كم يستغرق علاج نشاط الغدة الدرقية

كم يستغرق علاج نشاط الغدة الدرقية، سؤال يردده جميع مرضى زيادة نشاط الغدة الدرقية على الطبيب، ولا عجب في ذلك، فهم يطلبون الشفاء، وزوال الأعراض المزعجة، المرافقة لذلك، سيجيب موقع مرجع، في هذا المقال، كم يستغرق علاج نشاط الغدة الدرقية والتركيز على المدة التي يحتاجها علاج زيادة نشاط الدرقية، بعد شرحنا للطرق المختلفة في المعالجة، موضحين الأسباب الكامنة وراء هذا المرض، والأعراض الناجمة عنه.

الغدة الدرقية

تتوضع الغدة الدرقية في العنق، أمام الرغامى، وهي طرية القوام، حجمها الطبيعي من 12 إلى 20 غراماً، كما أنها تتألف من فصين، موصولين بواسطة برزخ، تنتج هذه الغدة هرمونين، مرتبطين ببعضهما، هما التيروكسين والتيرونين ثلاثي اليود، حيث يكون التيرونين هو الهرمون الدرقي الفعال، وهو ينجم عن نزع ذرة يود من التيروكسين. تلعب هذه الهرمونات دوراً هاماً، في التمايز الخلوي خلال التطور، وتساعد في المحافظة على توليد الحرارة، والاستتباب الاستقلابي لدى البالغين. ممكن لاضطرابات الغدة الدرقية، أن تسبب فرط إنتاج للهرمونات الدرقية، فتكون الحالة فرط نشاط الدرق، أو أن تسبب تخريب غدي، وعوز هرموني، وهي حالة قصور الدرق. تستخلص الغدة الدرقية اليود من الدوران بطريقة عالية الفعالية، وتستخدمه في تركيب هرموناتها. حيث يحتوي التيروكسين على أربع ذرات يود، بينما يحوي التيرونين على ثلاث ذرات.

أسباب نشاط الغدة الدرقية

فرط نشاط الدرق، هو زيادة وظيفة أو نشاط الغدة الدرقية، مما يسبب زيادة الهرمون الدرقي الفعال، المسؤول عن ظهور الأعراض، بسبب زيادة الاستقلاب، وتصنف الأسباب ضمن ثلاث مجموعات:[1]

• أسباب مناعية ذاتية: مثل داء غريفز، وهو مرض مناعي ذاتي، مسؤول عن 60 – 80% من حالات فرط الدرق، وهو ينجم عن غلوبولينات مناعية منبهة للدرق، تحثها على مزيد من الإنتاج.
• التهاب الغدة الدرقية: بمختلف أنواعه، الحاد، وتحت الحاد، والصامت، والمزمن.
• عقيدات الغدة الدرقية: عبارة عن نمو غير طبيعي للغدة الدرقية، يسبب زيادة في إفراز الهرمون الدرقي.
• أسباب أقل شيوعاً: تسبب انسمام درقي، أشعة، الأميودارون، تناول كمية مفرطة من الهرمون الدرقي، (الانسمام الدرقي الصنعي).

علاج نشاط الغدة الدرقية

بعد أن يقوم الطبيب بتشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية، يقوم باختيار طريقة العلاج المناسبة للحالة، وذلك حسب السن، وشدة الأعراض، والحالة العامة للجسم. غالبا ما يفضل معظم المرضى العلاج الدوائي، وهو الخيار الأول في خطة العلاج، إلا أننا نضطر إلى العلاج الجراحي، والعلاج باليود المشع، في حالات معينة، منها: عدم نجاح الأدوية، في ضبط مستوى الهرمون الدرقي، أو زيادة نشاط الغدة، التي تترافق مع ضخامة درقية ظاهرة ومزعجة من حيث الشكل، ومن حيث الضغط الذي تسببه على العنق.[2]

علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية بالأدوية

تدعى هذه الأدوية، بالأدوية المضادة للدرق، حيث تثبط اصطناع الهرمون الدرقي في الغدة، مما ينقص مستواه في الدم، ويجب الالتزام بجرعات الأدوية، حسب تعليمات الطبيب، وعدم وقفها أو أخذ جرعة زائدة، حيث يكون لذلك نتائج سلبية جدا. أشيع دوائين مستخدمين:

• البروبيل تيوراسيل Propylthiouracil: يثبط تصنيع الهرمون الدرقي الفعال، بتثبيط نزع ذرة اليود من التيروكسين، فيبقى الهرمون بشكله غير الفعال، توجد توصيات محدودة للبروبيل تيوراسل، في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، ويوصى بمراقبة وظائف الكبد، في حال استخدام هذا الدواء، حيث يعطى بجرعة 100 إلى 200 ملغ، كل 6 إلى 8 ساعات.
• الميتمازول Methimazole: يثبط وظيفة الأنزيم المسؤول، عن اصطناع هرمونات الدرق.
• الكاربيمازول.

من الضروري أن يعلمك طبيبك المعالج، بالآثار الجانبية لهذه الأدوية، والتي تترواح بين آثار جانبية بسيطة، كالطفح الجلدي، والحمى، والألم المفصلي. أما الخطيرة منها، فهي تلف الكبد بشكل خاص للبروبيل تيوراسيل، والركودة الصفرواية للميتيمازول.

بالإضافة إلى الأدوية السابقة، قد يتم وصف حاصرات مستقبلات بيتا للمريض، وهي لا تؤثر على مستوى الهرمون الدرقي، بل تعالج الأعراض الناجمة، عن زيادة هذا الهرمون، مثل: الخفقان، والرعشة، وسرعة نبضان القلب. نذكر من هذه الأدوية: البروبرانولول و الأتينولول.

علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية باليود المشع

يعطى اليود المشع، عن طريق الفم، بشكل كبسولة أو سائل. تقوم فكرة المعالجة باليود المشع، إلى كون الغدة الدرقية، هي وحدها القادرة على  قبط اليود وتخزينه، فهي تقنص اليود المعدني، بكفاء وفعالية عالية، وتستخدمه في صنع هرموناتها، بينما عندما تقبط اليود المشع هذا، فسيدخل للغدة، ويدمر الخلايا الدرقية، ويسبب تقلص في حجم الغدة الدرقية، وانخفاض مستويات الهرمون الدرقي.

ممكن أن يترافق العلاج مع آثار جانبية، أكثرها شيوعا، هو الالتهاب الحاد في الغدة الدرقية، والذي يتراجع خلال عدة أيام من المعالجة، كما أن هناك خطورة حدوث قصور درق، تعتمد على الجرعة المشعة، لذلك يجيب إخبار المرضى، بهذا الاحتمال، قبل المعالجة.

علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية بالجراحة

تكون الجراحة إما باستئصال الغدة الكامل، وذلك بإزالة كامل النسيج الدرقي،أو الجزئي، حيث نبقي على جزء من النسيج، وتعد الجراحة خياراً للمرضى الذين:

• ينكسون بصورة متكررة، بعد وقف إعطاء الأدوية المضادة للدرق.
• يفضلون الجراحة على المعالجة باليود المشع.
• لديهم ضخامة درقية معممة، و عقيدات درقية، بارزة ومزعجة ظاهرياً، أو مؤثرة وضاغطة على العنق.

في الحقيقة، بمجرد تطور سلعة درقية، لمدة زمنية تزيد عن عدة شهور إلى سنة، سيكون من الصعب جداً، استجابة النسيج الدرقي، للمعالجة الدوائية، فقد أصبح نسيج عرطل غير وظيفي، وغير مستجيب للدواء المضاد للدرق، وهنا تكون الجراحة، الخيار الأمثل. إلا أنها لا تخلو من آثار جانبية مهمة، حيث تتجلى بالنزف، وذمة الحنجرة، وقصور جارات الدرق، وأذية الأعصاب الحنجرية الراجعة، والتي تعصب الحنجرة، لذلك نجد بعض المرضى، يعانون من بحة في الصوت، بعد العمل الجراحي، والتي قد تكون دائمة، لكنها نادرة، في حال كفاءة الطبيب الجراح. كما أن معدل حدوث قصور الدرق، بسبب الاستئصال، يشبه معدله، في حال العلاج باليود المشع.

شاهد أيضا: علاج تضخم الغدة الدرقية بالعسل

كم يستغرق علاج نشاط الغدة الدرقية

تختلف مدة العلاج حسب الطريقة، ومن المفضل البدء، بالأدوية، كخطة علاج أولية، قبل الانتقال إلى الإجراءات الأخرى. فبالنسبة للعلاج:[3]

• الأدوية المضادة للدرق: يحقق معظم المرضى، الحالة الطبيعية للهرمون، بعد 6 إلى 8 أسابيع، من بدء المعالجة، ويتم الحصول على أفضل النتائج، بعد 12 إلى 18 شهراً من العلاج، لكن يكون احتمال النكس بعد وقف العلاج أكبر، عند المرضى الصغار الذكور المدخنين، والمرضى الذين لديهم فرط نشاط درق جديد، أو سلعة كبيرة. يجب متابعة المرضى بشكل لصيق خلال السنة الأولى، بعد المعالجة، وسنوياً على الأقل بعد ذلك.
• باليود المشع: لا تظهر النتيجة المطلوبة مباشرة بعد جرعة اليود المشع، إنما تحتاج حوال 8 إلى 12 أسبوعاً، ومن الممكن أن يحتاج المريض، أكثر من جرعة، ولأنه يمكن أن يسبب قصور درق تالي للمعالجة، فإن معظم المرضى تحتاج لأخذ الهرمون الدرقي للتعويض.
• باستئصال الغدة الدرقية: تظهر النتائج بشكل أسرع، وتعتبر حلا دائما، حيث تستغرق هذه العملية ساعة أو ساعتين، يتم فيها إما استئصال تام، وعندها ستنخفض مستويات الهرمون الدرقي مباشرة، وستضطر لأخد الهرمون المعوض مدى الحياة، أو يتم استئصال جزء فقط من الغدة، وعندها سيقوم الجزء المتبقي من الغدة بالوظيفة، ومن الممكن ألا تحتاج عندها لأخذ الهرمون.

أعراض وعلامات نشاط الغدة الدرقية

يكون لمريض نشاط الغدة الدرقية أعراض مميزة، وواضحة، توجهنا بشكل كبير نحو التشخيص، وفيما يلي أهم الأعراض، بداية بالأكثر شيوعاً:

• فرط نشاط لدى الشخص، يرافقه توتر، وأرق وانفعال.
• تقلب مزاج وعدم ارتياح.
• عدم تحمل حرارة وكثرة التعرق.
• خفقان القلب.
• الشعور بالإرهاق والتعب.
• نقص وزن غير مبرر، رغم عدم اتباع أي نظام حمية، وذلك بسبب زيادة الاستقلاب في الجسم، بل قد يحدث زيادة شهية.
• إسهال وزيادة تقلصات الأمعاء.
• اضطرابات في الدورة لطمثية، وغالباً ندرة طمث، ونقص الرغبة الجنسية.

أما بالنسبة للعلامات، التي يلحظها الآخرون، وخاصة الطبيب، عند مريض الدرق:

• رعشة ورجفة في الأطراف.
•  تضخم الغدة الدرقية وتكون ملحوظة بشكل جيد، سواء بالجس أو التأمل.
• جلد دافئ ورطب.
• تساقط الشعر.
• اعتلال عيني وجلدي وهو نوعي لداء غريفز.

شاهد أيضا: ما هي أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية وما أسبابها وطرق علاجها

تشخيص نشاط الغدة الدرقية

بتأمل المريض، وما لديه من علامات، ويتم اتباع الخطوات الآتية:

• فحص الدرق نفسها، بكلتا اليدين، وملاحظة حجم وقوام الغدة، وجود عقد، وجود ألم أو غيابه.
• في حال وجود كتلة مركزية، فوق الدرق، نطلب من المريض مد اللسان، للتميز بين الكيسات الدرقية اللسانية، التي تتحرك للأعلى، عند مد اللسان، وبين الدرق المتضخمة التي تبقى ثابتة.
• التقييم المخبري، بإجراء تحليل للهرمون المنبه للدرق، Thyroid Stimulating Hormone،  في حال كان مرتفع نتجه إلى قصور درق، وفي حال كان منخفض، نتبع هذا التحليل بقياس مستويات الهرمون الدرقي.
• التصوير بالأمواج فوق الصوتية، هو القياس الأكثر دقة، لحجم الغدة الدرقية، والعقيدات الدرقية.
•  اختبار قبط اليود المشع.

مضاعفات نشاط الغدة الدرقية

في حال عدم تلقي العلاج المناسب، قد يسبب زيادة نشاط الغدة الدرقية، العديد من المضاعفات الخطيرة،منها:

• قد يحدث تسرع قلب، وعدم انتظام في ضربات القلب، ينجم عنه لاحقاً، فشل أو سكتة قلبية، وقد تحدث سكتات دماغية.
• ترقق العظام، وهشاشة في بنيتها، بالإضافة إلى ضعف العضلات.
• اعتلال عيني، قد يؤثر على القدرة البصرية، كما في داء غريفز.
• مشاكل في الخصوبة، وانقطاع دورة طمثية عند الإناث.

شاهد أيضا: الغدة التي تسيطر على معظم النشاطات الحيوية في الجسم هي

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بزيادة نشاط الغدة الدرقية

يكون زيادة نشاط الغدة الدرقية، أكثر شيوعاً عند النساء، من الرجال، حيث تكون إصابة الإناث، أكبر بعشرة أضعاف الذكور، كما يزيد احتمال هذا الاضطراب، بعمر فوق الستين سنة، وقد يبدأ ظهور خفيف، غير واضح للأعراض، بعمر 20 إلى 40 سنة، إلّا أن بعض الأشخاص معرضون، أكثر من غيرهم للإصابة،وذلك بوجود:

• شخص في العائلة، مصاب بأحد اضطرابات الغدة الدرقية.
• وجود مشاكل صحية مزمنة، كفقر الدم، بسبب نقص فيتامين B12، ومرض السكري من النمط الأول.
• تناول كميات كبيرة من الطعام، الحاوي على اليوم.
• الإكثار من منتجات النيكوتين، كالتدخين وغيره.
• الحمل، حيث يزداد خطر اضطراب الغدة الدرقية، عند الحامل، أو أقصى حمل منذ ستة شهور، حيث يبقى الاحتمال مرتفعاً، حتى بعد الولادة.

زيادة نشاط الغدة الدرقية والحمل

يكون للمرأة الحامل خصوصية معينة، سواء في تشخيص أو علاج أو مضاعفات، زيادة نشاط الغدة الدرقية، حيث يكون التشخيص صعبا، بسبب تقاطع الأعراض مع أعراض الحمل. أما من ناحية المعالجة، فتتم المعالجة بالبروبيل تيوراسيل، في الأشهر الثلاثة الأولى، ثم يتم تحويل الأم للعلاج، بالميتيمازول، مع مراقبة الجنين، لأنه من الممكن عبور الأدوية للجنين، عن طريق المشيمة، لذا نعطيها بالجرعة الأدنى. برغم أن الجراحة خيار مقبول عند الحوامل، في حال تظاهرت الآثار الجانبية للأدوية، إلا أن التعرض للتخدير والجراحة، يعرض كل من الطفل والجنين للخطر. بينما يمنع تماماً، معالجة الحامل باليود المشع، لأنه يعبر المشيمة، ويسبب تلف الغدة الدرقية عند الجنين.

نصائح لمرضى زيادة نشاط الغدة الدرقية

من المهم التأكيد، على أن تعديل النظام الغذائي للمريض، الخطوة الأولى في تخفيف أعراضه، فنصحه بما يلي:

• تخفيف الوارد من اليود في الغذاء، حيث بتجنب الأطعمة، التي تحتوي نسبة عالية منه، ونذكر منها، الأسماك، الملح الميود، الأعشاب البحرية.
• زيادة تناول الخضروات والفواكه، الغنية بالألياف، مما قد يخفف، الأعراض الهضمية للمرضى.
• الإكثار من الطعام الغني بالكالسيوم، لا سيما منتجات الحليب.
• قد يكون من المفيد، تناول المكسرات، والأرز، وبذور الشيا.

هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال، الذي أوضحنا فيه، كم يستغرق علاج نشاط الغدة الدرقية، ويهمنا في الختام، التأكيد على ضرورة، عدم تجاهل أي تضخم في الغدة الدرقية، والذي يمكن أن يشير إلى قصور في الغدة، أو فرط نشاط، ويتم التمييز بين الحالتين من حيث الأعراض السريرية، ومن حيث التحاليل المخبرية.