انتشار الدين الاسلامي هو الموضوع الرئيسي لسورة

انتشار الدين الاسلامي هو الموضوع الرئيسي لسورة من سور القرآن الكريم الذي قد أنزله الله -تعالى- على نبيّه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المقال سوف يقف موقع المرجع لبيان هذه السورة التي كانت تتناول انتشار الإسلام ودخول الناس فيه، إضافة للوقوف مع أبرز المعلومات التي يمكن كتابتها حول تلك السورة من حيث ترتيبها في المصحف الشريف وسبب نزولها وفضلها.

انتشار الدين الاسلامي هو الموضوع الرئيسي لسورة

لقد كان التبشير بانتشار الإسلام في أرجاء العالم مبثوثًا في ثنايا كثير من سور القرآن الكريم وجاء على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- في كثير من الأحاديث النبوية، وقد كان انتشار الدين الاسلامي هو الموضوع الرئيسي لسورة:

  • النصر.

شاهد أيضًا: كم عدد آيات سورة الحج

سورة النصر التي كان الموضوع الرئيسي فيها هو انتشار الدين الاسلامي

سورة النصر هي السورة العاشرة بعد المئة في ترتيب سور القرآن الكريم في المصحف، تقع في الجزء الثلاثين المعروف بجزء عمّ أو النبأ نسبة إلى السورة الأولى من ذلك الجزء وهي سورة النبأ، تُسمّى سورة النصر في كلام السلف سورة “إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ”، وفي جامع الإمام الترمذي تسمّى سورة “الفتح”، وعن ابن مسعود أنّها تسمّى سورة “التوديع” لما فيها من إيماء بوداع النبي صلى الله عليه وسلم، يعني وفاته، ولكنّها في معظم المصاحف تسمّى سورة النصر.[1]

سبب نزول سورة النصر

لقد ورد في سبب نزول هذه السورة أقوال كثيرة منها أنّها نزلت بعد انصراف النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزوة حُنين وعاش بعدها النبي -صلى الله عليه وسلم- عامين ومات، وذكر الواحدي في كتابه “أسباب النزول” أنّه عندما نزلت سورة النصر قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يَا عَلِيُّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَيَا فَاطِمَةُ قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا، فَسُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا”.[2]

والرواية الأخرى أنّها قد نزلت بعد فتح مكّة وهذا ما ذكره السيوطي في كتابه “لباب النقول”،[3] ويروي ابن عاشور أنّها قد نزلت بعد الانصراف من خيبر وأنّها كانت تعد المسلمين بفتح مكّة، وسبب نزولها هو إشعار النبي -صلى الله عليه وسلم- باقتراب الرحيل عن الدنيا، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد آيات سورة ابراهيم

تفسير سورة النصر

سورة النصر قد نزلت أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان فيها إيذان بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وروى المفسّرون أنّ ابن عبّاس فسّر الآية بأنّها اقتراب رحيل النبي -صلى الله عليه وسلّم- وفتح مكّة للمسلمين، وفي الحديث يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- كما جاء في صحيح البخاري:[4]

كانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مع أشْيَاخِ بَدْرٍ، فَكَأنَّ بَعْضَهُمْ وجَدَ في نَفْسِهِ، فَقالَ: لِمَ تُدْخِلُ هذا معنَا ولَنَا أبْنَاءٌ مِثْلُهُ؟! فَقالَ عُمَرُ: إنَّه مَن قدْ عَلِمْتُمْ، فَدَعَاهُ ذَاتَ يَومٍ فأدْخَلَهُ معهُمْ، فَما رُئِيتُ أنَّه دَعَانِي يَومَئذٍ إلَّا لِيُرِيَهُمْ، قالَ: ما تَقُولونَ في قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}؟ فَقالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أنْ نَحْمَدَ اللهَ ونَسْتَغْفِرَهُ إذَا نُصِرْنَا وفُتِحَ عَلَيْنَا، وسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شيئًا، فَقالَ لِي: أكَذَاكَ تَقُولُ يا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلتُ: لَا، قالَ: فَما تَقُولُ؟ قُلتُ: هو أجَلُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعْلَمَهُ له، قالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}، وذلكَ عَلَامَةُ أجَلِكَ، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}، فَقالَ عُمَرُ: ما أعْلَمُ منها إلَّا ما تَقُولُ”.[5]

فضل سورة النصر

لم يرد في سورة النصل حديث يخصّها بفضل معيّن دونًا عن غيرها من سور القرآن الكريم، وجُلّ ما ذُكر من أحاديث عن فضائلها هي أحاديث لا تصح، منها حديث: “مَنْ قرأَها فكأَنَّما شهِد مع محمّد فتح مكَّة”، وحديث: “يا علي مَنْ قرأَها أَنجاه الله من شِدّة يوم القيامة، وله بكلّ آية قرأَها ثوابُ المستغفرين بالأَسحار، يا علي مَنْ قرأَها كان في الدّنيا في حِرْز الله، وكان آمنًا فى الآخرة من العذاب، وإِذا جاءَه مَلك الموت قال الله تعالى له: أَقْرِئ عبدى مني السّلام، وقل له: عليك السّلام، وله بكلّ آية قرأَها مثلُ ثواب مَن أَحسن إِلى ما ملكت يمينه”، فهذه الأحاديث وغيرها لا تصح، والله أعلم.[6]

سبب تسمية سورة النصر بهذا الاسم

إنّ سبب تسمية سورة النصر بهذا الاسم كما ورد عن كثير من أهل العلم أنّها سمّيت بذلك لورود ذكر لفظة النصر في ثناياها، وهو قوله -تعالى- في سورة النصر: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}،[7] فهذا هو السبب المذكور الأشهر لتسميتها بهذا الاسم، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: كم مرة ذكرت كلمة الكهف في سورة الكهف

وإلى هنا يكون قد تم مقال انتشار الدين الاسلامي هو الموضوع الرئيسي لسورة بعد الوقوف على حقيقة تلك السورة والتعريف بها والإضاءة على جوانب متعددة من جوانبها من حيث سبب النزول والتفسير ونحوه.

المراجع

  1. shamela.ws , التحرير والتنوير , 12/10/2021
  2. shamela.ws , أسباب النزول , 12/10/2021
  3. shamela.ws , لباب النقول , 12/10/2021
  4. shamela.ws , تفسير ابن كثير , 12/10/2021
  5. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، الرقم: 4970، حديث صحيح.
  6. shamela.ws , بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز , 12/10/2021
  7. سورة النصر , الآية 1

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *