من هو شاعر الخضراء وما هي قصائده في الحب

من هو شاعر الخضراء هذا الشاعر الذي كثر انتشار لقبه وذاع صيت اسمه بشكل كبير، فصار اسمه واحدًا من رواد الشعر العربي في العصر الحديث، هذا الشاعر الذي باغته الموت في ريعان شبابه فقطف منه سنين عُمره الأحلى وأخذه تاركًا وراءه بعض من شعره الخالد، وفي هذا المقال سوف يتحدَّث موقع المرجع عن شاعر الخضراء من حيث حياته وأشعاره في الحب وقصائده المغناة كما سوف يتحدَّث عن وفاته أيضًا.

من هو شاعر الخضراء

إنَّ شاعر الخضراء هو الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، وهو شاعر من شعراء العصر الحديث في الشعر العربي؛ فقد وُلد في الرابع والعشرين من فبراير من عام 1909م، وفي قرية تابعة لولاية توزر التونسية اسمها قرية الشَّابيَّة وإليها يرجع نسب اسمِهِ، وفيما يأتي سوف نلقي الضوء على حياة هذا الشاعر الذي توفي في ريعان شبابه.[1]

من هو شاعر الخضراء1

نبذة حياة شاعر الخضراء

جاء في حياة الشاعر أبي القاسم الشابي أنّه من مواليد عام 1909م في تونس في قرية الشابية، وقد تعلَّم في الكتاتيب في أوائل حياته وتحديدًا حين كان في الخامسة من العمر، حيث حفظ كتاب الله تعالى عن ظهر قلب لمَّا بلغ التاسعة من عمره، ثمَّ حرص والده على أن يعلمه أصول اللغة العربية، ثمَّ لمَّا بلغ من العمر إحدى عشر عامًا دخل كلية الزيتونة وكان هذا في عام 1920م، وفي عام 1928م تخرج من جامعة الزيتونة وحصل على شهادة التطويع، ثمَّ دخل كلية الحقوق في تونس ليتخرج فيها في عام 1930م، ولكنَّ الموت كان يتربص به حيث توفِّي في عام 1934م، بعد تخرجه في جامعة الحقوق بثلاث سنوات فقط، وكان يبلغ من العمر 25 عامًا فقط.[2]

شاهد أيضًا: لماذا سمي الشاعر المتنبي بهذا الإسم

قصائد شاعر الخضراء المغناة

لقد اتَّسم أسلوب الشاعر أبي القاسم الشابي بالرقة والعذوبة في اللفظ، فكانت قصائده كلُّها رقيقة اللفظ والمشاعر والأحاسيس، فتهافت عليها المغنون يطلبونها للغناء، فكثرت قصائه المغناة، وأشهرها:

  • قصيدة “إرادة الحياة” حيث تشكل جزءًا في النشيد الوطني لتونس.
  • قصيدة “إرادة الحياة” غناها عدد كبير من المغنين العرب.
  • قصيدة “إلى طغاة العالم” غنتها المغنية لطيفة.
  • قصيدة “اسكني يا جراح” غنتها أمينة فاخت وغناها أبو بكر سالم وغناها حمد الريح.
  • قصيدة “عذبةٌ أنت” غناها الفنان محمد عبده.
  • قصيدة “ألا انهض وسر”  غنتها ماجدة الرومي.
  • قصيدة “الراعي” غنتها السيدة فيروز.

قد يهمك أيضًا: من هو الشاعر الذي لقب بسلطان العاشقين

قصائد شاعر الخضراء في الحب

كثيرة هي القصائد التي كتبها الشاعر أبو القاسم الشابي في الحب، وهي قصائد عظيمة خالدة، من أشهرها القصائد الآتية:

قصيدة الجنة الضائعة

قال أبو القاسم الشابي في قصيدته الجنة الضائعة:

كم من عهود عذبة في عدوة الوادي النضيرِ
فضية الاسحار مذهبة الأصائل والبكورِ
كانت أرق من الزهور، ومن أغاريد الطيورِ
وألذ من سحر الصبا في بسمة الطفل الغريرِ
قضيتها ومعي الأحبة لا رقيب ولا نذيرِ
إلا الطفولة حولنا تلهو مع الحب الصغيرِ
أيام كانت للحياة حلاوة الروض المطيرِ
وطهارة الموج الجميل، وسحر شاطئه المنيرِ
ووداعة العصفور، بين جداول الماء النميرِ
أيام لم نعرف من الدنيا سوى مرح السرورِ
وتتبع النحل الأنيق وقطف تيجان الزهورِ
وتسلق الجبل المكلل بالصنوبر والصخورِ
وبناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيورِ
مسقوفة بالورد، والأعشاب، والورق النضيرِ
نبني، فتهدمها الرياح، فلا نضج ولا نثورِ
ونعود نضحك للمروج، وللزنابق، والغديرِ
ونخاطب الأصداء، وهي ترف في الوادي المنيرِ
ونعيد أغنية السواقي، وهي تلغو بالخريرِ
ونظل نركض خلف أسراب الفراش المستطيرِ
ونمر ما بين المروج الخضر، في سكر الشعورِ
نشدو، ونرقص -كالبلابل- للحياة، وللحبورِ
ونظل ننثر للفضاء الرحب، والنهر الكبيرِ

قصيدة عذبة أنت كالطفولة

وهي قصيدة حب كتبها الشاعر لأنثى مجهولة، قال فيها:[3]

عذبة أنت كالطفولة كالأحـ
لام كالحن كالصباح الجديدِ

كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ القمراءِ
كالوردِ كابتسامِ الوليدِ

يا لها مِنْ وَداعةٍ وجمالٍ
وشَبابٍ مُنعَّمٍ أُمْلُودِ

يا لها من طهارةٍ تبعثُ التَّقدي
سَ في مهجَةِ الشَّقيِّ العنيدِ

يا لها رقَّةً تَكادُ يَرفُّ الوَرْ
دُ منها في الصَّخْرَةِ الجُلْمودِ

أَيُّ شيءٍ تُراكِ هلْ أَنْتِ فينيسُ
تَهادتْ بَيْنَ الوَرَى مِنْ جديدِ

لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعس
ولَ للعالمِ التَّعيسِ العميدِ

أَم ملاكُ الفردوس جاءَ إلى الأَر
ضِ ليُحيي روحَ السَّلامِ العهيدِ

أَنتِ مَا أَنتِ أَنْتِ رسمٌ جميلٌ
عبقريٌّ من فنِّ هذا الوُجُودِ

فيكِ مَا فيهِ من غموضٍ وعُمْقٍ
وجَمَالٍ مقَدَّسٍ معبودِ

أنتِ مَا أنتِ أَنتِ فجرٌ من السّحرِ
تجلَّى لقلبيَ المعمودِ

فأراه الحَيَاةَ في مُونِقِ الحُسْنِ
وجلّى له خفايا الخلودِ

أَنتِ روحُ الرَّبيعِ تختالُ ف
ي الدُّنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورودِ

وتهبُّ الحَيَاة سَكرى من العِط
رِ ويدْوي الوُجُودُ بالتَّغريدِ

كلَّما أَبْصَرَتْكِ عينايَ تمشينَ
بخطوٍ موقَّعٍ كالنَّشيدِ

خَفَقَ القلبَ للحياة ورفَّ الزَّه
رُ في حقلِ عمريَ المجرودِ

وانتشتْ روحيَ الكئيبَةُ بالحبِّ
وغنَّتْ كالبلبلِ الغِرِّيدِ

أَنتِ تُحيينَ في فؤاديَ مَا قدْ
ماتَ في أَمسيَ السَّعيدِ الفقيدِ

وَتُشِيدينَ في خرائبِ روحي
مَا تلاشَى في عهديَ المجدودِ

مِنْ طموحٍ إلى الجمالِ إلى الفنِّ
إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ

وتَبُثِّينَ رقَّةَ الشوقِ والأَحلامِ
والشَّدوِ والهوى في نشيدي

وفاة شاعر الخضراء

في أواخر أيام حياته عانى الشاعر أبو القاسم الشابي من مرض شديد أتعبه وأنهك جسده، فدخل على إثره مستشفى الطليان في مدينة تونس العاصمة، وكان ذلك في يوم 3 أكتوبر من عام 1934م، وبعد دخول المشفى بستة أيام فقط توفِّي أبو القاسم الشابي، وتحديدًا في يوم 9 أكتوبر من عام 1934م بعد أن ثبتت إصابته بمرض في القلب، وكانت وفاته في يوم الاثنين الأول من شهر رجب من عام 3135هـ، وكان قد بلغ وقتها الخامسة والعشرين من العمر فقط.

اقرأ أيضًا: من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته

بهذه المعلومات نختم هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن من هو شاعر الخضراء وسلَّطنا الضوء على حياته وأشعاره المغناة وعلى أجمل ما كتب من قصائد في الحب، ثمَّ ختمنا المقال بالحديث عن وفاته.

المراجع

  1. wikiwand.com , أبو القاسم الشابي , 02/08/2021
  2. marefa.org , أبو القاسم الشابي , 02/08/2021
  3. aldiwan.net , عذبة أنت كالطفولة كالأح , 02/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *