معلومات عن الفضاء

معلومات عن الفضاء الفسيح الذي يحيط بنا، هو من الأشياء التي شغلت العلماء في العصر الحديث، لاكتشاف العوالم الكثيرة التي تقع خارج مجال الكرة الأرضية التي نعيشها، فالأرض هي مثال صغير جداً، إذا ما تم مقارنتها بمكنونات الفضاء الذي تسبح فيه مجموعتنا الشمسية، فهو أكبر بكثير من أن يتخيله العقل البشري أو أن يدركه بحواسه، ولا حتى بأحدث الأجهزة التي تم اختراعها حتى اليوم، وفي مقالنا هذا عبر موقع المرجع، سوف نتعرف على أهم المعلومات عن الفضاء وكل ما يخصه. 

معلومات عن الفضاء

الفضاء كمصطلح عام، فهو يمكن أن يشير إلى ظواهر مختلفة، في العلوم والرياضيات والكيمياء والفيزياء والاتصالات وغيرها، فمن وجهة نظر الفيزياء، الفضاء هو المدى ثلاثي الأبعاد غير المحدود، والذي تحدث فيه الأشياء والأحداث، ويكون لها موقع واتجاه نسبي، وهذا يعتمد على المادة المادية التي تشكل الكون المرئي وتشكل مع الطاقة، أساس جميع الظواهر الموضوعية، أما من حيث الفضاء الخارجي، فهي تتناول مواضيع مختلفة، والاضطلاع عليها هو أمر ليس فقط مفيد من حيث المعرفة، وإنما هو أمر ممتع لمعرفة مدى قدرة الخالق فيما خلق.[1]

شاهد أيضًا: معلومات مبسطة عن الفضاء للاطفال

ما هو الفضاء

في علم الفلك وعلم الكونيات، يعرف الفضاء على أنه المنطقة الشاسعة ثلاثية الأبعاد، التي تبدأ حيث ينتهي الغلاف الجوي للأرض، ويمتد إلى ما لانهاية، أو على الأقل، إلى بعد ما اكتشفه العلماء لحد الآن، فقد اختلف العلماء في هذا الأمر، من حيث أن البعض يرى أن الفضاء له حدود ونهاية، بينما يرى البعض أن لا نهاية له، وما نعرفه اليوم من خلال اكتشافاتهم، هو حدود الكواكب التي تؤلف مجموعتنا الشمسية، والفضاء الذي يدور بينها، وما يحويه من نجوم ومذنبات وكويكبات ونيازك تطفو في الفضاء الفسيح.

بعد الفضاء الخارجي عن الأرض

من حيث البعد عن الأرض، يبدأ الفضاء الخارجي على ارتفاع 100 كيلومتر فوق الأرض، حيث تختفي قشرة الهواء حول كوكبنا، أي خلق الغلاف الجوي الذي يحمي الأرض ويحفظ لها الهواء الذي نتنفسه، وقد اتخذ العلماء هذه النقطة كبداية للفضاء، بناء على وجود الهواء، الذي هو العنصر الذي يفرق بين فضاء الكرة الأرضية، والفضاء الخارجي، ومع عدم وجود هواء لتبديد ضوء الشمس، وإنتاج سماء زرقاء، يظهر الفضاء على شكل غطاء أسود منقوش بالنجوم.

مساحة الفضاء الخارجي

بشكل علمي دقيق، أو حتى بشكل تقديري دقيق، لا أحد يعرف بالضبط حجم المساحة الكبيرة، فلا معرفة مسبقة، أو حتى مكتشفة لدينا نحن كبشر، عن حدود بداية أو نهاية الفضاء، فغالبية العوالم الأخرى التي تم اكتشافها من قبل العلماء، هي عن طريق أجهزة الكشف العملاقة، أو ما يعرف بالتلسكوب، والتي تقرب الصورة ملايين المرات، وبالرغم من هذه المسافة التقريبية الكبيرة التي تقدمها لنا أجهزة الكشف هذه، إلا أن الصعوبة ذاتها تكمن بسبب ما يمكننا رؤيته فيها، حيث أن مفهوم الفضاء الخارجي ما زال أكبر بكثير من المجال الذي تصل إليه هذه الأجهزة، وأما عن قياس المسافات الطويلة في الفضاء، فهي تقدر بالسنوات الضوئية، والتي تمثل المسافة التي يستغرقها الضوء للسفر في السنة، والمقدرة بحوالي 5.8 تريليون ميل، أو 9.3 تريليون كيلومتر في السنة.

مكونات الفضاء الخارجي

يسبح في الفضاء الخارجي، الكثير من الأجسام المادية بكافة حالاتها، بدءاً من الكواكب والكويكبات والأقمار التي تؤلف مجموعتنا الشمسية، حيث يُطلق على الفضاء الخارجي داخل النظام الشمسي اسم الفضاء بين الكواكب، والذي يمر في الفضاء بين النجوم في منطقة الغلاف الشمسي، والفراغ في الفضاء الخارجي، ليس فارغًا بشكل فعلي، حيث يمتلئ قليلًا بالأشعة الكونية، والتي تشمل النوى الذرية المتأينة والعديد من الجسيمات دون الذرية، كما أن هناك أيضًا غاز وبلازما وغبار ونيازك صغيرة وعشرات من أنواع الجزيئات العضوية التي تم اكتشافها حتى الآن بواسطة التحليل الطيفي للميكروويف، إضافة إلى الغبار والحطام الناتج عن احتكاك الكويكبات، أو انطلاق النيازك والشهب والشظايا المتطايرة من الأجسام المادية الأخرى في الفضاء الكوني.

سبب عدم وجود جاذبية في الفضاء الخارجي

من الخاطئ القول أنه ليس هناك جاذبية في الفضاء، بل هناك الكثير منها وفي أي مكان، وخاصة كلما اقتربنا من أي كوكب آخر، لكن الجاذبية على الأقمار والكواكب الأخرى، هي أقل بكثير من جاذبية الأرض، ولذلك كلما ابتعدنا عن الأرض، تضعف قوة جاذبيتها وتموت بشكل بطيء، ومع ذلك هي لا تختفي تمامًا، ويرجع عدم وجود جاذبية كبيرة في الفضاء لسببين، وهما:

  • السبب الأول: نظرًا لأن المساحة فارغة نسبيًا، فلا يوجد هواء لنشعر به يمر من أمامنا ونحن نسقط، ولكن بشكل فعلي، نحن نسقط ولكن بشكل بطيء للغاية، حيث يمكن أن يستغرق الوقت من ساعات إلى سنوات من السقوط في الفضاء، حتى نصل فعليًا إلى سطح كوكب.
  • السبب الثاني: هو أن الأجسام تميل إلى الدوران في مدار حول الكواكب بدلاً من الاصطدام بها، والمدار يعني، أن جسمًا ما يسقط باتجاه كوكب بسبب الجاذبية ويفتقده باستمرار، ونظرًا لأن الفضاء كبير جدًا، والكواكب صغيرة جدًا بالمقارنة معه، فمن الصعب جدًا الوصول إلى الكواكب. 

معلومات عن الفضاء هل تعلم

في السابق، كانت أكثر الأشياء مبهمة بالنسبة للبشر بشكل عام، والعلماء بشكل خاص، هو باطن الأرض، ومع تطور العلم، تبين أن أكثر الأشياء غموضاً للإنسان هو الفضاء الخارجي، ومع ذلك استطاع العلماء الكشف عن العديد من أسراره، وجمعوا الكثير من المعلومات حوله، فهل تعلم أن:[2]

  • كون الفضاء هو عبارة عن فراغ واسع، فهذا يعني أنه  الجزيئات فيه متباعدة، وهذا يؤدي إلى عدم حمل الصوت عبر ذراته، فهي ليست قريبة بما فيه الكفاية لتتم عملية النقل.
  • بالرغم من أن السماء زرقاء، إلا أن الفضاء أسود، حيث يفسح اللون الأزرق الطريق إلى الأسود، لأن جزيئات الأكسجين ليست متوفرة بكثرة لجعل السماء في الفضاء زرقاء.
  • بالرغم من أن الفضاء الخارجي هو عبارة فراغ هائل، إلا أنه ليس فارغ تمامًا، وإنما هو ممتلئ بالفجوات الممتدة على مساحات شاسعة بين النجوم والكواكب، وهذه الفجوات مليئة بكميات كبيرة لا يمكن تصورها، ومكونة بشكل كبير من الغبار والغاز الرقيق المنتشر.
  • الفضاء مليء بالعديد من أشكال الإشعاع التي تشكل خطورة على رواد الفضاء.
  • يعتقد بعض العلماء أن الفضاء يمتد إلى ما لا نهاية في جميع الاتجاهات، بينما يعتقد البعض الآخر أن الفضاء محدود.
  • الفضاء هو فراغ صعب، وهذا يعني أنه فراغ يحتوي على القليل جدًا من المادة.
  • تتفاوت درجة حرارة الفراغ، وخاصة كلما ما اقتربنا من الشمس، ومع ذلك، فمتوسط درجة حرارة فراغ تعادل حوالي −270.45 درجة.
  • المسافة بين المجرات ليست فارغة تمامًا ولكنها تحتوي على ذرة واحدة في المتوسط ​​لكل متر مكعب.
  • هناك ما يقدر بـ 100-400 مليار نجم في مجرتنا درب التبانة، وجميعها تسبح في الفضاء الفسيح.
  • في الفضاء، لوحظ أن عمر الكون يبلغ 13.8 مليار سنة، وهو يتوسع منذ تشكله في الانفجار العظيم.
  • محطة الفضاء الدولية، هي أكبر جسم مأهول على الإطلاق في الفضاء. 
  • تبلغ تكلفة بدلة ناسا الفضائية الكاملة 12 مليون دولار، و70% من هذه التكلفة لحقيبة الظهر ووحدة التحكم. 
  • في الفضاء، يوم واحد على كوكب فينوس، أو الزهرة، يستغرق 243 يومًا من أيام الأرض، كما يبلغ مدار كوكب الزهرة حول الشمس 225 يومًا أرضيًا.
  • في الفضاء، هناك كوكب مصنوع من الماس والجرافيت، ويبلغ حجمه ضعف حجم الأرض، ويعرف باسم الأرض الفائقة أو 55 كانكري إي.
  • ظاهرة الشهب والمذنبات المتواجدة  في الفضاء، هي عبارة عن بقايا وشظايا متطايرة منذ التكوين الأولي لنظامنا الشمسي بزمن قدره حوالي 4.5 مليار سنة، وتركيبتها من الرمل والجليد وثاني أكسيد الكربون.
  • من أشهر المذنبات التي مرت بجوار الأرض ورصدها العلماء، هو مذنب هالي، الذي يظهر تقريباً كل 75 سنة مرة واحدة، والمتوقع ظهوره المرة القادمة نحو العام 2061م.
  • بعض الكواكب العملاقة لا يمكن المشي عليها، مثل كوكب المشتري وزحل وأورانوس، وذلك لأنه ليس لديهم سطح صلب.
  • من بين جميع الكواكب في نظامنا الشمسي، باستثناء الأرض، يُرجح العلماء أن يكون المريخ مضيافًا للحياة.
  • بالرغم من أن عطارد أقرب الكواكب إلى الشمس، إلا أن الزهرة هو أكثر الكواكب سخونة في النظام الشمسي، ومتوسط ​​درجة حرارة سطحه حوالي 450 درجة مئوية.
  • يمكن لآثار أقدام البشر أن تبقى محفورة على القمر لمئة سنة، بسبب عدم وجود هواء أو غلاف جوي يمكن أن يؤدي إلى زوالها.
  • آخر ما اكتشفه العلماء، هو وجود سحابة عملاقة مكونة من بخار الماء، تعادل 140 تريليون ضعف من كتلة الماء، الموجود في محيطات الأرض.
  • تحتوي بعض الكواكب على التضاريس الجغرافية، مثل جبل أوليمبوس مونس البركاني على المريخ، الذي يعادل بحجمه ثلاثة أضعاف جبل إيفرست، وطوله، 21 كم وعرضه 600 كم.
  • هناك العديد من النجوم في الفضاء الفسيح، ومن أشهرها النجوم النيوترونية، التي تدور 600 مرة في الثانية.
  • إذا قام رائد الفضاء بالبكاء في الفضاء، فإن الدموع تلتصق بالغين ولا تنهمر.
  • الحياة في الفضاء بطيئة للغاية، فعدة أيام على الأرض، تمر بعدة دقائق في الفضاء.
  • جميع الكواكب في مجموعتنا الشمسية تدور عكس عقارب الساعة، باستثناء كوكب الزهرة الذي يخالف الجميع ويتجه بدورانه مع عقارب الساعة.
  • يوجد في الفضاء ظاهرة تسمى بالثقوب السوداء، وهي ثقوب تجذب كل ما هو حولها إلى داخلها، بما في ذلك الضوء، وهذه الظاهرة عبارة عن جسم كروي أسود، تحيط بها هالة من الغازات والمواد، مثله كمثل كوكب زحل.
  • يحدث في الفضاء ما يسمى باللحام البارد، وهو عبارة عن التحام قطعتين معدنيتين بمجرد اقترابهما من بعضهما البعض.

علم الفضاء

علم الفضاء هو اسم مختصر لمجموعة من العلوم المختلفة متعددة التخصصات، والتي من شأنها أن تعزز الفهم البشري للتطور الجزيئي للمجرات، وتطور وتشكيل أنظمة الكواكب، وفهمنا لأصل وتطور الحياة في الكون، ففي علم الفضاء، نحن ننظر إلى الخارج من كوكبنا إلى النجوم وما وراءها، وبشكل أكثر دقة، علم الفضاء هو العلم الذي يسعى إنه جاهداً للإجابة على العديد من الأسئلة النهائية التي تدور حول، كيف تشكلت أرضنا ونظامنا الشمسي وتطورتا، وما هو مكاننا في الكون، وإلى أين نحن ذاهبون في الأفق البعيد، ومن أين أتت الحياة على الأرض، وهل نحن وحدنا على هذا الكوكب، وقد ازدهر علم الفضاء في النصف الأخير من القرن العشرين، وتطور بعدة مراحل حتى ما وصل إليه الآن.[3]

شاهد أيضًا: لماذا لا يذهب رواد الفضاء إلى القمر كثيرًا

فروع علم الفضاء

يستخدم علم الفضاء، أو ما يسمى بعلم الفلك أيضاً، مجموعة كبيرة فريدة متعددة التخصصات، والتي تستخدم فرقًا متعددة التخصصات من علماء الفلك وعلماء الفيزياء الفلكية والكيميائيين وعلماء الأحياء الدقيقة والفيزيائيين وعلماء الكواكب، وعادة ما يتم تنظيمهم في عدة فروع ومنها:[3]

  • الفيزياء الفلكية: ويدرس الباحثون فيها، الخواص الفيزيائية والكيميائية للأجسام، كما يدرس الظواهر الفلكية من خلال مراقبة إشعاعها عند الأطوال الموجية الضوئية والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية.
  • علم الكونيات: وهو الذي يدرس كيف تم إنشاء الكون وتطوره ومصيره النهائي.
  • أنظمة الكواكب: ويطور الباحثون فيه معرفة أساسية جديدة، حول أصول النجوم وأنظمة الكواكب وتطورها وتكوينها وبيئتها وعلم الأحياء الفلكي.
  • علم الأحياء الخارجية: ويدرس الباحثون من خلاله تاريخ وتوزيع وكيمياء العناصر الحيوية في النظام الشمسي، وتاريخ المحيط الحيوي المبكر للأرض كما هو مسجل في الكائنات الحية الدقيقة والصخور الرسوبية.

ويقوم العلماء بجمع هذه المعلومات بمساعدة ما يسمى بكائنات علوم الفضاء المعروضة، مثل المركبات التي تتضمن البالونات وصواريخ السبر والأقمار الصناعية والمسابر الفضائية والمركبات المدارية ومركبات الهبوط، إضافة إلى استخدام الأدوات العلمية التي تحملها والأدوات الأرضية وغيرها.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان معلومات عن الفضاء، والذي تعرفنا من خلاله على علم الفضاء وأهم فروعه الكثيرة، وكما تعرفنا على أهم المعلومات التي تدور حوله ويبحث عنها أي شغوف بهذا الكون الواسع.

المراجع

  1. newworldencyclopedia.org , Outer space , 15/01/2022
  2. theplanets.org , Space Facts , 15/01/2022
  3. earthhow.com , 17 Branches of Astronomy , 15/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *