تجربتي مع التهاب المريء

تجربتي مع التهاب المريء، هذا ما يحمله هذا المقال، في موقع المرجع، في هذه السطور، إذ يسلط الضوء على داء التهاب المريء، من ناحية ماهيته، وأعراضه، وأسبابه، وأنواعه، ناقلًا بين ثنايا هذه السطور، قصة أحد المرضى، مع نوع من أنواع التهاب المريء، المعروف بالتهاب المريء اليوزيني، كما وسيتم التعرض لهذا النوع من الالتهاب، بعض الشيء في السطور القادمة.

ما هو التهاب المريء

يعرف التهاب المريء (بالإنجليزية: Esophagitis) على أنه؛ حالة تتمثل في حدوث أي التهاب أو تهيج، لبطانة المريء؛ والمريء هو الأنبوب العضلي، الذي يصل ما بين؛ الحلق، والمعدة، وتتمثل وظيفته الأساسية في إرسال الطعام، من الفم، إلى المعدة، ويبلغ طوله قرابة الثماني بوصات، وهو مبطن بغشاء مخاطي، ويمر المريء من خلف القصبة الهوائية، والقلب، ومن أمام العمود الفقري، كما ويمر عبر الحجاب الحاجز قبل وصوله إلى المعدة، وثمة العديد من الأسباب لحدوث التهاب المريء، وأيًا كانت هذه الأسباب، فلا بد من علاجها، إذ أن ترك التهاب المريء، على حاله دون علاج، يعد مزعجًا للغاية بالنسبة للمريض، كما أن هذا يحمل العديد من المضاعفات.[1][2][3]

شاهد أيضًا: علاج ارتجاع المريء نهائيا وما أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية من حدوثه

تجربتي مع التهاب المريء

إن سرد قصة أحد ما، أثناء رحلته مع التهاب المريء، تفيد المرء في بعض الأحيان، ولعلها تكون أكثر بلاغًا في نقل صورة المرض للمريض، والتخفيف عنه، وفيما يأتي ذكر قصة مريض مع معاناته من التهاب المريء اليوزيني:[4]

“إن إصابة المريض، بهذا النوع من الالتهاب، يجعل المريء عرضة للانتفاخ أو التورم، في أي لحظة، ويتسبب هذا الانتفاخ، بجعل عملية البلع صعبة، وشديدة الألم، وحال حدوث التهاب شديد، سيتوقف الطعام، داخل المريء، ولن يكون ثمة علاج، سوى الخضوع للتنظير الداخلي بشكل طارئ، وبمجرد تعرض المريض لحادثتين من ذلك، سيتولد لديه خوف دائم، من تناول الطعام، مخافة إعادة المرور بتلك الحادثة، وسيصل فيها إلى مرحلة يكون فيها شديد الحذر تجاه ما يأكل، وكيف يمضغ، وقد عانى هذا المريض، لمدة 10 سنوات، من محاولات فاشلة لعلاج هذه المشكلة، ثم يسر الله، أن يقابل هذا المريض، طبيبًا آخر، والذي قام بدوره، بإجراء ما يلزم من فحوصات؛ بغية تأكيد التشخيص، وبعد ذلك، أخضعه لعلاج دوائي، بمثبط لمضخة البروتون، والذي عادة ما يوصف، لمرضى الارتجاع الحمضي، وكان قد وجد بعض ما يشير، إلى فائدة هذه المثبطات، في علاج التهاب المريء اليوزيني، وشاء الله أن يكون فيها، شفاء هذا المريض، والذي تحسنت نوعية حياته بعدها، وأصبحت حالته المرضية تحت السيطرة”

شاهد أيضًا: أفضل علاج لارتجاع المريء والتهاب المعدة في الصيدليات

أعراض التهاب المريء

إن الأعراض والعلامات، الأكثر شيوعًا وارتباطًا، بالتهاب المريء، تشمل ما يأتي:[5]

  • ألم في البطن.
  • صعوبة وألم أثناء البلع.
  • السعال.
  • أن يعلق الطعام في المريء.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالغثيان، والتقيؤ في بعض الأحيان.
  • تقرحات في الفم.
  • حرقة في المعدة.
  • الإحساس بألم في الصدر أثناء الأكل.

