سبب نزول سورة المدثر

إنَّ سبب نزول سورة المدثر من أسباب النزول الكثيرة التي وردت في علم أسباب النزول الذي هو علم رئيس من علوم القرآن الكريم، وقد تكون بعض سور القرآن الكريم نزلتْ لأكثر من سبب، فتتوزَّع هذه الأسباب على آيات هذه السورة المباركة، وتكمن فائدة أسباب النزول هذه في أنَّها تشكل عتبةً ملائمة للدخول إلى تفسير السورة أو الآية الكريمة تفسيرًا منطقيًا يتوضَّح من خلال السبب الذي نزلتْ فيه هذه السورة أو الآية، ويهتمُّ موقع المرجع في تسليط الضوء على سبب نزول سورة المدثر كما يهتم بالحديث عن فضلها ومضامينها وترتيب نزولها والعِبر المستفادة من هذه السورة الكريمة.

سورة المدثر

تُعدُّ سورة المدثر المباركة سورة من السور المكية التي نزلت قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وهي من سور المفصل، يبلغ عدد آياتها 56 آية قرآنية، وهي السورة الرابعة والسبعون في ترتيب سور المصحف الشريف؛ حيث تقع في الجزء التاسع والعشرين من أجزاء القرآن الكريم الثلاثين، والراجح أنَّ هذه السورة نزلت بعد سورة المزمل، وقد بدأ الله -سبحانه وتعالى- سورة المدثر بأسلوب نداء بأداء نداء “يا” قال تعالى في مستهل هذه السورة الكريمة: {يا أيُّها المدّثّر}[1] والدثر في اللغة هو الشخص الذي يرتدي أو يلبَس الدثار، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة التحريم

سبب نزول سورة المدثر

إنَّ سورة المدثر من السور القرآنية الكريمة التي جاءت في آياتها أسباب نزول كثيرة، وهذا يكثر في السور الطويلة التي تحدَّثت عن غير موضوع واحد، وفيما يأتي سبب نزول الآيات من 1 إلى 7 والآيات من 11 إلى 30 في سورة المدثر:

سبب نزول الآيات من 1 إلى 7 من سورة المدثر

جاء سبب أوائل سورة المدثر في صحيح الإمام مسلم، روى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- ما يأتي: “سَأَلْتُ أبا سَلَمَةَ: أيُّ القُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ قالَ: {يا أيُّها المُدَّثِّرُ}، فَقُلتُ: أوِ {اقْرَأْ}؟ فقالَ: سَأَلْتُ جابِرَ بنَ عبدِ اللهِ: أيُّ القُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ قالَ: {يا أيُّها المُدَّثِّرُ}، فَقُلتُ: أوِ {اقْرَأْ}؟ قالَ جابِرٌ: أُحَدِّثُكُمْ ما حَدَّثَنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: جاوَرْتُ بحِراءٍ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوارِي نَزَلْتُ فاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الوادِي، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أمامِي وخَلْفِي، وعَنْ يَمِينِي، وعَنْ شِمالِي، فَلَمْ أرَ أحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أرَ أحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا هو علَى العَرْشِ في الهَواءِ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عليه السَّلامُ، فأخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ، فأتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلتُ: دَثِّرُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَصَبُّوا عَلَيَّ ماءً، فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {يا أيُّها المُدَّثِّرُ * قُمْ فأنْذِرْ * ورَبَّكَ فَكَبِّرْ * وثِيابَكَ فَطَهِّرْ}”[3] والله تعالى أعلم.[4]

ومقصود الحديث أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان قد اعتزل الناس وجلس في غار حراء وحيدًا مدة شهر كامل، ولمَّا انتهى هذا الشهر، نزل -عليه الصَّلاة والسَّلام- من الغار إلى الوادي، فما أن بلغ الوادي حتَّى سمع مناديًا يناديه، فما كان منه إلَّا أن تفحص المكان والتفت في الجهات كلها من حوله فما رأى أحدًا، ثمّ نُودي مرَّة أخرى فلم ير أحدًا، ثمَّ في النداء الثالث نظر إلى السماء فرأى جبريل معلقًا في الهواء، فرجف رجفة شديدًا، وعاد إلى زوجته خديجة رضي الله عنها، فأنزل الله تعالى قوله: {يا أيُّها المُدَّثِّرُ * قُمْ فأنْذِرْ * ورَبَّكَ فَكَبِّرْ * وثِيابَكَ فَطَهِّرْ}، والله أعلم.[4]

