اين طبع القران الكريم اول مرة
جدول المحتويات
اين طبع القران الكريم اول مرة سؤال يرد في ذهن كل إنسان منا، يتعلم ويقرأ القرآن ويحفظه، وهذا من باب الاهتمام بالقرآن و زيادة القُرب منه بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، ولذلك سيتم التعرف في موقع المرجع على أهمية القرآن الكريم، و اين طبع القران الكريم اول مرة، وما أول وآخر ما نزل من القرآن، وسنتحدث عن جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه في هذا المقال.
أهمية القرآن الكريم
إنَّ القرآن الكريم هو كتاب الله -عز وجل- والمعجزة الخالدة، حيث إن حجته بلغت للناس أجمعين، وقد ختم الله -عز وجل- به الكتب السماوية، وقد أنزله هداية ورحمة للعالمين، فكان منهاجًا كاملًا وشريعة تامة لحياة المسلمين، حيث قال تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً}،[1] فالقرآن معجزة باقية ما بقي على الأرض حياة قد أيّد الله -عز وجل- به النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وتحدّى الإنس والجن على أن يأتوا بسورة من مثله أو حتى آية كريمة، فإلا أنهم عجزوا عن ذلك، فكان عجز البلغاء والفصحاء قديمًا وحديثًا أكبر دليل على أن هذا الكتاب العظيم من عند الله سبحانه، وأنه كلام رب العالمين؛ قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}.[2]
وتكمن أهمية القرآن الكريم وفضله على وصف الله سبحانه وتعالى، ووصف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما اشتمل عليه من هداية إلى العقائد الصحيحة، والعبادات الحقة، والأخلاق الكريمة، والتشريعات العادلة، وما اشتمل عليه من تعاليم بناء المجتمع الفاضل، وتنظيم الدولة القوية، فالمسلمين لو عظموا كتاب الله أعطوا له حقه، وجدّدوا إيمانهم بأهمية هذا الكتاب الكريم، فإنهم يجدون ما يحتاجون إليه من حياة روحية طاهرة، وقوة سياسية، وثروة وحضارة، ونعم لا تعدّ ولا تحصى تنال مع قراءة آياته وتدبرها؛ قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ}.[3]
اين طبع القران الكريم اول مرة
طبع القرآن الكريم اول مرة في البندقية بإيطاليا سنة 1530م، حيث ذكر ذلك الدكتور يحيى الجبوري، ومن الجدير بالذكر أنه كان النساخون يكتبون النص القرآني على الأوراق ومن ثم يجمعوها في الكتب إلى حين شيوع الطباعة والمطابع في جميع أنحاء العالم خلال القرن التاسع عشر، وكان النص القرآني يُطبع على ألواح خشبية، وقد شاعت هذه الوسيلة خلال القرون الوسطى عند مسلمي الصين خصوصًا، فكان من أقدم نسخ المصحف المطبوعة بأسلوب الطباعة المنقولة، أو تجميع الحروف، والتي لا تزال باقية حتى اليوم، هي النسخة التي أنتجت بالبندقية في سنة 1530 وقيل في 1537 أو 1538، ويظهر بأنها كانت تُحضّر للبيع في الدولة العثمانية، ولكنها لم تستمر، في حين أن كاثرين الثانية قيصرة روسيا عملت على أوّل طباعة حديثة للمصحف في سنة 1787، وسرعان ما حذت الدولة العثمانية وفارس حذوها في الطباعة، فظهرت نسخة مطبوعة من قازان في سنة 1828، ومن بلاد فارس سنة 1833، ومن الآستانة سنة 1877.
وعلاوة على ذلك فقد أصبحت تصدر المصاحف حاليًا مطبوعة بأساليب حديثة، حيث منها ما يصدر بأحجام كبيرة ومنها ما يصدر صغيرًا يمكن حمله في الجيب، وبعضها يُطبع فيه النص القرآني خالصًا، وبعضها يصدر في كتاب تتخلله هوامش لتفسير المصطلحات الواردة ضمن سياق النص، وهنالك في الدول غير العربية أصبحت تصدر المصاحف بلغتين، فتحوي صفحة النص الأصلي باللغة العربية، والصفحة المقابلة الترجمة بلغة ذلك البلد، أو في أحيان أخرى تعلو الترجمة النص العربي.[4]
شاهد أيضًا: ما الحكمة من نزول القران مفرقا
أول وآخر ما نزل من الكتاب العزيز
لقد كان نزول الوحي على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- مستمر طيلة أيام الدعوة، وقد كان في كل نزول له آيات وسور معينة، وكان أوّل ما نزل من الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كان في غار حراء على جبل النور الواقع بالقرب من مكة، وذلك في يوم الاثنين في شهر رمضان، وكانت أوائل سورة العلق قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}،[5] وبعد هذه السورة توقف نزول الوحي عن النبي محمد -صلى الله علييه وسلم- مدة طويلة؛ وقد قيل أنها ثلاث سنوات وقيل أقلّ من ذلك، ثم بعد ذلك بدأ الوحي ينزل ويتتابع مدة ثلاثة وعشرين عامًا حتى وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مما نزل بعد أول سورة العلق، أوّل سورة القلم، والمدثر والمزمل والضحى والليل، إلا أنه ختلف العلماء في تحديد أول ما نزل من القرآن كون سورة المدثر نزلت بكمالها قبل نزول تمام سورة العلق، التي نزل منها صدرها أولًا، ولكن الرأي الراجح هو نزول سورة العلق، واستمر نزول الوحي في مكة طيلة ثلاث عشرة سنة، وبلغ عدد السور التي نزلت هناك ثلاثًا وثمانين سورة، حيث كانت أولها سورة العلق وآخرها سورة المؤمنون، ويُقال العنكبوت، ثم بعد ذلك هاجروا إلى المدينة وقد بلغ عدد السور التي نزلت بها إحدى وثلاثون سورة، وكان أولها سورة المطففين وآخرها سورة التوبة.
