هل اللقاح يفطر الصائم

هل اللقاح يفطر الصائم، بعدَ انتشارِ وباء كورونا في جميعِ دُول العالم، وتَعطلِ الحيّاة اليوميّة على كافةِ السُكان والمقرّات والشركات، بالإضافةِ إلى مرضِ الكثيّر، وموت الكثيّر أيضًا، لذا كانَ لا بُدَّ من إيجادِ وسيّلة لتفادي كافةَ الأعراض السلبيّة، وهِي عن طريقِ اللقاح الذي يُخفف من أعراض الإصابة بالمرض، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على هل تطعيم كورونا يفطر الصائم أم لا.

اللقاح

اللقاحُ أو التطعيم وهوَ أحدُّ أكثر الطرقِ فعاليّة للوقايةِ من الأمراضِ، حيثُ يُساعدُ اللقاح جهاز المناعة في الجسم على التعرف على مُسببات الأمراض، مثل: الفيروسات، أو البكتيريا، ومكافحتها عند الإصابة بها في المستقبل، ممّا يحمي من الأمراض التي تسبّبها، وتختلفُ طرق إعطاء المطعوم  باختلاف نوعه، حيث يُعطى بعضها عن طريق الفم، بينما قد تُستخدم الحُقَن أو الإبر لإعطاء بعض المطاعيم عبر العضَل، أو تحت الجلد.

شاهد أيضًا: المفطرات في رمضان عمدا أو بدون عمد بالتفصيل

هل اللقاح يفطر الصائم

أخذ اللقاحِ أو المطعوم في نهارِ رمضان لا يُفسدُ الصومَ، وهذا ما اتفقت عليه المجامع الفقهية وهيئات الإفتاء في العالم الإسلامي، حيثُ أنّها ليست من المُغذيّات، وهذه الإبر تعطى عن طريق الذراع في العضد، فيدخل اللقاح للبدن عن طريق الجلد، والجلد ليس منفذًا للجوف، لأن شرط نقض الصوم أن يكون الداخل للجسم يصل إلى الجوف من منفذ مفتوح كالفم، كما أنّ هذا اللقاح ليس من المفطرات، فهو ليس أكلاً أو شُربًا ولا في معناهما كالمغذي.

شاهد أيضًا: هل تطعيم كورونا يفطر

أثر اللقاح على الصيام

عُرفَ اللقاح منذُ العصرَ الحديث، ولم يكنْ لهُّ أي ذكرٌ أو اجتهاداتِ فقهيّة من المذاهبِ السابقة، وقد اجتهد الفقهاءُ المعاصرون في تحويرِ المسألة واستباطِ أحكامَها بما يتلاءمَ مع ما اتبعهُ وذكرهُ الفقهاء القُدماء في بابِ مفطرات الصائم، وفيّما يأتّي خُلاصةُ ما ذهبَ إليّه أهل العلمِ في حكمِ التطعيم على الصيّام:

  • المسألةُ الأولى: أجمعَ فقهاءُ العصرِ الحديث على أنّ الحقن الوريديّة، والجلديّة، والعضليّة لا تُفسدُ الصومَ، ولا تُفطرُ الصائم، وقد استدلوا بهذا على ما أجمع عليّه الشافعيّة والحنابلة أنّ التطببِ بالساق أو الفخذ ليس مفسدًا للصوم، وأنّ حقن الوريد، والجلد، والعضلَ لا تدخلَ الجسمْ من مدخلٍ مُفطر، بالإضافةِ إلى أنّها لا تمدُّ الجسمِ بالطاقة أي بقصدِ تُغنيّهِ عن الأكل والشرب.
  • المسألة الثانية: التطعيم الذي يُؤخذُ على شكلِ قطرات تدخلُّ إلى فم، فإنّهُ يفسدُ الصومَ، ويُفطرُ الصائم، حيثُ أنّه دخلَ من منفذ مُعتاد خلافًا لتطعيمِ العضل أو الجلدِ أو الوريد.
  • المسألة الثالثة: اعتمدَ الفقهاء على فسادِ الصوم وبطلانه باستعمالِ الإبرِ المُغذيّة، بدليلِ أنَ البَدَن يكتفي ويستغني بها عن الطعام والشرابِ، ويسدّ حاجته، خلافًا للحُقَن العلاجية، التي لا يُستغنى بها عن الطعام والشراب، وذهب آخرون من الفقهاء إلى أنّ الحُقن المُغذّية ليست مُفسِدة للصيام، استنادًا إلى أنّ الحُقن لا يصل منها شيءٌ إلى الجوف، وإن وصلت، فإنّ وصولها يكون من خلال مَسام الجِلْد فقط، وهي لا تُعد جوفًا، ولا تأخذ حُكمه، ووردَ عن الفقهاءَ بأنّ كُلُ ما يتغذى بهِ الجسم يُعدُّ من المفطرات، سواءَ وصلَ إلى الجوفِ أم لا.

شاهد أيضًا: هل البلغم يفطر  ، حكم ابتلاع البلغم أثناء الصيام

ضابط المفطرات المفسدة للصيام

أجمعَ العُلماءُ على أنّ الصوم يفسدُ ويبطلُ، بسببِ الأكلَ والشُربُ، والقيء العمد، والجماع، لقولهِ -سبحانهُ وتعالى-: (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)[1]، إلا أنّ العلماء تعدّدت مذاهبهم فيما يصل إلى الجوف من الطعام والشراب من غير المنافذ المُعتادة لهما، كالحُقَن، وما يصلُّ إلى الدماغِ دونَ المعدة، وغيّرهُ، وفيما يأتي بيان ما ذهب إليه كلّ مذهبٍ من المذاهب الفقهيّة في ضابط المُفطرات:

  • الحنابلة: أقرّ الحنابلة بأنّ كل ما دخل إلى الجوفِ، أو أي جزء مجوف مثل الدماغ أو الحلق فهوَ مفطر.
  • الشافعيّة: أقرّ الشافعيّة بأنّ كُلُ ما وصلَ إلى الجوفِ من منفذ مفتوحَ مثل الأنفِ أو الأذن فهوَ مُفطر، والجوفُ يشمّل البَطْن، والأمعاء، والمَثَانة، والدّماغ، والحَلْق.
  • الحنفية: أقرّ الحنفية أنّ كل ما وصل إلى الجوفِ أو الدماغ عبرَ المنافذ الأصليّة كالأنف، أو الأذن، أو الدبر فإنّهُ مفطر.
  • المالكيّة: أقرّ المالكية بأنّ كل ما وصل المعدة من منفذ عالٍ عنها مثل الحَلْق، أو الأنف، أو العين، أو الأُذن، وإن كان ممّا لا يُتغذّى به، فإنّه مفطر، أمّا إن وصل المعدة من منفذ أدنى منها،؛ كالدُّبر، فلا يعدّ مُفطرًا، إلّا إن كان مائعًا.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هُنا نكونُ قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا هل اللقاح يفطر الصائم، حيثُ أنّ اللقاح لا يُفسد الصائم في حالِ كانَ إبر تؤخذ في العضل، أو الوريد، أو الجلد، فهيْ ليستَ من المُغذيّات.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية 187

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *