هل يجوز الترحم على المسيحي اسلام ويب

هل يجوز الترحم على المسيحي اسلام ويب؟ وهو ما سيتم بيانه من خلال سطور وفقرات هذا المقال، حيثُ إن مسألة الدعاء بالرحمة لغير المسلمين من المسائل الشائكة التي تشغل الناس بشكل ملحوظ كلما حدثت حالات وفاة عند غير المسلمين، ولكن الدعاء لغير المسلمين بالرحمة والمغفرة من الأمور التي يفعلها بعض الناس دون معرفة الحكم الشرعي، ولذلك يهتم موقع المرجع ببيان الإجابة الصحيحة عن سؤال هل يجوز الترحم على المسيحيين، كما سيتم بيان هل يجوز الترحم على غير المسلم. 

هل يجوز الترحم على المسيحي اسلام ويب

أوضح موقع الفتاوى إسلام ويب بأنه لا يجوز الترحّم على المسيحي، ودليل ذلك قوله -تعالى- في كتابه الكريم: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ”[1]، حيث يعد أحد الأمور التي نهي الدين الإسلامي عنها، كما تعتبر من المحرمات المجمع عليها، فقد ورد عن أبو هريرة -رضي الله عنه عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “والذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ، لا يهودِيٌّ، و لا نصرانِيٌّ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به ، إلَّا كان من أصحابِ النارِ”[2][3].

هل يجوز الترحم على الكافر 

لا يجوز الترحم على الكافر، فهو من المحرمات المجمع عليها، ومن فعل ذلك فقد خالف إجماع أهل الإسلام، لقوله تعالى-: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)[1]، كما ذكر بعض أهل العلم أن فاعلها يكفر، وجاء في الموسوعة الفقهية: “اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور، بل بالغ بعضهم، فقال: إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله؛ لأن فيه تكذيبًا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، وأن من مات على كفره، فهو من أهل النار”، والله أعلم.[4]

هل يحوز الترحم على غير المسلم

لا يجوز، فالدعاء لغير المسلم بالرحمة من الاعتداء بالدعاء، فقد قال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)[5]، كما ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “ومن الاعتداء في الدعاء: أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله، مثل: أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك”، فمن مات على غير الإسلام، سواء كان من اليهود أو النصارى أو عباد الأوثان لا يجوز الدعاء لهم ولا الاستغفار لهمK  ولكن  يجوز تعزية غير المسلمين؛ لأنّ الموت فزَعٌ فقد ثبت أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قام لجنازة امرأة يهودية.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز الدعاء لغير المسلم

هل يجوز الترحم على غير المسلم ابن عثيمين

أوضح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- بأنه لا يجوز الترحم على غير المسلم، ولا يجوز الصلاة عليه ولا الدعاء له ولا أن يدفن في مقابر المسلمين، وقد ورد في فتواه بهذه المسألة ما يأتي:[7]

“لا يجوز أن يُغسَّل ميتٌ لا يصلي ولا يصوم، والأهم أنه لا يصلي؛ فإذا كان هذا لا يصلي والعياذ بالله، ولو كان يزعم أنه مسلم فليس بمسلم، فهو كافر، فإذا مات فإنه لا يجوز تغسيله، ولا أن يكفن ولا أن يصلى عليه ولا أن يدفن في مقابر المسلمين، وإنما يغمس في ثيابه في حفرة في مكانٍ بعيد؛ وذلك لأن الكافر كافر، لا يطهره صلاةٌ ولا دعاءٌ ولا غيره، فكل كافر فإنه لا يجوز أن يصلى عليه، ولا يقام على قبره بالدعاء له”.