هل يجوز صيام الايام البيض في شهر ذي الحجة

هل يجوز صيام الايام البيض في شهر ذي الحجة؟ فالصّيام من أعظم العبادات وأجلّها وأحبّها إلى الله -سبحانه وتعالى- والصّوم هو العبادة كما أخبر النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- والصّيام ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وقد صام النّبيّ الأيام البيض، وحثّ النّاس على صيامها؛ وفي ذلك دليلٌ على أهميّة صيام التّطوّع، ويهتم موقع المرجع في بيان ماهية هذه الأيام، وبيان حكم صوم الأيام البيض في شهر ذي الحجة، وبيان الفرق بين الأيام البيض وأيام التشريق.

الأيام البيض

إنّ الأيام البيض في الإسلام هي أيام مباركة، ويستحب صيامها لما لها فضل وأجر عظيم عند الله -سبحانه وتعالى-، ولا حرج على من لم يصمها فهي ليست واجبة، وتتمثل في اليوم الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر من كل شهر من أشهر السنة الهجرية، فقد سميت بالأيام البيض؛ لأن لون ليلها يميل إلى البياض بفعل ضوء القمر، وكذلك نهارها يميل إلى اللون الأبيض بفعل سطوع الشمس، حيث أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بصيامها لمن أحب أن يزداد من فعل الخيرات وعمل الصالحات في حياته الدنيا.^[1]

اقرأ أيضًا: هل يجوز حلق اللحية في العشر من ذي الحجة

هل يجوز صيام الايام البيض في شهر ذي الحجة

لا يجوز صيام اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لا تطوعًا ولا فرضًا؛ لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله، أما صوم الرابع عشر والخامس عشر فلا بأس به لأنهما ليسا من أيام التشريق، وبالتالي فعلى المسلم أن يتحاشى صوم اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، فمتى صام ثلاثة أيام من الشهر حصل الأجر والثواب، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صيامها ولم يرخص في ذلك لأحد إلا لمن لم يجد هدي التمتع فقد ورد عن عائشة وابن عمر -رضي الله عنهما- أنهما قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي.^[2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الافطار في صيام التطوع

فضل صيام الأيام البيض

أنّ لصيام الأيام البيض في في الإسلام فضلًا عظيمًا، فقد أحيى صيامها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سنته الشريفة، وتعدل صيام الدهر حيث أنّ الحسنة بعشرة أمثالها، حيث يتجلَّى هذا الفضل في النصوص الشرعية التي حثَّت على صيام هذه الأيام، ومنها ما روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “كان يصومُ من غرَّةِ كل شَهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ وقلَّما كان يفطرُ يومَ الجمُعةِ”^[3]، كما روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- لا يُفطرُ أيَّامَ البيضِ، في حضَرٍ ولا سفَرٍ”^[4]

اقرأ ايضًا: فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج

الفرق بين أيام البيض وأيام التشريق

تعتبر أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي عيد الأضحى المعروف بيوم النّحر، وهي من الأيّام المُعدودات التي ذَكَرها الله -تعالى- حيث قال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)^[5] وخلال هذه الأيام يبيت الحجاج لياليهم في منى، كما أنّ هذه الأيام الثلاث هي أيام أكل وشرب، أما الأيام البيض فهي تتمثل باليوم الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر من كل شهر من أشهر السنة الهجرية الاثني عشر، كما أنّ صيام الأيام البيض من كل شهر أمر مستحب في الإسلام وهو ليس واجباً.^[1][6]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام أيام البيض 14 15 16

حكم صيام أيام التشريق

يُحرم صيام أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وذِكْرٍ للَّهِ عزَّ وجلَّ”[7]، كما قد روى أبو مرة مولى أم هانئ فيما يخص حكم صيام أيام التشريق: “أنَّهُ دخلَ معَ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو، علَى أبيهِ عَمرِو بنِ العاصِ، فقرَّبَ إليهِما طعامًا، فقالَ: كُل، فقالَ: إنِّي صائمٌ، فقالَ عمرٌو: كُل، فَهَذِهِ الأيَّامُ الَّتي كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يأمرُنا بإفطارِها، ويَنهانا عن صِيامِها، قالَ مالِكٌ: وَهيَ أيَّامُ التَّشريقِ”، كما يجوز صوم أيام التشريق للحاجّ الذي لم يجد الهدي.^[8]