من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم

من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم هو السّؤال الذي سيجيب عنه هذا المقال، فمن المعروف أنّ الصّحابة الكرام -رضوان الله عليهم- كانوا يبذلون أنفسهم وأموالهم وجهودهم كلّها في سبيل الدّعوة الإسلاميّة، وفداءً لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فالصّحابة أفضل البشر بعد الأنبياء وهم الجسر الذي أوصل الإسلام للمسلمين، وفي هذا المقال يهتمّ موقع المرجع بالإجابة على سؤال من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم.

من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم

إنّ الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم هو الصّحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقد ورد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أنّه قال: “أمَرني رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فتَعلَّمتُ له كِتابَ يَهودَ، وقال: إنِّي واللهِ ما آمَنُ يَهودَ على كِتابي. فتَعلَّمتُه، فلم يَمُرَّ بي إلَّا نِصفُ شَهرٍ حتى حَذَقتُه، فكُنتُ أكتُبُ له إذا كَتَبَ، وأقرَأُ له إذا كُتِبَ إليه”.[1] فقد حرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- أن يتعلّم المسلمون اللغات المختلفة، وذلك من أجل تحقيق أكبر قدرٍ من التّواصل مع مختلف الشّعوب، فيأمن المسلمون شرّهم ويدعوهم للإسلام بلغتهم وذلك أقرب للقلوب، وبذلك أمر النّبي زيد بن ثابت أن يتعلّم لغة اليهود، ليُكاتبهم بها وليقرأ عليه ما يكتبونه إليه، وكان ذلك في السّنة الرّابعة من الهجرة.

وقد كان زيد بن ثابت -رضي الله عنه- ذكيّاً فطناً وحافظاً حذقاً، فتعلّم لغة اليهود في نصف شهرٍ فقط، وقد كان زيد من حفظة القرآن الكريم فقد حفظه كلّه في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وقد كان كاتباً للوحي، واختاره أبو بكر الصّديق ليكتب القرآن الكريم في عهده، وهو أحد كتّاب المصاحف في عهد عثمان بن عفان، فالإسلام يحثّ على تعلّم لغة الغير وكتابتهم، والتّعرّف على علومهم ومعارفهم بما تقتضيه الأحوال، ولقد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين على تعلّم اللّغات الأخرى، وذلك للإلمام بمعارفهم وثقافاتهم، والعلوم الّتي تعرفها الشّعوب الأخرى، والغاية من ذلك نصرة الإسلام عند الشّدائد والدّفاع عنه، ودلّ أمر النّبيّ بتعلّم اللّغات الأخرى على عظم مهنة التّرجمان في الدّولة الإسلاميّة، وأنّه هو حافظ أسرار الدّولة ولا يجوز لأيّ أحدٍ الاطّلاع عليها، ومن ذلك نسنتنج أن تعلّم لغة الكفار مشروعٌ وجائزٌ في الدّين الإسلاميّ الحنيف، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي رأى المسيح الدجال

معلومات عن زيد بن ثابت

بعد الإطّلاع على جواب السؤال من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم ومعرفة أنّه زيد بن ثابت -رضي الله عنه- فسيتمّ تقديم معلومات عن زيد بن ثابت، فهو بن الضحّاك الأنصاري من بني النجار أخوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلغ زيد بن ثابت أحد عشر سنةً من عمره لمّا هاجر النّبي -صلى الله عليه وسلّم- من مكّة للمدينة، وقد كان يتيم الأب فأسلم مع أهله، وقد ردّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- في غزوة بدر لصغر سنّه وجسمه ولم يأذن له في غزوة أحد، لكنّه بدأ مشواره في الجهاد من غزوة الخندق في السّنة الخامسة للهجرة، وقد حمل راية بني النّجار في غزوة تبوك، وقد كان ذكيّاً فطناً أمره النّبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتعلّم لغة اليهود ففعل ذلك في نصف شهر، كان حافظاً للقرآن وقد قرأ على رسول الله  -صلّى الله عليه وسلّم- في العام الذي توفّاه الله فيه مرّتين، فسمّيت قراءة زيد بن ثابت.[3]

زيد بن ثابت جامع القرآن

إنّ الصّحابي الجليل زيد بن ثابت -رضي الله عنه- هو الصحابي المقصود في السؤال من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم، وقد كان زيد بن ذابت حافظاً للقرآن وكاتباً للوحي في عهد النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وزيد بن ثابت جامع القرآن الكريم، فبعد وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- انشغل المسلمون بحروب الرّدة، وقد حضر المسلمون في إحدى المعارك وكان عدد الشّهداء ممّن يحفظون القرآن كبيراً جدّاً،  وتلك المعركة سمّيت بمعركة اليمامة، بعد انتهاء المسلمين من فتنة الرّدة هرع عمر بن الخطّاب لخليفة رسول الله أبو بكر، وقد تنبّه لخطورة استشهاد العدد الكبير من الحفّاظ، وراغباً بأن يتمّ جمع القرآن الكريم، فأمر أبو بكر زيد بن ثابت أن يقوم بجمع القرآن، لعلانيّته وأمانته فيما كتب من الوحي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فبدأ زيد مهمّته واستعان بذوي الخبرة والحفّاظ، فأخذ يقابل ويُعارض ويتحرّى ويبحث حتّى جمع القرآن الكريم، وقد كانت مهمّةً عظيمة وشاقّة، أمّا في عهد الخليفة عثمان بن عفّان، انتشر الإسلام في أصقاع الأرض انتشاراً واسعاً، فبدأت ألنسة النّاس تختلف عن القرآن، حتّى بين الصّحابة الأقدمين، فقرّر عثمان بن عفّان وبقيّة الصّحابة ضرورة توحيد المصحف، فسألوا من أكتب النّاس فقيل زيد بن ثابت، وسألوا من أعرب النّاس فقيل سعيد بن العاص، وقد كان سعيد أشبه النّاس لساناً بلسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال عثمان فليملِ سعيد وليكتب زيد، وكان زيد من الرّاسخين في العلم.[4]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ذكر في القرآن الكريم

من هو الصحابي الذي ذكر في القرآن

بعد معرفة من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم، سيتمّ التّعرف على من هو الصحابي الذي ذكر في القرآن الكريم، فالصّحابي الوحيد الذي ذُكر اسمه صراحةً في القرآن الكريم هو زيد بن حارثة حبّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كان متبنّاه قبل البعثة حتّى حُرّم التّبني، زوّجه النّبيّ بابنة عمّته زينب بنت جحش، وقد قبلت من تأثير حيائها من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فتعثّرت حياة زينب بنت جحش الزّوجيّة مع زيد بن حارثة، فانفصلا وتأكيداً لإبطال قاعدة التّبني في الإسلام نزلت الآية الكريمة بقوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً}.[5] فتزوّجها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وكان زيد بن حارثة الصّحابيّ الوحيد الذي ذُكر في القرآن الكريم.[6]

زيد كاتب النبي صلى الله عليه وسلم

لم يكن زيد بن ثابت الكاتب الوحيد للنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- بل إنّ أهل السّيرة قد ذكروا أنّ العديد من الصّحابة الكرام كانوا من كتّاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فكان أوّل من كتب للنّبيّ -صلى الله عليه وسلم- خالد بن سعيد بن العاص، وكان ألزم الكتّاب لهذا الشّأن وأخصّهم به زيد بن ثابت، ومن الصّحابة الكرام الذي ذُكرت أسماءهم من بين من كتبوا للرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- أبو بكر الصّديق وعمر بن الخطاب وعثمان ببن عفّان وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام، وعامر بن فهيرة، وعمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وعبد الله بن رواحة ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم من الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.[7]

تعلم اللغات في الإسلام

إنّ ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام  أنّهم لم يُقبلوا على تعلّم اللغات الأجنبيّة غير العربيّة إلا إذا دعت الحاجة لذلك، ومن تلك الأمثلة عندما تعلّم زيد بن ثابت لغة اليهود لييكتب لهم ويقرأ كتبهم للنّبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك يدلّ على أنّ المسلمين إذا احتاجوا أن يتعلّموا لغةً غير لغة العرب فيمكنهم أن يتعلّموها وهذا جائزٌ لبعضهم، وهو فرض كفاية كحكم فإذا قام به بعض المسلمين سقط عن الباقين، لكن الأولى بالمسلمين أجمعين أن يتدارسوا اللغة العربيّة وتعلّم قواعدها وأصلها، وكذلك تعلّم العلوم الشّرعيّة فهي فريةٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة.[8]

مقالات مقترحة

نرشح لك المزيد من مقالات الصحابة:

من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم و هو زيد بن ثابت، وقد تمّ التّعريف بزيد بن ثابت وقصّة جمعه للقرآن الكريم، وكيف أنّه كان أحد كتّاب الوحي لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وبيّن المقال حكم تعلّم اللغات الأجنبيّة في الإسلام.