من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟

من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟ هو الموضوع الذي سيناقشه هذا المقال. حيث جاء في التفاسير والفتاوى أنّ من حكم الأرض من مشرقها لمغربها منذ خلق آدم لوقتنا الحالي هم أربعة أشخاص فقط، يقول ابن تيمية: ملك الأرض مؤمنان وكافران. فالمؤمنان سليمان عليه السلام وذو القرنين. وأمّا الكافران بختنصر ونمرود، وسيملكها خامس من هذه الأمة. ويساعدنا موقع المرجع على معرفة قصص الأولين، ومنها قصة ذي القرنين، وسبب تسميته بهذا الاسم.

القصص في القرآن الكريم

أُنزل القرآن الكريم على النّبي محمد -صلّى الله عليه وسلم- وقد كان من إعجازه أنّه أخبر المسلمين بالغيبيات، وقصص السابقين، والأمم من قبلهم، وقصص الأنبياء ومعاناتهم بالدعوة والرسالة مع أقوامهم. فمن مقاصد هذه القصص التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم:[1]

  • أنها تُثبت نبوة وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد جاء في القرآن قصص لأممٍ سابقة لم يسمع بها قوم محمد أو كانوا قد سمعوا بها.
  • كذلك تُثبّت قلب النبي وتقويه على مواصلة الدعوة الإسلامية. حيث يخبره الله بمعاناة الأنبياء والرسل من قبله في سبيل نشر كلمة الله. وكيف عانوا مع قومهم وكيف نصرهم الله تعالى.
  • والأهم هو الدعوة لتوحيد الله -عزّ وجلّ- و بيان أن التوحيد هو الرسالة المشتركة، والهدف الذي يدعو له جميع الرسل والأنبياء من قبله.
  • و كذلك قد تكررت بعض القصص في القرآن الكريم. مما يدلّ على أهميتها وحتى تثبت في قلوب السامعين.

شاهد أيضًا: ما الحكمة من ايراد القصص القراني.

من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟

ورد في القرآن الكريم اسم ذو القرنين أنه رجلٌ مؤمنٌ صالح. أعطاه الله ملك الأرض وأوحى إليه أن يحكمها بالعدل. حيث طاف الأرض من المشرق إلى المغرب. ولكن من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟ فقد اختلف العلماء في تحديد هوية ذي القرنين. فمنهم من قال أنه الاسكندر الأكبر، ومنهم من قال أنه كورش الأكبر، وآخرون قالوا أنه رجل مؤمن وصالح غير معروف. وقد سمي ذو القرنين بهذا الاسم لأنه بلغ مشرق الأرض ومغربها.[2]

قصة ذو القرنين

قصة ذو القرنين من القصص القرآنية التي أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم. وقد جاءت قصة ذي القرنين في سورة الكهف. حيث يقول تعالى: {و يَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا}.[3] حيث أعطا الله ذي القرنين ملك الأرض من المشرق إلى المغرب. وقد هيّأ الله له أسباب القوّة والحكم والسيطرة. و كذلك قد أخذ هذا المَلك بتلك الأسباب التي أعطاه الله إيّاها. وأصبح له نفوذٌ وجندٌ عظيمٌ.[4]

و بالتأكيد استطاع ذو القرنين أن يبلغ مغرب الشمس حتى رآها كأنها تغرب في عين حمئة. ووجد في المغرب قوماً. أوحى إليه ربه أن يحكم هذا القوم فإمّ أنْ يعذّبهم أو يعفوَ عنهم، وقد كان ذو القرنين رجلاً حكيماً وعادلاً. فأمّا من ظلم فقد عذبه في الدنيا وتركه للآخرة ينال فيها عقابه. وأمّا من آمن فله مكرمة في الحياة الدنيا وله في الآخرة جزاءً حسناً. وبعدها أخذ بالأسباب التي أعطاه الله إيّاها وتوجه شرقاًّ نحو مطلع الشمس. حتى وصل لأناسٍ ليس بينهم وبين الشمس ستر. وذلك إما بسبب جهلهم بالبناء وهمجيتهم أو بسبب عدم غروب الشمس في تلك المنطقة. حيث لا تغيب فيها الشمس.[4]

ثم اتبع سبباً متجهاً نحو الشمال حتى وصل إلى السدين الذين يفصلان بين يأجوج ومأجوج وبين الناس، وقد وجد هناك قوماً عجم شكوا إليه يأجوج ومأجوج بأنهم مفسدون في الأرض لا يتركون مالاً ولا رزقاً إلا أخذوه وخربوه، فطلبوا العون من ذي القرنين بأن يبني بينهم وبين قوم يأجوج ومأجوج سداً، وقد بُني السدّ من الحديد والنحاس والنار ولم يستطع قوم يأجوج ومأجوج نقبه من شدة إحكامه وإتقانه، وذلك حتى مشيئة الله -عزّ وجلّ- وإراته ينهار السدّ ويستوي على الأرض، وهذا ما أخبرنا به القرآن بقصة ذي القرنين.[4]

ذو القرنين مع يأجوج ومأجوج

حين كان ذو القرنين يطوف الأرض وصل إلى السدين حيث يمكث يأجوج ومأجوج وهم قومٌ همج ومفسدين، نشروا الفساد في كلّ مكان حلوا فيه، وكان السدين يفصلان بين قوم يأجوج ومأجوج وبين قوم عجم لا يُفقه قولهم، كانوا قد سمعوا بقوّة ذي القرنين وعندما جاءهم طلبوا منه أن يبني لهم بينهم وبين يأجوج ومأجوج سداً متيناً حتى يحميهم من أذى قوم يأجوج ومأجوج مقابل أجر، وقد بنى ذو القرنين ذلك السد بمساعدة القوم العجم، وقد أخبر ذو القرنين أن يأجوج ومأجوج لن يستطيعوا أن ينقبوا أو يفتحوا السدّ حتى يشاء الله تعالى وتقترب الساعة.[5]

ذو القرنين في القرآن الكريم

تحدثت سورة الكهف في القرآن الكريم عن ذي القرنين من الآية 83 حتى الآية 98، كان ذو القرنين عبداً مؤمناً وصالحاً أعطاه الله ملك الأرض من المشرق إلى المغرب، فحكم في هذي الأرض بالعدل والقسط وكان قد آتاه الله الحكمة وأسباب القوة والنصر والسلطان. وهذه الآيات هي:[6]

  • {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا}.[7]
  • {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا}.[8]
  • {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}.[9]
  • {قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا}.[10]
  • {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا}.[11]
  • {كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا}.[12]
  • {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا}.[13]
  • {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}.[14]
  • {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا}.[15]
  • {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}.[16]
  • {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا}.[17]
  • {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}.[18]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي آمن به جميع قومه.

ذو القرنين في الحديث الشريف

اختلف العلماء في تحديد من هو ذو القرنين، فهل كان ملكاً أو نبياً أو كلاهما، ومما جاء في السنة النبوية عن الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم-أنه سُئل عن ذي القرنين فقال: “ما أدري الحدودُ طَهَّارةٌ لأَهْلِها أم لا ولا أدري تبَّعٌ لعَينًا كانَ أم لا ولا أدري ذو القرنَينِ نبيًّا كانَ أم ملِكًا قالَ غيرُهُ أعُزَيْرًا كانَ نبيًّا أم لا“.[19] وهذا الحديث غريب في سنده، فالأفضل ألا نجادل في نبوته من عدمها، فرسول الله لا يعلم ونحن لا نعلم والله وحده العالم.

و كذلك مما ورد عن بعض الصحابة والتابعين عن عثمان بن الساج عن خصيف عن عكرمة عن بن عباس أنه قال: كان ذو القرنين ملكاً صالحاً، رضي الله عمله، وأثنى عليه في كتابه، وكان منصوراً، وكان الخضر وزيره، وذكر أن الخضر عليه السلام كان على مقدمة جيشه، وكان عنده بمنزلة المشاور، الذي هو من الملك بمنزلة الوزير في إصلاح الناس اليوم، وقد أُنزلت قصة ذو القرنين في القرآن حين سأل اليهود الرسول -صلى الله عليه وسلم- يمتحنوه عن رجلٍ طاف الأرض وفتية لا خرجوا ولا يُعرف ما فعلوا، فأنزل الله قصة أصحاب الكهف وقصة ذي القرنين يخبرهم فيها عن قصتهم.

شاهد أيضًا: من هو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم.

من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟ مقالٌ فيه تمّ الحديث عن الملوك التي حكمت الأرض من مشارق الأرض إلى مغاربها قبل كلّ شيء. و كذلك ذكر المقال قصة ذي القرنين. وما دار بينه وبين يأجوج ومأجوج. وفي الختام ذكر المقال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي ذكرته.

المراجع

  1. alukah.net , القصص في القرآن الكريم والسنة النبوية , 03/03/2021
  2. marefa.org , ذو القرنين , 03/03/2021
  3. سورة الكهف , الآية 83
  4. islamweb.net , قصة ذي القرنين كما وردت في سورة الكهف , 03/03/2021
  5. alukah.net , سد ذي القرنين , 03/03/2021
  6. islamqa.info , من هو ذو القرنين المذكور في القرآن ؟ , 03/03/2021
  7. سورة الكهف , الآية 83
  8. سورة الكهف , الآية 84،85
  9. سورة الكهف , الآية 86
  10. سورة الكهف , الآية 87،88،89
  11. سورة الكهف , الآية 90
  12. سورة الكهف , الآية 91،92
  13. سورة الكهف , الآية 93
  14. سورة الكهف , الآية 94
  15. سورة الكهف , الآية 95
  16. سورة الكهف , الآية 96
  17. سورة الكهف , الآية 97
  18. سورة الكهف , الآية 98
  19. تاريخ دمشق , الدارقطني/أبو هريرة/11/4/تفرد به عبدالرزاق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *