كم ملكة في خلية النحل

كم ملكة في خلية النحل، فمملكة النحل من أعظم الممالك ذات التنظيم الاجتماعي الصارم، وذلك من حيث التسلسل الهرمي لكل من يسكن في الخلايا التي تقوم ببنائها هذه الحشرات الصغيرة للغاية، والتي أيضاً تؤدي دوراً هاماً في البيئة والتوازن البيئي، وفي هذا التسلسل الهرمي لهذه الكائنات الحية، تكون النحلات الملكات هن محور الأحداث، من حيث الوظائف الهامة التي يقدمنها للخلية واستمرار النسل، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على هذه المخلوقات وكم ملكة يكون في الخلية وما هي وظائفها ومن أين تأتي الملكات ونذكر كل ما يخص حياة هذه الحشرات المفيدة للطبيعة. 

النحل

من حيث التصنيف، ينتمي النحل إلى شعبة اللافقاريات من مملكة الحيوان، ومنها إلى فصيلة مفصليات الأرجل وترتيب الحشرات الغشائية، وتتميز هذه الفصيلة بعدم وجود عظام وعمود فقري، وإنما تتكون أجسامها من هياكل صلبة تخرج منها الأطراف والجناحين، وهناك أكثر من 20000 نوع من النحل في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نحل العسل، الذي نشأ في أوراسيا وتم استيراده حول العالم كنوع مستأنس، وتعيش أنواع النحل البري في كل قارة من قارات العالم، باستثناء القارة القطبية الجنوبية التي تعد معدومة الحياة، وبشكل عام، يتواجد النحل في كافة النظم البيئية البرية، ولكن وجودها ضعيف للغاية ونادر في البيئة الجافة الصحراوية، وذلك لأن النحل يعتمد على الأزهار بشكل مباشر للحصول على غذائه، وفي طريقة عيشه، يشكل النحل لنفسه مستعمرة كبيرة للغاية، يوجد فيها الآلاف من النحل، ويعيشون وفق نظام اجتماعي منظم وصارم.[1]

شاهد أيضًا: هل النحل يقتل الانسان

كم ملكة في خلية النحل

في معظم الحالات، هناك ملكة نحل واحدة فقط في خلية النحل، وتعد ملكة النحل هي الأم الوحيدة، التي تلد كل النحل خلال فترة حكمها لهذه المملكة، وحتى وفاتها واستلام ملكة أخرى اثنان أو أكثر من ملكات النحل بشكل طبيعي، والتي تتعايش بسلام داخل نفس خلية النحل، ولكن لفترة محدودة فقط، وهذه طفرة تنتهي بموت أحد الملكتين لتبقى واحدة، وفي بعض الحالات، وبشكل غير طبيعي ومقصود، يمكن لمربي النحل استخدام خلية متعددة الملكات، حيث تمتلك الملكات أساسًا مستعمرة واحدة داخل بنية خلية نحل واحدة، ولكن لا يمكن الوصول إلى بعضها البعض، ومن المسلم به أن خلايا النحل هذه نادرة جدًا، وتتطلب مستوى معينًا من البراعة، لأن اجتماع ملكتين في خلية واحدة، يعني موت إحداهما لا محال.[1]

لماذا لا يوجد سوى ملكة نحل واحدة

السبب الرئيسي وراء كون الترتيب الطبيعي للنحل هو مستعمرة ملكة واحدة، هو أن الملكات تناضل دائمًا من أجل حقوق التزاوج لوضع البيض، وفي حالة لقاء أي ملكتين في خلية أو مستعمرة واحدة، فإن القتال حتى الموت هو الواقع الحاصل، ويضمن فوز واحدة منهما فقط بأن تبقى هي الملكة الوحيدة للخلية، ولكن هناك ظاهرة غريبة تحصل في حالة أخرى، فإذا حدث أن تتقابل الملكتان، وكانت كل منهما ضعيفًا أو مصابًا بجروح شديدة، لدرجة لا تسمح لهما بالقتال، فإن هذه المسابقة التناسلية ستصبح موضع نقاش، ويمكن أن تتعايش الملكتان فعليًا حتى يتم إخراجهما من قبل النحلات العاملات.[1]

كيف تأتي ملكة النحل؟

بالرغم من أن الملكة هي التي تحكم الخلية، إلا أن النحلات العاملات هن اللواتي يتحكمن بحياة الملكة واستمراها أو إخراجها خارج القفير أو حتى قتلها وإنشاء ملكة جديدة، وعندما يقرر النحل العامل أن هناك حاجة إلى ملكة جديدة، بالطبع بعد وجود السبب الجوهري لذلك، مثل أن إنتاج الملكة للبيض يتضاءل وما إلى ذلك، فإنهم يطعمون يرقة جديدة على غذاء ملكات النحل وحده، وهذا نوع من اليرقات التي يتم وضع بيضه في غرف خاصة في الخلية، والتي تسمى الفناجين الملكية، ونتيجة لذلك، وعندما تتكون اليرقة، يتم إطعامها الغذاء الخاص به في الأيام القليلة الأولى، وهو عبارة عن مادة بيضاء شفافة، تؤخذ من غدة موجودة في الفك السفلي للنحلات العاملات، ومن ثم تتطور اليرقة إلى نحلة ناضجة جنسياً، ومنها إلى ملكة، وكلمة ناضجة جنسياً، أي أنها تمتلك مبايض متطورة لتكون قادرة على التزاوج ووضع البيوض، وتستمر عملية إطعام الملكة من غذاء ملكات النحل فقط، لبقية حياتها، والتي يمكن أن تصل إلى أربع سنوات.[2]

هل تخرج ملكة النحل من الخلية؟

تقضي الملكة معظم حياتها في غرفة الحضانة بالخلية، والتي تكون عادة في الصناديق السفلية للخلية، ومع ذلك، تخرج الكلمة في حياتها فقط في موسم التزاوج، ويكون هذا الموسم مرة واحدة فقط طيلة حياتها، وعندما ينتهي الموسم، تعود إلى الخلية لتنتظر وقت وضع البيض في غرفة الحضانة، وتحتوي غرفة الحضانة على خلايا من صنع العمال، حيث يتطور البيض واليرقات والعذارى، وتحتوي بعض الخلايا في هذا الجزء من الخلية أيضًا، على حبوب اللقاح أو الرحيق أو العسل الذي يستخدم لتغذية اليرقات النامية، وفي حياتها، تعتمد النحلة الملكة على النحل العامل لإطعامها والتخلص من فضلاتها، حيث تأكل من غذائها الخاص المليء بالتغذية والبروتينات والعناصر الغذائية اللازمة لإنتاج أفضل البيوض.[2]

وظيفة ملكة النحل

تتلخص وظائف الملكة في خلية النحل بوظيفتين محوريتين، ففي الدرجة الأولى، تلعب الملكة الدور الأساسي في استمرارية بقاء أجيال جديدة من النحل، فعادة ما يكون لكل مستعمرة نحل عسل أنثى واحدة مخصبة، وهي الملكة التي تضع كل البيض في الخلية، وفي الربيع، عندما تنمو المستعمرة بأسرع وتيرة، يمكن للملكة المنتجة أن تضع ما يصل إلى 2000 بيضة في اليوم الواحد، أما الوظيفة الثانية، فهي إنتاج الفيرومونات، والفيرومونات هي رسائل كيميائية تشبه إلى حد كبير الهرمونات الخارجية، ويتم استخدامها للتواصل مع ظروف الخلية، تمتلك الملكة الجيدة الفيرومونات القوية التي تعزز الاستقرار في الخلية، وتستمر حياة المستعمرة مع قيام كل عضو من أعضاء الخلية بمهامه، وذلك لأنهم يعرفون بوجود الملكة من خلال الفرمونات، ويؤثر فيرمون QMP، وهو أحد أهم الفيرومونات المنتجة، على المستعمرة بعدة طرق، ويلعب دورًا في حشد العاملات، إضافة إلى تثبيط النمو الجنسي لدى النحل العامل، بغية الاحتفاظ بحق التزاوج لنفسها.[2]

تزاوج ملكة النحل

تتزاوج الملكات العذراء في وقت مبكر من حياتهن ولا يقمن سوى برحلة تزاوج واحدة، وقبل الرحلة، تنفذ الملكة رحلة أو رحلتين استكشافيتين، بحيث تستدل على مكان الخلية عن طريق فرمونات النحلات العاملات، وبعد ذلك تبدأ الرحلة، التي تبعد حوالي 4 أو 5 كم عن الخلية، ويخرج حولها الذكور مشكلين أسراباً، يتسابقون للتزاوج معها، حيث يموت معظم الذكور التي استطاعت التزاوج، وبعد عدة تزاوجات خلال هذه الرحلة، تخزن الملكة ما يصل إلى 100 مليون حيوان منوي داخل قنوات البيض. ومع ذلك، يتم تخزين خمسة إلى ستة ملايين فقط داخل نطاق الملكة، وتستخدم الملكة عددًا قليلاً فقط من هذه الحيوانات المنوية في المرة الواحدة لتخصيب البويضات طوال حياتها، وإذا نفذت الحيوانات المنوية من الملكة في حياتها، فسوف تتزاوج أجيال جديدة من الملكات وتنتج مستعمراتها الخاصة.[3]

شاهد أيضًا: ما هي لغة التخاطب عند النحل

دورة حياة النحل

لكل كائن حي دورة حياة يؤديها في الطبيعة، وكذلك النحل، والذي تبدأ دورة حياته بعد أن تتم الملكة مرحلة التزاوج التي شرحناها سابقاً، وتصبح جاهزة لوضع البيض، وذلك وفق التالي:[3]

• البيضة: وهي عملية تتحكم بها الملكة بشكل مباشر، حيث يمكن للملكة التحكم بنوع المولود عند مرور الحيوانات المنوية في المبايض، وتضع الملكة بيوضها في غرفة الحضانة، وتقوم النحلات العاملات برعايتها، حيث أنه تستمر مرحلة تطور البيض ثلاثة أيام فقط.
• اليرقة: بعد ثلاثة أيام، تفقس البيضة في شكل يشبه الديدان يسمى اليرقة، ويقوم النحل العامل بإطعام يرقة غذاء ملكات النحل في الأيام القليلة الأولى، ومن ثم يتحول إلى العسل وحبوب اللقاح، باستثناء يرقة ملكة المستقبل، والتي تواصل نظامها الغذائي من غذاء ملكات النحل، وتستمر مرحلة اليرقات حوالي ستة أيام. 
• الشرنقة: تنمو اليرقة بسرعة في غضون خمسة أيام فقط، حيث ينمو حجمها، 1500 مرة أكبر من حجمها الأصلي، وفي هذه المرحلة، يقوم النحل العامل بتغطية الخلية بالشمع وتدور اليرقة شرنقة حول نفسها.
• الخادرة: في هذه المرحلة، يبدأ النحل بالتكون داخل الشرنقة، حيث تنمو أرجلها وعينيها وأجنحتها، وأخيراً تنمو الشعيرات الصغيرة التي تغطي جسدها، بعد 14 إلى 17 يوم، تمضغ النحلة البالغة طرف الشرنقة لتخرج من الخلية.
• البلوغ: متوسط أعمار النخل منخفض للغاية، فالملكة نثلاً، تعيش من 2 إلى 4 سنوات، ولذلك، تبلغ الملكة في وقت مبكر، وكذلك الذكور، أما العاملات فتكبر دون أن يكون هناك بلوغ جنسي.
• مدة الحياة والموت: تعد الذكور الأقل حياة في عمر النحل، فقد لا يعيشون أكثر من 8 أسابيع، فمهمتهم محددة، هي تلقيح الملكة فقط، وغالبيتهم يموتون أثناء التزاوج، أما الملكة فتعيش من 2 إلى 4 سنوات، والعاملات أكثر بقليل.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان كم ملكة في خلية النحل والذي تعرفنا من خلاله على النحل وكم عدد ملكات النحل في كل خلية ولما فقط يوجد ملكة واحدة ومن أين تأتي، كما تعرفنا على وظيفة الملكة وحياتها ودورة حياة النحل بشكل عام.