من هم هاروت وماروت
جدول المحتويات
من هم هاروت وماروت، فقد أتى في كتاب الله الحكيم الكثير من قصص الأمم الماضية، التي تهدف إلى أخذ الناس للعبرة والعظة، وتعليمهم أمور دينهم، وتحديد مواطئ الخطأ، ومن إحدى القصص الكثيّرة قصةُ هاروت وماروت الملكين اللذين نزلا في أرض بابل في العراق، ومن خلال موقع المرجع سنتعرف تفصيلاً على قصة هاروتَ وماروتَ، والعبرة والعظة المستفادة من القصة.
من هم هاروت وماروت
هُما ملكان أنزلهما الله -سبحانه وتعالى- ليعلما الناس السحر، ولم يعلّم هاروتَ وماروتَ السحر لأحد إلا ونصحاه، وقالا له: إننا ابتلاء من عند الله -جلّ علاه-، وأن من تعلم علمنا واعتقد به فهو كافر، ومن تعلمه ولم يمارسه وتوفي، ثابتًا على الإيمان، جزاه الله بصبره عن المعصية، فتعلّم الناس السحر من هاروتْ وماروت، وكان مما فيه القدرة على التفريق بين الزوجين بإذن الله، باستخدام السحر، وتسخير السحر للإضرار بالناس.
شاهد أيضًا: اسماء الملائكة واعمالهم
من هم هاروت وماروت المذكورين في القرآن الكريم
هُما ملكان من الملائكة جاء ذكرهما في الآية مئة واثنين من سورة البقرة في قوله -جل علاه-: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ، وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ، وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ، وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ، وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ، حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ، فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ، وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.
شاهد أيضًا: من هو الملك الموكل بالمطر
قصة هاروت وماروت
حين تم سبيْ بني إسرائيل إلى منطقة بابل على يد نبوخذ نصر الآشوري، انتشرت خرافات السحر والشعوذة بينهم في تلك المنطقة، فكان الأنبياء الصادقون يعانون من تكذيب الناس لهم، واتباعهم للدعاة العاصين من الإنس والجن، فكان السحرة يزعمون فعلهم المعجزات، تعميَة للناس عن الحق، فشاءت حكمة الله أن ينزل عليهم ملكان اسمهمها هاروت وماروت للتفريق بين المعجزة والسحر.
وقد وصل الحد في تدليس السحر إلى ادعائهم بأن نبي الله سليمان -عليه السلام- يستعين بالسحر، فأنزل هاروت وماروت، وما كان الملكان يعلمان أحد ممن يريد التفريق بين السحر والعجزة، إلا وينصحاه ويقولا له: احذر من الوقوع في الحرام، فإنما نحن ابتلاء لك، فمن تعلم الفرق بين السحر والمعجزة ثم استخدم ما تعلمه منا بأن عملاً به فإنه سيكفر، ومن تعلمه، ولم يعمل به فسيعرف من هو النبي الحقيقي، ومن هو الساحر وبذلك سيثبت على الإيمان، ولكن اليهود تعلموا ما يضرهم، وهو السحر، ولم يتعلموا ما ينفعهم.
معلومات عن هاروت وماروت
للتعرف على الملكين هاروت وماروت لا بدّ من رواية الذكر بشكل أفضل عنهما:
- لم يرد أي حديث متصل السند عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- يوضحُ قصة هاروت وماروت تمامًا، ولا يجوز الأخذ بقصص الإسرائيليات وادعائهم الفاحشة والباطل في قصة الملكين اللذين أرسلهما جل علاه، ليعلما الناس التفريق بين السحر والمعجزة.
- الملكان هاروت وماروت ليسا معاقبين من الله -سبحانه- كما يشاع، إنما أرسلا ليعلما الناس السحر، ليستطيعوا التفريق بين كذب الكهنة ومعجزة الأنبياء الصادقين.
- نزلت الآية مئة واثنين من سورة البقرة، وقد ورد ذكر الملكين فيها، بسبب أن اليهود سألوا محمد -صلى الله عليه وسلم- عن السحر، ويقال أنه عندما تم ذكر سيدنا سليمان -عليه السلام- في القرآن، قال اليهود أن محمد يدعي أن ابن داود كان نبيًا، وهو ساحر، فجاءت هذه الآية لتكذيبهم، ولتبرئة سليمان -عليه السلام- مما ينسب إليه.
العبرة والعظة من قصة هاروت وماروت
هاروت وماروت ملكين أنزلها الله -جل علاه- لتعليم الناس السحر، فتنة وابتلاء، وتبرئة لنبيه سيدنا سليمان -عليه السلام-، بسبب ما أشيع من فاحشة السحر والشعوذة بين اليهود في بابل، فاختلط على الناس التصديق بين المعجزة والسحر، فمن تعلم السحر واعتقد وعمل به فهو كافر، ومن تعلمه وصدق الأنبياء فله جزاء صبره على الابتلاء، فلا بدّ من تصديق الأنبياء عليهم السلام دومًا، وعدم اتباع السحر، لأن السحر حرام شرعًا.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا من هم هاروت وماروت، حيثُ سلطنا الضوء على قصة الملكين اللذين أرسلهما جل علاه إلى بابل، لتعليم الناس التفرقة بين السحر والشعوذة.
التعليقات