هل يجوز التهليل في عيد الفطر
جدول المحتويات
هل يجوز التهليل في عيد الفطر وما حكم تكبيرات عيد الفطر، من الأسئلة التي تنتشر ويكثر البحث عن إجاباتها مع اقتراب شهر رمضان من نهايته، واقتراب موعد عيد الفطر، حيث إنّ عيد الفطر المبارك قد جعله الله سبحانه وتعالى فرحة الصائمين بفطرهم في الحياة الدنيا، وجعل لهم فرحةً في الآخرة، وفي العيد الكثير من الأحكام والآداب التي على المسلم أن يتعلمها ويكون على اطّلاعٍ عليها، وفي موقع المرجع سيتم توضيح حكم التكبير الجماعي في العيد ووقته وحكم التهليل في عيد الفطر.
ما حكم تكبيرات العيد
قبل معرفة هل يجوز التهليل في عيد الفطر أم لا فإن تكبيرات العيد أمرٌ مشروع وهي سنّة على الرجال والنساء، يجهر الرجال بها وتسر النساء، وهو ما اتفق عليها جمهور أهل العلم، وذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[1] حيث إن الأمر في الآية الكريمة الأمر بالتكبير بعد إكمال عدة رمضان ويكون ذلك في عيد الفطر.[2]
شاهد أيضًا: متى يبدأ التكبير لعيد الفطر ومتى ينتهي
هل يجوز التهليل في عيد الفطر
اختلف أهل العلم في مسألة هل يجوز التهليل في عيد الفطر، فانقسموا بين من قال أنّه بدعة ولا يجوز، وبين من أباح ذلك وذكر أنه مشروع، ومن المعروف أن التكبير في العيد من الشعائر التي تميز الأمة الإسلامية، وقد كان أقوال أهل العلم على الشكل الآتي:[3]
المجيزين للتهليل في عيد الفطر
ذكر العلماء الذين قالوا بمشروعيته أنه لو كان فرديًا أم جماعيًا فهو مسنون، وأن المناسب له أن يكون على وتيرة واحدة ومنتظمة من طرف الناس، وذلك أن التكبير الجماعي أقوى وأعلى صوتًا وأوقع في النفس من أن يكبر كل شخصٍ على حدة، واستدلوا بما ورد عن أم عطية نسيبة بنت كعب قالت: “كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ“. [4] ومما ورد عن عمر بن الخطاب أنه كان يكبر بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل السوق، والظاهر بذلك على مشروعية التكبير بصوت واحد جماعة، ومما ورد عن الإمام الشافعي قال: “إذا رأوا هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل، ومسافرين ومقيمين، في كل حال، وأين كانوا، وأن يظهروا التكبير” من باب أنّها أظهر لشعائر الله.
المانعين للتهليل في عيد الفطر
ذكر المانعون للتهليل في عيد الفطر أنّ التكبير في العيد من السنن المشروعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي عبادة كسائر العبادات، ولا بدّ للمسلمين أن يقتصروا بما ورد فيها، ولا يجوز التغيير في كيفيتها ولا الإحداث، وإنما يكتفي المسلم بما ورد في السنة النبوية الشريفة والأثر، والكثير من المانعين بحثوا عن أدلة ليسندوا به مشروعيته لكنهم لم يجدوا شيئًا، وبذلك قالوا أنه بدعة ولا يجوز فعله فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله أو أمر به أبدًا، وقد ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله في هذه المسألة قوله: ” وهذا العمل لا أصل له ، ولا دليل عليه , فهو بدعة في صفة التكبير ما أنزل الله بها من سلطان , فمن أنكر التكبير بهذه الصفة فهو محق ; وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم . أي مردود غير مشروع، والتكبير الجماعي محدث ، فهو بدعة ، وعمل الناس إذا خالف الشرع المطهر وجب منعه وإنكاره ; لأن العبادات توقيفية لا يشرع فيها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة , أما أقوال الناس وآراؤهم فلا حجة فيها إذا خالفت الأدلة الشرعية , وهكذا المصالح المرسلة لا تثبت بها العبادات , وإنما تثبت العبادة بنص من الكتاب أو السنة أو إجماع قطعي”.
شاهد أيضًا: صيغة تكبيرات العيد كاملة مكتوبة
حكم التكبير الجماعي في العيد ووقته
انقسم أهل العلم إلى قسمين في حكم التكبير الجماعي في العيد، فقال بعضهم أنّه بدعة ومحدثة في الدين لا أصل له فيه، وآخرون قالوا أنّه جائز ودل عليه الكثير من الأدلة الشرعية والآثار، وقد ورد عن الحافظ بن حجر قال: “وقد اشتملت هذه الآثار على وجود التكبير في تلك الأيام عقب الصلوات وغير ذلك من الأحوال…وظاهر اختيار البخاري شمول ذلك للجميع، والآثار التي ذكرها تساعده” فالراجح والله أعلم ما اختارته دار الإفتاء الأردنية أنّ التكبير الجماعي بصوت واحد مشروع في السنة وواردٌ في الأثر، ولا يوجد ما يمنع منه ولا توجد منه مفسدة، ولكن لا يؤمن المسلم أن أداءه في جماعة يكون أكثر أجرًا، إنما هو أداء تلقائي تناقله المسلمون عبر الأجيال، ويكون وقت التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس آخر يوم من رمضان وينتهي بالشروع في صلاة العيد.
شاهد أيضًا: تكبيرات العيد مكتوبة بخط جميل
وقت ابتداء وانتهاء التكبير في عيد الفطر
إنّ التكبير في عيد الفطر من آكد السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون وقته من بعد رؤية هلال شوال أي بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وينتهي إذا خرج الإمام إلى الصلاة، فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا” وقد ورد عن ابن قدامة أنّه قال: “يكبر من غروب الشمس ليلة الفطر إلى خروج الإمام إلى الصلاة في إحدى الروايتين، وهو قول الشافعي ، وفي الأخرى إلى فراغ الإمام من الصلاة” ويكون مطلقًا غير مقيد، فالتكبير في السوق وفي الطريق وفي البيوت والمساجد ونحو ذلك والله أعلم.[5]
صيغة تكبيرات عيد الفطر
لا يوجد صيغة تكبير معينة للتكبير في عيد الفطر إنما الأمر فيه واسع يمكن للمسلم أن يكبر بأي صيغةٍ كانت، ومنها كما يأتي:
- الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمْد.
- الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد على ما هدانا ، اللهم اجعلنا لك من الشاكرين.
- اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ.
- الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.
هل يجوز التهليل في عيد الفطر هو عنوان هذا المقال الذي عرّف بحكم التكبير في عيد الفطر، وكذلك أشار إلى حكم التكبير الجماعي في الفطر ووقته، وبيّن اختلاف العلماء فيه، وختم بالتعريف بصيغ تكبيرات العيد المشروعة.
المراجع
- سورة البقرة , الآية 185
- dorar.net , المَطلَب الثَّاني: التكبيرُ في عيدِ الفِطرِ , 02/06/2024
- islamqa.info , حكم التكبير الجماعي قبل صلاة العيد , 02/06/2024
- صحيح البخاري , البخاري/ أم عطية نسيبة بنت كعب/ 971/صحيح
- islamweb.net , وقت ابتداء وانتهاء التكبير في عيدي الفطر والأضحى , 02/06/2024
التعليقات