هل مزيل العرق من محظورات الإحرام

هل مزيل العرق من محظورات الإحرام، التي لا يجب على المحرم أن يأتي بها، فالله سبحانه وتعالى قد فرض على العباد الحج  لمن استطاع إليه سبيلًا وأداء العمرة في أي وقت، وقد كان لأداء هذه المناسك أحكام خاصة ينبغي للحاج والمعتمر أن يعلمها ليؤدي المناسك على أتم وجه وكما أراد الله سبحانه وتعالى، ولهذا فإنه سيتم التعرف في موقع المرجع على محظورات الإحرام، وسنجي على عنوان المقال الحالي هل مزيل العرق من محظورات الإحرام، وما حكم استخدام مزيل العرق قبل الإحرام، وهل يجوز التطيب قبل الإحرام، وما إلى ذلك في هذا المقال.

محظورات الإحرام

إنَّ الله سبحانه وتعالى قد فرض الحج والعمرة لينال الأجر والثواب، وكان لا بد من أن يكون هنالك محظورات حتى لا يقوم المؤمن بالإتيان بها؛ وقد كان محظورات للرجل تختلف عن المرأة، وهي على النحو الآتي:[1]

• محظورات الإحرام للرجل: تغطية الرأس، ولبس المخيط.
• محظورات الإحرام للمرأة: لبس النقاب والقفازين.
• محظورات الإحرام المشتركة بين الرجل والمرأة: حلق شعر الرأس، التطيب، النكاح، والجماع، وقتل الصيد.

ومن الجدير بالذكر أن المحرم أن آتي بأي منهم فيجب عليه إما الإطعام، أو الصيام، أو الذبح، وهذا يختلف باختلاف المحظور الذي يرتكبه المحرم.

شاهد أيضًا:  هل يجوز للمرأة الحج مع مجموعة نساء

هل مزيل العرق من محظورات الإحرام

إن مزيل العرق ليس من محظورات الإحرام إن لم يحتوِ على رائحة الطيب، حيث ذكرنا فيما سبق أن محظورات الإحرام هي التي لا يجب على المحرم أن يقوم بها لأنها من الممنوعات بشكل عام، ولذلك يتساءل العبد المسلم عن حكم وضع مزيل العرق وهل هو من محظورات الإحرام، فنقول لقد أجمع العلماء على أن مزيل العرق ليس من محظورات الإحرام إن لم يشتمل على رائحة طيب فيكون استخدامه جائز شرعًا ولا بأس بوضعه، أما إن اشتمل مزيل العرق على رائحة الطيب فقد أجمع بعض العلماء على حرمة ذلك، وأنه في حينها قد يدخل في محظورات الإحرام.[2]

شاهد أيضًا:  حكم الاغتسال قبل الاحرام

حكم استخدام مزيل العرق قبل الإحرام

لقد كان لأداء هذا المناسك شروط خاصة يجدر بالمحرم أن يعلمها وأن يأتي بالذي فرض ويبتعد عن كل محظور شرعي؛ ولا سيما وأن أمر التطيب مما كان من محظورات الإحرام؛ لكن هنالك أحكاماً تكون قبل الإحرام وأحكامه بعده، ولهذا فإن حكم استخدام مزيل العرق قبل الإحرام مما أجازه العلماء سواء أكان به طيب أم لم يكن، وذلك بخلاف ما ذُكر سابقًا بحرمة وضع مزيل العرق بعد الإحرام إن كان به شيء من الطيب.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة تغيير ملابس الاحرام في الحج

حكم وضع المحرم مزيل العرق المعطر جاهلًا بالحكم

ذكر العلماء أنه لا يجوز للمحرم أن يضع الطيب على جسده ولا ثيابه، وكان ذلك بدليل حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْا أَنَّ رَجُلًا وَقَصَهُ بَعِيرُهُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ ، وَلَا تُمِسُّوهُ طِيبًا ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا”،[4] وبيّنا أن مزيل العرق المعطر مما جاء كمحظور للإحرام، إلا أنه إن وضعه المحرم جاهلًا في الحكم الشرعي أوناسيًا لحرمته، فلا إثم عليه ولا شيء عليه، وهذا بدليل قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}،[5] وقوله سبحانه: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}.[6] [7]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الاحرام المطاط

هل يجوز التطيب قبل الإحرام

أجمع أهل العلم على أنه يجوز للمحرم أن يتطيب في بدنه لا ثيابه قبل الإحرام وقبل دخوله لأداء المناسك، وكا ذلك بإجماع المذاهب الأربعة، وكان دليل من السنة النبوية المطهرة؛ حيث ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت”، وقالت في ذلك أيضًا: “كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم”، وقد ورد عنها أيضًا: “كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فنضمد جباهنا بالسك المطيب عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهاها”، أما ما أجمع عليه العلماء فهو حرمة التطيب في ثياب الإحرام قبل الإحرام وبعده، وكان ذل بإجماع المذاهب الأربعة كذلك وقول لابن باز والعثيمين، بدليل قول ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في المحرم: “لا يلبس ثوبا مسه ورس ولا زعفران”.[8]

شاهد أيضًا: حكم الحلق والتقصير في الحج

حكم استعمال الصابون أو المناديل المعطرة للمحرم

ذكر العلماء أن استعمال الصابون وفيه روائح عطرية جائز بإجماع أهل العلم، لأنها ليس المقصود منها التعطر، وإنما هذه الروائح تكون عطرية تباعًا، فيعد الصابون من الطيب غير المحظور، ولا بأس في استعماله ولا في استعمال المناديل المعطرة، فالطيب الذي تحتويه هذه الأمور هو مجرد نكهات اصطناعية لا تضر المحرم، حيث قال الإمام الرملي:[9]

“أما لو طرح نحو البنفسج على نحو السمسم أو اللوز فأخذ رائحته، ثم استخرج دهنه فلا حرمة فيه ولا فدية”.

ومن هنا نصل إلى ختام مقال هل مزيل العرق من محظورات الإحرام، وتعرفنا على أنه إن كان به شيء من العطر والطيب فإنه يعد من محظورات الإحرام، أما إن كان لا يحمل رائحة فهو مما أجازه العلماء، وتطرقنا لمعرفة محظورات الإحرام، وما حكم استخدام المزيل قبل الإحرام وحكم وضعه جهلًا، وتعرفنا على حكم التطيب للمحرم.