سبب نزول الآيات من 11 إلى 30 من سورة المدثر

إنَّ الآيات من 11 إلى 30 من سورة المدثر الكريمة نزلت في الوليد بن المغيرة والد الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، والسبب هو أنَّ الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقرأ عليه الرسول آيات من كتاب الله، فكأن قلب الوليد قد رق لما سمع من القرآن الكريم، فلمَّا عرف أبو جهل بما حدث مع المغيرة، قال له: “يَا عَمِّ إِنَّ قَوْمَكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالًا لِيُعْطُوكَهُ، فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا تَتَعَرَّضُ لِمَا قِبَلَهُ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالًا، قَالَ: فَقُلْ فِيهِ قَوْلًا يَبْلُغُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهُ وَكَارِهٌ، قَالَ: وَمَاذَا أَقُولُ؟ فَوَاللَّهِ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمُ بِالْأَشْعَارِ مِنِّي، وَلَا أَعْلَمُ بِرَجَزِهَا وَبِقَصِيدِهَا مِنِّي، وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا، وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلَاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً، وَإِنَّهُ لِمُثْمِرٌ أَعْلَاهُ مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ وَإِنَّهُ ليعلو ولا يُعْلَى، قَالَ: لَا يَرْضَى عَنْكَ قَوْمُكَ حَتَّى تَقُولَ فِيهِ، قَالَ: فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّرَ فِيهِ، فَقَالَ: هَذَا سِحْرٌ يُؤْثَرُ يَأْثُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ، فَنَزَلَتْ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} الْآيَاتِ كُلِّهَا”، والله تعالى أعلم.[5]

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الكهف وفضلها مختصر

مضامين سورة المدثر

لقد دارت سورة المدثر في موضوعاتها بشكل رئيس حول وصف حال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لمَّا نزل عليه الوحي الأمي جبريل عليه السلام، فكانت هذه الآية تصف المراحل الأولى للرسالة المحمدية التي بعثها الله تعالى مع الأمين جبريل، ومن هذا المنطلق وهذا المبدأ يمكن القول إنَّ مضامين سورة المدثر هي:[6]

  • تقرُّ سورة المدثر بوحدانية الخالق سبحانه وتعالى وأمرت المؤمنين بضرورة الطهارة الحسية والمعنوية من كلّ ما من شأنه أن ينجس المؤمن.
  • دعتْ سورة المدثر إلى ضرورة التحلي بالصبر والجلد، وضرورة التصدق بالمال ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلًا.
  • حذرت هذه السورة من أهوال يوم القيامة، وذكرت وفصَّلت في شرح صفات نار جهنم.
  • تناولت هذه السورة قصة الوليد بن المغيرة والد الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، وتحدَّثت عن قصة إعراضه عن قول الله تعالى بعد أن لمس في الآيات بلاغة إلهية من حقها أن تشكل في قلبه يقينًا منقطع النظير، إلَّا أنَّه فضل السيادة والزعامة بين أهله وعشيرته على الحق.
  • أقسم الله تعالى في هذه السورة بالليل والصبح والقمر، وهي دليل على قدرة الله الخالق سبحانه وتعالى.
  • تحدَّثت السورة عن الأسباب التي تؤدي بالمشركين إلى البعد عن الإيمان بالله تعالى.

فضل سورة المدثر

إنَّ لكل سور القرآن الكريم فضلًا عظيمًا لا يمكن وصفه وشرحه وتحديد حجمه وأهميته، فتلاوة أية سورة من سور القرآن الكريم تُوجب الأجر والثواب من الله تعالى، جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال في الحديث الشريف: “من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، و الحسنةُ بعشرِ أمثالِها ، لا أقول الم حرفٌ و لكن : ألِفٌ حرفٌ ، و لامٌ حرفٌ ، و ميمٌ حرفٌ”[7]وسورة المدثر واحدة من سور الكتاب، فقراءة أي حرف من حروف هذه السورة تضيف في صحيفة الإنسان حسنة والحسنة بعشر أمثالها.[8]

ولعلَّ من فضل سورة المدثر أنَّ أول السور القرآنية الكريمة التي نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- دفعة واحدة، وتقول بعض الروايات إنَّ هذه السورة كانت أول ما نزل على رسول الله من القرآن الكريم، فقد جاء عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في صحيح الإمام البخاري ما يأتي: “سَأَلْتُ أبَا سَلَمَةَ: أيُّ القُرْآنِ أُنْزِلَ أوَّلُ؟ فَقالَ: {يَا أيُّها المُدَّثِّرُ}، فَقُلتُ: أُنْبِئْتُ أنَّهُ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ}، فَقالَ أبو سَلَمَةَ سَأَلْتُ جَابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ أيُّ القُرْآنِ أُنْزِلَ أوَّلُ؟ فَقالَ: {يَا أيُّها المُدَّثِّرُ} …”[9] والله تعالى أعلم.

ترتيب نزول سورة المدثر

إنَّ الذي ورد في ترتيب نزول سورة المدثر أنَّها نزلت بعد سورة المزمل، وقيل أيضًا إنَّها أول سورة نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من سور القرآن الكريم، حتَّى أنَّها نزلت قبل سورة العلق، وهذا القول رجَّحه السيوطي في كتابه الإتقان حيث قال فيه: “إنَّه يمكن الجمع بين الأحاديث الواردة في هذا بأن تكون سورة المدثر نزلت بكاملها قبل نزول سورة العلق، فإنها أول ما نزل منها صدرها”، والمتفق عليه هو أنَّ هذه السورة المباركة كانت من أوائل السور التي نزلت على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأرجح الأقوال هو أنَ صدر سورة العلق كان أول ما نزل من القرآن الكريم، وسورة الدثر كانت أول سورة من سور القرآن الكريم تنزل كاملة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والله تعالى أعلم.[10]

شاهد أيضًا: علام يدل كثرة اسماء سورة الفاتحة

مايستفاد من سورة المدثر

إنَّ العبر والعظات المستفادة من هذه السورة الكريمة كثيرة ومختلفة ومتنوعة الدلائل والموضوعات، وفيما يأتي نذكر هذه العبر كاملة:

  • تدعو سورة المدثر بصورة ضمنية إلى العمل والكد وبذل الجهد في سبيل الوصول إلى المُراد، قال تعالى في مطلعها: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ}، وكلمة قُم في هذه الآية تدل على أهمية القيام إلى العمل.
  • تدعو هذه السورة إلى ضرورة تعظيم الخالق عز وجل، وضرورة بذل المستطاع في سبيل الوصول إلى رضا الله تعالى، قال تعالى لرسوله الكريم في هذه السورة: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}.
  • ضرورة الطهارة في النفس والبدن، فطهارة النفس هي الطهارة من كل ذنب أو إثم أو معصية، وطهارة البدن طهارة من الأردان والأوساخ، قال تعالى في سورة المدثر: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}.
  • ضرورة ترك المعاصي وهجرانها والابتعاد عنها في سبيل الفوز برضا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}.
  • التحلي بالصبر على المشقة والألم، واحتساب كل مظلمة عند الله تعالى مهما عظمت هذه المظلمة، قال تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.
  • الثبات والصبر عند كل نازلة وبلاء، فإنَّ الله -عزَّ وجلَّ- إذا أحب عبدًا ابتلاه، قال تعالى: {ومَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}.

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي تسمى عروس القرآن؟

بماذا أقسم الله في سورة المدثر

إنَّ التدرج في القصص القرآني أو في طرح المواضيع القرآنية الكريمة التي أرادها الله تعالى في هذه السورة يدل على عظمة وبلاغة القرآن الكريم، فقد بدأ الله تعالى هذه السورة بجملة من الأوامر التي أمر بها رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، ثمَّ انتقل الحديث الإلهي إلى إنذار الكافرين وضرورة الجهر بالدعوة الإسلامية، ثمَّ تحدَّثت عن أهوال يوم القيامة ووصفت هذا اليوم في غير موضع واحد، ثمَّ تحدَّثت عن قصة الوليد بن المغيرة وتوعدت أمثاله بالعذاب الأليم، ثمَّ أقسم الله -سبحانه وتعالى- في هذه السورة بالقمر والليل والصبح، تأكيدًا منه على شدَّة جهنم، وعلى العاقبة الوخيمة التي تنتظر الوليد بن المغيرة وأمثاله من المكذبين الضالين، قال تعالى في سورة المدثر: {كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ * لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}[11] والله تعالى أعلم.[12]

بهذه المعلومات عن سورة المدثر المباركة نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن سبب نزول سورة المدثر ومضامينها وفضلها وترتيب من حيث النزول مع سائر سور القرآن الكريم، وعن العبر والعظات المستفادة منها، وفي الختام تحدَّثنا عن الأشياء التي أقسم بها الله تعالى في هذه السورة.

المراجع

  1. سورة المدثر , الآية 1.
  2. wikiwand.com , سورة المدثر , 05-03-2021
  3. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، 161، صحيح.
  4. islamweb.net , أسباب النزول - سورة المدثر , 05-03-2021
  5. al-maktaba.org , كتاب أسباب النزول ت الحميدان , 05-03-2021
  6. islamweb.net , أغراض سورة المدثر , 05-03-2021
  7. صحيح الجامع , الألباني، عبد الله بن مسعود، 6469، صحيح.
  8. islamqa.info , ثواب قراءة القرآن الكريم تشمل كل من قرأ القرآن , 05-03-2021
  9. صحيح البخاري , البخاري، جابر بن عبد الله، 4924، صحيح.
  10. islamweb.net , أول سورة نزلت كاملة , 05-03-2021
  11. سورة المدثر , الآية 32، 37.
  12. al-maktaba.org , التفسير المنير للزحيلي , 05-03-2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *