هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع هي واحدة من الأحكام التي يقف معها المسلمون خاصة بعد انقضاء شهر رمضان وفوات بعض أيامه وعدم القدرة على صيامها لأي سبب كان، وهنا لا بدّ على المسلم من الوقوف على الأحكام الخاصة بصيام القضاء، لذلك فإنّ موقع المرجع يهتم بالتفصيل في تلك الأحكام ليكون المسلم محيطًا بأوامر دينه، وسيكون ذلك في هذا المقال.

نبذة عن الصيام

إن معنى الصيام في الشريعة  الإسلامية هو التوقُّف عن تعاطي المُفطرات والإمساك عن كل ذلك، ويكون وقت الصيام من وقت طلوع الفجر الثاني وهكذا إلى غروب الشمس، ولا بدّ في الصيام في الشريعة الإسلامية من عقد النيّة على الصوم والعزم على ذلك؛ وهذا من أجل أن تتميّز العادة عن العبادة، وكل ذلك يكون بشروطٍ مخصوصةٍ، ووقت مخصوصٍ، وكيفيّةٍ مخصوصةٍ.[1]

شاهد أيضًا: ما حكم عدم قضاء صيام ايام من رمضان للمرأة

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع

لا يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع في الشريعة الإسلامية، بل على المسلم أن يصبر وذلك حتى تغيب الشمس، إذ إن قضاء أيام شهر رمضان هو أمر مفروض لا يجوز التساهل فيه أبدًا، ولو جاع المسلم وهو صائم في صيام الفرض أو عطش فإنّ عليه أن يتحمل حتى يكمل اليوم، إلا في حال خشي عى نفسه من الموت أو المرض فإنّ هذا يكون له عذر في الإفطاره ثم الإمساك، ولو فعل المسلم ذلك أي أفطر بدون عذر فإنّه يلزمه التوبة إلى ربه والاستغفار.[2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام الست من شوال مع الايام البيض

حكم قضاء الصيام

إنّ حكم قضاء الأيام التي أفطرها المسلم في شهر رمضان المبارك هو أمر واجب لا يُمكن التهاون فيه، ولكن لا يشترط على المسلم في صيام القضاء التتابع، ولكنه لو تابع بين الأيام فإنّ ذلك أفضل، ولو أخر المسلم قضاء تلك الأيام حتى دخل عليه رمضان الثاني وجب عليه صيام رمضان الثاني ومن ثم تأخير القضاء بعده، ولا يجب عند بعض أهل العلم شيء غير القضاء من هذا التأخير، أما إذا مات قبل أن يقضي تلك الأيام مع التمكن من ذلك فهو آثم، ويصوم عنه وليه أو يفدي عنه.[3]

شاهد أيضًا: هل يجب صيام القضاء قبل الست من شوال

حكم من نوى صيام القضاء ولم يصم

إذا كان المسلم قد نوى قضاء صيام واجب عليه مثل قضاء صيام أيام من شهر رمضان المبارك، ومن ثم استيقظ بعد أذان الفجر فإنّه قد وجب عليه الصيام ولا يجوز له أن يفطر؛ وسبب ذلك أنه قد دخل في صيام واجب عليه وهنا لم يجز له إفساده، وقد ذكر قال ابن قدامة في هذه المسألة: “وَمِنْ دَخَلَ فِي وَاجِبٍ، كَقَضَاءِ رَمَضَان أَوْ نَذْرٍ، أَوْ صِيَامِ كَفَّارَةٍ، لَمْ يَجُزْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ وَلَيْسَ فِي هَذَا خِلافٌ بِحَمْدِ اللَّهِ”، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[4]

حُكم الإفطار في صيام القضاء بدون عُذر

من بدأ في صيام أيام واجبة عليه مثل قضاء صوم أيام أفطرها من شهر رمضان المبارك أو كفارة عن يمين فإنّه لا يجوز للمسلم الإفطار في ذلك اليوم من غير عذر  يوجب عليه الفطر كعدم الاستطاعة أو السفر أو غير ذلك، فإن أفطر الصائم سواء كان ذلك بعذر أو حتى من غير عذر فإنّه قد وجب عليه قضاء ذلك اليوم أي يصوم يوماً مكانه، وهنا يكون لا كفارة عليه، إذ إن الكفارة لا توجب إلا بالجماع في نهار شهر رمضان المبارك، وإن كان فطر المسلم من غير عذر فإنّه يجب عليه التوبة الصادقة إلى الله تعالى من هذا الفعل المحرم ، وقد قال في ذلك ابن قدامة “وَمِنْ دَخَلَ فِي وَاجِبٍ  كَقَضَاءِ رَمَضَان  أَوْ نَذْرٍ ، أَوْ صِيَامِ كَفَّارَةٍ  لَمْ يَجُزْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ , وَلَيْسَ فِي هَذَا خِلافٌ بِحَمْدِ اللَّهِ”، والله في ذلك جميعه أعلم.[4]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي صام لأول مرة