وبعد ذلك تعلّم عدد كبير من المهاجرين والأنصار القراءة والكتابة، وقاموا بتدوين ما ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- من الوحي، وقد وصف العلماء هؤلاء الأشخاص بكتّاب الوحي، وقد كان الكتبة يدونون الوحي على ألواح من الخشب أو الطين المشوي، بالإضافة إلى العظام وسعف النخل العريضة،و لم يُدوّن الوحي على الورق ويُجمع في كتاب واحد إلا بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد دوّن في عهد الصحابة الكرام، وقد اختلف العلماء حول آخر ما نزل من القرآن على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال فريق أن آخر آية نزلت هي آية الربا وهي في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}،[6] وقال آخر أنها الآية في قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}،[7] وقال آخرون أنها آية الدين وهي الآية رقم 282 من سورة البقرة، وأما أكثر الأقوال حول آخر ما نزل من القرآن شيوعًا بين الناس، فهو أنها الآية التى في قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}،[8] وعليه فقد أجمع بعض العلماء على أن هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ويجوز أن سكون ضرب من الاجتهاد وغلبة الظن، ويحتمل أيضًا أن كلًّا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل.[4]
شاهد أيضاً: كم سنة ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة
جمع المصحف الشريف في عهد عثمان بن عفان
إن القرآن الكريم لم يجمع على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مجلد واحد، حيث كان يتنزل حسب الوقائع والحوادث، و كان متفرقًا في صدور الرجال، وقد استمر الحال هكذا إلى أن استحر القتل في القراء يوم اليمامة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأمر زيد بن ثابت أن يتتبع القرآن فيجمعه، وكان عمر قد أشار بهذا إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه مخافة أن يموت شيوخ القراء، مثل: أبي بن كعب، وابن مسعود، وزيد وغيرهم.
وأما عن جمع عثمان –رضي الله عنه- فقد ورد “أن حذيفة بن اليمان -رضي الله- عنه قدم المدينة من غزو أرمينية، فدخل على عثمان وهو أمير المؤمنين يومئذ قبل أن يدخل إلى بيته، فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك. قال: فيما ذا؟ قال.: في كتاب الله، وذكر له اختلاف الناس في القراءات وتنازعهم وإظهار بعضهم تكفير بعض، إلى غير ذلك…”، فجمع عندها عثمان المهاجرين والأنصار وشاورهم في ذلك، فاتفقوا على جمعه بما صح وثبت في القراءات المشهورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإطراح ما سواها، فكان رأيه رأيًا سديدًا وموفقًا، فكلف بجمعه جماعة من الصحابة فجمعوه في مصحف واحد، ونسخوا منه نسخًا فأرسلها عثمان إلى الأمصار، وبقيت عنده نسخة بالمدينة، وكان هذا هو الجمع الأخير، وقد قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: “لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المصاحف مثل الذي فعل عثمان”.[9]
ومن هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اين طبع القرآن الكريم أول مرة، وتعرفنا على أهمية القرآن وتحدثنا عن اول سورة وآخر سورة نزلت على الصحيح من أقوال أهل العلم، ومن ثم تطرقنا للحديث عن جمع المصحف الشريف في عهد عثمان بن عفان رضى الله عنه.
المراجع
- سورة الإسراء , الآية 9
- سورة الإسراء , الآية 88
- سورة الأعراف , الآية 96
- wikiwand.com , القرآن , 30/08/2021
- سورة العلق , الآيات 1-5
- سورة البقرة , الآية 278
- سورة البقرة , الآية 281
- سورة المائدة , الآية 3
- islamweb.net , هل جمع القرآن في عهد النبوة في مصحف واحد , 30/08/2021
التعليقات