تفسير سورة المطففين للاطفال

تفسير سورة المطففين للاطفال يبحث عنه الكثير من الأهل والمعلمين، وذلك في سبيل تعليم القرآن الكريم للأطفال الصغار وتنشئتهم عليه وتربيته بأخلاقه وتغذيتهم بأحكامه، فتفسير القرآن للطفل يعينه على الحفظ التثبيت من القرآن الكريم، وهو من أفضل وسائل التربية والتنشئة، ويهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال بشرح سورة المطففين وبيان كلّ ما يتعلّق بها من أحكامٍ ودروس وعبر.

سورة المطففين

قبل تفسير سورة المطففين للاطفال فإنه سيتم تقديم نبذة عن سورة المطفيين، وهي سورة من السور المكية، وقد بدأت آياتها بالوعيد للمطففين، كان نزولها في ترتيب النزول بعد سورة العنكبوت بترتيب السادسة والثمانين بترتيب النزول، وسمّيت بالمطففين لأنّ موضوعه الرئيس هو تعنيف الناس الذين يتلاعبون في الكيل والميزان، وهي في الجزء الثلاثين من المصحف الشريف، قبلها سورة الانفطار، وبعدها سورة الانشقاق، وهي من السور المفصل، ويبلغ عدد آياتها 36 آية، وقد روي في سبب نزولها عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنّه قال: “لمَّا قدمَ النبيُّ المدينةَ كَانُوا من أَخْبَثِ الناسِ كَيْلًا، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ويْلٌ لِلْمُطَفِّفينَ، أَحْسَنُوا الكَيْلَ بعدَ ذلكَ”.[1] والله ورسوله أعلم.[2]

الموضوع العام لسورة المطففين

المضامين العامّة لسورة المطففين وموضوعها العام لا بدّ من المرور عليها قبل تفسير سورة المطففين للاطفال، وهي كما يأتي:[3]

• تبدأ سورة المطففين بإعلان الحرب على الذين لا يخشون اليوم الآخر، ولا يعدّون العدّة للوقوف أمام الله سبحانه وتعالى وجبروته، فيقومون بالغش في البيع ويزيدون الكيل أو ينقصونه لأنفسهم وللناس، وينقصون فيه عندما يبيعون لغيرهم.
• ذكرت السورة الكريمة الأشقياء والفجار والمكذبين بيوم القيامة، وبيّنت حال المتقين الأبرار والنعيم والجزاء الذي سيكونون عليه.
• ختمت السورة الكريم بالحديث عن المجرمين الذين كانوا يسخرون من عباد الله المؤمنين في الحياة الدنيا، وكيف ينقلب الأمر عليهم في الآخرة، فيضحك المؤمنون منهم حين يكون المؤمنون في النعيم، وهؤلاء المجرمين في الجحيم.

شاهد أيضًا: تفسير سورة الانشقاق للاطفال

تفسير سورة المطففين للاطفال

إنّ تعليم القرآن للأطفال الصغار من المسلمين هو واجب كلّ مسلم كبير ومكلف، وواجب الأهل والمعلّمين في المدارس، لذلك الكلّ يتحمّل المسؤولية في هذه المهمة، والتي تتطلب تفسير القرآن وتبسيطه للأطفال لمساعدتهم على فهمه وتبسيط حفظه له، ولذلك سيتمّ تقديم تفسير سورة المطففين للاطفال فيما يأتي:

تفسير آيات التهديد والوعيد للمطففين

يقول الله سبحانه وتعالى في بداية سورة المطففين: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.[4] يبدأ الله سبحانه وتعالى بالحرب على المطففين فلهم الهلاك والويل، وهم الذين يتقاضون بضاعتهم وافية إذا كانوا شراةً ويعظونها للناس بنقص لو كانوا بائعين، وهم الذين يتصرفون وكأنه لا يوجد حساب ولا عقاب ولا عذاب على ما يقترفون في الحياة الدنيا من سوء العمل، فالكلّ سيقوم بين يدي الله يوم البعث.[5]

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الحاقة للاطفال

تفسير آيات تكذيب الكفار بيوم القيامة

تنتقل السورة الكريمة لوصف تكذيب هؤلاء المجرمين، وذلك في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ* وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}.[6]  فهؤلاء الذين لا يعتقدون أنهم مبعوثون ليومٍ عظيم فإنّ القرآن الكريم سيردعهم ويزجرهم، ويؤكد لهم أنّ كتبًا تحصي أعمالهم، ويعدهم بالويل في ذلك اليوم، والفجار هم الذين يبالغون بالمعصية والإثم، وكتابهم سجلّ أعمالهم، وهو كتابٌ مفروغٌ منه، لا يزاد فيه ولا ينقص، والويل والهلاك لمن يكذّب بآيات الله ويكذب باليوم الآخر، فهو الإثم والذنب العظيم الذي يقود إليه الاعتداء والإثم، والذي يقود بدوره لقلّة الأدب مع كتاب الله، الذين يقولون عن كتاب الله أنه رواية للأساطير لأنه يتضمن قصص الأمم السابقة والأولين.

تفسير الآيات التي تصف حال الكفار يوم القيامة

ثم تصف السورة الكريمة بقوله تعالى: {كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ* ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ}.[7]  لوصف مصير الكفار وحالهم يوم القيامة، فقد غطّى على قلوبهم وأعمى بصيرتهم ما كانوا يكسبونه من الإثم والمعصية، والقلب الذي يمرد على المعصية يطمس ويظلم، ويتشكل عليه غطاء كثيف يحجب عنه النور، فالذنوب تعمي القلوب وتميتها، فيحرمون من النظر إلى وجه الله الكريم، ويحال بينهم وبين هذه السعادة الكبرى، ثمّ إنّهم يحشرون في النار ويستحقون درجة الجحيم بكذبهم وتكذيبهم.

تفسير الآيات التي تذكر حال الأبرار يوم القيامة

ومع ذكر سورة المطففين لحال الفجار والمكذّبين فإنّها تصف في المقابل حال الأبرار والمتّقين، وذلك في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ* كِتَابٌ مَّرْقُومٌ* يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ* إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ* تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ* يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ* خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ* وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}.[8]  فكتاب الأبرار المتقين يكون مرتفع الدرجات وهو ما يشهده الملائكة المقربين، وهؤلاء الأبرار سيكونون في نعيمٍ في موضع التكريم، وينظرون أينما شاءوا وكيما شاءوا من النعيم، وتفيض النضرة والسرور على وجوههم وفي قلوبهم، ويشربون من الشراب الخالص المصفى الذي يعدّ خصيصًا لهم، وهو من عينٍ من عيون الجنّة التي يشرب منها أولئك المتقين، وقد حثّ الله سبحانه على التنافس لهذا النعيم.

شاهد أيضًا: تفسير سورة التحريم للاطفال

تفسير الآيات التي تصف تبدل حال المؤمنين والكفار في الآخرة

ختمت السورة المباركة بالإشارة لتبدّل الأحوال بين الكفار والمؤمنين في الآخرة، فقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ* وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ* وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ* وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ* فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ* هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}. [9]  فقد نال المؤمنين في الدنيا الأذى والاستهزاء من الفجار والكفار، فقد كانوا يعاملونهم بسوء أدب وتطاول وسخرية، والذين كانوا يرجعون إلى أهليهم راضين بما فعلوا، مستمتعين بالشر الذي قاموا به، بل يصفون المؤمنين أنّهم هم الضالون، أما في الآخرة ستنقلب الموازين، ويسخر المؤمنين الجالسين في النعيم من أولئك الفجار الذين يعانون من عذاب الجحيم.

الدروس المستفادة من سورة المطففين

يمكن بعد تفسير سورة المطففين للاطفال أن يتمّ استنتاج واستنباط الدروس والعبر التي تمّ الاستفادة منها من خلال سورة المطففين، والتي يمكن تلخيصها يما يأتي:[3]

• على العبد أن لا يطمئنّ للدنيا وأحوالها لأنّ الدنيا متغيرة وفانية والعمل يكون فيها للآخرة الباقية.
• إنّ نعم الله على العباد كثيرةٌ لا تعدّ ولا تحصى وعلى العباد أن يحسنوا شكرها، وذلك بعبادة الله وطاعته والابتعاد عن معصيته.
• إنّ الملائكة يرافقون الإنسان ويسجّلون كلّ أمرٍ يقوم به من قولٍ وعمل فهو سيحاسب على أقواله وأعماله كلّها يوم القيامة.
• على العبد المسلم أن يكون عادلًا في بيعه وكيله وميزانه، فلا يظلم لا في البيع ولا في الشراء.
• إنّ العذاب سيكون أليمًا وكبيرًا لمن يكيل بمكيالين فيبخس بالكيل للناس، ويزيد ويطمع بالكيل لنفسه، وإنّ فعله هذا هو دليل عدم إيمانه باليوم الآخر.
• كلٌّ سينال جزاءه يوم القيامة كما يستحق وكما عمل في الدنيا.

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة المعارج للاطفال

في نهاية مقال تفسير سورة المطففين للاطفال، تمّ تقديم نبذة عن السورة الكريمة، وبيان معناها العام، واستنباط الدروس والعبر من آيات سورة المطففين.