هل صلاة العيد واجبة أم مستحبة
جدول المحتويات
هل صلاة العيد واجبة أم مستحبة أحد الأسئلة المهمة الذي يتداوله المسلمين ويبحثون عن جواب شافي له مع الدليل على هذا الحكم من السنة النبوية الشريفة أو من القرآن الكريم، وللإجابة عليه لا بد من البحث في التشريعات الإسلامية للصلوات الواجبة على المسلم (الفرض)، من الصلوات المستحبة (المسنونة)، وفي مقالنا هذا عبر موقع المرجع سنتناول هذا الموضوع بصورة مفصّلة، ونتحدث عن حكم صلاة العيد في المذاهب الأربعة، وحكم أدائها في البيت.
هل صلاة العيد واجبة أم مستحب
أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله أن صلاة العيد على القولين لأهل العلم، لكنها أقرب إلى الواجب فهي تعامل معاملة صلاة الجمعة على أنها فرض عين، فلا يوجد دليل لا في السنة النبوية ولا في القرآن الكريم على أنها فرض كفاية، وما يؤكد هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر كل مسلم ومسلمة أن يخرجوا لصلاة العيد، وورد هذا في حديث روته أم عطية-رضي الله عنها-.[1]
شاهد أيضًا: حكم التهنئة بالعيد قبل العيد
حكم صلاة العيد في المذاهب الأربعة
اختلف علماء المذاهب الأربعة حول حكم صلاة العيد هل هي واجبة أم مستحبة، فوصل كل مذهب من هذه المذاهب إلى الرأي التالي:[2]
- الحنفية: ذهب أنصار هذا المذهب أن صلاة العيد سنة واجبة، وكان دليلهم على ذلك حفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم على تأديتها، وحثّه للمسلمين رجالاً ونساءً في أدائها، لكنّهم لم يوجبوا خطبتها.
- الشافعية: ذهب دعاة هذا المذهب أن صلاة العيد هي سنة مؤكدة، نحوها نحو صلاة الجمعة، وهي واجبة على كل فرد مسلم ومسلمة صغار وكبار حرين وبالغين مقيمين أو مسافرين، وتقام هذه الصلاة في البلد الذي تقام فيه الجمعة، وهي مشرعة للفرد والجماعة.
- المالكية: ذهب علماء الطائفة المالكية أن صلاة العيد سنة مؤكدة، كما وافقوا على قول الشافعية أن صلاة العيد تجب على من تجب عليه صلاة الجمعة، وقد خالفوهم في أن هذه الصلاة لا تجب على المسافر والصبي والمرأة، واعتبروها واجبة أيضًا.
- الحنابلة: ذهب دعاة هذا المذهب أن صلاة العيد هي فرض كفاية وليست فرض عين، وقالوا أن أقل عدد لاكتمال نصابها هو أربعين شخصاً، وعندما يتم أدائها من قبل جماعة من المصلين سقطت عمّا تبقى.
كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة إنّ صلاة العيد هي من أفضل النوافل التي يأجر الله -تعالى- عباده عليها، كما تُعدّ من الأعمال الصالحة التي تحتوي على طاعة الله ورسوله، وهي من أسباب دخول العبد للجنة والنّجاة من النار، وتؤدى ركعتين في عيدي الفطر والأضحى، سوف نورد لكم في السطور التالية عبر موقع المرجع، الجواب الوافي على كيفية صلاة العيد عند المذاهب الأربعة، إضافة إلى معرفة كيفية صلاة العيد عند الشافعية، وكيفية صلاة عيد الفطر في المذهب المالكي.
صلاة العيد
وهي الصلاة التي يؤديها المسلمون بعد تمام صيام شهر رمضان وتُسمى صلاة عيد الفطر، أمّا صلاة عيد الأضحى فهي التي تكون في العاشر من ذي الحجة بعد ما يقوم الحجّاج بأداء فريضة الحج، كما تُعتبر بأنها من شعائر الإسلام التي اختص الله بها المسلمين وجعلها مميزة في الدين الإسلامي، فهي علامة شكر وحمد لله تعالى على إكمال طاعة صيام رمضان وطاعة حجّ البيت، بالإضافة إلى أن في العيد تنتشر مظاهر الرحمة والمحبة والألفة بين المسلمين.[1]
كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة
تُعتبر صلاة العيد بأنها أحد شعائر الإسلام العظيمة، فقد اتفق الفقهاء بأن صلاة العيد ركعتين، ولكن هناك اختلاف بين هذه المذاهب فيما يخص كيفية صلاة العيد حول عدد التكبيرات، أو وقت القراءة، أو حكم التكبيرات الزائدة، وفيما يلي سيتم بيان كيفية صلاة العيد لكل مذهب من المذاهب الفقهية الأربعة وهي كالآتي:
كيفية صلاة العيد عند المذهب الشافعي
تُعتبر ركعتي صلاة العيد عند المذهب الشافعي بأنها من النوافل وتتم على النحو الآتي:[2]
وجه المقارنة | الركعة الأولى | الركعة الثانية |
عدد التكبيرات | سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام. | خمس تكبيرات زيادة على تكبيرة القيام. |
وقت أداء تكبيرات العيد | بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح وقبل الاستعاذة والقراءة. | قبل الاستعاذة والقراءة. |
ما يقرأ بالصلاة | قراءة سورة الفاتحة ثمّ سورة ق أو سورة الأعلى أو سورة الكافرون. | قراءة سورة الفاتحة ثمّ سورة الإخلاص أو سورة القمر. |
التكبيرات الزائدة | تعتبر سُنّةً فلو نَسِيها المصلي أو تركها، فإنّه لا يسجد للسَّهو، وإن وقع لديه شكٌّ في العدد، فإنّه يبني على الأقلّ. | |
يُسنّ في صلاة العيد | رفع اليدين في كل تكبيرة حذو المنكبيه، ووضع اليد اليمنى على اليسرى بين كل تكبيرتين وذكر الله بينهما، والجهر في القراءة. |
كيفية صلاة العيد عند المذهب المالكي
تمّ اعتبار ركعتي صلاة العيد عند المذهب المالكي بأنها من النوافل، حيث تتمثل كيفية صلاة العيد على النحو الآتي:[3]
وجه المقارنة | الركعة الأولى | الركعة الثانية |
عدد التكبيرات | ست تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام. | خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام. |
وقت أداء تكبيرات العيد | قبل القراءة. | قبل القراءة. |
ما يقرأ بالصلاة | قراءة سورة الفاتحة ثمّ سورة الأعلى. | قراءة سورة الفاتحة ثمّ سورة الشمس. |
التكبيرات الزائدة | سنة مؤكدة، فإذا نسي المصلي أي من التكبيرات قبل الركوع يأتي بها، أما إذا كان منفردًا من المستحب إعادة القراءة ويسجُد سُجود السّهو بعد السّلام، كما يسجد للسهو قبل السلام إذا تذكّر ما نسيه بعد الركوع. | |
يُستحب في صلاة العيد | رفع اليدين في تكبيرة الإحرام والجهر في القراءة، وأيضًا تقديم التكبيرات على القراءة، ولا يجوز متابعة الإمام إذا كان يزيد أو ينقص في عدد التكبيرات أو يؤخرها لبعد القراءة. |
شاهد أيضًا: يبدأ وقت صلاة العيد متى
كيفية صلاة العيد عند المذهب الحنفي
تعتبر صلاة العيد عن المذهب الحنفي بأنّها تبدأ بعقد النية ثمّ يُكبّر المصلّي تكبيرة الإحرام، ويذكر الله -سبحانه وتعالى-، كما تتمثل صلاة العيد على النحو الآتي:[4]
وجه المقارنة | الركعة الأولى | الركعة الثانية |
عدد التكبيرات | ثلاث تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وتكبيرة للركوع. | ثلاث تكبيرات دون تكبيرة الركوع |
وقت أداء تكبيرات العيد | قبل القراءة. | بعد القراءة. |
ما يقرأ بالصلاة | قراءة سورة الفاتحة ثمّ سورة الأعلى. | البسملة وقراءة سورة الفاتحة ثمّ سورة الغاشية. |
يُستحب في صلاة العيد | قراءة دعاء الاستفتاح، وذكر الله -تعالى- بين كل تكبيرة بقول “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”، ورفع اليدين عند كل تكبيرة. |
كيفية صلاة العيد عند المذهب الحنبلي
تعتبر صلاة العيد عن المذهب الحنبلي بأنّها تبدأ بعقد النية، كما تتمثل صلاة العيد على النحو الآتي:[2]
وجه المقارنة | الركعة الأولى | الركعة الثانية |
عدد التكبيرات | ست تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام. | خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام. |
وقت أداء تكبيرات العيد | قبل القراءة. | قبل القراءة. |
ما يقرأ بالصلاة | الاستعاذة والبسملة وقراءة سورة الفاتحة وبعدها سورة الأعلى. | الاستعاذة بعد التكبيرة الأخيرة ويُسن البسملة ثمّ قراءة سورة الفاتحة وبعدها سورة الغاشية. |
التكبيرات الزائدة | لا يأتي المصلّي بالتكبيرات الزائدة إن نسيَ بعضها أو كلها فهي سنّة، كما لو ترك الاستفتاح أو التعوذ حتى قرأ الفاتحة، فإنه لا يعود له. | |
يُستحب في صلاة العيد | ذكر الله بين التكبيرات الله بقول” الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا وصلّى الله على النبي وآله وسلّم تسليمًا”. |
شاهد أيضًا: مواقيت الصلاة في وادي الدواسر
حكم صلاة العيد في المذاهب الأربعة
تعتبر صلاة العيد بأنها الصلاة التي شرعها الله للمسلمين وورد ذكرها في الكتاب والسنة، حيث إنّ فقهاء المذاهب الأربعة اجتمعوا على مشروعية صلاة العيد، لكن اختلفوا على حكمها، حيث كان لكل منهم رأيًا مختلفًا ويتمثل على النحو الآتي:[5]
- الحنفية: فقد ذهبوا بأنها واجبة على الأعيانِ، فقد ورد في كتاب البحر الرائق شرح كنز الدقائق.
- الشافعية والمالكية: ذهبوا بأنها سُنَّة مؤكَّدة، وذلك استدلالاً لما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من قَوْله لأعرابيٍّ: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ)[6].
- الحنابلة: ذهبوا إلى أنها فرضُ كفاية، وذلك استدلالاً بِقَوْل الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[7].
شاهد أيضًا: هل صلاة العيد واجبة أم مستحبة
وقت صلاة العيد
يبدأ وقت صلاة العيد عند ارتفاع الشمس في السماء بقدر رُمْح، ويقصد بقدر رُمح أي بَعد ربع ساعة من طلوعها، وتنتهي بزوال الشمس وهو وقت الضحى، كما نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة وقت طلوع الشمس، كما تُكرَه أيضًا بعد طلوعها إلى أن تطلع بمقدار رُمحٍ، كما يُسَنّ للمسلم تأخير صلاة عيد الفِطْر حتى يتمكّن المسلمون من إخراج زكاة الفِطْر، وتعجيل صلاة عيد الأضحى ليتسع وقت الأضحية.[8]
مكان صلاة العيد
ورد عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصلي صلاة العيد في المُصلّى، فقد قال ابن القيّم فيما يخص مكان صلاة العيد: “كان -صلّى الله عليه وسلّم- يصلّي العيديَن في المصلّى، وهَدْيه كان فعلهما في المصلّى دائماً”، كما أوضح النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأداء صلاة العيد في المصلّى إن لم يكن هناك أيّ عُذرٍ يمنع من ذلك، أمّا إن وُجِد عذرٌ كالمطر، أو الرِّياح، أو إن وُجِد مَن لا يستطيع الخروج إلى المُصلّى لضعف أو عجز فلا حرج بأن تُؤدّى في المسجد.[9]
شاهد أيضًا: كيفية صلاة عيد الفطر في المنزل بالتفصيل
شروط وجوب صلاة العيد
تعتبر صلاة العيد بأنها من شرائع الله -تعالى- الظاهرة، حيث أن هنالك شروط لوجوبها وفيما يلي سيتم بيان شروط وجوبها بما ذهبوا إليه المذاهب الأربعة وهي كالآتي:[10]
- الشافعية: اعتبار صلاة العيد سنّة مؤكّدة على كل بالغ عاقل سواء كان ذكرًا وأنثى،أو مُقيماً ومسافرًا، أو حُرًّا وعبدًا.
- الحنفية: فقد اشترط الحنفية لوجوبها ما يشترط لوجوب صلاة الجمعة، وهي تتمثل بالإمام، والبلد الذي تُقام فيه الجماعة، والذُّكورة، والحُرية، وحلول الوقت المُعين لها، والإقامة، وسلامة البَدَن.
- المالكية: حيث ذهبوا إلى كونها سنّة مؤكّدة، ولتأكيد سنيّتها اشترطوا ما يُشترط لوجوب صلاة الجمعة، بالإضافة إلى عدم تلبّس المسلم بأداء فريضة الحجّ.
- الحنابلة: فقد ذهبوا بأنها فرض كفاية، واشترطوا لفرضيتها الاستيطان في البلد، والعدد الذي تجب به صلاة الجمعة.
شاهد أيضًا: مواقيت الصلاة في مكة المكرمة, المملكة العربية السعودية
وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا هذا بعد أن تحدثنا عن كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة وعرفنا صلاة العيد، والتطرق لمكانها ووقتها، وحكم صلاة العيد عند المذاهب الأربعة، كما تم بيان سنن صلاة العيد وشروط ووجوبها.
حكم صلاة العيد في البيت
يجوز أن يؤدي المسلم صلاة العيد في المنزل فإن أداؤها في المسجد ليس مشروطاً لقبولها، فصلاة العيدة تعامل معاملة صلاة الجمعة، سنة مؤكدة على الرجال والنساء، وجائز أداؤها جماعة ومنفرد، ومن فاتته يمكن له أن يؤديها في بيته، ويتم تأديتها ركعتين، وهذه الصلاة مهمة لما فيها من جمع المسلمين للاستماع للذكر والموعظة، وتأتي هذه الصلاة مرتين في السنة في عيد الأضحى، وعيد الفطر، ولها مميزات عظيمة، كما لها أثر في إصلاح مجتمع المسلمين، لذلك إذا فاتت المسلم هذه الصلاة عليه بإعادتها ركعتين، والله أعلم.[2]
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان هل صلاة العيد واجبة أم مستحبة، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يخص حكم صلاة العيد عند المذاهب الأربعة، وحكم أدائها في البيت.
المراجع
- binbaz.org.sa , هل صلاة العيد فرض عين أم فرض كفاية؟ , 02/06/2024
- dorar.net , حُكمُ صَلاةِ العِيدَينِ , 02/06/2024
التعليقات