من أفطر في صيام القضاء بالجماع

لو صامت المرأة صوم القضاء ومن ثم وقع الجماع بينها وبين زوجها وكان ذلك برغبة من الزوج فإنّه من الواجب عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، ويكون ذلك من خلال الندم على الذي بدر منه، وأن يعزم على ألا يعود لمثل ذلك أبدًا إذ في ذلك تعظيمًا لله تعالى وحذرًا من عقابه جلّ وتعالى، أما بالنسبة للمرأة التي جامعها زوجها في صيام القضاء فإن كانت هي مكرهة فإنه لا شيء عليها بإذن الله وصومها صحيح، أما لو كانت هي قد تساهلت معه فإن عليها قضاء ذلك اليوم مع إظهر الندامة والتوبة ولا كفارة عليها، والله أعلم.[5]

حكم الإفطار في صيام القضاء سهوا

إن صيام أيام قضاء شهر رمضان المبارك هو بمنزلة صيام شهر رمضان ذاته، وأمّا لو أفطر المسلم في نهار رمضان ناسياً فعليه أن يتم صومه، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ من أكل ناسياً وهو صائم فعليه أن يتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه، وعلى ذلك فإن أكمل المسلم يومه صائمًا فقد برئت ذمته من قضاء ذلك اليوم، أمّا لو أفطر بقية ذلك اليوم فإنه عليه قضاؤه، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[6]

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب المرض

يجوز للمريض مرضًا شديدًا أن يفطر وذلك على رأي أئمة المذاهب الأربعة، ومعنى المرض الشديد أي أن يزداد المرض على الصائم بسبب صومه أو أن يتأخر شفاؤه بسبب الصيام أو أن يصاب بتعب شديد، وذلك حتى إن لم يحصل له زيادة في المرض ولا تأخر في الشفاء وقد ألحق العلماء بهذه الحالات من يخاف من حصول المرض بسبب الصوم، وقد ذكر ابن قدامة رحمه الله في المغني عن هذه المسألة: “وَالْمَرَضُ الْمُبِيحُ لِلْفِطْرِ هُوَ الشَّدِيدُ الَّذِي يَزِيدُ بِالصَّوْمِ أَوْ يُخْشَى تَبَاطُؤُ بُرْئِهِ . قِيلَ لأَحْمَدَ : مَتَى يُفْطِرُ الْمَرِيضُ ؟ قَالَ : إذَا لَمْ يَسْتَطِعْ . قِيلَ : مِثْلُ الْحُمَّى ؟ قَالَ : وَأَيُّ مَرَضٍ أَشَدُّ مِنْ الْحُمَّى”، والله في ذلك جميعه أعلى وأعلم.[7]

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الصداع

تختلف شدة الصداع الذي يباح معه الفطر في الشريعة الإسلامية، فمن المعلوم أنّ الصداع هو نوع من أنواع المرض والمرض مبيح للفطر، ولو كان الصداع شديدًا جدًّا بحيث لا يُمكن الاحتمال فإنّه يباح معه الفطر في رمضان المبارك، ولا سيما أن الصوم هو مما يزيد من مسألة الصداع، وبذلك يكون لا حرج على الصائم الذي أصيب بذلك الأمر أن يفطر من أجل أن يأخذ الدواء، وكذلك أن يأكل ويشرب من أجل أن يذهب عنه ذاك الصداع، ومن ثم بعد ذلك عليه قضاء تلك الأيام، والله في ذلك جميعه أعلى وأعلم.[7]

حكم الإفطار في صيام النافلة

إنّ الصائم في صيام النافلة هو أمير نفسه فله أن يفطر متى شاء ولا يلزمه شيء بإتمام الصوم، ولكن من الأفضل ومراعاة لحرمة عبادة الصوم ألّا يفطر إلا من أجل عذر شرعي، كأن يكون هناك حر شديد قد أصابه، أو أن يكون قد ألمّ به عارض مثل التعب وما إلى ذلك، أمّا لو لم يكن شيء من ذلك فإنّ الأحسن له هو أن يقوم بإتمام صومه، ولكن بالنسبة للحكم فإنّه لا يأثم لو أفطر ولا شيء عليه كما ذكر ابن باز في بعض فتاويه.[8]

مبطلات الصيام

إنّ مبطلات الصيام في الشريعة الإسلامية عديدة، ولو حصلت مع الصائم واحدة منها لأفطر، ومن تلك المبطلات:[9]

  • الاستمناء.
  • الأكل والشرب عمدًا عند جمهور أهل العلم.
  • الجماع.
  • إخراج الدم من الجسد بالحجامة وما شابهها.
  • الحيض أو النفاس.
  • تعاطي الجسم لما يشبه الطعام والشراب.

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا وأجبنا عن سؤال هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع بعد شهر رمضان المبارك، وما حكم قضاء الأيام التي أفطرها المسلم في رمضان، وما هي مبطلات الصوم وما الأسباب التي تبيح للصائم قطع صوم الفريضة أو النافلة وغير ذلك من الأحكام التي لا يسع المسلم جهلها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *