معنى كلمة سجيل في سورة الفيل

معنى كلمة سجيل في سورة الفيل هو الموضوع الذي سوف نتعرف عليه في هذا المقال، إذ توجد بعض الكلمات التي وردت في القرآن الكريم ويجدها البعض غير واضحة المعاني، ولا سيما الكلمات التي ليست من أصل عربي، وسوف يقدم موقع المرجع تفصيلاً حول سورة الفيل في القرآن الكريم، وسوف يتم التعرف على معنى ترميهم بِحِجَارَةٍ من سجيل، ونتعرف على ما معنى كلمة سجيل في كتاب الله تعالى وغير ذلك من المعلومات المتعلقة بسورة الفيل.

عام الفيل

يشير اسم عام الفيل إلى العام الذي حدثت فيه محاولة من أجل هدم الكعبة من قبل أبرهة الحبشي وهو أحد الملوك الكبار قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وقد وافق عام الفيل تاريخيًا عام 570م أو 571م، وهو نفس العام الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت تلك الحادثة من شأنها أن تغير كثيرًا في خارطة شبه الجزيرة العربية، وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن ينهزم ذلك الملك وجيشه، ويتمَّ الله تعالى كلماته ويبزغ فجر الإسلام من مكة المكرمة، وقد أنزل الله تعالى سورة الفيل التي ذكر فيها تلك الحادثة، إذ يقول تعالى: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ”.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد سور القران الكريم وعدد السور المدنية والمكية

معنى كلمة سجيل في سورة الفيل

بعد المرور على بعض المعلومات حول عام الفيل وإدراج نص سورة الفيل سوف نعرف معنى كلمة سجيل في السورة، وفيما يأتي الإجابة عن ذلك السؤال:[2]

  • معنى السجيل هو الطين المتحجر.

حيثُ أنَّ أصل هذه الكلمة فارسية، تحمل معنى الحجارة الصغيرة أو الطين الصلب واليابس والمتحجر، وقد أشار بها الله تعالى إلى الحجارة الصغيرة التي ألقتها الطيور الأبابيل على أبرهة الحبشي وجيشه عندما حاولوا دخول مكة المكرمة لهدم الكعبة، فهزمهم الله تعالى أهلكهم وردهم خائبين خاسرين، وقد ذكر الله تعالى كلمة سجيل ثلاث مرات في القرآن، مرة في سورة الفيل ومرة في سورة هود في قوله: “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ”،[3] وقوله في سورة الحجر: ” فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ”.[4]

اقرأ أيضًا: تفسير آية الرجال قوامون على النساء

معنى كعصف مأكول في سورة الفيل

تشير كلمة كعصف مأكول في سورة الفيل في القرآن الكريم إلى الزرع الذي أكتله البهائم والدواب ثمَّ داست عليه وطحنته وأفنته، ومعنى هذا أنَّ الله سبحانه وتعالى قد أهلك أبرهة الحبشي وجيشه، فكان كل إنسان منهم يُرمى بحجر من حجارة سجيل وعليه اسمه، وقيل إنَّ الحجر كان أكبر من العدسة بقليل وأصغر من حبة الحمص، وكان ذلك الحجر يخترق الرجل ويصل على الأرض، ويشير التفسير الميسر إلى أنَّ معنى كلمة كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ في سورة الفيل هو أنه جعلهم محطمين مثل أوراق الزرع اليابسة، والتي أكلتها البهائم ثم رمت بها مفتتة تدوس عليها.[2]

معلومات عن سورة الفيل

تعد سورة الفيل من السور المكية في القرآن الكريم وهي التي نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، وهي من قصار السور عدد آياتها خمس آيات فقط، تعدُّ سورة الفيل من سور المفصل التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث حيث قال: “أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ”،[5] تقع في الجزء الثلاثين وهو آخر جزء في القرآن الكريم، نزلت بعد سورة الكافرون، وكان ترتيبها من حيث النزول 19، أنَّ في المصحف الشريف فإن رقم ترتيب سورة الفيل في المصحف هو 105، وسميت سورة الفيل لمفتتحها، فقد بدأ الله تعالى بقصة الفيل وذكره في بدايتها فسميت لذلك.[6]

اقرأ أيضًا: كم مرة يتم تغيير ثوب الكعبة

قصة أصحاب الفيل مختصرة

بعد أن بنى أبرهة الحبشي كنيسة القليس وزينها طلب من العرب في شبه الجزيرة العربية أن يحجوا إليها، وحتى يتمكن من تحويل وجهة العرب إليها قرر أن يهدم الكعبة المشرفة في مكة المكرة، فانطلق أبرهة الحبشي بجيش جرار من بلاد اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية قاصدًا مكة المكرمة في الشمال، ومعه عدد كبير من الفيلة الضخمة حتى تساعده على التنقل وحتى يتم الاعتماد عليها في فنون الحرب والقتال، فقد كانت الفيلة تعد في ذلم الوقت من المعدات الثقيلة في الحرب مثل الدبابات في عصرنا، وعندما وصل إلى قرب مكة، خاف أهلها مكة وراحوا يتخفون في أعالي الجبال المحيطة وخلفها، خوفًا من بطش أبرهة وجيشه الكبير، ووقعوا في حيرة من أمرهم كيف سيصنعون مع هذه الحشود، وعندما أراد الجيش أن يدخل إلى مكة المكرمة لهدم الكعبة بركت الفيلة في مكانها وجمدت دون حراك وامتنعت عن الدخول إلى مكة المكرمة، ورغم كثرة المحاولات إلا أن جميعها فشلت، وأثناء ذلك أرسل الله تعالى عليهم طيرًا أبابيل من عنده ترميهم بحجارة من سجيل، وكان كل طائر يحمل ثلاثة أحجار ترميهم دون توقف، إلى أن أصيب أبرهة الحبشي في تلك المعركة، وعند ذلك هرب أبرهة وجيشه المهزوم وانقلبوا خاسرين مهزومين وظلت قصتهم عبرة لمن يعتبر.[6]

شاهد أيضًا: الكلام الذي دار بين موسى عليه السلام وبين المرأتين، وبينَه وبين أبيهما يسمى

الدروس المستفادة من قصة أصحاب الفيل

إنَّ كل آية وكل قصة من القصص الواردة في كتاب الله تعالى تحمل عبرة بليغة وعظة جليلة، لأنَّ الله تعالى أنزل الآيات هداية للناس ورحمة وتبيانًا، وقد كانت قصة أصحاب الفيل من القصص المؤثرة في تاريخ الإسلام ومن الأحداث المهمة في جزيرة العرب، لما لها من دلالات عظيمة، وفيما يأتي أهم الفوائد والدروس المستقاة من قصة أصحاب الفيل:[2]

  • إشارة إلى أنَّ أعداء الدين الإسلامي لا يكفون عن محابة الدين القويم، وقد بين الله تعالى ذلك في القرآن الكريم في كثير من المواضع والآيات.
  • دلالة على اقتراب موعد النبوة وتمهيدًا لظهور النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وشبه الجزيرة العربية.
  • إظهار أهمية الكعبة المشرفة العظيمة وهذا ما دلّت عليه حماية الله تعالى لها من عدوان أبرهة الحبشي وبطش جيشه الجرار.
  • عبرة لكل طاغية وكل ظالم بأن نهايته آتية لا محالة وعذاب الله بانتظاره في الدنيا والآخرة.
  • إنَّ كلمة الله تعالى دائمًا هي العليا، وأمَّا كلمة الطغاة والكفرة فهي في أسفل سافلين إلى الأبد.
  • تدلُّ على قدرة الله تعالى وعظمة ملكه في إهلاك من يشاء من المجرمين والكافرين.

في نهاية مقال معنى كلمة سجيل في سورة الفيل تعرفنا على بعض المعلومات حول عام الفيل، وعرفنا ما معنى كلمة سجيل التي وردت في القرآن الكريم، وعرفنا نبذة عن سورة الفيل، كما تعرفنا على الدروس والعبر المستفادة من سورة الفيل ومن قصة أصحاب الفيل التي ذكرت فيها.

المراجع

  1. سورة الفيل , آية 1-5
  2. islamweb.net , أصحاب الفيل , 02/11/2021
  3. سورة هود , آية 82
  4. سورة الحجر , آية 74
  5. بداية السؤل , الألباني، واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، 59، صحيح
  6. wikiwand.com , سورة الفيل , 02/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *