هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية
جدول المحتويات
هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية، شُرعت الأضحية في يوم النحر وأيام التشريق، تعبدًا وتقربًا لله وحدهُ لا شريك له، والأضحية هي كل ما يضحي به المسلم من الإبل والبقر والغنم، وقد وضعت للأضحية شروط وأحكام خاصة حتى تقبل، ومن خلال موقع المرجع سنسلط الضوء على إجابة سؤال هل يجوز الاشتراك في الاضحية، وأحكام الاشتراك في ثمنها.
هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية
يمكنُ تقسيم جواز الاشتراك في ثمن الأضحية على حسبْ نوعها على النحو الآتي:
- إذا كانت الأضحية من الغنم: فإنه لا يجوز الاشتراك في ثمنها، حيثُ أنها تجزئ عن الرجل وأهل بيته ممنَ يتوجبُ عليه نفقتهم، وإن اشترك أكثر من شخص في ثمن أضحية الغنم، فإنه لا تصح.
- إذا كانت الأضحية من البقر: اتفق جمهور من الفقهاء غير المالكية جواز اشتراك سبعةُ أشخاص في أضحية البقر، بحيث يكون لكل شخص السبع منها، واختلاف نوايا المشتركين في الذبح لا تؤثر على صحة التضحية بالبقرة، فلو نوى أحدهم التقرب إلى الله، ونوى آخر اللحم فلا حرج، ولو نوى أحدهم الذبح الواجب ونوى الآخر ذبح التطوع فلا حرج أيضًا.
- إذا كانت الأضحية من الإبل: يجوز اشتراكَ سبعة أشخاص في أضحية الإبل، ولكن تعددت آراء العلماء في العدد المجزئ في أضحية الإبل، على النحو الآتي:
- فجمهور العلماء يرون أن العدد المجزئ في الإبل والبقر سبعة، ولا فرق بينهما في ذلك.
- من أهل العلم من رأى أن الإبل يجزئ عن عشرة أشخاص.
- ولكن الأحاديث الصحيحة الآتية دلت البدنة والبقرة سواء في العدد المجزئ وهو سبعة، ومن هذه الأحاديث حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (نحرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الحديبية. البدنة عن سبعة. والبقرة عن سبعة).[1]
شاهد أيضًا: هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية
حكم إشراك الغير في نية الأضحية
يجوز اشتراك الغير في الأضحية، دون أن يدفعوا شيئًا من ثمنها، وقد ضحى رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- عنه وعن أمته، فعن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (ذبح النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يومَ الذَّبحِ كبشان أقرنان أملَحَينِ موجئان، فلمَّا وَجَّهَهما قال: إنِّي وجَّهتُ وَجْهيَ للذي فَطَر السَّمَواتِ والأرضَ على مِلَّةِ إبراهيمَ حنيفًا وما أنا من المشرِكينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ رَبِّ العالمينَ، لا شَريكَ له، وبذلك أُمرِتُ وأنا مِنَ المسلِمينَ، اللَّهُمَّ منك ولك، وعن محمَّدٍ وأمَّتِه، باسمِ اللهِ واللهُ أكبَرُ، ثمَّ ذَبَح)، وغير الجائز هو اشتراك المضحي في الأضحية بعد ذبحها، وإنما يجب على من يريد الاشتراك في الأضحية أن يتمّ ذلك، وينوي الاشتراك قبل الذبح.
شاهد أيضًا: هل يجوز اشتراك أربعة في الأضحية
حكم الاستدانة في ثمن الأضحية
تعددت آراء العلماء في شروط مشروعية الأضحية وهل يمكن استدانة ثمنها إلى عدّة آراء، يأتي تفصيل بيانها فيما يأتي:
- المذهب الشافعي: تشرعُ الأضحية في حق من يملك زيادة على حاجته اليومية، ويوم العيد، وأيام التشريق.
- المذهب المالكي: لا تشرع الأضحية في حق من لا يملك قوت يومه، ويستحب لمن يملكُ زيادة عن حاجته اليومية، ولا يضرر فيه الضرر بأن يضحي، ولا تجوز الأضحية لمنْ تداين لأدائها.
- المذهب الحنبلي: تشرع الأضحية في حق من يستطيع أداءها، ومن يملك ثمنها زيادة عن حاجته الأساسية، ولو بالدين وكان قادرًا على سداد هذا الدين.
- المذهب الحنفي: يشرط لأداء الأضحية في الحنفية أن يكون المضحي غنيًا، ومالكًا لنصاب الزكاة، وزائدًا عن حاجته الأساسية.
شاهد أيضًا: هل يجوز مساعدة الأب في ثمن الأضحية
هل يجوز اشتراك الأب والابن في ثمن الأضحية
لاشتراك الأب والابن في ثمن الأضحية وجهين، وهُما:[2]
- إن كان للابن دخلاً خاصًا عن والده، ومستقلاً بنفقته عن والده، فتشرع له الأضحيّة بالمشاركة مع والده حتى وإن خالطه في السكن أم لا.
- إن كان الابن دون دخل مالي خاص، وينفق والده عليه، فلا تشرع له الأضحية، ويكون تابعًا لوالده في ثواب الأضحية، ولا يشارك والده في الأصل في الأضحية، والسنة أن تكون جميع الأضحية من مال الوالد، لكن يجوز للولد ولغيره من أهل البيت أن يشارك والده عند الحاجة في ثمن الشاة، ويكون هذا منه بمنزلة التبرع والإعانة. أما ثواب الأضحية أصالة فتكون لوالده، ويدخل هو وباقي البيت تبعًا في الثواب.
شاهد أيضًا: ما حكم من لا يضحي في العيد
حكم اشتراك العائلة في الأضحية
جاءَ اشتراك العائلة في الأضحية على وجهين، وهما:
حكم اشتراك العائلة في أضحية البقر أو الإبل
من باب التيسيرَ والتخفيف أجاز سبحانه الاشتراكَ في ذبح بقرة واحدة، أو إبل واحد، حتى يصل عدد المشتركين به سبعة، لكل منهم السبع، سواء أكانوا أفراد عائلة، أو أفراد بيت واحد مشتركين في المعيل، أو سبعة من المسلمين ليس بينهم صلة، ويمكن في مثل هذه الحالة أن يتطوع أحد بدفع ثمن الأضحية وينوي الجميع التضحية، أو أن يدفع كل واحد من ثمنها وينوي التضحية، ففي الحالتين تعتبر التضحية صحيحة.
حكم اشتراك العائلة في أضحية الشاة
يجوز للمسؤول عن نفقة العائلة أن يضحي بشاة عن نفسه وعن منْ ينفق عليهم، فينوي الأضحية بنيّة ذلك، وإن كان المسؤول عن النفقة هو الأب، وكان مُحتاجًا للمال فيجوز أن يأخذ من أموال أولاده ما يكفيه لشراء الأضحية والتضحية بها، وإن لم يجد ما يكفي لذلك، وأحب أحد من أهل بيته كالزوجة أو أحد الوالدين، ممن يعيل أن يهديه شيئًا من المال، ليضحي به جاز ذلك، وتعتبر هدية أو صدقة حسب نية المعطي وليست مشاركة، فيضحي المعيل والمال ماله، وينوي الأضحية عنه وعمن يعيل.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية، حيثُ سلطنا الضوء على أحكام الاشتراك في ثمن الأضحية بمختلف أوجهها.
المراجع
- تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط، جابر بن عبدالله، 14924، صحيح
- saaid.net , حكم الاشتراك في الاضحية , 06/06/2024
التعليقات