أنواع البكاء في علم النفس

أنواع البكاء في علم النفس متعددة وفي أوقات مختلفة ومفاجئة فيمكن أن يحدث البكاء في أكثر الأوقات إزعاجًا أو إنبساط وفرح لنا كبشر، وقد تفاجئنا الدموع في مواقف معينة وغير متوقعة فنحن نبكي في مواقف متناقضة مثل الفرح والحزن أو في الأفراح و الأعراس والموت فهذه الآلية التي يتخذها الجسم تحدث غالباً لا شعورياً وتخضع لإرادة الجسم عندما يشعر أننا بحاجة لذلك، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتكلم عن أنواع البكاء من وجهة نظر علم النفس بعد أن نتعرف على مفهوم البكاء، كما سنتعرف على أنواع الدموع وفوائد البكاء.

البكاء في علم النفس

يعرف البكاء من وجهة نظر بعض علماء النفس على أنه استجابة طبيعية لدى البشر لمجموعة من المشاعر مثل الحزن والأسى والفرح والإحباط، غيما عرفه علماء آخرين على أنه آلية بيولوجية للجسم للتخلص من عاطفة غامرة سواء كان ذلك ضحكًا هيستيريًا أو حزنًا شديدًا أو ربما يكون البكاء إشارة للآخرين بأننا قد نكون في خطر أو محنة، أما علمياً فيعرف البكاء على أن أنه الظاهرة التي تفرز من خلالها الغدد الدمعية لمادة الدمع الذي يمكن أن يحدث لأسباب أخرى غير التي ذكرناها مثل الشعور بالألم أو التحسس في العينين أو دخول الأجسام الغريبة إليها وما إلى ذلك.[1]

أنواع البكاء في علم النفس

أنواع البكاء في علم النفس

قد يعتقد الأشخاص أن البكاء مرافق دائماً للألم والحالات العاطفية فقط بينما البكاء ترجع أسبابه لعدة أشكال أخرى مختلفة والتي تجعل منه يتكون من عدة أنواع وهي التالي:[1]

بكاء الفرح

 والذي يحدث غالباً تعبيراً عن السعادة فيشعر الإنسان بعاطفة سعيدة تثير دموع الفرح لديه وغالبًا ما ترتبط بالحب والتواصل الشخصي في العلاقات الاجتماعية، فمثلاً نحن نبكي من الفرحة عندما نسمع أول صرخة يطلقها المولود الجديد الذي ننتظره أو في الأعراس وما إلى ذلك.

بكاء الغضب

والذي يحدث في أكثر اللحظات والمواقف إزعاجًا مثل البكاء نتيجة الجدال أو عندما تريد أن تظهر قويًا أو عندما تحاول التزام الهدوء تحت الضغط والمحافظة على الثبات الانفعالي وعندما يخرج الأمر عن السيطرة تنفجر الدموع ويبدأ الشخص بالبكاء.

البكاء من الألم

وهذا اشبه ببكاء الاستغاثة إلى أنه يكون بسبب عضوي إضافة إلى جانب النفسي فنحن نبكي إذا التوى كاحل قدمنا أو جرح إصبعنا أو أننا نبكي لأن أحد ما آلم روحنا بكلام أو سلوك غير لائق.

البكاء لتخفيف التوتر 

وهذا البكاء ناجم عن الضغط النفسي بسبب موقف ما أو الضغط الناتج عن موقف معين مثل انتظار شخص غائب والتوتر الحاصل من تأخر وصوله، وهذا النوع بمثابة آلية يقوم بها الجسم للتنفيس عن التعب النفسي والتخفيف من حدة التوتر وتهدئة الأعضاء الداخلية.

بكاء التلاعب

وهو أخبث أنواع البكاء وعادة يكون بهدف الخداع والتحايل حيث يقوم بعض الأشخاص بالتباكي لاستدراج عطف الناس واستغلالهم بغية مصلحة شخصية أو كي يفلت الشخص من العقاب.

البكاء النفسي

هو بكاء أشبه بالمانالوج الداخلي والذي يتعلق بالحوار بين الشخص وذاته فقد يبكي الأشخاص على أنفسهم أو ندماً على تصرف فعلوه أو موقف اتخذوه أو أنهم أعطوا شخصاً آخر شيء لا يستحقه سواء كان وقتهم أو اهتمامهم أو حبهم.

بكاء الإستغاثة

فنحن غالبًا ما نبكي عندما نصل إلى نقطة من القناعة بعد فترة طويلة من التوتر أو التعاسة أو فقدان الأمل، كما أن بكاء الإستغاثة يأخذ شكل آخر عند الأطفال الذين يجدون صعوبة في التعبير عن حاجتهم إلى شيء ما.  

بكاء الإجهاد

والذي ينتج عن القلق والتوتر الذي يتراكم داخليًا بفعل ضغوط العمل أو العلاقات الشخصية أو التغييرات الرئيسية في الحياة، وقد يأتي هذا البكاء بعد كبت طويل لهذه الدموع التي تنهمر عندما تصل إلى ذروتها ويمكن اعتبارها آلية تنفيس عن الروح.

بكاء الحزن والخسارة

وهو أيضاً نتيجة المواقف والحالات النفسية التي يتعرض لها الإنسان بشكل مفاجئ احياناً مثل خسارة إنسان عزيز أو صديق مقرب أو أم وما إلى ذلك من المواقف الاجتماعية الأخرى، إضافة إلى نوع آخر من الحزن والخسارة المرتبط بشيء نحبه مثل خسارة الفريق الذي نشجعه بلهفة لمباراة كرة قدم أو أية مواقف مشابهة أخرى.

شاهد أيضًا: ما سبب الضيقه المفاجئة في علم النفس

أنواع الدموع

تعرف الدموع بشكل عام على أنها الآليات الدفاعية التي يقوم بها الجسم البشري لحماية العين من البكتيريا والتسمم والأجسام الغريبة وتتكون الدموع في الغدد الدمعية التي تحيط بالعين وتتكون من ثلاثة أنواع وهي:[2]

  • الدموع المطرية أو القاعدية: وهي الدموع التي تحمي القرنية عندما تواجه غبارًا أو بصيلات أو حطامًا في عينيك وتعمل على تنظيف العين باستمرار.
  • الدموع التحسسية أو الانعكاسية: ويتكون هذا النوع من التمزق في الغدة الدمعية حيث أنه يصنع الجسم هذه الدموع كرد فعل لمنبه ما كما يمكن أن يكون هذا مرتبطًا بمتلازمة جفاف العين.
  • الدموع العاطفية: وهي من أنواع الدموع الأكثر شيوعًا وخاصةً عند النساء والتي تحدث عندما تغلب العاطفة على المرء وهي بمثابة رد فعل لتهدئة الأعضاء الداخلية.

شاهد أيضًا: أنواع الشخصيات في علم النفس

فوائد البكاء

ما يحاول الناس حبس الدموع إذا رأوها علامة على الضعف لكن الدراسات العلمية أثبتت أن كبت دمع العين قد يحرم العين من فوائد البكاء، فقد وجد الباحثون في هذا المجال العديد من الفوائد لها وهي:[2]

  • تحسين الحالة النفسية: وذلك بسبب وجود مادتي الأوكسيتوسين والاندورفين وهذا يساعد في رفع معنويات الناس وجعلهم يشعرون بتحسن.
  • محاربة البكتيريا: يساعد البكاء على قتل البكتيريا والحفاظ على نظافة العينين لأن الدموع تحتوي على سائل يسمى الليزوزيم الذي يحتوي على خصائص قوية مضادة للميكروبات.
  • تهدئة الأعضاء الداخلية: فالبكاء له تأثير مباشر ومهدئ للذات على الناس فهو ينشط الجهاز العصبي السمبتاوي مما يساعد الناس على الاسترخاء.
  • الدعم المعنوي: فالبكاء يجعل الناس المحبين يلتفون حول هؤلاء الأشخاص وهذا يقدم الدعم المعنوي ويجعل الإنسان يشعر بالراحة.
  • التخلص من السموم وتخفيض حدة التوتر: فعندما يبكي البشر استجابة للتوتر فإن دموعهم تحتوي على عدد من هرمونات التوتر والمواد الكيميائية الأخرى والتي يعمل البكاء على خفضها.
  • يحسن الرؤية: وذلك بسبب الدموع القاعدية التي تساهم في الحفاظ على رطوبة العينين ومنع جفاف الأغشية المخاطية، فعندما تجف الأغشية يمكن أن تصبح الرؤية ضبابية.
  • التخفيف من الألم: فإن ذرف الدموع العاطفية يطلق الأوكسيتوسين والاندورفين وهذه المواد الكيميائية قد تخفف من الألم الجسدي والعاطفي ويساعد في تعزيز الشعور بالراحة.
  • يخفف من الأرق ويساعد على النوم: وذلك بسبب التأثيرات المهدئة والمعززة للمزاج وتخفيف الآلام الناتجة عن البكاء والتي تساعد الشخص على النوم بسهولة أكبر.

اقرأ أيضًا: أنماط الشخصية الأربعة وطرق التعامل معها

تفسير سرعة البكاء في علم النفس

ففي الحياة قد نجد أشخاص أشداء لا يعرفون معنى البكاء وقد يكونوا أنانيين لا يهتمون لمشاعر الناس أو أنهم واقعيين إلى أبعد الحدود أو لا يبالومن لما يدور في المحيط من حولهم، ومع ذلك وجدوا العلماء أن هناك أصناف أخرى من البشر سريعوا البكاء وقد فسروا هذه الظاهرة كما يلي:[3] 

  • الأطفال هم أسرع المخلوقات بالبكاء فهم لا يعرفون التعبير عن شعورهم بالخوف أو الألم بالكلام وإنما يعبروا عنه بالبكاء.
  • النساء تأتي بعد الأطفال في سرعة البكاء ويعود ذلك لتغلب عاطفتهم على التعامل العقلاني مع المواقف ويبكون في أوقات ومواقف مختلفة وأحياناً بدون سبب.
  • قد نجد أحيانا أشخاصاً شديدي الحساسية لما يحيط به وويهتمون لمشاعر الآخرين كما أنهم يتأثرون أكثر بمواقف وتعليقات الآخرين وهذا يفسر سرعة بكاؤهم.
  • وقد ربط بعض العلماء سرعة البكاء ببعض الصدمات النفسية التي يتعرض لها الشخص في المراحل المبكرة في حياتهم والتي تسبب الأزمات النفسية فيما بعد.
  • ربط بعض علماء النفس سرعة البكاء بالاكتئاب وهو حالة نفسية ناتجة عن اضطراب مزاجي والتي تترافق معه الشعور باليأس والوحدة والانطواء وما إلى ذلك.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان أنواع البكاء في علم النفس والذي تعرفنا من خلاله على مفهوم البكاء وأنواعه وفوائده إضافة إلى ذكر أنواع الدموع وتفسير سرعة البكاء في علم النفس.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *