كم كان عمر علي بن أبي طالب عندما أسلم

كم كان عمر علي بن أبي طالب عندما أسلم، سؤالٌ يتمّ البحث عنه كثيرًا، فعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- شخصيّةً مهمّة وبارزة في التاريخ الإسلامي، وهو واحدٌ من الصّحابة الذين حملوا راية الإسلام ولواء الحق، ويعدّ واحدًا من السّباقين للإسلام، فعندما بعث الله -سبحانه وتعالى- نبيّه صلى الله عليه وسلّم- كانت أعداد المسلمين قليلة، وكان من بينهم علي بن أبي طالب، وفي هذا المقال سيخبر موقع المرجع عن عمر علي حينما أسلم بعد أن يعرّف به وبسيرته.

علي بن أبي طالب

قبل معرفة كم كان عمر علي بن أبي طالب عندما أسلم من الضّروري التّعريف بعلي ونسبه، فهو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، القرشي الهاشمي، أمّه فاطمة بنت أسد التي كانت كفيلة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ووالده أبو طالب عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ولد في مكة المكرمة وقيل أنّ ولادته كانت في جوف الكعبة، وهو أحد الصحابة الشّجعان ومن العشرة المبشّرين بالجنة، وصهر النّبي وقد اشتهر بقوّته وشجاعته وفصاحته وعلمه.[1]

كنية علي بن أبي طالب

كان لعلي مكانةً مميّزةً عند رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فقد كان ابن عمّه وربيبه، وقد أطلق عليه كنية أبي التّراب، فقد ورد في الصّحيح فيما رواه الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: “جَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا في البَيْتِ، فَقالَ: أيْنَ ابنُ عَمِّكِ؟ قالَتْ: كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِندِي فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِإِنْسَانٍ: انْظُرْ أيْنَ هُوَ؟ فَجَاءَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هو في المَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُضْطَجِعٌ، قدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن شِقِّهِ، وأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمْسَحُهُ عنْه، ويقولُ: قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ”.[2]

شاهد أيضًا: لماذا سمي الرسول بالأمي ابن باز

كم كان عمر علي بن أبي طالب عندما أسلم

كان عمر علي بن أبي طالب عندما أسلم عشر سنوات أو أقل، فقد قال بعض أهل العلم تسعًا وقال آخرون عشرًا، وقالوا غير ذلك، لكنّ الأشهر والثّابت هو أنّ عمره -رضي الله عنه حين أسلم كان عشر سنوات، فقد ولد علي قبل البعثة بعشر سنين، فقد كان علي بن أبي طالب قريبًا جدًّا من رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ومحبّبًا إليه، حيث تربّى علي على يد رسول الله، ونتيجةً لهذه التّربية كان يرى النّبي قدوته ومثله الأعلى، حتّى قبل البعثة، فلمّا بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أرشد عليًّا للإسلام فأسلم وكان أوّل من أسلم من الغلمان، وقد ورد عن عبد الله بن عباس أنّه قال: “أولُ من صلَّى مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعد خديجةَ عليٌّ وقال مرةً أَسْلَمَ”.[3] ويُقال أنّ عليًّا دخل ذات مرّة على النبي -صلى الله عليه وسلّم- فرآه وهو يصلّي، فسأله عن فعلته، فأخبره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّه الدّين الذي اصطفاه للنّاس، ودعاه للدّخول فيه، وتوحيد الله ونبذ الأصنام، ففعل وأمره أن يكتم سرّ إسلامه حتّى لا يناله شرّ المشركين.[4]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تزوج ابنتي الرسول

فداء علي بن أبي طالب للنبي يوم الهجرة

بعد معرفة كم كان عمر علي بن أبي طالب عندما أسلم، من الملفت بعد إسلامه هي هجرته، فبعد أن أذن الله -سبحانه وتعالى- للمسلمين بالهجرة من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، بعد أن آذوهم المشركين واضطّهدوهم، فكانت هجرة المسلمين على مراحل عدّة وعلى شكل مجموعاتٍ صغيرة، وبصورةٍ سرّيّة، لكنّ كفّار قريش كانوا يخطّطون لاغتيال النّبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أجمعوا أن يختاروا من كلّ قبيلةٍ رجلًا ليقتلوا النّبي ويضيع دمه، وقد أخبر جبريل -عليه السّلام- النبي -صلى الله عليه وسلّم- بنيّة قريش لقتله، وبذلك كانت هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي طلب من علي أن يكون في فراشه، وطمأنه أنّه لن يصيبه أذى، فقدم على نفسه فداءً للنّبي -صلى الله عليه وسلّم- وبات في فراشه، حتّى خرج من بين المشركين بحفظٍ من الله ورعايته.[5]

شاهد أيضًا : كان اختيار الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه عن طريق

هجرة علي بن أبي طالب

بعد أن افتدى علي بن أبي طالب النّبي -صلى الله عليه وسلّم- ودخول مشركي قريش عليه لعودوا خائبين، كان الأمر له أن يلحق بالنّبي إلى المدينة، وذلك بعد خروج النّبي -صلى الله عليه وسلّم- بثلاث ليالٍ، وبعد أن أدّى الأمانات لأصحابها، فخرج ومعه الفواطم، وهن فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت الزبير، وفاطمة بنت الحمزة فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وكان يسير ليلًا ويختبئ نهارًا خوفًا من قريش، حتّى أدرك النّبي ومن معه في قباء.

شاهد أيضًا: من هم اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم

زواج علي بن أبي طالب

تزوّج علي بن أبي طالب بالكثير من النّساء في حياته، لكنّه لم يجمع بينهنّ في وقتٍ واحد، فمن الشّرع أن لا يزيد المرء على أربع في آنٍ واحد، ومن زوجات علي نذكر ما يأتي:[6]

• فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: حيث تزوّجها في السّنة الثّانية من الهجرة، وقيل إن ذلك بعد غزوة بدر، وكان قد خطبه قبلها أبو بكر وعمر لكنّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم- زوّجها لعلي، أنجبت له فاطمة الحسن والحسين والمحسن، وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى.
• أمّ البنين بنت حزام: التي أنجبت له العباس وجعفر وعبد الله وعثمان، والذين استشهدوا جميًعا في كربلاء.
• ليلى بنت مسعود اليتيمة: ولدت له أبو بكر وعبد الله.
• أسماء بنت عميس: وله منها يحيى ومحمد.
• أم حبيبة ربيعة التغلبية: له منها عمر ورقية.
• أمامة بنت العاص بن الربيع: وهي حفيدة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زينب، وله منها محمد الأوسط.
• خولة بنت جعفر الحنفية: له منها محمد الأكبر.
• أم سعيد بنت عروة: له منها أمّ الحسن ورملة.
• محياه بنت امرئ القيس: له منها جارية وتوفيت في صغرها.

شاهد أيضًا: الصحابية التي كنُيت بأم أبيها هي

مكانة علي بن أبي طالب

إنّ علي بن أبي طالب واحدٌ من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- المقربين، وهو من آل بيت النبي، وعاش ربيبًا تحت رعايته، وعلي واحدٌ من العشرة المبشّرين بالجنّة، ورابع الخلفاء الرّاشدين، وقد كان علي بن أبي طالب محبًّا لله ورسوله، وكذلك يحبّه الله ورسوله، فقد ورد عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “لأُعْطيَنَّ الرَّايةَ رجُلًا يحبُّ اللَّهَ ورسولَهُ أو قالَ: يحبُّهُ اللَّهُ ورسولُهُ فَدعا عليًّا، وَهوَ أرمَدُ، ففتحَ اللَّهُ على يديهِ”.[7] كما أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- من حبّه له زوّجه فاطمة الزهراء.[8]

شاهد أيضًا: من هو قاتل علي بن ابي طالب

صفات علي بن أبي طالب

إنّ من أجمل ما وصف به علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وما جاء في وصفه هو ما قاله فيه ابن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب، فيقول: “إنه كان ربعة من الرّجال إلى القصر ما هو، وكان أدعج العينين حسن الوجه كأنّه القمر ليلة البدر، وكان عريض المنكبين شئن الكفّين، عتدًا أغيد كأن عنقه إبريق فضّة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من الخلف، إذا مشى تكفّأ وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفّس، وهو إلى السّمن ما هو شديد السّاع واليد، إذا مشى للحرب هرول، ثبت الجنان قوي شجاع منصورٌ على من لاقاه” أمّا في صفاته الخُلقيّة، فإنّ عليّ بن أبي طالب كان صاحب علمٍ غزير، وعالمٌ بالفقه والتّفسير والسّنة، أعطاه الله لسانًا سؤولًا وقلبًا عقولًا، وهو يتّصف بالحكمة والحنكة، وفي حديثه فصاحةٌ وبلاغة، ورعًا تقيًّا حييًّا متواضعًا، فكان لا يتّصف إلا بالحسن وهو من تربى على يد صاحب الأخلاق والصّفات الحسنة صلى الله عليه وسلّم.[9]

شاهد أيضًا: تم اختيار الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة بعد التشاور فيما

خلافة علي بن أبي طالب

كان علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين، حيث بدأت خلافته بعد استشهاد عثمان بن عفّان، على يد الخارجين الذين قدموا من مختلف البلدان لقتله ظلمًا وبهتانًا، وقد استشهد -رضي الله عنه- في يوم الجمعة من شهر ذي الحجّة في السّنة الخامسة والثلاثين للهجرة، ليقوم الصّحابة الكرام الباقون في المدينة بمبايعة علي بن أبي طالب ليكون خليفةً للمسلمين، مع أنّه كارهًا للخلافة وكانت موافقته تفاديًا للفتنة، وقد أظهر أنّ خلافته ستكون ذات مبادئ إسلاميّة كسابقيه من الخلفاء، لكنّ الأمور لم تسر على خير ما يُرام، فثارت الفتن واحدةً تلو الأخرى بين المسلمين، لذلك لم يكن في عهده الكثير من الفتوحات، بل أشغل كلّ وقته لإيقاف الفتن والإصلاح بين النّاس، وقد وُضع علم النحو في عهده خوفًا من فساد كلام العرب بمخالطتهم للعجم.[10]

شاهد أيضًا: من هو زوج زينب بنت الرسول

وفاة علي بن أبي طالب

في آخر عهد خلافة علي بن أبي طالب اضطّربت أمور الدّولة، وتمرّد الجيش في العراق، وتبع أهل الشّام معاوية بن أبي سفيان، وثارت الفتنة بين المسلمين، وقد مات عليّ بن أبي طالب مقتولًا، ومن الرّوايات في مقتله، أنّ ثلاثة رجالٍ من الخوارج اتّفقوا فيما بينهم أن يقتل كلّ واحدٍ منهم، رجلًا، وهم علي بن أبي طالب، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وكان ابن ملجم هو الموكّل بقتل علي بن أبي طالب، الذي جهّز نفسه بتبليل سيفه بسمٍّ زعاف، لكي يضمن مقتل الخليفة، حيث انتظره أمام السّدة التي يخرج منها لصلاة الفجر، فضربه بالسيف على رأسه، ليصيبه بجرحٍ عميق، فأوصى علي -رضي الله عنه- أن يُقتل ابن ملجم إن مات هو، وأوصى أولاده بتقوى الله وعبادته حقّ العبادة، إلى أن توفّي رحمه الله وهو ابن أربعٍ وستين، واقتصّ المسلمون من قاتله، الذي تنبّأ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بأنّ من سيقتل علي هو أشرّ أهل الأرض.[11]

شاهد أيضًا: حكم القاضي للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة الدرع الذي

بهذا نصل لنهاية المقال الذي تمّ فيه بيان كم كان عمر علي بن أبي طالب عندما أسلم، بعد التّعريف بعلي بن أبي طالب وبكنيته، ثمّ ذكر فداءه للنّبي يوم الهجرة وكيفيّة هجرته، ثمّ تطرّق المقال لزواج علي بن أبي طالب وذكر زوجاته، وبيّن مكانته وصفاته، وتحدّث عن خلافته سماتها وميّزاتها إلى وفاته رضي الله عه.