير البرتقال على داء النقرس: بشكلٍ مشابهٍ للمشروبات الغازية يحمل عصير البرتقال تأثيرًا سلبيًّا فيما يخصّ داء النقرس بسبب محتواه الطبيعي والعالي من سكر الفركتوز الذي ثبت تأثيره بزيادة خطر الإصابة بداء النقرس.
  • تأثير الكافيين على داء النقرس: يمكن اعتباره سلاحًا ذو حدين، ففي حين استنتجت بعض الدراسات التأثير الإيجابي للكافيين في الحماية من داء النقرس إلا أنّ للشرب المفاجئ للكافيين تأثيرًا سلبيًّا؛ فقد يؤدي الشرب لكميّاتٍ كبيرةٍ من الشاي أو القهوة إلى هجماتٍ مفاجئةٍ من النّقرس.
  • مشروبات الطاقة وداء النقرس: تتميز مشروبات الطاقة بمحتواها العالي من المحلّيات كالفركتوز لرخص ثمنه، وبالتالي فإنّ لها تأثيرًا مشابهًا لتأثير عصير البرتقال والمشروبات الغازية، فتزيد من فرص الإصابة بداء النقرس.

شاهد أيضًا: أفضل وقت لشرب الشاي الأخضر

المشروبات المسموحة لمرض النقرس

يدخل في نظامنا الغذائي بعض المشروبات التي قد تلعب دورًا علاجيًّا أو وقائيًّا لمرض النقرس، فلا بدّ على مرض النقرس من الالتزام بها. ومن المشروبات المسموحة لمرض النقرس ما يلي:[4]

  • الماء وداء النقرس: الماء خير دواء، فيلعب دورًا هامًّا في تقليل نسبة حمض البوليك في الدم من خلال زيادة كمية الحمض المُفرزة مع البول، لذلك على المصابين بداء النقرس شرب كمياتٍ كبيرةٍ وبشكل مستمر من الماء.
  • القهوة وداء النقرس: هو ما أثبتته آخر الأبحاث حول دور الكافيين الموجود في القهوة في تقليل نسبة حمض اليوريك في الدّم ومنع ارتفاعها، فقد وجدت أن الأشخاص الذين يشربون القهوة يوميًّا بمعدل 3-5 أكواب باليوم أقلّ عُرضةً للإصابة بداء النقرس، وربط بعضها هذا الدّور إلى أهمية القهوة في الحفاظ على صحّة القلب والأوعية الدموية وتحسين الصّحة العامة للمصاب.
  • مكملات فيتامين C وداء النقرس: على الرغم من عدم وجود ما يُثبت دور فيتامين C في علاج أو منع الإصابة بداء النقرس إلّا أنّ التّجارب قد أثبت قدرته على خفض نسبة حمض البوليك في الدّم، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بنوبات داء النقرس.
  • الحليب الخالي من الدسم وداء النقرس: في حين قد تشكل بعض الأغذية الغنية بالبروتينات مصدرًا للبيورينات ومسببًا للإصابة بداء النقرس؛ إلّا أنّ لبروتينات الحليب الخالي الدسم دورًا عكسيًا في تخفيف نسبتها ومنع الإصابة بداء النّقرس.

الأغذية الممنوعة لمرض النقرس

هي تجربةٌ واحدةٌ لإحدى نوبات النّقرس كافيةٌ لتجعلك تعيد تفكيرك في نظامك الغذائي الذي يلعب دورًا هامًّا في حمايتك من التعرّض لنوبات أخرى، من خلال تجنب بعض الأغذية التي ترفع نسبة حمض اليوريك في الدّم، بسبب محتواها العالي من البيورينات، ومن الأغذية الممنوعة لمرضى النقرس ما يلي:[5]

  • الأغذية المرتفعة المحتوى بالدهون، مثل: اللحوم الحمراء، ولحم الضأن، ولحم الخنزير، اللحوم العضوية، مثل الكبد والكلى، والخبز الحلو
  • المأكولات البحرية، على سبيل المثال السردين وبلح البحر وغيرها.
  • المشروبات الكحولية وخمور البيرة.
  • ومن الأغذية ذات المحتوى المعتدل بالبيورينات: بعض أنواع لحوم الخنزير، ولحم البقر، لحوم الدواجن.
  • بعض المأكولات البحرية مثل لحم المحار والجمبري والكابوريا والإستاكوزا.

ماذا يأكل مريض النقرس

بالنسبة لأولئك الأفراد الأصحاء فمن الصّحي تناول الغذاء الغنيّ بالبروتين كاللّحوم الحمراء وغيرها، لقدرة جسمهم على التخلّص من حمض البوليك الناتج ، وتكسير البيورينات في تلك الأغذية من خلال الكلى دون زيادة نسبته في الدّم، أمّا مرضى النقرس فلا يمكنهم التخلّص من البيورينات بذات الكفاءة ممّا يعرّضهم لخطر مراكمة حمض اليوريك وهجمات النّقرس، لذلك كان لا بدّ من تجنّب الأغذية الغنيّة بالبيورينات وهي الأغذية التي تحتوي على 150-200 مغ بيورين لكل 100 غ (3.5 أوقية)، والأغذية العالية المحتوى بسكر الفركتوز، في حين على مريض النقرس أن يتناول الأغذية الفقيرة المحتوى بالبيورين وهي التي تقلّ نسبته فيها عن 100 مغ لكل 100 غ أو 3.5 أوقية. ومن هذه الأغذية ما يلي:[6]

  • الفواكه بشكل عام والكرز على وجه الخصوص لما يتمتع به بقدرة على خفض نسبة حمض البوليك في الدم ومقاومة الالتهابات.
  • معظم أنواع الخضراوات بما في ذلك البطاطس والبازلاء والفطر والباذنجان والخضراوات ذات الأوراق الداكنة.
  • جميع أنواع البقوليات كالعدس وفول الصويا والتوفو.
  • المكسرات بكافة أنواعها.
  • الحبوب الكاملة كالشوفان والشعير وغيرها.
  • الألبان وبشكل خاص تلك القليلة المحتوى بالدسم.
  • بعض المشروبات كالقهوة والشاي الأخضر.
  • الزيوت النباتية مثل زيت الكانولا وجوز الهند وزيت الزيتون.

شاهد أيضًا: فوائد الشاي الاخضر على الريق

أفضل نظام غذائي لمرض النقرس

ربما لا يُعدّ النظام الغذائي الخاص بمرضى النقرس علاجًا كافيًّا لوحده، إلا أنه قادر على التقليل من عدد نوبات النقرس وشدتها، ويخفف من تلف المفاصل، بمساعدة الأدوية الخاصة بمرض النقرس، فيعملن معًا على تحقيق أهداف النظام الغذائي للنقرس:[6]

  • ضبط وزن الجسم، بالحفاظ على نسب العناصر الغذائية في الروتين الغذائي.
  • الابتعاد عن الأغذية الغنية بالبيورين.
  • تناول الأغذية التي تساعد على تخفيف نسبة حمض البوليك في الدم.

ولتحقيق هذه الأهداف لا بد من اتباع التوصيات التالية للحصول على أفضل نظام غذائي لمرض النقرس:

  • فقدان الوزن بشكل صحي، لما قد تتسبب به زيادة الوزن من خطر الإصابة بداء النقرس، حيث يساعد انخفاض السعرات الحرارية في الغذاء على تقليل نسبة حمض اليوريك في الدم، وبالتالي يقلل من نوبات النقرس، بالإضافة لتخفيف الضغط على المفاصل.
  • تناول الأغذية الغنية بالكربوهيدرات المعقدة كالحبوب وبعض أنواع الفواكه والخضروات، والابتعاد عن لأنواع الغنية منها بسكر الفركتوز كعصائر الفاكهة الطبيعية.
  • المحافظة على الشرب المتواصل للماء لطرح أكبر كمية من حمض البوليك مع البول.
  • التخفيف من تناول الأغذية الغنية بالدهون المشبعة مثل بعض أنواع اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان كاملة الدسم.
  • البروتينات لها دور أساسي في تخفيف أعراض النقرس، لذلك يجب التركيز على بروتينات اللحوم الحمراء الخالية من الدهون المشبعة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والعدس.

بهذا نكون قد وصلنا إلى ختام هل الشاي يسبب النقرس، والذي تناولنا فيه أهم البدائل الغذائية العلاجية لداء النقرس، وعن أهمية الشاي وغيره من المشروبات المسموح بها لمرضى النقرس والممنوعين عنها، وعن الأغذية الصحية والمناسبة لهم للتخفيف من شدة آلام نوبات النقرس.

المراجع

  1. mayoclinic.org , Symptoms , 31/12/2021
  2. ichgcp.net , Effects of Green Tea on Level of Serum Uric Acid in Healthy Individuals , 31/12/2021
  3. everydayhealth.com , 6 Drinks That Can Increase Your Gout Risk , 31/12/2021
  4. medicalnewstoday.com , How to lower uric acid levels naturally , 31/12/2021
  5. healthline.com , Best Diet for Gout: What to Eat, What to Avoid , 31/12/2021
  6. mayoclinic.org , Nutrition and healthy eating , 31/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *