قصة سيدنا صالح عليه السلام كاملة مكتوبة

قصة سيدنا صالح عليه السّلام قد ذكرت في القرآن الكريم مع الكثير والكثير من القصص العظيمة، ذات الفوائد الجمّة. والّتي يجب على الإنسان أن يتّخذها منهجاً حياتيّاً. ليقوّم بفوائدها وأحكامها سلوك حياته ونمطها. وإنّ ذكر قصص الأنبياء والرّسل في القرآن الكريم، هو نوعٌ من أنواع القصص القرآني. وهدفه إيصال الرّسالة والغاية من إنزال القرآن الكريم. كما يهتمّ موقع المرجع بإخبارنا أحداثاً وفصولاً عظيمةً من قصة نبيّ الله صالح عليه السّلام. و كذلك إطلاعنا على الفوائد المستفادة منها.

سيدنا صالح عليه السلام

بعث الله -سبحانه وتعالى- نبيّه صالحاً إلى قوم ثمود أو أصحاب الحجر، يدعوهم لدين التّوحيد والعقيدة الصّحيحة. وكان صالح من الأنبياء العرب. كذلك قد اختلف العلماء في نسبه فمنهم من قال بأنّه صالح ابن آسف. ومنهم من قال بأنّه صالح بن عبيد بن جابر. كما ذكر بأنّ نسبه ينتهي إلى نبيّ الله نوحٍ عليه السّلام. وإنّ الفترة الّتي بعث فيها قد سبقت الفترة الّتي أرسل الله تعالى بها شعيباً وموسى عليهما السّلام. كما قد قال القرآن الكريم بأنّ صالح هو أخٌ لقوم ثمود. وتفسير ذلك يعود إلى أنّ النّبيّ صالح عليه السّلام كان من قوم ثمود. أي بعثه الله تعالى منهم والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا سليمان كاملة

قصة سيدنا صالح

إنّ الصّراع بين الإيمان والكفر هو صراعٌ أزليٌّ وسيستمرّ إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها. ومجدّداً انتشرت العادات الجاهليّة بين العرب. وساد الجحود والإنكار والكفر بالخالق الواحد الأحد. كذلك اتّبع النّاس خطوات الشّيطان وتعاليمه ووسوساته. فأرسل الله تعالى من القوم الكافرين واحداً منهم أضاء الله تعالى قلبه بالإيمان والتّوحيد. و كذلك اصطفاه منهم ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى، وترك الجحود والإنكار لفضله عليهم جلّ جلاله. لكنّهم أبوا الإيمان وعارضوا الدّعوة، وكان مصيرهم الهلاك والعذاب في الدّنيا والآخرة. وقد ذكرهم القرآن الكريم بالتّفصيل والاختصار في عدّة مواضع منها، سورة الأعراف وفصّلت وهود والحجر. وفيما يأتي سنعرض أحداث قصة سيدنا صالح كاملةً وبالتّفصيل.[2]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام كاملة

إرسال صالح لثمود

بعث الله تعالى نبيّه صالحاً عليه السّلام ليدعو قوم ثمودٍ لترك الشّرك بالله تعالى والعياذ بالله، وعبادته هو الواحد الأحد. و كذلك دعاهم إلى شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة والوفيرة الّتي منّ بها عليهم، فقد كان قوم ثمودٍ أصحاب حضارةٍ وبنيانٍ وعمران. قال جلّ وعلا: {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ}.[3]  وسكنوا في الحِجر والّتي تقع ما بين المملكة الأردنيّة الهاشميّة، والمملكة السّعوديّة.

وكان صالح عليه السّلام لا يكلّ ولا يملّ من دعوتهم للتّوحيد، وترك الإجحاد بنعم الله تعالى والإشراك به. كذلك قال تعالى في محكم تنزيله في ذكر دعوة صالح لقومه الكافرين: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.[4] وكان حال نبي الله صالح عليه السّلام كحال كلّ نبيّ، قد آمن به قليلٌ من قومه فقط، وأنكر دعوته وعارضها غالب القوم، وكفروا بالله تعالى وأشركوا، وأصرّوا على إشراكهم وكفرهم، والله أعلم.[2]

ناقة صالح

ظهور ناقة صالح هي من أهمّ الأحداث في قصة سيدنا صالح عليه السّلام، فبعد أن أعرض قوم ثمودٍ عن دعوة النّبيّ، وأبوا إلّا أن يتحدّوه وأن يتحدّوا الله تعالى وهم لا يدرون عظمته ولا قدرته المطلقة، سألوا صالح أن يثبت نبوّته بالمعجزات، وكان شرطهم أن يخرج لهم من الصّخر الأصمّ ناقة، فدعا صالحٌ ربّه -تبارك وتعالى- أن يخرج له من الصّخور ناقةً عظيمةً تكون للقوم آية، فقد عاهدوا صالحاً على الإيمان إن حدث ما يقولون ويسألون، فاستجاب الله تعالى لنبيّه صالحاً ما دعاه.

وأخرج له من الصّخور الصّمّاء ناقةً عظيمةً آيةً ومعجزةً لهم، وكانت هذه النّاقة تشرب ماء البئر كاملاً، ثمّ تحلب لقوم ثمود فترويهم من لبنها صغاراً وكباراً، ورغم كلّ ذلك، استكبر قوم ثمود وأعرضوا عن آيات الله تعالى، وأصرّوا على عبادة أوثانهم والإشراك بالله تعالى، ثمّ عقدوا أمرهم على إنهاء هذه الدّعوة، فعقروا النّاقة وذبحوها، ثمّ قرّروا الاجتماع على قتل نبيّ الله صالح عليه السّلام، لكنّ العذاب من الله تعالى كان أسرع منهم وأعجل والله أعلم.[2]

هلاك ثمود

عاقب الله تعالى قوم ثمودٍ بعدما عقروا النّاقة الّتي كانت معجزة النّبيّ صالح لهم، وعزموا على أن يقتلوا النّبيّ أيضاً، فدمّرهم الله تعالى عن آخرهم بالحجارة، ثمّ أنزل على الصّيحة من السّماء بما كفروا وأشركوا، وبما جنت أيديهم، ونجّى الله تعالى نبيّه صالحاً ومن كان معه من المؤمنين القلائل والله أعلم.[2]

مساكن ثمود

إنّ قصة سيدنا صالح وقعت أحداثها مع قوم ثمود، الذين كانوا يشتهرون بقوّتهم وعِظَم أجسادهم، وقد مدّهم الله بالقوّة حتّى استطاعوا حفر الصّخور والجبال وجعلها مسكناً لهم،  حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}.[5] حيث أنّهم كانوا يشكّلون من الجبال بيوتاً لهم،  بدّقة وعظمة لم يعطها الله لأحدٍ سواهم،  فهي ميّزة خصّهم الله بها عن غيرهم من النّاس.

وقد اختلف أهل العلم في مكان مساكن ثمود تحديداً، ويشار إلى العديد من الأماكن التي يُعتقد أنّها هي، فقد ذُكر أنّ مسكنهم هو الحِجر، وذلك لأنّ قوم صالح من القبائل المشهورة والتي عُرفت باسم جدّهم ثمود وهم من العرب العاربة التي تسكن في الحِجر، وهو المكان الواقع بين الحجاز وتبوك، وقد مرّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم منها- ويقال أيضاً في مساكنهم أنّها في اليمن في حضرموت، وقيل أنّها بين بلاد الشّام والحجاز، وقد أصبحت خراباً لا يسكنه أحد بعد ما حلّ عليهم من خراب وعذاب من الله سبحانه وتعالى.[6]

حياة صالح مع قومه

وردت قصة سيدنا صالح في القرآن الكريم في إحدى عشرة سورة، وذلك لما فيها من عبرة وحكمة، بضرورة الإيمان بالله واتّباع أوامره والابتعاد عن نواهيه، وأبرز النّقاط التي وردت في قصّته:[7]

  • قد أثبت الله -سبحانه وتعالى- أنّ صالح عليه السّلام نبي.
  • فيها بيانٌ لعظيم شأن قوم ثمود،  حتّى أنّ الله سبحانه استخلفهم في الأرض.
  • قد كان قوم ثمود غارقين في النّعم التي أنزلها الله عليهم، ويسكنون الجبال والسّهول، ولكنّهم أصحاب وثنيّة،  فهم يعبدون الأصنام من دون الله.
  • قد دعاهم نبيّ الله صالح -عليه السّلام- إلى عبادة الله الواحد الأحد، كما فعل الأنبياء والرّسل لأقوامهم،  ودعاهم لتقوى الله وترك الوثنيّة،  فلم يؤمن به منهم إلا عددٌ قليل، والباقون منهم استكبروا عليه وكذّبوه وطالبوه بالمعجزات، فأيّده الله بمعجزة النّاقة،  والتي طلب من قومه أن يتركوها تصيب من خيرات الأرض،  وأن لا يتعرّضوا لها بسوء فيحلّ عليهم غضبٌ من الله وينزل عليهم عقابه، فزادوا بعنادهم وأرسلوا شقيّهم ليقتل النّاقة ففعل بكفره، فاستحقّوا غضب الله فأرسل عليهم الصّيحة، فهلكوا جميعاً إلا صالح ومن آمن معه من قومه،  فقد أنجاهم الله بفضله.

معجزات سيدنا صالح عليه السلام

إنّ من يتطرّق لقصة سيدنا صالح -عليه السّلام- يعرف أنّ قوم ثمود لك يصدّقوا دعوته،  واتّهموه بالسّحر والشّعوذة، وطلبوا منه تحدّياً أن يقدّم لهم معجزة كدليل نبوّته،  فاستجاب الله له ومدّه بالمعجزة التي أثبتت صدق دعوته،  وكانت معجزته هي النّاقة، وقد قال الله سبحانه في القرآن الكريم: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.[8]

فقد أخذ نبيّ الله صالح قومه إلى صخرةٍ تتمخّض، فانشقّت وخرجت منها النّاقة، فذُهلوا ممّا رأوا، وأمر صالح قومه بأن يتركوا النّاقة ترتع من خيرات الأرض،  وأن لها يوماً للسّقاية وللقوم يوم،  ونبّههم بضرورة عدم التّعرّض لها بأذى، وقد كانت النّاقة معجزةً بليغة، حيث أنّها تشرب من الماء في يومٍ كامل ما يشربه حيوانات قوم صالح في اليوم الواحد،  وتدرّ من الحليب بمقدار ما شربت من الماء،  وخروجها من الصّخرة بحدّ ذاته معجزةٌ عظيمة.[9]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا عيسى عليه السلام

الدروس والعبر المستفادة من قصة سيدنا صالح

إنّ قصة سيدنا صالح -عليه السلام- كقصص الأنبياء جميعاً،  تكون غنيّةً بالمواعظ والعبر والدّروس والحكم،  التي يمكن للمسلم الاستفادة منها والتأمل فيها، ومن الدروس والعبر المستفادة من قصة سيدنا صالح ما يأتي:[2]

  • قام صالح عليه السّلام بدعوة قومه بكافّة الوسائل  والطّرق، فتارةً يدعوهم مرغّبا وتارةً مرهّباً، وقد دعاهم إلى الله دون يأسٍ أو ملل.
  • كذلك إنّ العاقل من النّاس يأخذ العبرة من الأقوام السّابقة،  فلا يسلك المسالك التي سلكها الظّالمون.
  • إن دخل الإيمان القلب زرع في النّفس الشّجاعة والعزيمة.
  • كما استخدم صالح في دعوته العقلانيّة والمنطق والحكمة، وذلك في حديثه مع قومه وإقناعه لهم بعبادة الله الواحد الأحد.
  • كذلك إنّ النّعمة التي لا يشكر العبد عليها ربّه ولا يحسن استخدامها، فإنها تنقلب عليه نقمة وذلك بسبب جحوده بأنعم الله.

لقد كان صالح نبيّ الله ورسوله لقوم ثمود، وقد اهتمّ المقال بالتّعريف بنبيّ الله صالح وذكر قصة سيدنا صالح عليه السلام، وكيف أرسل الله -سبحانه وتعالى- صالح إلى ثمود، ثمّ ذكر المقال معجزة صالح -عليه السّلام- وهي الناقة التي عقرتها ثمود فهلكت لأنها خالفت أوامر الله، وقد ذكر المقال أيضاً حياة صالح مع قومه،  وختم بذكر الدروس والعبر والموعظة المستفادة من قصة سيدنا صالح عليه السلام.

المراجع

  1. al-maktaba.org , النَّبيّ صالِح , 29/04/2021
  2. islamweb.net , قصة النبي صالح عليه السلام في القرآن , 29/04/2021
  3. سورة الحجر , الآية 82
  4. سورة الأعراف , الآية 74
  5. سورة الفجر , الآية 9
  6. islamqa.info , ديار ثمود، ومدائن صالح , 29/04/2021
  7. marefa.org , صالح , 29/04/2021
  8. سورة الأعراف , الآية 73
  9. islamweb.net , الناقة معجزة صالح عليه السلام , 29/04/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *