ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية

ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية واحدٌ من الأسئلة الهامّة الّتي يبحث عنها الكثير من المسلمين، فقد أنزل الله تبارك وتعالى القرآن الكريم على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بلغةٍ عربيّةٍ لا بلغةٍ أعجميّة، وميّز العرب بهذه المعجزة العيمة عن غيرهم من النّاس، وإنّ اللغّة العربيّة لهي من أعظم اللّغات في العالم على الإطلاق، وفي موقع المرجع سنتعرّف على الآية الكريمة الّتي نزلت في القرآن الكريم وقد جُمعت فيها جميع حروف اللّغة العربيّة.

الإعجاز البياني واللّغوي للقرآن الكريم

إنّ القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة الّتي أكرم بها الله تعالى الأمّة الإسلاميّة، وه معجزةٌ خالدةٌ إلى يوم القيامة يحفظه الله تعالى بحفظه من التّزوير والتّحريف وغيره، وإنّ لهذا القرآن الكريم أوجهٌ عدّةٌ من الإعجاز منها العلميّ ومنها البيانيّ ومنها التّشريعيّ ومنها اللغوي، ولقد تميّز هذا القرآن الكريم بنظم آياته العجيب والبديع الّذي يسحر السّامعين، ويجذب الأسماع إليه رغمًا عنها، فقد تميّز بأسلوبٍ يجمع ما بين خصائص الشّعر والنّثر، ممّا جعل أساطير البيان في عصر الجاهليّة في ذهولٍ تامٍّ عند سماعه على لسان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فهو نزل بلغة أهل قريش ولغة العرب الّتي يتكلّمون بها منذ قرنٍ سحيقة، فكيف يعجزون عن أن يأتوا بآيةٍ أو سورةٍ من مثله، وتوجد في القرآن الكريم العديد من الخصائص اللّغويّة الّتي تميّز بها من تكرار القصص والمعاني وضرب الأمثال وأسلوب صياغة الجمل وجمال الكلمات القرآنيّة المفردة وغيرها الكثير والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: العلم الذي يهتم ببيان معاني آيات القرآن الكريم هو علم

ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية

إنّ الآية الكريمة الّتي جمعت كلّ حروف اللغة العربية هي آخر آيةٍ في سورة الفتح، وهي قوله تبارك وتعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. [2] وهذه الآية تدلّ على إعجاز القرآن الكريم في الأدب واللّغة، وفي كيفيّة صياغة الجمل والكلمات وتركيبها مع بعضها البعض، حيث جمعت هذه الآية العظيمة جميع حروف اللّغة العربية، وبهذه الآية نرى تجلّي قدرة الله تعالى وإعجازه العظيم، والّذي يدفعنا إلى التّفكّر والتدبّر بآيات القرآن الكريم والبحث فيها، ودحض الكفّار والمشركين وأقواليهم المكذّبة والمعارضة لآيات القرآن الكريم وللدّعوة الإسلاميّة على حدٍّ سواء، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ما هي أطول سورة في القرآن

حروف اللغة العربية

علّم الله تبارك وتعالى بنو آدم الكثير من اللّغات منها ما بقي حتّى زمننا هذا، ومنها ما اندثر واختفى، وأعظم اللّغات على الإطلاق هي اللّغة العربيّة، لغة الأمّة الإسلاميّة ولغة القرآن الكريم المنزّل على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من عند ربّه جلّ وعلا، وتتألّف اللغة العربيّة من ثمانٍ وعشرين حرفًا، وهي الألف والباء والتّاء والثّاء والجيم والحاء والخاء والدّال والذّال الرّاء والزّاي والسّين والشّين والصّاد والضّاد والطّاء والّاء والعين والغين والفاء والقاف والكاف واللّام والميم والنّون والهاء والواو والياء، وتنقسم حروف اللّغة العربيّة إلى قسمين وهما:[4]

  • حروف المباني: وهي الحروف الأبجديّة الثّمانية والعشرين الّذي يُصاغ بهم الكلام والجمل والكلمات.
  • حروف المعاني: وهي الحروف أو أدوات الرّبط بين كلمات الجملة حروف النّصب والجر والجزم وغيرها من الأدوات.

 آيتان جمعتا كل حروف الهجاء

بعد دراسة القرآن الكريم الّتي ما زالت مستمرّةً حتّى هذا اليوم من قِبل المختصّين والمفسّرين، وجد أهل العلم في القرآن الكريم آيتان اثنتان قد جمعتا حروف الهجاء كلّها في القرآن الكريم وهاتان الآيتان هما:

  • قوله تعالى في سورة الفتح: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.[2]
  • قوله تعالى في سورة آل عمران: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.[5]

شاهد أيضًا: ما الفرق بين السورة والآية

سورة الفتح

بعد أن ذكرنا  ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية، لا بد من الحديث عن سورة الفتح فهي واحدةٌ من أعظم سور القرآن الكريم، وهي السّورة الثّامنة والأربعون حسب ترتيب المصحف العثمانيّ، وأمّا ترتيب النّزول فهي السّورة الثّالثة عشرة بعد المائة، وقد بلغ عدد آياتها حسب قول أهل العلم أنّها تسعًا وعشرين آية، كذلك قيل أنّها نزلت قبل سورة التوبة وبعد سورة الصّف، وهي سورةٌ مدنيّةٌ أي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد الهجرة من مكّة إلى المدينة، قد اُفتتحت هذه السّورة العظيمة بتبشير رسول الله بالفتح القريب لمكّة المكرّمة، وبيّنت آياتها محبّة الله تعالى العظيمة لرسوله -صلّى الله عليه وسلّم- وللمسلمين، وحفظ كرامتهم وتبشيرهم بالّذي هو خيرٌ لهم وأعظم فضلًا، وقد تناولت السّورة أيضًا عددًا من أحكام الجهاد وثناءً على المسلمين الّذين نصروا الرّسول وبايعوه، واُختتمت السّورة بالبيان عن أخلاق رسول الله العظيمة وأخلاق الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.[6]

سبب تسمية سورة الفتح

سمّيت سورة الفتح بهذا الاسم نسبةً إلى الحديث عن الفتح المبين في أولى آياتها الكريمة، قال الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}.[7] ولم يعرف أهل العلم اسمًا آخر لهذه السّورة، حيث ذكر هذا الاسم في صحيح البخاريّ في حديثٍ رواه الصّحابيّ الجليل عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- قال: {رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ وهو علَى نَاقَتِهِ أوْ جَمَلِهِ، وهي تَسِيرُ به، وهو يَقْرَأُ سُورَةَ الفَتْحِ – أوْ مِن سُورَةِ الفَتْحِ – قِرَاءَةً لَيِّنَةً يَقْرَأُ وهو يُرَجِّعُ}.[8] كذلك ذُكر هذا الاسم في الحديث الّذي رواه سهل بن حنيف رضي الله عنه وهو يحكي قصّة صلح الحديبية، حيث نزلت الآية الكريمة الأولى من سورة الفتح، والله أعلم.[6]

فضل سورة الفتح وسبب نزولها

نزلت سورة الفتح على رسول الله بعد صلح الحديبية عندما منع المشركون المسلمين من دخول مكّة لأداء المناسك، فحزن المسلمون وأصابتهم الكآبة ممّا حلّ بهم، فأنزل الله تعالى آيات هذه السّورة الكريمة مواسيةً لهم ومبشّرة لهم بما هو أعظم وأفضل وهو فتح مكّة المكرّمة، وأمّا عن فضل هذه السّورة العظيمة فقد روي فيها حديثٌ واحدٌ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “لَمَّا نَزَلَتْ: {إنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لكَ اللَّهُ} إلى قَوْلِهِ {فَوْزًا عَظِيمًا} مَرْجِعَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الحُزْنُ وَالْكَآبَةُ، وَقَدْ نَحَرَ الهَدْيَ بالحُدَيْبِيَةِ، فَقالَ: لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هي أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا”.[9] وفضل هذه الآية أنّها أحبّ إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الدّنيا وما فيها والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما هي أطول كلمة في القرآن الكريم

هنا نكون قد وصلنا وإيّاكم إلى ختام مقالنا ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية، حيث ذكرناها وبيّنا وجوه الإعجاز البيانيّ في القرآن الكريم بالإضافة إلى ذكر الآية القرآنيّة الثّانية الّتي جمعت حروف الهجاء، وتحدّثنا عن حروف اللغة العربيّة، وعرّفنا سورة الفتح وفضلها وسبب نزولها تسميتها.

المراجع

  1. islamstory.com , الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم , 25/12/2021
  2. سورة الفتح , الآية 29.
  3. islamweb.net , آخر آية من سورة الفتح جمعت حروف المعجم كلها , 25/12/2021
  4. alukah.net , الحروف في اللغة وأقسامها , 25/12/2021
  5. سورة آل عمران , الآية 154.
  6. islamweb.net , مقاصد سورة الفتح , 25/12/2021
  7. سورة الفتح , الآية 1.
  8. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن مغفل، 5047، صحيح.
  9. صحيح مسلم , مسلم، أنس بن مالك، 1786، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *