من هو خطيب الانبياء وتفاصيل عن نسبه وقومه

من هو خطيب الانبياء هو الموضوع الّذي سيناقشه هذا المقال، وإنّ الخطيب من كان علماً بفنّ الخطابة وعلمه، أي من كان عالماً بالبلاغة والبيان في الحديث، وفنّ الخطابة أسلوبٌ يعتمده البعض لأدهاش النّاس و إقناعهم من خلال الحديث والكلام، ويكون ذلك بالكلام الطّيّب الحسن الّذي يأسر السّامع ويغمر وجدانه، ويساعدنا موقع المرجع على معرفة من هو خطيب الانبياء، وماهي قصّته مع قومه ومسيرته الدّعويّة معهم.

الأنبياء والرسل

اصطفى الله تعالى من عباده رجالاً أشدّاء. قد كملت أخلاقهم وصفاتهم، وصانهم عن عادات الكفر وما تتّبع أقوامهم. وأنزل عليهم الوحي ليبشّرهم بالنّبوّة، وليحمّلهم رسالة التّوحيد والدّعوة لعبادة الله الواحد الأحد، وجعلهم وسيلة هدايةٍ للنّاس إلى الصّراط المستقيم، فأقاموا شريعة الله تعالى وحكمه في الأرض بين النّاس. فحملوا الأمانة والرّسالة وبلّغوها بكلّ إخلاصٍ وتفانٍ، وهؤلاء الرّجال هم الأنبياء والرسل -عليهم أفضل الصّلاة والسّلام- وقد ذكر القرآن منهم خمساً وعشرين نبيّاً فقط. منهم الأنبياء أولو العزم وهم:[1]

  • خليل الله إبراهيم عليه السّلام.
  • كليم الله موسى عليه السّلام.
  • عيسى المسيح عليه السّلام.
  • خاتم الأنبياء محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم.

ولم يخبر الله تعالى عباده في أيّ كتابٍ من الكتب السّماويّة الّتي أنزلها على أنبياءه بعدد الرّسل والأنبياء الّذين بعثهم بالحقّ. بل استأثر ذلك عنده في علم الغيب. وأيّد الله -تبارك وتعالى- الأنبياء والرسل  بالمعجزات والكرامات، الّتي لها دورٌ وأهميّةٌ كبيرة ٌفي المسيرة الدّعوية للأنبياء، فهي دليلٌ على صدق نبوّتهم وإثباتٌ كبير. ومن أعظم المعجزات معجزة النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- الخالدة وهي القرآن الكريم الّذي سيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ووعد الله -سبحانه وتعالى- أنبياءه ورسله بالجنان يوم القيامة مع من اتّبعهم وصدّقهم وأعانهم. وأمّا من كذّبهم وأعرض عنهم فله نار جهنّم خالداً فيها يوم الحساب. والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: ما الفرق بين النبي والرسول باختصار

من هو خطيب الانبياء

إنّ خطيب الانبياء هو النّبيّ شعيب عليه السّلام، وهو نبيٌّ من شعبة الأنبياء العرب عليهم السّلام أجمعين. وقد ذكر في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشّريفة. حيث ذكره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أنّه خطيب الانبياء عليهم السّلام أجمعين، وهذا الخبر قد رواه  الحاكم بسنده عن محمد بن إسحاق. وقد جاء ذكر شعيب ٍفي القرآن الكريم  في العديد من المواضع، وفي سورٍ مختلفةٍ. وسمّي بخطيب الأنبياء لأنّه قد تميّز بطلاقة لسانه، وطيب كلامه وحسنه.[2]

و كذلك كان لديه قدرةٌ عظيمةٌ على الإقناع قد وهبها إيّاه الله جلّ جلاله، وقد قيل أنّ كليم الله موسى عليه السّلام قد تزوّج إحدى بناته عندما هرب من مصر وبطش أهلها، وقد بعثه الله تعالى لأهل مدين لدعوتهم لتوحيد الله تعالى، فآمن به البعض وكذّبه آخرون، وكان حاله كحال سائر الأنبياء بيم مؤيّدين لدينه ومتّبعين ومعرضين عنه ومكذّبين والله أعلم.[2]

شعيب عليه السلام

شعيب عليه السّلام هو نبيٌّ من أنبياء الله تعالى، بعثه الله تعالى لقومه لنشر التّوحيد وعبادة الله تعالى، وترك الشّرك والضّلال، فكانت له قصّة ٌطويلةٌ مع قومه أثناء مسيرته الدّعويّة، و كذلك كان شعيب عليه السلام تابعاً لملّة إبراهيم عليه السّلام، مؤمنا ًبه وبرسالته من الله تعالى، وقيل أنّه قد ولد في القرن السّادس عشر قبل الميلاد. و كذلك عاش مائتان واثنين وأربعين عاماً، ولكن لم يثبت في هذا القول دليلٌ من المصادر الشّرعيّة في الإسلام.[3]

وكان شعيب -عليه السلام- يدعوا قومه أهل مدين، وقابله نبيّ الله موسى وكان شيخاً كبيراً، ثم أصبح صهره حين تزوّج إحدى بناته، وإنّ ذكره في القرآن الكريم جاء كما يأتي:[3]

  • في سورة الأعراف: حيث ذكر فيها شعيباً في تسع آياتٍ تتحدّث عن الأمور الّتي ارتكز عليها في دعوته للتّوحيد.
  • كذلك في سورة الشّعراء: وذكر في هذه السّورة قوم شعيب والأمور الّتي نهاهم عنها بأمر الله تعالى. وما كانوا يعصون به الله جلّ جلاله وعقابه لهم.
  • وفي سورة هود: وقد ذكر فيها وقصّته مع قومه من إعراضٍ وتكذيب وإنذار بالعذاب. ونجاة شعيباً مع من آمن معه من العذاب المنزل بالقوم الكافرين.
  • وكذلك في سورة العنكبوت: ذكر شعيباً في آيتين فقط من هذه السّورة. حيث بيّنت الآيات نوع العذاب الّذي تعرّض له قوم شعيبٍ وهو الرّجفة.

شاهد أيضًا: كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا في القرآن الكريم

نسبه وقومه

إنّ النّبيّ شعيب عليه السّلام هو خطيب الانبياء شعيب بن ميكائيل بن يشجر، نبيّ أهل مدين الّتي تنتسب لمديان ابن إبراهيم عليه السّلام، وقد بعثه الله على لقومه الذذين سمّيوا بأصحاب الأيكة، لأنّهم كانوا يعبدون نوعاً من أنواع الشّجر يقال له الأيك، وقد سكنوا مدين التّي تقع جنوب الأردنّ حاليّاً، أي أنّهم كانوا يسكنون جنوب بلاد الشّام، و كذلك قد قيل عنهم أنّهم كانوا أمّةً أكثر رقيّاً وحضارتهم تقدّمت على حضارة قوم صالح عليه السّلام.[3]

حيث وجدت لهم بعض الآثار، وإنّ المكان الّذي كانوا يسكنونه كان يتمتّع بأنّه موقع ٌتجاريٌّ مهمّ جدّاً، فكان يعمل قوم شعيب بالتّجارة والبيع والشّراء، فأذلّهم الشّيطان وجعلهم جشعين وطمّاعين بشدّة، فبدأوا بالغشّ والبخس بالميزان والمكيال، وسلكوا لجمع الثّروات جميع الطّرق غير الشّرعيّة والّتي لم يبحها لهم الله تعالى، فلم يعذّبهم الله تعالى بأفعالهم إلّا بعد أن أرسل لهم نبيّا صيدعوهم للصّراط المستقيم، وليتوبوا عن أفعالهم والمعاصي الّتي يقدمون عليها لجمع الأموال والثّروات. والله أعلم.[3]

دعوة النبي شعيب لقومه

أشرك قوم شعيب وكفروا بالله تعالى، و كذلك استبدلوا عبادته بعبادة نوع من أنواع الشّجر الّذي خلقه الله تعالى في الأرض. وفوق كفرهم زادوا في الّنوب والآثام. فحخرّضهم طمعهم وجشعهم إلى أن يغشّوا في البيع والشّراء، وأن يبخسوا المكيال، ويقطعوا طرق القوافل التّجاريّة وسرقتها. وفسدت بأفعالهم التّجارة في بلادهم وتعدّى هذا الفساد على بلادٍ أخرى أيضاً، فأرسل الله -تبارك وتعالى- شعيباً عليه السّلام ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد. والتّوبة عن الأفعال المحرّمة والمعاصي، وأداء الأموال المسروقة وإعادتها لأهلها.[3]

فكذّبوه قومه وأعرضوا عن دعوته وأعمى المال بصائرهم وأبصارهم. وقد آمن به نفرٌ قليلٌ من أهل مدين. ثم بدأ شعيب بالتأكيد بإنذارهم وتذكيرهم بمن هلك قبلهم من الأقوام كقوم صالح وقوم لوط، فلم يتّعظوا بكلامه. ثم استكبر عليه قومه ووعدوه بأن يرجموه ويقتلوه هو ومن آمن مع من القوم. فأخذ المؤمنين وسار بهم بأمر الله تعالى حتّى وصلوا مكّة المكرّمة واستقرّوا بها، وأنزل الله تعالى العذاب بالقوم الكافرين المكذّبين للرّسالة. وكذلك عذّبهم كمن جاء قبلهم وكفر. وإنّ عذابهم أن أحرقهم جميعاً وكسف السّماء عليهم وسمّي عقابهم الرّجفة وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم. والله أعلم.[3]

وفاة خطيب الأنبياء

عاش نبيّ الله وخطيب الانبياء ما يقارب المائتي واثنين وأربعين عاماً. وبعد أن هاجر من مدين إلى مكّة مع من آمن به، بقي بمكّة المكرّمة حتى وفاته مع باقي المؤمنين. ودفن شعيب في وادي يسمّى باسمه أي وادي شعيب وله فيه مقامٌ يزوره النّاس. ولم يذكر العلماء المسلمون أي ّمعلومةٍ عن تاريخ وفاته وكيفيّتها والله أعلم بذلك.[3]

شاهد أيضًا: قصة نوح عليه السلام مختصرة

من هو خطيب الانبياء هو نبيّ الله شعيب عليه السّلام و ذلك كما ذكره رسول الله عليه الصّلاة والسّلام. وإنّ هذا المقال قد عرّف بالنّبيّ شعيب عليه السّلام قبل كل شيء . و كذلك عرّف بقومه ومدينته الّتي كانوا يقطنون بها. كما ذكر فيه مقتطفاتٍ عن الانبياء والرسل عليهم السّلام جميعاً. و كذلك العذاب الّذي نزل بأهل مدين بعد أن كذّبوا نبيّهم والرّسالة الإلهيّة الّتي بعثت لهم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *