من هو أشجع رجل في تاريخ الإسلام

من هو أشجع رجل في تاريخ الإسلام، فالتّاريخ الإسلاميّ قد خلّد أسماء العديد من الرّجال والنّساء الّذين حقّقوا أموراً لم يسبقهم لها غيرهم، وكذلك فإنّ من الأسماء المسجّلة في تاريخنا العريق، كان أصحابها رجالاً اتّصفوا بصفاتٍ قد ندر وجودها في زمننا هذا، لذا فإنّ موقع المرجع يهتمّ بتعريفنا على صاحب لقب أشجع رجلٍ شهده التاريخ الإسلاميّ العظيم.

 من هو أشجع رجل في تاريخ الإسلام

إنّ من الأسئلة الهامّة المتعلّقة بصحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الكرام رضوان الله عليهم، فهم خير خلق الله تعالى وصفوة البشر بعد الأنبياء والرّسل، فمن هو أشجع رجل في تاريخ الإسلام، وقد يرد مثل هذا السّؤال في أرواق الامتحان لدى طلّاب المدارس، وإنّ إجابة السّؤال هي:

• هو الصّحابيّ الجليل عمرو بن معد بن يكرب رضي الله عنه وأرضاه.

فقد لُقّب بأشجع رجلٍ شهده التّاريخ الإسلاميّ بسبب شجاعته العظيمة النّادرة، فقد كان رجلاً عن ألف نفر، وقد شهد له بذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه وسنتعرّف فيما يأتي على نسبه وسيرته وإسلامه رضي الله عنه.[1]

 عمرو بن معد بن يكرب

هو الصّحابي الجليل عمرو بن معد بن يكرب الزبيدي، المكنّى بأبي ثورٍ رضي الله عنه، وهو فارسٌ ومحاربٌ ومجاهدٌ ف سبيل الله تعالى، عُرف بثقته الشّديدة بنفسه وشجاعته العظيمة الّتي لا حدّ لها ولُقّب بفارس العرب، كذلك خلّد اسمه التّاريخ الإسلاميّ على أنّه أشجع رجلٍ رآه الإسلام، وقد كان عمرو رضي الله عنه أحد أمراء قبيلته، قبيلة زبيد، كما اُشتهر بسيفة الّذي يحمل اسم الصمصامة، وقد أسلم بعد أن هاجر الرّسول -صلّى الله علي وسلّم- من مكّة إلى المدينة، وكان قد سمع به، فسافر إلى المدينة لينظر أمر النّبيّ، فصدّقه وآمن بالدّعوة الإسلاميّة ودعوة التّوحيد، وذهب إلى قومه يدعوهم، فهاجر مع طائفةٍ منهم إلى رسول الله ليبايعوه على الإسلام، وإنّ هذا الصّحابيّ الجليل لم يتخلّف عن غزوةٍ أو معركةٍ منذ أن أسلم وحتّى وفاته رضي الله عنه وأرضاه. [1]

شاهد أيضًا: من المزايا التي امتاز بها عبد الله بن عمر

ما سبب تسمية عمرو بن معد يكرب بأشجع رجل في الإسلام

إنّ أشجع رجل في تاريخ الإسلام هو عمرو بن معد يكرب، وسمّي بذلك لمشاركته في الكثير من معارك الفتح الإسلامي، ولشجاعته وبسالته في القتال أثناء غزوات المسلمين بالرّغم من إصاباته البليغة أثناء المعارك فإنّه لا يفقد عزيمته وشجاعته، حيث أنّه كان مضربًا للشّجاعة والبسالة، وكان المسلمون يستمدّون الحماس عند رؤيته.[1]

شاهد أيضًا: يرتبط نسب عمر بن عبدالعزيز من جهة امه بالخليفة

جهاد عمرو بن معد

حضر أشجع رجل في تاريخ الإسلام الكثير من المواقع والحروب، وشارك في الغزوات مع النّبي -صلى الله عليه وسلّم- واستمرّ من بعده في عهد الخلفاء الرّاشدين، وفي يوم اليرموك حارب بشجاعةٍ واستبسالٍ كعادته كمن يبحث عن الشّهادة، حتّى انهزم الأعداء أمام المسلمين، وقبل موقعة القادسية أرسل سعد بن أبي وقّاص لأمير المؤمنين عمر بن الخطّاب يطلب منه مددًا لجيش المسلمين، فأرسل له رجلين فقط كان من بينهما عمرو بن معد يكرب، والذي كان يُلقي بنفسه بين صفوف الأعداء يضرب فيهم يمنةً ويسرة، وكان سببًا من أسباب اشتعال الحماس لدى المسلمين والذي قادهم للنّصر بفضل الله.[2]

شاهد أيضًا: قاد محمد بن القاسم الثقفي الجيوش الإسلامية في بلاد السند. صواب خطأ

صفات الصحابي عمرو بن معد

من هو أشجع رجل في تاريخ الإسلام هو عمرو بن معد، وقد كان الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب -رضي الله عنه- من أمراء قبيلة زبيد، وكان فارسًا وشاعرًا، وشجاعًا اشتهر بشجاعته وفروسيّته،  ولُقّب بفارس العرب، وقد كان عصيّ النفس فيه قسوة وكنّي أبا ثور، كان عمرو كثير الأكل طويل القامة قويّ البنية، حتّى أنّ الصحابة يعجبون من عِظم بنيته الجسمانية، ومن شدّة قدرته على الأكل كان يأكل خروفًا وفرقًا كاملًا من الذّرة في وجبةٍ واحدة، وقد قال فيه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: “الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمراً”.[3]

شاهد أيضًا: من اعمال الخليفه عمر بن عبد العزيز

أدب عمرو بن معد يكرب وشعره

اشتهر عمرو بجانب أنّه أشجع رجل في تاريخ الإسلام بفصاحته وشعره، وقد كان العديد من القصائد والأبيات العربيّة الفصيحة ومن أجمل قصائده:

أعاذل عدتي بدني ورمحي           وكل مقلص سلس القياد

أعاذل إنما أفني شبابي             إجابتي الصريخ إلى المنادي

مع الأبطال حتى سل جسمي        وأقرع عاتقي حمل النجاد

ويبقى بعد حلم القوم حلمي       ويفنى قبل زاد القوم زادي

تمنى أن يلاقيني قييس               وددت وأينما مني ودادي

فمن ذا عاذري من ذي سفاه        يرود بنفسه مني المرادي

أريد حياته ويريد قتلي              عذيرك من خليلك من مرادي

وله قصيدة عن الأخلاق والشجاعة يقول فيها:

لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ          فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا

إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ            ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا

أَعْدَدْتُ لِلحَدَثَانِ سا          بِغَةً وعَدَّاءً عَلَنْدْى

نَهْداً، وذا شُطَبٍ يَقُدْ         دُ البَيْضَ والأَبْدَان قَدَّا

وَعِلْمِتُ أَنِّي يومَ ذا          كَ مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدَا

قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِيـ         ـدَ تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا

كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي إلى        يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا

لَمَّا رَأَيْتُ نِساءَنا              يَفْحَصْنَ بالمَعْزاءِ شَدَّا

وبَدَتْ لَمِيسُ كأَنَّها            قَمَرُ السَّماءِ إِذا تَبَدّى

وبَدَتْ مَحاسِنُها التي         تَخْفَى، وكانَ الأَمْرُ جِدّا

نازَلْتُ كَبْشَهُمُ ولَمْ            أَرَ مِن نِزالِ الكَبْشِ بُدّا

هُمْ يَنْذِرُونَ دَمِي، وأَنْ             ذِرُ إِنْ لَقِيتُ بأَنْ أَشُدّا

كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ                بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا

ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْـ            ـتُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا

أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَهُ            وخُلِقْتُ، يومَ خُلِقْتُ، جَلْدا

أُغْنِي غَناء الذَّاهِبيـ           ـنَ، أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا

ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ           وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا

وفاة عمرو بن معد يكرب

توفّي عمرو بن معد يكرب في معركة نهاوند التي وقعت في عام 21 هـ الموافق 642م، والتي تُعدّ من المعارك الفاصلة في الفتح الإسلامي لفارس، حيث أنّه وقبل المعركة كانت نهاوند قد استعصت على المسلمين، فأرسل عمر بن الخطاب للنّعمان بن مقرن قائد الجيش أن يستعين بطليحة وعمرو بن معدي يكرب، وأن يشاورهما في أمور الحرب، وبالفعل حارب عمرو وقاتل في هذه المعركة أشدّ القتال حتّى كثرت جراحه، ونال الشّهادة فيها.[1]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذى ذكر اسمه في القران صريحا

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا من هو أشجع رجل في تاريخ الإسلام، حيث تحدّثنا عن إجابة السّؤال وعن سيرة الصّحابيّ الجليل عمرو بن معد بن يكرب، وعن إسلامه ونسبه وجهاده ووفاته، وما السّبب في تلقيبه بأشجع رجل في تاريخ الإسلام.