من القائل متى استعبدتم الناس

من القائل متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً، حيثُ أنّ الله سبحانه وتعالى جعل النّاس سواسية ولا فرق بين أبيض أو أسود إلّا بالتّقوى، لذا ليس من حقّ أيُّ إنسان مهما كان يملك من المال الكثير أو السّلطة الكبيرة أو ذو النّسبٍ العالي أن يقلل من شأن إنسان آخر، لذا ومن خلال موقع المرجع سنتعرف من القائل متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً.

من القائل متى استعبدتم الناس

إنّ قائل هذه المقولة المشهورة متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً هو أميرُ المؤمنين سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وأرضاه، حيثُ أنّ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو ثاني الخلفاء الرّاشدين بعد سيدنا أبو بكر الصّديق الذي كان أول خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبعد وفاته استلم الخلافة سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وأصبحوا ينادونه بأمير المؤمنين، وهو من العشرة الذين بشّرهم الرّسول الكريم بالجنّة، وقد عَرفت الأمّة الإسلاميّة العدل والمساواة في زمانه، الذي فرضه علينا دين الإسلام وعلّمنا إيّاه رسولنا الكريم.

شاهد أيضاً: من القائل هل ادلكم على اهل بيت

قصة متى استعبدتم الناس

هناك الكثير من القصص والحوادث التي رُويت عن سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه المعروف بعدله وحكمته، وهذه القصّة التي قيل فيها “متى استعبدتم النّاس” هي إحدى القصص المشهورة التي جرت في عهد ولايته، حيثُ أنّهُ عندما كان عمرو بن العاص رضي الله عنه والياً على مصر، في فترة خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، جرى سباق للخيول في مصر واشترك بالسّباق ابن أمير مصر عمرو بن العاص وغلام من الأقباط غيرُ مسلم، حيث أنّ الغلام القبطي سبقَ ابن عمرو بن العاص فما كان منه إلّا أنّه ضربه بالسّوط وهو يقول له: أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟ فأخذ أبو الغلام القبطي ابنه وذهب إلى المدينة المنوّرة ليشتكيه إلى أمير المؤمنين، فعندما حضر أمير المؤمنين رضي الله عنه وعلِمَ ما قد حدث في السّباق، أرسل مكتوباً إلى أمير مصر عمرو بن العاص بأن يحضر إلى المدينة المنوّرة برفقة ابنه، وعندما حضر الجميع قام سيدنا عمر وأعطى الغلام القبطي سوطاً وأمره بأخذ حقّه من ابن عمر بن العاص، فقام بضربه إلى أن أخذ حقّه وشفى غليله، وقال بعدها أمير المؤمنين واللهِ لو قلتَ بأنّك تريد أن تضرب عمرو بن العاص لما رددتك، فهذا الغلام ما ضربك إلى استقواءً بسلطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص وقال له: متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً؟ لتظلّ هذه المقولة خالدةً إلى يومنا هذا كدليل على عدل وإنصاف سيّدنا عمر بن الخطّاب للحريّة والكرامة.[1]

الحق في المساواة

إنّ المساواة تعني بأنّ جميع الأفراد في المجتمع يمتلكون نفس الحقوق وعليهم تأدية نفس الواجبات، بغضّ النّظر عن لونهم ودينهم وأصلهم وفصلهم، فالإنسان إنسان كيفما كان وعلى الدولة أن تضمن له حقوقه دون تمييز أو تفريق بين شخص وآخر، فله كامل الحقّ في التّعبير عن رأيه، وفي إختيار شريك حياته المناسب، بالإضافة إلى حقّه في الاستملاك وفي اعتناق الدّين الذي يريده، كما أنّ من حقّه التّعلّم والعمل، حيث تم إصرار قرار بهذا الخصوص في عام 1948م من قبل الجمعيّة العالمية للأمم المتّحدة التي نصّت على 30 مادة تتضمّن الحفاظ على الحقوق والواجبات التي هي حقّ من حقوق الإنسان مثل الحريّة والعدل والسلام.

شاهد أيضاً: من القائل قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

مواقف عدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

لقد عُرف سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بالفاروق لارتباطه بالعدل، وبعد معرفة قصّة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، هناك أيضاً الكثير من قصص عدل الفاروق أمير المؤمنين ومنها:[2]

  • موقفه مع عمّاله عندما أحضروا له موسم نهاية العام:
    عن عطاء قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر عمّاله أن يوافوه بالموسم، فإذا اجتمعوا قال: “أيُّها النّاس، إنّي لم أبعث عمّالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم ولا من أموالكم، إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم، وليقسّموا فيئكم بينكم. فمن فعل به غير ذلك فليقم. فما قام أحد إلّا رجل واحد قام، فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ عاملك فلانا ضربني مائة سوط. قال: فيم ضربته؟ قم فاقتص منه. فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إنّك إن فعلت هذا يكثر عليك ويكون سنة يأخذ بها من بعدك. فقال: أنا لا أُقيد وقد رأيت رسول الله يقيد من نفسه. قال: فدعنا فلنرضه. قال: دونكم فأرضوه. فافتدى منه بمائتي دينار. كلَّ سوطٍ بدينارين”.
  • موقفه الثّاني عندما أُتي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتاج كسرى وسواريه، قال: “إنَّ الذي أدَّى هذا لأمين! قال له رجل: يا أمير المؤمنين، أنت أمين الله يؤدون إليك ما أدّيت إلى الله تعالى، فإذا رتعت رتعوا”.

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الذي أجبنا به على سؤالكم من القائل متى استعبدتم الناس، وسردنا لكم ضمن فقراته قصة متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، لنختتم ببعض مواقف عدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *