قصة سيدنا سليمان كاملة

قصة سيدنا سليمان كاملة من القصص العظيمة الّتي ذكرها القرآن الكريم في آياته. فالقرآن الكريم لم يترك قصص الأنبياء والرّسل عليهم السّلام أجمعين مبهمةً ومخفيّة. بل ذكرها بكلّ تفاصيلها. ليستفيد ويعتبر منها الإنسان في حياته. و كذلك ليعرف كيف كانت أخلاق الأنبياء وكيف كانت حياتهم. كذلك معرفة المعجزات والآيات والأمور الخارقة الّتي جعلها الله تعالى من نصيب الأنبياء. فيلمّ بها الإنسان ليكون عالماً بقدرة الله تعالى العظيمة. كما يهتمّ موقع المرجع بإطلاعنا على أهمّ أحداث قصة نبيّ الله سليمان عليه السّلام.

سيدنا سليمان عليه السلام

قبل البدء في الحديث عن قصة سيدنا سليمان عليه السّلام، لا بدّ أوّلاً من التّعريف به وبنسبه. فهو سليمان بن داوود النّبيّ عليه السّلام، ورث الحكم والقيادة على بني إسرائيل عن أبيه داود عليه السّلام، وذلك بعد وفاته. وقد قال الله تعالى في ذلك: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}.[1] لكنّ نبوّته لم تكن وراثةً عن أبيه. فلا وراثة بالنّبوّة. لأنّ الله -سبحانه وتعالى- قد جعل النّبوّة اصطفاءً واختياراً. فيهبها لمن يشاء من العباد، وقد عرف سليمان عليه السّلام. بعلمه وحكمته، وقدرته العظيمة على القيادة وخبرته الكبيرة، وهذا كلّه قد آتاه إيّاه الله تعالى في سنٍّ صغير، ففضّله على الكثير من عباده، كذلك كان تفقّد رعيّته صغيرها وكبيرها، قويّها وضعيفها، غنيّها وفقيرها. وكان يقدّم المساعدات للمحتاجين. و كذلك ذكر حكمه بالعدل والقسط بين النّاس وشعوره بالمسؤوليّة تجاه رعيّته، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام كاملة

قصة سيدنا سليمان كاملة

اصطفى الله تعالى سليمان بن داوود النّبيّ عليهما السّلام، ليكون نبيّاً لبني إسرائيل، الّذين حكمهم بعد أبيه داوود، وليكون داعياً لهم للإيمان بالله تعالى. وترك الإشراك به كلّ ما هو دونه تبارك وتعالى، فالله تعالى هو المستحقّ للعبادة وحده دون شريك، واتّباعاً لدين التّوحيد الّذي دعا إليه أبيه داوود عليه السّلام من قبل، وقد أعطاه الله تعالى قدراتٍ عظيمة وأيّده بالكثير من المعجزات، قال تعالى في محكم تنزيله حين دعاه سليمان عليه السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.[3] فاستجاب له الله تعالى ومدّ نفوذه ووسّع حكمه في الأرض، وذلك ليعينه على الحكم والدّعوة لدين التّوحيد،  وفيما سيأتي سنعرض لكم أهمّ الأحداث الّتي حدثت في قصّة سيدنا سليمان عليه السّلام، والّتي ذكرتها وأثبتتها آيات القرآن الكريم.

شاهد أيضًا: قصة سيدنا عيسى عليه السلام

دعوة سليمان عليه السلام لقومه

إنّ سليمان عليه السّلام كان من أعظم وأخير الحكّام الّذين حكموا الأر ض بالقسط والعدل، وقد آتاه الله تعالى الكثير من النّعم والخيرات، ومدّه بالقوّة والنّفوذ، وكان سليمان نبياً مبعوثاً لبني إسرائيل، دعاهم إلى توحيد الله تعالى، وعبادته دون غيره، وأنذرهم من الكفر به أو الإشراك به، وأنذرهم من العذاب الشّديد الّذي تجلبه المعاصي والآثام، كذلك بشّرهم بالجنّة يوم القيامة لمن اتّبع الهدى واتّبع طريق الحقّ، ووحذد الله تعالى وعبده دون أن يعصيه فيما أمر ونهى، فآمن به قومه وصدّقوه واتّبعوه، كما اتّبعوا من قبل أباه داوود عليه السّلام، وانصاعوا لأمره لما رأوا من قوّته، وعظمة قدراته الّتي آتاه الله تعالى إيّاها والله أعلم.

سيدنا سليمان مع النمل

في هذا الفصل من قصة سيدنا سليمان عليه السلام قصّةُ وحدثٌ عجيبٌ لم يحصل من قبل مع أيّ مخلوقٍ ولن يحصل، فنبي ّالله سليمان قد دعا الله تعالى بألّا يؤتي ما آتاه لأحدٍ من بعده، وإنّ الله تعالى استجاب له ذلك، والله -تبارك وتعالى- قد وهب نبيّه سليمان قدرة فهم مخلوقات الأرض والتّواصل والتّكلّم معها، وأحد مخلوقات الأرض الّتي حدّثها النّبيّ سليمان عليه السّلام هي النملة، وقد ذكر القرآن الكريح أنّ نبي ّالله سليمان قد جمع جيشه العظيم المؤلّف من جميع المخلوقات الّتي انصاعت لأمر سليمان بمشيئة الله تعالى فقادهم وسار بهم، وعندما وصلوا إلى وادي النّمل، رأتهم نملةٌ فراحت تحذّر شعبها بأن يدخلوا مساكنهم قبل ان يحطّمهم جيش سليمان دون أن يشعروا بذلك.

وقد قصّ القرآن الكريم على الإنسان قول النّملة، {حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ*فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.[4]  وعندما سمع قولها سليمان عليه السّلام تبسّم، ولكنّه لم يبتسم لسخريتهخ أو استهزائه بها، بل تبسّم بعدما رأى قدرة ربّه -سبحانه وتعالى- فراح يشكره على النّعمة الّتي أنعم عليه به، والفضل الّذي غمره به، كذلك قد أُعجب سليمان بفصاحة هذه النّملة الصّغيرة وأدبها مع نبيّ الله، والله أعلم.[5]

سيدنا سليمان مع الهدهد

قد ذكر القرآن الكريم قصة سيدنا سليمان كاملةً، وأحد أهمّ الأحداث فيها، قصّته آيات سورة النّمل، من قصة سليمان مع الهدهد، فقد عُرف النّبيّ سليمان بحزمه وانضباطه، وشعوره بالمسؤوليّة الكبيرة عن رعيّته من جميع المخلوقات، سواءٍ البشر أو الجنّ أو الطّير، أو غيرهم من المخلوقات الّتي تطيع أمره وتخدمه، وذات مرذةٍ وحين كان سليمان عليه السّلام يتفقّ د أحوال الجيش والجنود، ولشدّة ملاحظته، انتبه لغياب أحد الجنود، ألا وهو طائر الهدهد،  وقال الله تعالى في محكم تنزيله يصف هذا الموقف: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ* لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ}.[6]

وتوعّده له بالعذاب أو الذّبح، إن لم يأتي بحجّةٍ أو برهانٍ يبرّران غيابه عن أداء مهمّته ووظيفته في جيش النّبيّ سليمان، فجاء الهدهد من سفره الطّويل، وبكلّ ثقةٍ قال له بأنّه قد أحاط علماً بأمرٍ لم يعلمه سليمان أبداً، فاستمع لقوله سليمان النّبيّ، حيث أخبره الهدهد عمذا رآه في سبأ حين طار إليها بأمر الله تعالى، وبيّن الهدهد مدى غيرته وحرصه على دين الله تعالى، وإنكاره الكفر والإشراك بالله تعالى، والله أعلم.[7]

قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ

قصّ الهدهد على سليمان ما رآه في سبأ. فقد رأى قوماً أنعم الله عليهم بكلّ النّعم والفضائل الّتي لا تعدّ ولا تُحصى، لكنّهم قد ولّو أمرهم لإمرأةٍ تحكمهم وتقوم على أمرهم. وهذا الأمر ليس موافقاً لشريعة التّوحيد. كما أنّه مخالفٌ للفطرة البشريّة السّليمة، فالقيادة دوماً تكون للرّجل. فهو من أمدّه الله تعالى بالقوّة البدنيّة والعقليّة، أكثر من المقدار الّذي أعطاه للمرأة. و كذلك أخبر الهدهد سليمان عليه السّلام بأنّ هؤلاء القوم لا يعبدون الله تعالى. بل يعبدون الشّمس ويسجدون لها. وأنّ الشّيطان قد أضلّهم عن طريق الهداية والحقّ. وأنّ ملكة هؤلاء القوم بنت لنفسها عرشاً عظيماً كما وصفه القرآن الكريم.

فأرسل سليمان خطاباً مع الهدهد ليلقيه لملكة سبأ الّتي كان اسمها بلقيس. يدعوها فيه لدخول دين التّوحيد وتصديق دعوته ونبوّته. فاستشارت قومها بما جاء في رسالة سليمان لها، فبعثت ملأً من عندها يحملون معهم الأموال والهدايا والذّهب، فأتوا سليمان يحملونها، فهم سليمان أنّها رشوةٌ من الملكة ليتركها وقومها، فأبى نبي ّالله أن يأخذها وردّها مع تحذيرٍ شديدِ بأنّه سيأتي بجيشه العظيم الّتي لم يألفه هؤلاء القوم ولم يروه من قبل، وتوعّدهم بأنّهم سيجعلم أذلّاء في الأرض لأنّهم رفضوا دخول دين التّوحيد، فخضعت وشعبها لأمر سليمان عليه السّلام بمشيئة الله تعالى.[8]

عرش الملكة بلقيس

أرسلت بلقيس الملكة إلى سليمان الحكيم بعد الوعيد والإنذار الّذي تلقته منه، بانّها قادمةٌ إليه مع أشراف قومها، فجمع سليمان الملأ عنده من الإنس والجنّ وسألهم، من ياتيه بعرشها العظيم قبل أن تصل، فقال أحد الجنّ بأنّه لديه القدرة على جلب العرش قبل أن يقوم سليمان الحكيم من مقعده، وقال له بأنّه أمينٌ  سيوصله دون ان ينقص منه حجرٌ أو جوهرة، ثمّ قام آخر من الجنّ قد آتاه الله تعالى علماً ومعرفةً  بكتاب الله سبحانه، فقال لسليمان بأنّه قادرٌ على أن يأتي بالعرش كلمح البصر، وقبل أن يرتدّ إليك بصرك، أي قبل أن تردّد جفونه بالنّظر  لشيءٍ ما، فكلّفه سليمان بهذه المهمّة العظيمة، فنفّذها، فلمّا رأى سليمان العرش العظيم أمامه، شكر الله تعالى وتواضع إليه بأنّه قد منّ عليه بهذه النّعم والمسخّرات العظيمة، والله اعلم.[9]

إسلام الملكة بلقيس

بعد أن أحضر  جند سليمان الحكيم عرش الملكة بلقيس إلى سليمان ليفاجئها به، وليريها القوّة الّتي لديه، وكان قد حضّر لها مفاجأة أخرى، ليريها القدرة والعظمة الّتي آتاه إيّاها الله تعالى، فأمر جنوده ببناء قصرٍ من الزّجاج على البحر ليستقبل الملكة بلقيس به، ومن شدّو نقاء الزّجاج، كان لا يرى ولا يستوعب الجالس في هذا القصر وجود الزّجاج أصلاً، فلمّا وصلت الملكة بلقيس إلى قصر سليمان استقبلها فدخلت ورأت عرشها أمامها، لكن مع بعض التّعديلات، لكنّها تعرّفت عليه، فبدأت الأفكار تتخبّط في عقلها، وذلك بسبب التّفكير في مدى قدرة سليمان، فعرشها قد سبقها إليه، ثمّ أدخلها سليمان إلى الصّرح المصنوع من الزّجاج النّقيّ.

ويصف القرآن هذا الموقف بالآيات الكريمة. قال تعالى : {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.[10]  وأعلنت بلقيس إسلامها ودخلت دين التّوحيد وعبدت الله تعالى واستغفرت لذنوبها، وتزوّجت من النّبيّ سليمان عليه السّلام والله أعلم.[11]

قصة سيدنا سليمان مع الجن

من المعروف في قصة سيدنا سليمان أنّه سيطر على كلّ المخلوقات في الأرض، وذلك بقدرة الله سبحانه، ومن بيم تلك المخلوقات التي قد سخّرها له ربّ العالمين الجن، فلقد أطاعه الجنّ وانقادوا تحت حكمه بمشيئة الله، وكان سليمان قد أمرهم ببناء المسجد الأقصى،  وكان الجنّ منهمكين في البناء،  حتّى اقتربت منيّة سيدنا سليمان -عليه السلام- وكان قد أوصى بعدم إخبار الجنّ بموته،  حتّى يكملوا بناء بيت المقدس، وحتّى يثبت النّاس أنّ الجنّ لا يعلم الغيب، وقد قصّ الله -سبحانه وتعالى- قصّة سيدنا سليمان مع الجن في القرآن الكريم، وبيّن لعباده أنّ الجن لا تعلم الغيب،  لة مرّ يوماً أو أسبوعاً أو حولاً، فهذا دليلٌ قاطع على عدم معرفة الجن للغيب.[12]

معجزات سيدنا سليمان عليه السلام

تعدّ معجزات سيدنا سليمان من أعظم المعجزات التي وهبها الله لأحدٍ من رسله وأنبياءه، وقد استطاع سليمان -عليه السّلام- أن يستغلّ ما مدّه الله به من قوّةٍ ودلائل،  فأعمر الأرض وحكم الإنس والجانّ بقبضةٍ من حديد، وفيما يأتي عددٌ من معجزات سيّدنا سليمان:[13]

  • علّمه الله -سبحانه وتعالى-  منطق الطير والحيوانات، فقد كان نبيّ الله سليمان يفهم كلام الطّيور والحيوانات والنّبات وحتّى الحشرات، كما ورد في قصّة النّملة والهدهد،  اللذان تكلّم معهما نبي الله سليمان وفهم كلامهما.
  • سخّر الله له الجنّ يأتمرون بأمره،  فيأمرهم بالبناء والغوص في أعماق البحار لاستخراج الكنوز واللؤلؤ، وقد كان منهم من ينفّذ أوامره،  ومنهم من يحاول أن يتمرّد عليه وكان عقابهم السّجن والتّقييد بالسّلاسل.
  • وقد سخّر الله له المعادن أيضاً، تلين بين يديه فيصنع منها أسلحةً وغيرها للجهاد في سبيل الله.
  • تسخير الريح حيث أنّ الله -سبحانه وتعالى- قد سخّر له الرّيح تأتمر بأمره،  وتذهب حيث يأمرها.

موت سليمان عليه السلام

كان نبيّ الله سليمان -عليه السّلام- كثير العبادة لله -سبحانه وتعالى- حيث أنّ اتخذ لنفسه أوقاتاً يخلو بها في بيت المقدس يعبد الله تعالى ويناجيه، ولا يرى في هذه الأوقات أحد ولا يكلّم أحداً، وذهب بعض أهل العلم أنّ فترات خلوته قد تصل إلى سنتين متواصلتين، وكان قبل خلوته بنفسه يتزوّد بالشّراب والطعام ما يكفيه لهذه المدّة، وعند اقتراب أجله كان قد أوصى لأهله بإخفاء موته عن الجن، وقد توفّي وهو في خلوته التي لا يرى فيها أحداً ولا يراه أحد، وكان قد استند على عصاه والجن يسترقون النّظر إليه فيحسبونه يتعبّد.

وظلّ مستنداً على عصاه فترةً طويلةً من الزّمن،  حتّى أرسل الله عليها دابّة الأرض تنخر فيها فخرّ عليه السّلام،  عندها علم الجنّ أنّه قد مات وأنّهم من خوفهم ورهبتهم منه ظلّوا يعملون طيلة وجوده في خلوته بعمل معذّبٍ لهم، وفي ذلك حكمتين اثنتين،  الأولى لإثبات أنّ الجنّ لا يعلم الغيب،  والثّانية هي تمديد الوقت لإتمام بناء بيت المقدس وقد تمّ ذلك بقدرة الله سبحانه وتعالى.[12]

العبر المستفادة من قصة سيدنا سليمان

إنّ من يقرأ قصة سيدنا سليمان يعرف أنّه قد ورد ذكره في القرآن الكريم في الكثير من المواضع، فعلى المسلم أن يأخذ العبرة من قصة سيدنا سليمان في كلّ مواطن ذكرها، ففي قصّة الهدهد وعندما رأى قوم سبأ وقد ولّوا أمرهم امرأة، والفطرة تستنكر ذلك فالرجل هو الذي يقود النّساء، وقد احترم الهدهد مركز القيادة للنبيّ سليمان فترك له القرار في أمر سبأ ونقل له الصّورة كما هي، ومن العبر التي يمكن استخلاصها هي دعوة سليمان قومه بالحسنى حتّى عندما رآهم يعبدون الشّمس من دون الله، وتدلّ حادثة الهدهد مع سليمان أنّ الأنبياء لا يعلمون الغيب،  وأنّ نبيّ الله سليمان  كان متواضعاً بقبول شهادة الهدهد في أهل سبأ وملكتهم.

العبر المستفادة من قصة سيدنا سليمان وملكة سبأ

وأمّا في قصة بلقيس التي تعد من أعظم الملكات عبر التّاريخ،  والتي ورد في القرآن رحلتها هي وقومها من الكفر إلى الإيمان على يد نبيّ الله سليمان -عليه السّلام-  ففي قصّتها الكثير من العبر والمواعظ التي يمكن للمسلم أن يتّعظ بها ومنها:[14]

  • أنّه عندما أرسل نبي الله سليمان مكتوباً ذكر اسمه فقط ولم يذكر بعده مدحٌ أو تعظيم لنفسه،  وهذا دليلٌ علي تواضعه عليه السّلام.
  • كانت الملكة بلقيس مثالاً للعقل والتّفكّر عندما قبلت عرض سليمان بحكمة،  ولم تعمها عصبيّتها  لقومها عن اتّخاذ القرار الصّحيح،  ودخولها في نور الهدى والإيمان.
  • كانت الملكة بلقيس خير مثالٍ للمرأة العفيفة،  حيث أنّها لم تلجأ لمحاولة إغواء نبي الله وفتنه وإثارته لتختبر نبوّته،  بل إنّها أدركت أنّ اكتساب الاحترام ينتج من تقديم الاحترام أولاً.

شاهد أيضًا: قصة سيدنا لوط عليه السلام

قصة سيدنا سليمان كاملة من أعظم القصص التي وردت في القرآن الكريم،  والتي تطرّق إليها هذا المقال، وقد عرّف بنبيّ الله سليمان -عليه السلام- وكيفيّة دعوته لقومه، ثمّ ذكر قصّة نبي الله سليمان مع النّمل والهدهد وما حصل بينه وبين مملكة سبأ التي تقودها الملكة بلقيس، ووصف المقال عرش بلقيس وكيف أدى جلبه وتزيينه إلى إسلامها، وتطرّق المقال أيضاً إلى معجزات سيدنا سليمان عليه السّلام، وختم بحادثة موته التي أخفيت عن الجن،  ثمّ عدّد العبر والمواعظ المستفادة من قصة سليمان عليه السلام.

المراجع

  1. سورة النمل , الآية 16
  2. alukah.net , سليمان عليه السلام.. النبي القائد , 28/04/2021
  3. سورة ص , الآية 35
  4. سورة النمل , الآية 18،19
  5. saaid.net , خطبة ( وقفات مع قصة سليمان ) , 28/04/2021
  6. سورة النمل , الآية 20،21
  7. alukah.net , قصة سليمان والهدهد , 28/04/2021
  8. alukah.net , سليمان عليه السلام وملكة سبأ , 28/04/2021
  9. alukah.net , سليمان عليه السلام وملكة سبأ (خطبة) , 28/04/2021
  10. سورة النمل , الآية 44
  11. alukah.net , من قصص القرآن الكريم: قصة إسلام ملكة سبأ , 28/04/2021
  12. islamweb.net , خفاء موت سليمان على الجن , 28/04/2021
  13. islamweb.net , ما أوتي سليمان بن داود عليه السلام من المعجزات , 28/04/2021
  14. alukah.net , قصة نبي الله سليمان وبلقيس (خطبة) , 28/04/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *