شرح حديث لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة

شرح حديث لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، للتشريع الإسلامي مصدران هُما كتاب الله تعالى، وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد تضمنت سنته أحاديث نبوية جامعة ومفسرة ومفصلة للأحكام والمسائل الفقهية الواردة في الكتاب الحكيم، ومن خلال موقع المرجع سنتعرف على نص حديث لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، وشرحه بشكل ميسر وبسيط وواضح.

نص حديث لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة

يرادُ بالحديث النبوي الشريف لغويًا نقل الكلام سواء بالسمع أو الوحيْ، أما في الاصطلاح الشرعيّ، فإنه كل ما ورد عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو صفة خُلقية أو خَلقية أو سيرة، سواء كان ذلك قبل البعثة أم بعدها، وفيما يأتي ندرجُ نص حديث نبوي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي عنه-:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو يعلمُ المؤمنُ ما عند الله من العقوبة، ما طَمِع بِجَنَّتِهِ أحدٌ، ولو يَعلمُ الكافرُ ما عند الله من الرَّحمة، ما قَنَطَ من جَنَّتِهِ أحدٌ).[1]

شاهد أيضًا: شرح حديث لئن عشت الى قابل لاصومن التاسع

شرح حديث لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة

في هذا الحديثَ النبوي الشريف مقصد عظيم وهو الموازنةُ في الجمع ما بيّن الرجاء والخوف، فالمؤمنَ الذي يتأمل في القرآن آيات الرحمة والإنعام والإكرام، وفي الوقت ذاته آيات التهديد والوعيد والعقوبةِ، ويجمع بينها فإنه يخرج بالعقيدة القوام الوسط في الجمع بين الرجاء برحمته جل وعلا، والخوف من عقوبتَه، والله -سبحانه وتعالى- عد من النعيم والثواب لأهل الإيمان ما لا يأتي ببال أحد، فالجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، وأعد أيضًا من العقوبة والنكال لأهل الكفر والظلال ما لا يأتي ببال أحد من شدة العقوبة، وكما أتى في الحديثٍ لو علم المؤمن ما عند الله من عقوبة ما طمع بجنته أحد من هول العقوبة وشدتها وعظمها، وفي الوقت نفسه لو علم الكافر ما عند الله من رحمة ما قنط أحد من جنته، فالحديث يجمع بين الترهيب والترغيب.

شاهد أيضًا: شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة

فوائد حديث لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة

أتى الحديث النبوي موضحًا لعظيم رحمته وشدة عقوبته -سبحانه- في أمر يوازنُ به المسلم الحق بين الثواب والعقاب، ولهذا الحديث فوائد منها الآتي:

  • الحثُ على الخوف من عقوبة الله جل علاه، فالله شديد العقاب، وقد توعد الظالمون المتجبرون الكافرون في الأرض بأشد أنواع العقوبة على فعلهم، والتأمل أيضًا في رحمته ومغفرته وعفوه ورضاه، فسبحانه عظيم الرحمة، قابل التوبة، غافر الذنب.
  • لا ينبغي للعبد الصالح أن يعمل لأجل دنياه فقط، ويغتر لعمله ناسيًا رحمته تعالى، ولا ينبغي أن يترك عمله وسعيه متأملاً في رحمة من عنده تعالى.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا شرح حَديث لو يَعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، حيث سلطنا الضوء على معنى الموازنة في فهم رحمته الواسعة جل علاهُ وعذابه وعقابه المقيم على من يستحق.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 2755، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *