كم عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان

كم عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان؟، حيث انّ الخلية العصبية ذات شكل متنوع ووظيفة متميزة؛ تقوم بإرسال واستقبال السيالات العصبية من الرأس، وعلى عكس الخلايا فإنها لا تتجدد، وتختلف الخلية العصبية بالحجم والمظهر والهيكل بناءًً على وظيفتها وعلى مكانها، وفي هذا المقال على موقع المرجع ستتم الإجابة حول السؤال المطروح، كم عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان؟، وسيتم التطرق كذلك إلى الحديث حول مكونات الخلية العصبية وبيان أنواعها وأشكال النواقل العصبية بين الخلايا العصبية.

الخلية العصبية

يشتهر العصبون بأنه الخلية العصبية الضرورية التي تُشكل ما يُعرف بالجهاز العصبي، وهنالك بالتأكيد أوجه عديدة من الشبه بين العصبون وبين خلايا الجسد الأخرى؛ فالعصبون يتضمن على نواة تحمل بيانات وراثية مثلما هو حال الخلايا الأخرى، كما أن ثمة غشاء يحيط بالعصبون وثمة عُضيات أو أنظمة حيوية لمؤازرة حياة العصبون في نطاق العصبون ذاته؛ كالميتوكوندريا والسيتوبلازم، لكن أيضًا هنالك أوجه عديدة وعميقة من التفاوت بينهما، خاصة بشأن بوظيفة العصبون التي تتمثل في نقل البيانات بين مناطق الجسد المتنوعة، كما أن العصبونات أو الخلايا العصبية تتوقف عن التكاثر بعد الإنجاب على الفور ولا يُمكن للجسد إنشاء خلايا عصبية أو عصبونات حديثة عند موت أحدها، ماعدا العصبونات في نطاق عدد محدود من الأنحاء الدماغية.[1]

ومن الضروري الإشارة هنا أنّ الألياف العصبية الموالية للجهاز العصبي لا تتكون فحسب من العصبونات، وإنما تتكون أيضًا من نوع آخر من الخلايا يُدعى بالخلايا الدبقية Neuroglia، التي ليس لها صلة بإرسال البيانات أو العلامات العصبية، لكنها تُرِجل المؤازرة وتوفير الحماية للعصبونات أو الخلايا العصبية، وهي -في الموقف-ذات أعداد نجاح عدد العصبونات ولها التمكن من الانقسام، وستحاول الأسطر الآتية أوضح عناصر الخلايا العصبية اللازمة أو العصبونات وبيَّن أشكالها ومعلومات أخرى عنها[1]

كم عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان

يحتوي جسم الانسان على ما يقارب 86 مليار خلية عصبية، وهذا ما توصلت إليه عدد من البحوث والدراسات الجديدة، أمّا في السابق فقد أوجدت البحوث والدراسات أن دماغ الإنسان يحتوي ما يقارب 100 مليار خلية عصبية.

شاهد أيضًا: الفرق بين dna و rna

مكونات الخلية العصبية

بعد الإجابة حول السؤال المطروح، كم عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان؛ لابدّ من الحديث حول مكونات الخلية العصبية، حيث يحتوي دماغ الوليد الجديد على نحو مائة مليار خلايا عصبية، وتختلف الخلايا العصبية أو العصبونات من جهة الحجم، والشكل، والبنية أو مكوناتها، وذلك يقوم على ماهية الوظائف أو الأدوار والأمكنة التي تتواجد فيها تلك العصبونات داخل الجسد، إلاّ أنه بشكل عام تتكون العصبونات من ثلاثة مكونات أو أجزاء أساسية، هي:[2]

  • جسم الخلية : يحمل جسم العصبون البيانات الوراثية اللازمة، وهو متمثل في صميم أو لُب الخلية المسؤول عن الحفاظ على شكل أو بنية العصبون وجلب الطاقة الضرورية لإتمام الجهود المنوطة بالعصبون للقيام بها، وكما هو حال الخلايا الأخرى، فإن جسد العصبون يتضمن على عضيات ونواة مختصة، مثلما ان ثمة غشاء يحيط بجسم العصبون لحمايته وتيسير تواصله مع الأشياء المحيطة به.
  • المحور : يتمتع العصبون بمحور عصبي واحد عادةً، ويتخذ المحور شكلًا شبيهًا بالذيل الطويل، وهو يكون على ارتباط مع جسم العصبون داخل حدود منطقة أو وصلة تُدعى ببروز المحور، ويمكن لمجموعة من المحاور العصبية أن تنعزل في إطار مادة دهنية تُدعى بالمايلين؛ التي تُساعد المحاور العصبية على توليد السيالات أو الإشارات الكهربية.
  • التغصنات: تتفرع التغصنات أو الشجيرات أو الزوائد الشجيرية العصبية من أجسام الخلايا العصبية، وهي تُشكل ما يُشبه قرون الاستشعار القادرة على استقبال ومعالجة الإشارات المقبلة من المحاور العصبية المخصصة بعصبونات أخرى، ويُمكن للعصبون الواحد أن يحوز أكثر من بوتقة واحدة من التغصنات العصبية، ويعتمد عدد التغصنات المتواجدة في العصبون على ماهية الدور الذي يقوم به العصبون أصلًا.

أنواع الخلايا العصبية من حيث الوظيفة

لم يتفق العلماء بشأن آلية جلية لتصنيف الخلايا العصبية، لكنهم نجحوا بالتمكن من الوصول إلى وجود 3 أشكال من العصبونات الي تتبع الحبل الشوكي، وهي كما يلي:[3]

  • العصبونات الحسية (Sensory Neurons): يتم تنشيطها عند تعرض الجسد لمثيرات بيئية، وعلى سبيل المثال عند لمس الأجسام الحارة، كما يمكن للبيانات المقبلة عبر تلك العصبونات أن تكون ذات طبيعة كيميائية أو فيزيائية، والمقصود بالمعلومات الفيزيائية هي تلك المعلومات القادمة عبر أمورٍ ملموسة؛ كاللمس، أو الصوت، أو الضوء، في حين المقصود بالمعلومات الكيميائية هو البيانات المقبلة عبر حاستي التذوق والشم.
  • العصبونات الحركية (Motor Neurons): حيث تتعلق تلك العصبونات بالعضلات، والغدد، والأعضاء الداخلية في الجسد، وهي تتحكم أساسًا بالحركات والأنسجة العضلية، بما في ذاك تلك المتواجدة ضِمن الأعضاء المجوفة؛ كالمعدة مثلًا، ولقد نجح العلماء في فهرسة العصبونات الحركية إلى نوعين فرعيين، هما العصبونات العلوية الواصلة بين الحبل الشوكي والدماغ، والعصبونات السفلية الواصلة بين الحبل الشوكي والعضلات.
  • العصبونات المتوسطة (Interneurons): تدور وظيفة الخلايا العصبية الداخلية حول اتصال الخلايا العصبية الحسية بالخلايا العصبية الحركية، وهذه الخلايا العصبية لديها القدرة على التواصل مع بعضها البعض؛ مما يجعلها أيضًا أكثر تعقيدًا.
  • العصبونات الدماغية: تتميز أشكال العصبونات الدماغية بمقدارٍ مرتفعٍ من التعقيد، ويصبح من الصعب التمييز بينها بصورة جلية، على عكس العصبونات الموجودة في الحبل الشوكي، إلا أن الدماغ يبقى حاضنًا لعصبونات حركية وأخرى حسية، ولقد سعى العلماء الاستعانة بالنواقل العصبية بهدف تصنيف العصبونات الدماغية، إلا أن ذلك زاد بدوره من التعقيد أكثر، ويعود سبب ذلك إلى تحلي بعض أشكال العصبونات بخواص كهربية وأنواع مغايرة ومتنوعة بشكل كبير يصعب تصنيفها وفقًا لوظائفها فحسب.

أشكال الخلايا العصبية من حيث التركيب

تُصنّف الخلايا العصبية اعتماداً على عدد الزوائد التي تمتد من جسد الخلية إلى 3 أشكال أساسية، وهي كما يلي:[7][3]

  • الخلايا العصبية وحيدة القطب: خلية عصبية تنبسط من جسمها زائدة عصبية قصيرة واحدة ثمّ تتفرع إلى زائدتين تمتدان في اتجاهين متعاكسين، ومن الممكن إيجادها في المجرى العصبي الحسي للجهاز العصبي الطرفي.
  • الخلايا العصبية ثنائية القطب: خلية عصبية تمتد من بدنها زائدتان باتجاهين مختلفين، الزائدة الأولى هي المحور، والثانية الشجيرات، ويتوفر القليل بشكل كبيرً من تلك الخلايا في شبكية العين، وفي الجهاز الشُّمي.
  • الخلايا العصبية متنوعة الأقطاب: أكثر أشكال الخلايا العصبية انتشاراً في بدن الإنسان، وتُعرف بهذا الاسم لأن عدد الزوائد التي تمتد من جسدها يكون 3 أو أكثر، وتوجد الخلايا العصبية متنوعة الأقطاب في الجهاز العصبي المركزي، وفي المجرى العصبي الحركي في الجهاز العصبي الطرفي.

مكونات الجهاز العصبي

ينقسم الجهاز العصبي ككل إلى جهازين فرعيين، هما:[4]

  • الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System): يتكون الجهاز العصبي المركزي باختصار من الدماغ والحبل الشوكي، ويتغلف كلاهما ببطانة رقيقة تُدعى بالسحايا، كما يمر بينهما سائل مهم بشكل كبير هو السائل النخاعي.
  • الجهاز العصبي الطرفي (Peripheral Nervous System): ينقسم الجهاز العصبي المحيطي الراهن في بقية مناطق الجسد إلى جهاز عصبي مستقل، الذي يسيطر بنفسه على عمل غدد الجسد، وجهاز عصبي جسدي؛ الذي يُرسل بمعلومات حسية من العينين والجلد والعضلات نحو الجهاز العصبي المركزي.

شاهد أيضًا: الفرق بين الخلية الحيوانية والنباتية

الوصلات العصبية 

بعد الإجابة حول السؤال المطروح، كم عدد الخلايا العصبية في جسم كم عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان؛ لابدّ من الحديث حول الوصلات العصبية، حيث أنّ الوصلة العصبية أو ما يطلق عليه بمنطقة التشابك العصبي، هي المقر الذي يحدث فيه نقل التيار الكهربائي العصبي بين خليتين عصبيتين، أو في حالات أخرى بين خلية عصبية وخلية عضلية، ويشار إليها باسم الوصلة العصبية التي تصل بين خلية عصبية وأخرى عضلية مكان التشابك العصبي العضلي، في كل نهاية عصبية داخل حدود منطقة التشابك العصبي تبقى مكان تلقب مكان أو عقدة ما عقب التشابك، ويكون عرضها عادةً 0.02 مايكرون، وحين يبلغ سيال عصبية إلى التتمة العصبية داخل حدود منطقة ما قبل التشابك العصبي، تتأثر حويصلات تبقى فيها تشتمل على النواقل العصبية، فيتم إفراز النواقل العصبية، وتنقل تلك النواقل العصبية التيار الكهربائي العصبي إلى مكان ما بعد التشابك العصبي.[7]

ويحدث هذا عبر انتشارها طوال العصب وارتباطها بمستقبلات توجد على غشاء الخلية العصبية، ويؤدي هذا الارتباط الكيمياوي إلى تحفيز سلسلة من التفاعلات، وتفتح بروتينات على شكل قنوات، وتعبر خلال تلك البروتينات الأيونات المشحونة، فتحدث اختلافات في تركيب الخلية العصبية وغشائها، أو ما يطلق عليه بعملية عكس الاستقطاب الكهربائي، فضلاً عن هذا إن كان حجم الأيونات الغير سلبية التي دخلت الخلية العصبية كبيرًاًا على نحو كاف، فيمكنه أن يولد دفعة جديدة من السيال العصبي لخلايا أخرى، منتجًا والذي يسمى بجهد الفعل.[7]

أنواع النواقل العصبية 

يسمى الناقل العصبي بالناقل الكيمياوي؛ فهو عامل كيمياوي تفرزه الخلايا العصبية، ويقوم بتشجيع الخلايا العصبية المتاخمة أو الغدة أو العضلات، مثلما يسمح بنقل السيالات من خلية إلى أخرى في مختلف مناطق الجهاز العصبي، إذ أنه يشبه المرسال الكيمياوي، وقد تم تحديد أشكال مختلفة وكثيرة من الناقلات العصبية؛ وذلك بناءً على الخصائص الكيميائية والجزيئية لها، وتشتمل على الأصناف الرئيسة من الناقلات العصبية ما يلي:[5]

  • الأحماض الأمينية: مثل الغلوتامات وجلايسين.
  • أحادي الأمين: مثل الدوبامين والنورأدرينالين.
  • الببتيدات: مثل السوماتوستاتين والمواد الأفيونية.
  • البيورينات: مثل أدينوسين ثلاثي الفوسفات.
  • مواد غازية: مثل أكسيد النيتريك.
  • المواد الداخلية والتي تعرف بإسم بالأمينات النزرة: مثل التربتامين وفينيثيلامين.

وتعد مادة أستيل كولين؛ وهي مادة تنتجها الخلايا العصبية أيضًا؛ الناقل العصبي الرئيس للجهاز العصبي اللاودي أو بمقابل الودي، وتتحكم مادة أستيل كولين في الكمية الوفيرة من الوظائف المأمورية؛ كانقباض العضلات الملساء وتمدد الأوعية الدموية، وايضا تبطئ حجم ضربات القلب، في حين يعمل حمض غاما أمينوبيوتريك على تعطيل نشاط الخلايا العصبية؛ فهو الناقل العصبي الرئيس الذي يعمل مثبطًا للجهاز العصبي.

جهد الفعل العصبي

بعد الإجابة حول السؤال المطروح، كم عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان؛ لابدّ من الحديث حول جهد الفعل العصبي للخلية، حيث يصدر جهد الفعل في زمن صغير جدًا؛ في أقل من جزء من 1000 من الثانية، ويعتبر جهد الفعل عملية ضد الاستقطاب الكهربائي لتركيب الخلية العصبية؛ تحديدًا غشاء الخلية العصبية، وقد ينتج ذلك عكس الاستقطاب الكهربائي لغشاء الخلية العضلية أيضًا، وينتج جهد الفعل ما يطلق عليه بالسيال العصبي، وفي حال وقع جهد الفعل في الخلية العضلية فإنه يكون سببا في انقباض العضلات وتحركها بالشكل المرغوب، ويدعى جهد الفعل في بعض الأحيان جهد الانتشار؛ ويرجع هذا إلى أن حالة من السيال العصبي الكهربائي يمكن لها أن تنتقل وتنتشر بفعالية على طول العصب أو الأنسجة العضلية، وينتقل جهد الفعل بسرعات هائلة جدًا؛ فهي تتراوح بين 1 إلى مائة متر في الثانية، أو ما يعادل 3- ثلاثمائة قدم في الثانية.

وتعتمد سرعة جهد الفعل على مواصفات الألياف العصبية وبيئتها، وقبل أن يأتي ذلك السيال العصبي، يكون للخلايا العصبية أو خلايا العضلات استقطاب كهربائي سلبي طفيفاً؛ وذلك يشير إلى أن الجزء الداخلي من الغشاء له شحنة سالبة مضاهاة بالسائل المحيط بخارج الخلية، وينتج الاستقطاب الكهربائي عن طريق حماية وحفظ تركيز مرتفعٍ من أيونات الصوديوم الموجبة الشحنة خارج الخلية، وتركيز مرتفعٍ من أيونات الكلوريد المشحونة سالبًا داخلها، فضلاً عن ذاك هنالك تركيز منخفض من البوتاسيوم المشحون إيجابًا بالداخل أيضا، وعادةً ما يكون قياس الاستقطاب الكهربائي بوضع السكون نحو -75 ملي فولت.[6]

شاهد أيضًا: علاج القولون العصبي بالاعشاب جابر القحطاني

وختامًا، تمّ في هذا المقال الإجابة حول السؤال المطروح، كم عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان؟، وتمّ التطرق كذلك إلى الحديث حول مكونات الخلية العصبية وبيان أنواعها وأشكال النواقل العصبية بين الخلايا العصبية.

المراجع

  1. verywellmind.com , Neurons and Their Role in the Nervous System , 07/08/2021
  2. healthline.com , What Are Neurons? , 07/08/2021
  3. qbi.uq.edu.au , Types of neurons , 07/08/2021
  4. betterhealth.vic.gov.au , Nervous system , 07/08/2021
  5. britannica.com , Neurotransmitter , 07/08/2021
  6. britannica.com , action potential , 07/08/2021
  7. britannica.com , Synapse , 07/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *