لماذا سميت بيعة العقبة الثانية ببيعة الحرب

لماذا سميت بيعة العقبة الثانية ببيعة الحرب، نصّت بيعة العقبة الثانية على عدة بنود كانت إلزامًا على الأنصار ولعل أبرزها نصرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإقامة الدولة الإسلامية بالجهاد والقتال في سبيل الله، حيث وقعت تلك البيعة بعد بيعة العقبة الأولى بعامٍ واحد وكانت نتائجها بدء تأسيس الدولة الإسلامية، ومن خلال موقع المرجع نستعّرض سبب تسمية بيعة العقبة الثانية ببيعة الحرب.

بيعة العقبة الثانية

بيعة العقبة الثانية أو بيعة العقبة الكُبرى حضرها عدداً من الصحابة وشهدوا أحداثها، حيثُ كان يُقابل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالسخرية والاستهزاء الدائم من قومِه، وفي العام الثالث عشر وقت اطمئنان المسلمون المهاجرون لحياتهم في المدينة وسط الأنصار كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم ماكثًا في مكة يتعرض لإيذاء قريش وعَنتِهم الشديد، لذا قَدم وفداً من الأنصار مُكونًا من سبعين رجلاً ومن النساء امرأتان لمباعية النبي صلى الله عليه وسلم بموسم الحج ومن هُنا عُرفت ببيعة العقبة الكُبرى.[1]

لماذا سميت بيعة العقبة الثانية ببيعة الحرب

سُميّت بيعة العقبة الثانية ببيعة الحرب لأن أحد بنودها كان ينص على الجهادِ والقتال، كما عُرفت ببيعة العقبة تحسبًا للمكان الذي حدث فيه مبايعة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مدينة مكّة، والجدير بالذّكر أنه نفس المكان الذي حدثت فيه بيعة العقبة الأولى، لهذا سُميت بيعة العقبة الثانية بذلك للتمييز بينها وبين البيعة الأولى التي سبقتها بعامٍ واحد.

شاهد أيضًا: عدد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية

بنود بيعة العقبة الثانية

شملت بنود بيعة العقبة الثانية نموذجًا للعبرة والعظة، فقد كان هدفها أولاً وأخيراً الجهاد، وتمثّلت بنودها في الآتي:

السمع والطاعة

كانت أول بنود بيعة العقبة الثانية والتي نصّت على الطاعة لكلام الله ورسوله وتنفيذه مهما كان الظرف والمكان سواء السِلم أو الحرب، العُسر أو اليسر، وجاء ذلك نصًا واضحًا في القرآن الكريم في قوله تعالى “وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين”.

الإنفاق

وهو البند الثاني في بيعة العقبة الثانية وجاء في قول الله تعالى “وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” وتُقصد بها الإنفاق بالجهاد وما يمتلك من مالٍ وذلك لبناء وتأسيس الدولة الإسلامية بقوة.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يأتي ذلك البند كثالث بنود البيعة للنهي عن كل ما هو مُنكر كوّن المعروف أحد أخلاق وفضائل المسلمين، فجاء في كتاب الله تعالى قوله “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم، مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ”

كلمة الحق

هكذا قول الله تعالى في كتابه الكريم “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائم ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”[2]، أيّ أن كلام الحق أفضل ما يتصف به المسلمين المؤمنين الموحدين بالله والذين لا يخشون سواه.

القتال

كان القتال خامس بنود بيعة العقبة الثانية وأهم بنود في البنود، وذلك لأن البيعة تحتاج إلى الدفاع القوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعن دعوة الإسلام، فيجب أن يكون دفاعهم كما لو كانوا يدافعون عن زوجاتِهم وأولادِهم، وبالفعل كانوا الأنصار مستعدين دومًا للقتال في سبيل الدفاع عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونُصرته.

الجنّة

كان البند الأخير ويُعني أن الجنة هي الجزاء الأعظم الذي ينتظرهم مقابل دفاعهم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونُصرته، فقد أعدّ الله لهم ذلك الجزاء العظيم لأنهم لا ينتظرون المُقابل في الدنيا بل فعلوا ذلك بنيةً خالصةً لله.

نتائج بيعة العقبة الثانية

نتَج عن مبايعة الأنصار لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بداية إقامة الدولة الإسلامية، وهجرة نبي الله مع أصحابه مُتجهين إلى يثرب، وذلك بعدما وضع النبي شروطًا وبنوداً خمسة إذ قَبل بها الأنصار في سبيل نُصرة النبي ورسالته.

رد فعل قريش على بيعة العقبة

لم تتوقّع قريش إحياء الإسلام بل ظنت أنها قد أخمدت شُعلته ومَحّت آثاره، لتستيقظ على بيعة العقبة الثانية التي قَلبت لهم كل الموازين، مما جعلهم الخبر في رعبٍ شديدٍ، لذا بادروا الاتصال سريعًا بالخزرجيين قائلين “يا معشر الخزرج قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا تستخرجونه من بين أظهرنا وتُبايعونه على حربنا إنه واللّه ما من حيّ من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحربُ بيننا وبينهم منكم” فرد عليهم أهل يثرب أنهم لم يعلموا شيء من هذا لأن ما جرى في العقبة كان سريًا.

شاهد أيضًا: ما هي البيعة وما أنواعها وشروطها

بماذا تسمى بيعة العقبة الأولى

شهدت بيعة العقبة الأولى مُبايعة النبي صلّى الله عليه وسلّم مع قبيلتي الأوس والخزرج، وجاءت بعدة بنود مثلما حدث في بيعة العقبة الثانية، فشملّت بنودها عدم الشرك بالله والابتعاد عن ما حَرمهُ الله من السرقة والزنا والكذب، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما عن تسميتها ففي السطور التالية سنتناول ذلك.

لماذا سميت بيعة العقبة الأولى بيعة النساء

سُميت بيعة العقبة الأولى ببيعة النساء وذلك لأن بنودها خلّت من الجهادِ والقتال، فتبيّنت بنودها في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ”.[3]

مقارنة بين بيعة العقبة الأولى والثانية

ظهرت الفروّق بين بيعة العقبة الأولى وبيعة العقبة الثانية في عدة أوجه مُوضحة في الجدول التالي:

الفروق بيعة العقبة الأولى بيعة العقبة الثانية
عدد المُبايعيّن كان عدد المُبايعيّن اثنا عشر رجلاً كان عدد المُبايعيّن سبعون رجلاً ومن النساء امرأتان
بنود البيعة  خلّت بنود البيعة من الجهاد والقتال وشملّت البعد عن السرقة والكذّب والزنا، وطاعة رسول الله والتوحيد بالله وحده لا شريك له. شملّت بنود بيعة العقبة الثانية القتال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإضافة إلى السمع والطاعة وقول كلمة الحق والإنفاق بالجهاد والمال.

وهكذا وصلنا وإياكم إلى نهاية مقال لماذا سميت بيعة العقبة الثانية ببيعة الحرب ويرجع السبب لأحد بنود البيعة التيّ نصّت على القتال، أما العقبة فهي المكان الذي بايع فيه الأنصار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما تناولنا بنود بيعة العقبة الثانية وسبب تسمية بيعة العقبة الأولى ببيعة النساء وأبرز الفروق بين البيعة الأولى والثانية.

المراجع

  1. islamweb.net , وقفة مع بيعة العقبة الثانية , 07/11/2021
  2. سورة المائدة , الآية 54.
  3. صحيح البخاري , عبادة بن الصامت،18، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *