آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن
جدول المحتويات
آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن أمر عظيم جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرها وهو على فراش الموت، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع المرجع مع بيان ماهيّة تلك الوصية التي كانت آخر ما نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، إضافة للوقوف على أبرز الوصايا التي قد أوصى بها النبي -صلى اله عليه وسلّم- في مواقف مختلفة، مع المرور أخيرًا على حال النبي -صلى الله عليه وسلم- في لحظاته الأخيرة في الحياة.
آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحرصَ الناس على أمّته، حتى إنّه وهو على فراش الموت كان ما يزال يوصي أمّته من بعده، وإنّ آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن:
- الصلاة وما ملكت أيدي المسلمين.
ففي الحديث الذي يرويه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يقول: “كانَ آخرُ كلامِه الصَّلاةَ الصَّلاةَ اتَّقوا اللَّه فيما ملَكت أيمانُكم”.[1]
شاهد أيضًا: الفرق بين التوكل والتواكل
من وصايا النبي لأمته
لقد كانت الأمّة والإسلام هما الشغل الشاغل للنبي عليه الصلاة والسلام، فكان يوصي أمّته بكثير من الوصايا التي تخص الدين والأخلاق والمعاملات، ومن وصاياه الكثيرة عليه الصلاة والسلام:
عدم الغضب
ذات يوم جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وطلب منه أن يوصيه، فأوصاه النبي -عليه الصلاة والسلام- بعدم الغضب، يقول أبو هريرة -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح “أنَّ رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ”،[2] وقد قال العلماء إنّ الرجل قد طلب وصية جامعة للخير فكانت وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- هي ترك الغضب، لما فيه من اجتماع أسباب الشر، وقالوا إنّ القصد من الوصية قد يكون أحد أمرين:[3]
- إمّا أن يكون المقصود هو الأمر بالتحلي بالأسباب التي تؤدي إلى حسن الخُلق، فإذا حسُن خُلق الرجل كان بالإمكان دفع الغضب عند حصوله.
- وإمّا أن يكون المقصود ترك العمل بمقتضى ما يأمر به الغضب عند حصوله، فإذا جاهد الإنسان نفسه على ترك ما يأمر به الغضب ولم يمتثل له فإنّ شرّ الغضب يندفع عنه فيكون كأنّه لم يغضب من الأساس.
الوصية بالجار
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرص على إبقاء العلاقات الطيبة بين أركان المجتمع الإسلامي، فكان مما أوصى به أمّته هو حسن التعامل مع الجيران، ففي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: “ما زالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ”،[4] وتحصل الاستجابة لوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يحسن إليه ويلقاه بوجه طلق ويبتعد عن التسبب بكل ما يؤذيه ونحو ذلك.[3]
الوصية بتلاوة القرآن الكريم
إنّ القرآن الكريم هو دستور المسلمين وهو كلام رب العالمين الذي تشفى به الصدور وتطيب به القلوب، في الحديث الذي يرويه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصاه فقال: “عليك بتلاوةِ القرآنِ وذِكْرِ اللهِ فإنَّه نورٌ لك في الأرضِ وذُخرٌ لك في السَّماءِ”.[5][3]
الوصية بالوتر وصلاة الضحى وصوم ثلاثة أيّام من كل شهر
وهذه الوصية ترددت على لسان ثلاثة من الصحابة هم أبو هريرة وأبو ذر وأبو الدرداء رضي الله عنهم، وتكرير هذه الوصية من ثلاثة أشخاص دليل على أهميتها، في الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ”،[6] ومثله مروي عن أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما.[3]
شاهد أيضًا: كم عدد مآذن المسجد الحرام
من وصايا النبي الأخيرة قبيل وفاته
لقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلّم- صحابته وأمّته من بعدهم ببعض الوصايا قبيل وفاته حتى وصل إلى يوم وفاته صلى الله عليه وسلم، ومما أوصى به المسلمين في أيّامه الأخيرة:
حسن الظن بالله تعالى
إنّ حسن الظن بالله تعالى هو دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، وفيه برهان على طهارة النفس وسلامة القلب من الآفات والموبقات، ففي الحديث الذي يرويه جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- يقول: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَبْلَ وَفَاتِهِ بثَلَاثٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللهِ الظَّنَّ”،[7] فيقول الإمام النووي معقّبًا على هذا الحديث:[8]
“هذا تحذير من القنوط، وحثَّ على الرجاء عند الخاتمة، ومعنى حسن الظن بالله: أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه، ويتدبر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته، وما وعد به أهل التوحيد، وما ينشره من الرحمة لهم يوم القيامة، وفي حالة الصحة يكون خائفًا راجيًا، ويكونان سواء، وقيل: يكون الخوف أرجح، فإذا دَنَتْ أمارات الموت، غلب الرجاء؛ لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال، وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذه الحال، فاستحبَّ إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى، والإذعان له”.[8]
الإحسان إلى الأنصار
الأنصار هم سكان المدينة المنورة من الأوس والخزرج وحلفائهم، قد هاجر إليهم النبي -صلى الله عليه وسلّم- فكانوا أهله وخاصّته والجنود الذين يفدونه ويفدون الدين الجديد بأرواحهم، فبينما كان أبو بكر -رضي الله عنه- يسير في المدينة رأى جمعًا من الأنصار يبكون لذكرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخل أبو بكر وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بما قاله الأنصار، وكان ذلك في الأيّام الأخيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر -وكان آخر مرة يصعد فيها المنبر- فحمد الله -تعالى- وأثنى عليه ثمّ قال: “أُوصِيكُمْ بالأنْصَارِ، فإنَّهُمْ كَرِشِي وعَيْبَتِي، وقدْ قَضَوُا الذي عليهم، وبَقِيَ الذي لهمْ، فَاقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهِمْ، وتَجَاوَزُوا عن مُسِيئِهِمْ”.[9][8]
شاهد أيضًا: حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن اخر الزمان
من وصايا النبي في حجة الوداع
حجة الوداع هي الحجة الوحيدة التي حجّها النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر حياته بعد فتح مكّة، وفيها قد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بوصايا كثيرة، منها:
التزام القرآن والسنة دستورًا للمسلمين
لقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ضرورة التزام المسلمين الكتاب والسنّة فإنّهم ما يزالون مستمسكين بحبل متين من الله -تعالى- ما تمسّكوا بالقرآن الكريم والسنة المطهّرة، ففي الحديث الشريف أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: “إنَّ الشَّيطانَ قَد يَئسَ أن يُعبَدَ بأرضِكُم ولكنْ رضِيَ أن يطاعَ فيما سِوى ذلكَ مما تَحاقَرون من أعمالِكُم فاحذَروا إنِّي قد ترَكْتُ فيكم ما إنِ اعتصمتُمْ بِهِ فلن تضلُّوا أبدًا كتابَ اللَّهِ وسنَّةَ نبيِّهِ”.[10]
الحث على الكسب الحلال
إنّ الحث على الكسب الحلال من الأمور التي يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي، فالدول التي يقوم اقتصادها على الربا لا بدّ أنّها ستعاني أزمات ومشكلات قد تصل بها إلى الإفلاس، فكان من جملة ما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلّم- في حجة الوداع: “وَرِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، فإنَّه مَوْضُوعٌ كُلُّهُ”.[11]
التوصية بالنساء
المرأة هي العنصر المكمّل للمجتمع، فمن دون النساء لا طعم للحياة ولا معنى، فهي التي تعمل وتكد لتسعد زوجها وأولادها وإخوتها ووالديها، ولذلك فقد أوصى بهنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع فقال: “اتَّقُوا اللهَ في النِّسَاءِ، فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ”،[11] والوصية هنا للزوجة أكثر من غيرها لما قد تلقاه من ظلم وهضم لحقوقها.
شاهد أيضًا: كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي
اللحظات الأخيرة للنبي في الدنيا
لمّا كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنّه كان في بيت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- مُستند إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فدخل عليهم عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما- وبيده مسواك، فتروي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ما جرى فتقول في الحديث الذي في صحيح البخاري:[12]
“دَخَلَ عَلَيَّ عبدُ الرَّحْمَنِ وبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عليه، وقُلتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ، فأمَرَّهُ، وبيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ -أوْ عُلْبَةٌ؛ يَشُكُّ عُمَرُ- فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في المَاءِ فَيَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يقولُ: في الرَّفِيقِ الأعْلَى، حتَّى قُبِضَ ومَالَتْ يَدُهُ”.
شاهد أيضًا: ما اسم الجبل الذي يوجد فيه غار حراء
وإلى هنا يكون قد تم مقال آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن بعد الوقوف على ماهيّة الوصية التي قد أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته.
المراجع
- الجامع الصغير , السيوطي، علي بن أبي طالب، الرقم: 7171، حديث صحيح.
- صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، الرقم: 6116، حديث صحيح.
- alukah.net , من وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام , 17/10/2021
- صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، الرقم: 6014، حديث صحيح.
- صحيح ابن حبان , ابن حبان، أبو ذر الغفاري، الرقم: 361، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
- صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، الرقم: 1178، حديث صحيح.
- صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، الرقم: 2877، حديث صحيح.
- alukah.net , وقفات مع وصايا النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته , 17/10/2021
- صحيح البخاري , البخاري، أنس بن مالك، الرقم: 3799، حديث صحيح.
- الترغيب والترهيب , المنذري، عبد الله بن عباس، الرقم: 1/61، حديث إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما وله أصل في الصحيح.
- صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، الرقم: 1218، حديث صحيح.
- صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، الرقم: 4449، حديث صحيح.
التعليقات