وبالنسبة للأطفال والرضع، فإن الأعراض تشمل أيضًا؛ صعوبات في التغذية، وربما فشل في النمو (بالإنجليزية: Failure to thrive)، أو صعوبة في اكتساب ما هو مناسب من الوزن، ففي هذا العمر، يكون المرضى، في سن أصغر من أن يصفوا ما يعانونه من أعراض.[5]

أسباب التهاب المريء

إن للالتهاب المريء، العديد من الأسباب الشائعة، ومن أهمها ما يأتي:[6]

  • الارتجاع الحمضي: وهو يعد السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المريء، ويطلق عليه أيضًا؛ مرض الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease (GERD)، وهو ارتداد العصارة الهضمية، من المعدة، إلى المريء، مما يؤدي إلى حرق كيميائي للمريء.
  • اضطرابات الأكل: فالقيء المتكرر، من الممكن أن يتسبب أيضًا، بحرق في المريء، نتيجة لوجود الحمض، ولذا من الممكن أن يشاهد التهاب المريء، عند المرضى الذين يعانون من اضطراب في الأكل؛ كالمصابين بالشره المرضي (بالإنجليزية: Bulimia).
  • الأدوية: إذ يمكن أن تتسبب بعض الأدوية الشائعة، في إحداث حروق كيميائية في المريء، ومن الأدوية الأكثر ترجيحًا، بالتسبب بهذا الالتهاب للمريء؛ الأسبرين، ومكملات الحديد، ومضادات الالتهابات اللاستيرويدية (NSAIDs)، بالإضافة إلى أدوية هشاشة العظام، وغير ذلك من الأدوية الأخرى.
  • العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي للسرطان: فمن الممكن أن تصيب بعض هذه العلاجات، بطانة المريء، مؤدية بذلك إلى إحداث التهاب به.
  • إصابة المريء بالعدوى: وتحدث عادةً عند الأشخاص الذين يعانون، من ضعف في جهاز المناعة.

شاهد أيضًا: أسباب أعراض ارتجاع المريء واسماء الكبسولات لعلاجه

أنواع التهاب المريء

يمكن القول بشكل عام، بأن التهاب المريء، يصنف وفقًا للظروف التي تسببت به، وقد سبقت الإشارة إلى أحد أنواعه، تحت عنوان تجربتي مع التهاب المريء، وفيما يأتي حديث عن هذا النوع، وغيره من الأنواع:[7]

التهاب المريء الارتجاعي

يطلق التهاب المريء الارتجاعي (بالإنجليزية: Reflux esophagitis)، على التهاب المريء الناتج من داء الارتجاع المعدي المريئي، والذي يشير إلى حدوث خلل، في العضلة العاصرة السفلية للمريء، والمسؤولة عن إبقاء المحتويات الحمضية، في المعدة، بعيدًا عن المريء، فهي ذات شكل شبيه بالصمام، والذي ما أن يفسد، إلا ويتسبب بحدوث اضطراب في وظيفته تلك[7]، إلا أن الجيد في الأمر، أن هذا الخلل، أو الارتجاع للحمض إلى المريء، لا يتسبب في معظم الحالات، بضرر كبير؛ وذلك بسبب الحركة الدودية للمريء (بالإنجليزية: Peristalsis)، تتسبب بإعادة الارتجاع، ثانية إلى المعدة، ولكن في حالات أخرى، وعندما يكون الارتجاع حالة دائمة، فإن هذا بلا شك، سيتسبب بإحداث تلف للمريء، وتغيرات ملحوظة بالعين المجردة.[8]

التهاب المريء اليوزيني

يحدث التهاب المريء اليوزيني (بالإنجليزية: Eosinophilic esophagitis)، مع وجود تركيز عالٍ، من خلايا الدم البيضاء المسماة باليوزينيات (بالإنجليزية: Eosinophils)، في المريء، ويعود سبب وجود هذه الخلايا -على الأرجح-، استجابةً لعامل مسبب للحساسية، أو ارتداد الحمض، أو كلا الأمرين، إذ تلعب هذه الخلايا، دورًا رئيسيًا في تفاعلات الحساسية، وفي كثير من الحالات، قد يحدث هذا النوع من التهاب المريء، بسبب بعض الأطعمة، من مثل؛ الحليب، والبيض، والقمح، وفول الصويا، والفول السوداني، ولحم البقر، وغير ذلك، وقد يعاني الأشخاص المصابين، بالتهاب المريء اليوزيني، من حساسية أخرى غير غذائية، فعلى سبيل المثال؛ قد تكون مسببات الحساسية المستنشقة أحيانًا، مثل حبوب اللقاح، هي السبب.[7]

التهاب المريء اللمفاوي

يعد التهاب المريء اللمفاوي (بالإنجليزية: Lymphocytic esophagitis (LE)، حالة مريئية غير شائعة الحدوث، وهي تشير إلى وجود عدد متزايد، من الخلايا اللمفاوية، في بطانة المريء، والخلايا اللمفاوية، هي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء، وواحدة من أنواع الخلايا المناعية الرئيسية في الجسم، وقد يكون التهاب المريء اللمفاوي، مرتبطًا بالتهاب المريء اليوزيني، أو داء الارتجاع المعدي المريئي.[7][9]

التهاب المريء المحدث بالأدوية

كما يبدو من اسم هذا النوع، من التهاب المريء، فإنه ناتج من بعض الأدوية المتناولة عن طريق الفم، نتيجة بقائها على اتصال مع بطانة المريء لفترة طويلة، وقد يحدث هذا نتيجة أخذ الدواء، مع قليل من الماء، أو بدون ماء إطلاقًا، مما يتسبب ببقاء حبة الدواء، أو بقاء بعض من بقاياها في المريء، وفي الحقيقة، فإن العديد من الأدوية، قد تتسبب بإحداث التهاب في المريء، وقد سبق ذكر بعض الأمثلة، على الأدوية، التي قد تتسبب بذلك.[7]

شاهد أيضًا: ادوية لعلاج التهاب المريء

التهاب المريء المعدي

إن تعرض أنسجة المريء، لعدوى بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية، أو طفيلية، قد تتسبب بإحداث التهاب به، ويعد هذا النوع من الالتهاب للمريء، نادر الحدوث بشكل نسبي، فهو يحدث غالبًا للأشخاص الذين يعانون من ضعف في وظائف الجهاز المناعي؛ كالأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أو السرطان، أو الأشخاص المصابين بداء السكري.[7][1]

شاهد أيضًا: هل تحليل الدم الشامل يكشف الايدز

لقد حملت السطور السابقة، في هذا المقال، تجربتي مع التهاب المريء، قصة مريض عانى من فشل في علاج التهاب المريء اليوزيني المصاب به، إلا أن تم علاجه، بمثبط البروتون، والذي أحد فرقًا كبيرًا في نوعية حياة هذا المريض.

المراجع

  1. healthline.com , Esophagitis , 05/01/2022
  2. clevelandclinic.org , Esophagitis , 05/01/2022
  3. webmd.com , Picture of the Esophagus , 05/01/2022
  4. stanfordhealthcare.org , Esophagus Center: David's Story , 05/01/2022
  5. medicalnewstoday.com , Everything you need to know about esophagitis , 05/01/2022
  6. health.harvard.edu , Esophagitis , 05/01/2022
  7. mayoclinic.org , Esophagitis , 05/01/2022
  8. medscape.com , Esophagitis , 05/01/2022
  9. medicalnewstoday.com , What are healthy lymphocytes levels, and what is their function? , 05/01/2022

الزوار شاهدوا أيضاً

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *