كيف ترد على من يستفزك بطريقة ذكية

كيف ترد على من يستفزك بطريقة ذكية، سؤال يبحث عن إجابته الكثير من الأشخاص الذين يتعرضون لبعض المواقف المحرجة بسبب الآخرين، لا سيما أن وجود الشخصية المستفزة التي تثير الأعصاب وتأتي بأفعال غير مفهومة ولا متوقعة أصبحت منتشرة ويقابلها الشخص كثيرًا في تعاملاته اليومية، وفي موقع المرجع نتعرف على الطريقة المثلى للتعامل مع الشخصية المستفزة والنجاح في إحراجها وتبكيتها بطريقة ذكية.

كيف ترد على من يستفزك بطريقة ذكية

وجود الشخصية المستفزة أمر طبيعي قد يقابله الإنسان كثيرًا في محيط عمله، أو مكان الدراسة والتعليم أو في العلاقات الاجتماعية والمعارف، وهو أمر ينبغي ألا ينزعج منه الشخص ويحاول التكيف مع وجود هذه الشخصيات التي لا يمكن تبرير سلوكها المستفز بحال من الأحوال، ويمكن التعامل الذكي مع من يستفزك من خلال اتباع النصائح التالية:[1]

• الاحتفاظ بالهدوء والاتزان بشكل كبير وعدم الانسياق خلف أهواء النفس ورغبتها في الرد بالمثل على من يستفزك.
• التحدث بشكل منظم ومرتب، واختيار الكلمات التي تخفي خلفها معاني أخرى يفهمها الشخص المستفز ومن حوله.
• تجنب توجيه اللوم والعتاب الصريح في أثناء الحديث معه، ويطلب منه الشخص التوقف عن هذا الحديث بشكل لبق.
• اللوم والعتاب يكون في مرحلة أخرى بعد انتهاء الجلسة والحوار الدائر، فيقوم الشخص بالاختلاء بصاحب الشخصية المستفزة وتوجيه النصح له بأن أسلوبه في الحديث قد يسبب له تكوين العداء مع الآخرين ويقلل من وجود الأصدقاء في حياته.
• تجنب الحكم السريع على صاحب الشخصية المستفزة وأنه إنسان بليد المشاعر عديم الإحساس، فقد يكون ذلك الاستفزاز لأسباب نفسية أثرت في شخصيته، أو أنه لم يكن يقصد إثارة أعصاب من يحيطون به.
• الحرص على التعامل بالحسنى مع الشخصية المستفزة، وعدم الرد بالمثل، والتعامل بأخلاق الشخص التي يلتزم فيها الأدب والأخلاق وليس بأن يكون رد فعل في المواقف.
• في حالة التأكد من أن الاستفزاز هو طبيعة في تلك الشخصية فالأفضل الابتعاد عنه وتجنب الاختلاط به، وفي حال جمعت الظروف بين الشخص وذلك المستفز فإنه يتجنب الحديث معه ويكون جواب الأسئلة الموجهة إليه باقتضاب وعدم البسط في الكلام.

التعامل الأمثل مع الشخصية المستفزة

صاحب الشخصية المستفزة كثيرًا ما يتدخل فيما لا يعنيه، ويبادر بالحديث في الأمور الشخصية التي لا ينبغي له الدخول فيها، وفيما يلي نتعرف على كيفية التعامل الأمثل مع صاحب هذه الشخصية:

• محاولة التعرف على أسباب لجوء الشخص المستفز لذلك السلوك ومحاولة علاج ذلك.
• وجود العداء قد يكون أحد أسباب لجوء صاحب الشخصية المستفزة إلى مثل هذا السلوك، فعلى الإنسان البحث عن أسباب العداء وسوء التفاهم ومحاولة إزالته.
• الاستفزاز لأول مرة قد يكون نتيجة عن سوء تقدير من الإنسان في الحكم على الناس في المواقف المختلفة، لذلك فمن المهم الاستماع الجيد لذلك الشخص والتحلي بالصبر والاحتمال حتى يكون صورة كاملة عن هذه الشخصية وطريقة التعامل معها.
• تطبيق الحديث النبوي الشريف في التعامل مع ذلك الشخص وهو حديث “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” فكثيرًا ما يكون الصمت هو العلاج الأمثل لكثير من المواقف.

شاهد أيضًّا: كيف اعرف ان زوجي يريد الزواج

نبذة عن شخصية الشخص المستفزة

الاختلاط بالناس والتعامل مع الشخصيات المختلفة يكسب الإنسان خبرة في معرفة النفوس البشرية، وطبائع الخلق، والشخصيات منها الشخصيات الهادئة الوقورة، ومنها الشخصيات الودودة السهلة، ومنها أيضًا الشخصيات العدائية والمستفزة التي تنجح بشكل كبير في اكتساب العداوة ونشر الكراهية مع من حولهم، وقد يشعر صاحب الشخصية المستفزة بالسعادة عند رؤية الغضب والضيق على وجوه الآخرين بسبب طبيعة حديثه وكلامه الذي يمس أمور شخصية أو تقييم لشخصية من يحدثه بطريقة سلبية.

صفات الشخصية المستفزة

هناك عدد من الصفات المشتركة بين الشخصيات المستفزة، ومن أبرز هذه الصفات ما يلي:

• الثرثرة: من أبرز الصفات في الشخصية المستفزة الثرثرة وكثرة الكلام فيما لا يفيد، وكثرة التحدث في الأمور التافهة التي لا يشعر الإنسان عند الاستماع إليها بفائدتها والنفع من ورائها.
• الغيبة والنميمة: كثرة الثرثرة والكلام الكثير غالبًا ما يصاحبه الغيبة والانتقاص من الآخرين في غير حضورهم، او الحديث على سبيل الوقيعة بين الأشخاص وتكوين العداوة بين الناس بشكل متعمد وأحيانًا بتعمد اختلاق المواقف والأحداث.
• كثرة الشكوى: تتصف الشخصية المستفزة بالإكثار من الشكاية والتسخط على الدنيا والظروف ومدى المعاناة التي يلاقيها ذلك الشخص في حياته، حتى وإن كانت تبدو هذه المعاناة تافهة غير حقيقة.
• العناد في الرأي: الشخص المستفز يتصف بعناده وعدم تغييره لرأيه حتى مع وضوح خطأه، بل يحاول الدفاع عنه ويعمل على توضيحه من جوانب أخرى في محاولة لإثبات وجهة نظره وأنه على الحق والصواب.
• عدم الاعتراف بالخطأ: قد يكون من أكثر ما يسبب الضيق من الشخصية المستفزة هو عدم اعترافها بالخطأ، والدفاع الدائم عما تراه صوابًا حتى لو كان بين العطب والفساد، وقد يكون هذا هو أكثر ما يسبب الاستفزاز والضيق مع من يتعامل مع هذه الشخصية.
• إحراج الآخرين: يتمتع الشخص المستفز بإحراج الآخرين ورؤية الضيق والعبوس على وجوههم، وهذا يحقق له سعادة داخلية وشعور بالانتصار والنشوة والتي قد ترجع لأسباب نفسية وتشوهات في شخصية ذلك الشخص.
• الكسل: يتمثل الكسل في الشخصية المستفزة في إهماله للآخرين ومشاعرهم ومناسباتهم المختلفة، فقد لا يلبي الكثير من الدعوات التي توجه إليه في مناسبات مهمة تكاسلًا منه وعدم تقدير وأهمية لمشاركة الآخرين فرحتهم.

أسباب تجعل الشخص مستفز

استفزاز الآخرين والتمتع برؤية الضيق والحرج باديًا على الوجوه لا يكون في النفس السوية بإطلاق، إنما يكون في نفوس تعرضت لعدد من العوامل والضغوط أفضت بها إلى هذه النفسية، ومن أهم الأسباب التي تجعل الشخص مستفز ما يلي:

• الضغوط النفسية والاكتئاب الذي قد يعاني منه الشخص المستفز مما يدفعه إلى تصرفات غير سوية او مبررة.
• محاولة لفت الانتباه إليه بطرق عدة بسبب شعوره بالإهمال وقلة المكانة، فيلجأ لهذا التصرفات المستفزة مع الآخرين في محاولة لإثبات وجوده وأهميته.
• الفشل في تحقيق الأهداف والشعور الإخفاق يجعله حاقد على من يحيطون به ولا يتحمل سماع أي حديث عن النجاح أو التوفيق في الأمور ما يدفعه إلى محاولة التنغيص على أصحاب النجاح الذين حققوا ما فشل هو فيه.
• الحسد والرغبة في زوال الخير عن الآخرين وتمني الفساد والضرر لهم يدفعه إلى هذه التصرفات التي تعبر عن العداء والتسخط على أقدار الله.
• بعض المحيطين لذلك الشخص بسبب طبيعته الشخصية أو تصرفاته تدفعه إلى مزيد من الاستفزاز ومحاولة إيلام الآخرين والتنغيص عليهم في ثنايا الحديث والتحاور معهم، باعتبار أنهم يجب أن يعانوا كما أعاني.
• الإهانة والتقليل من القدر الذي يشعر به ذلك الشخص وتنقيص الآخرين له يدفعه إلى محاولة الانتقام لنفسه من الآخرين، ومع الوقت يتحول الأمر إلى طبع فيه.

شاهد أيضًّا: أنواع الشخصيات في علم النفس

طريقة استفزاز شخص يستفزك

كيف ترد على من يستفزك بطريقة ذكية والتغاضي عن الشخصية المستفزة في كثير من المواقف وترك التعامل معهم والاختلاط بهم قد يكون هو الحل الأمثل والتعامل الأذكى مع صاحب الشخصية المستفزة، إلا أنه في بعض الأحيان ينبغي الرد بالمثل واستفزاز ذلك الشخص كما يقوم هو بذلك عند تماديه في أفعاله وعدم انتهائه واستماعه للنصيحة، ويمكن التعرف على طريقة استفزاز شخص يستفزك بالطرق التالية:

• التجاهل التام له وعدم الرد على أسئلته.
• إبعاد الوجه عنه وعدم توجيه النظر إليه في أثناء حديثه وإشعاره بقلة أهمية الكلام الذي يتحدث فيه دون توجيه كلام جارح له.
• الانشغال بتصفح الهاتف أو الدخول على الإنترنت في أثناء كلام صاحب الشخصية المستفزة إشعارًا له بقلة الاهتمام.
• تطبيق الحكمة التي تقول أن التكبر على المتكبر من مكارم الأخلاق، فالإنسان يتواضع لمن يتواضع له أو يتواضع للشخص السوي، ويتكبر على المتكبر.
• الابتعاد عن المكان في أثناء حديث ذلك الشخص ومن ثم العودة إليه بعد انتهاء حديثه.

كيف تتحكم في استفزازك وغضبك

النفس البشرية بطبيعتها ميالة للتشفي والانتصار والتعدي على الغير وأخذ الحق والانسياق خلف الغضب، لكن الشخص السوي هو الذي يتحكم في مشاعره، ويمكن للشخص التعامل مع غضبه والتحكم في أعصابه من خلا اتباع النصائح التالية:

• التفكير قبل الكلام: عند سماع ما يثير الغضب من المهم التروي قبل الرد والتفكير ولو قليلًا قبل الكلام ولا تجعل غضبك هو من يسيرك.
• اختيار الكلمات: من المهم في حالة الغضب والاستفزاز الحرص على اختيار الكلمات قبل التلفظ بها، فكم من كلمة يبقى أثرها في النفوس لسنين عديدة، وكما يقال فالكلمة إذا لم أتكلم بها ملكتها، فإذا تكلمت بها ملكتني.
• تغيير المكان: عند وجود شخص مستفز في مكان ما أو سماع كلام يثير الغضب والضيق فمن الأفضل أن يغير الإنسان حاله ومكانه، فلو كان في المنزل انتقل من غرفة لأخرى، وإن كان في الشارع على سبيل المثال جلس على كافيه واحتساء كوب من العصير، أو التمشية بتمهل.
• التفكير في الحلول: عندما يكون سبب الغضب أو الاستفزاز أشخاص لا يمكن الاستغناء عنهم مثل الزوج أو الابنة الشابة فمن المهم البحث عن حلول لهذه المشكلة التي تسبب الغضب والاستفزاز، فمثلًا إذا كانت الابنة مهملة ولا تهتم بترتيب غرفتها فحلها ترك ترتيبها وإهمالها حتى تقوم هي بذلك، وكذلك الزوج على سبيل المثال قد يتمثل الحل في البحث عن سبب إغضابه للزوجة أو تأخره عن الطعام ما يسبب استفزاز لها ومحاولة توفيق المواعيد معه.

تعرفنا على كيف ترد على من يستفزك بطريقة ذكية، كما تعرفنا على صفات الشخصية المستفزة، والأسباب التي تجعل من الإنسان شخص مستفز وكيفية التحكم في الأعصاب ومنع الاستفزاز.