تعريف ضغوط العمل

تعريف ضغوط العمل، حيث أن ضغط العمل من الأمور النسبية فقد يشعر شخص بإجهاد نتيجة أداء بعض المهام ولا يشعر الشخص الآخر بإجهاد نتيجة أداء نفس المهام، مما يسبب تخبط الأشخاص في تعريف ضغوط العمل، لذلك سيقوم موقع المرجع بتعريفه تعريفًا دقيقًا، كما سنذكر الأسباب المؤدية لضغط العمل وكيفية التخلص من ضغوط العمل، بالإضافة إلى أمثلة على برامج التخلص من ضغوط العمل.

تعريف ضغوط العمل

ردود الأفعال الغير محببة التي تبديها العاطفة والجسد نتيجة عدم تساوي القدرات البشرية مع المهام المحددة لها، فقد يبدي الجسد نتيجة ضغوط العمل ردود أفعال عنيفة كالمرض والاعتلال، وقد يؤدي ضغط العمل أيضا إلى إصابة الشخص بالاكتئاب والرغبة في الابتعاد عن الأشخاص وإساءة المعاملة معهم، ويختلط الأمر على بعض الأشخاص حيال التفريق بين كل من ضغط العمل والتحدي، ولكن شتان بين كلا التعريفين، فالتحدي يعمل بمثابة حافز للشخص مما يجعله يبذل جهودًا أكثر من المعتاد، ويدفعه لتعلم مهارات جديدة، مما يجعل الإنسان يشعر بالرضا والراحة النفسية مما ينعكس على الصحة الجسدية، ويتحول التحدي إلى ضغط عندما يحل التوتر محل الرضا والاسترخاء، ويحل الإرهاق محل الراحة وتتراكم على الأشخاص مهام وظيفية كثيرة تعكر عليه صفو حياته.[1]

أسباب ضغوط العمل

من المعلوم أن ضغوط العمل تنشأ نتيجة العلاقة بين قدرات الإنسان وحجم المهام الوظيفية المكلف بها، لذلك من الواجب التركيز على خصائص العمال قبل تكليفهم بنوع معين من الأعمال، حيث أن هناك فروقًا فردية بين الأشخاص في القدرات، فلا يرجع الأمر في المطلق إلى حجم الأعمال بل خصائص العمل هي السبب الرئيسي.

ضغوط العمل التي تسبب الإجهاد

كما وضحنا في السابق أن ضغوط العمل قد تسبب إجهاد الشخص عاطفيًا وجسديا، ولكن هل جميع الضغوطات الناتجة عن كثافة المهام تفعل ذلك، بالطبع لا فهناك بعض الضغوط التي تسبب إجهاد وبعض الضغوط التي لا تشكل فارقًا، والضغوط التي تسبب الإجهاد تتمثل في:

• تصميم المهام: تصميم المهام المتمثل في مهام روتينية ذات عائد قليل وفترات راحة أقل وغير منتظمة، تعتبر من الأسباب الرئيسية للشعور بالإجهاد، وخاصة الأعمال التي تتطلب الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طيلة للغاية.
• أسلوب الإدارة: المدير الناجح هو من يُشعر العمال بأنهم شركاء في العمل وأن نجتح العمل يتوقف عليهم مما يعطيهم إحساس بالمسئولية وحب العمل، أما المدير الغير ناجح الذي لا يشارك العاملين في عملية صنع القرار يتسبب في ضعف التواصل في المؤسسة مما يضيف الروتينية على العمل بالنسبة للعمال فيشعرهم بالإجهاد ويفقدهم الحماس.
• العلاقات الشخصية: سوء العلاقات بين الأشخاص في بيئة العمل، وفقدان الدعم، والتعاون بين الأفراد داخل المؤسسة يؤثر أيضًا على الروح المعنوية للأشخاص مما يسبب لهم الإجهاد.
• أدوار العمل: من المهم التركيز على قدرات الأشخاص قبل توزيع المهام، حتى يحصل كل شخص على المهام المتوافقة مع قدراته مما يقلل من الشعور بالإجهاد.
• البيئة الغير صحية: العمل في ىبيئة غير صحية ذات عوامل خارجية سيئ يؤثر على الروح المعنوية لدى العمال مما يتسبب في الإجهاد لهم.

تأثير ضغوط العمل على الصحة

كما نعلم أن ضغوط العمل تسبب الإجهاد والإجهاد يؤثر على الصحة بشكل سلبي، ولكن كيف يحدث ذلك، هذا ما سوف نشرحه في النقاط التالية:

• أولا عندما يشعر الجسم بالإجهاد يقوم الجهاز العصبي بإرسال الإشارات إلى الدماغ.
• فيقوم الدماغ بالاستعداد لإطلاق الإشارات الدفاعية لكل أعضاء الجسم.
• فتعمل هذه الإشارات على تسريع النبض وتعميق التنفس، وشد العضلات، هذه الإجراءات تسمى بالاستجابة البيولوجية وهي استجابة مبرمجة مسبقًا.
• ولا تكون هذه النوبات خطر في حال لم تحدث بصورة متكررة.
• وفي حال استمرار الضغوط وتكرارها تظل الأجهزة البيولوجية تتآكل.
• وقد يتسبب ذلك في خمول الجهاز المناعي وتتأثر قدرته الدفاعية مما يؤدي إلى إصابة الجسم بالأمراض.

ومن الأمراض التي قد تصيب الجسم نتيجة الإجهاد الناتج عن ضغوط العمل ما يلي:

أمراض القلب والأوعية الدموية

كما نعلم أن مراض القلب والأوعية الدموية تتأثر بالعوامل النفسية المحيطة بالإنسان، لذا ضغوط العمل التي تؤثر على نفسية الإنسان وتشعره بالإجهاد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

شاهد أيضًا: ضغوطات العمل وكيفية التعامل معها

الاضطرابات العضلية الهيكلية

ويأتي الجهاز العضلي على رأس قائمة الأعضاء المتضررة من ضغوط العمل، وخاصة الأعمال التي تتطلب مجهود مما يسبب للإنسان مشقة قد تؤذي عموده الفقري أو أطرافه.

الاضطرابات النفسية

تشير الدراسات إلى أن الاضطرابات التي تحدث  في الصحة العقلية (مثل الاكتئاب والإرهاق) لمختلف الأشخاص يكون السبب الرئيسي لها راجع إلى الاختلافات في مستويات الإجهاد الوظيفي حيث، أنه قد تساهم الاختلافات بين المهن وأسلوب المعيشة بين الأفراد في حدوث بعض من هذه المشاكل النفسية.

الإصابات في مكان العمل

تزيد نسب الحوادث في مكان العمل بالرغم من اتخاذ العديد من إجراءات السلامة إلا أن طبيعة العمل في كثير من الأحيان تجبر الأفراد على التعامل مع بعض الماكينات والأدوات الخطيرة مما ينتج عن ذلك حدوث خطأ أو اضطراب نتيجة ضغط العمل فيتسبب في إصابة أحد الأشخاص.

شاهد أيضًا: الارشادات التي يجب ان يتبعها للتغلب على ضغوط العمل ان وجدت

كيفية التخلص من ضغوط العمل

من الضروري التخلص من ضغوط العمل فالاستمرار في مثل هذه الضغوط التي تسبب الإجهاد قد تودي بحياة الإنسان، لذلك يجب أن يدرك الشخص أنه من الأفضل استمراره في بيئة صحية بدلًا من بيئة مليئة بالضغوط والإجهاد، ولكن واجب التنويه على أنه لا يوجد منهج أو خطة محددة أو خطوات مدروسة للتخلص من ضغوط العمل، حيث أن البرنامج الخاص بكل مؤسسة سيعتمد تصميمه على عدة عوامل مثل حجم العمالة وخصائص الموارد البشرية المتاحة وحجم العمل وخطة الإنتاج في المؤسسة، لذلك يختلف البرنامج الخاص بالتخلص من الضغوط الوظيفية من مؤسسة لأخرى ولكنها جميعًا تشترك في ثلاث خطوات رئيسية هما تحديد المشكلة والتدخل والتقييم، وفي السطور التالية سنوضح دور كل جهة في التخلص من ضغوط العمل.[2]

دور المؤسسة في التخلص من ضغوط العمل

يقع على عاتق المؤسسة الدور الأكبر والأهم في برنامج التخلص من ضغوط العمل باعتبارها العقل المدبر ويتمثل دور المؤسسة في التالي:

• نشر وعي عام بين جميع أفراد المؤسسة حول مخاطر ضغوط العمل على الفرد بشكل خاص والمؤسسة بشكل عام.
• إشراف الإدارة العامة للمؤسسة وتأمينها لتلك البرنامج التوعوي الذي من شأنه توسيع مدارك الأشخاص في قضية ضغوط العمل.
• جعل الموظفين والعمال في المؤسسة جزء من تلك البرنامج والإيمان بأن نجاح البرنامج يعتمد عليهم بشكل أساسي.
• توفير الدعم الفني للبرنامج وتدريب الأفراد على كيفية تنفيذ البرنامج.

دور الموظفين في التخلص من ضغوط العمل

للعمال والموظفين دور مهم للغاية ولا يقل أهمية عن دور الجهة الإدارية في المؤسسة ويتمثل دور الموظفين في القضاء على ضغوط العمل في الآتي:

• الإدراك بمخاطر الإجهاد الناتج عن ضغوط العمل.
• الوعي الكامل بأن الضرر الناتج عن ضغوط العمل لن يلحق بالعمال والموظفين فقط بل قد يؤثر على جودة الإنتاج أيضًا.
• الاستجابة لبرنامج التخلص من الضغوط الذي قامت الإدارة بتصميمه والالتزام بالخطة الموضوعة به.

أمثلة على برامج التخلص من ضغوط العمل

لتحقيق استفادة أكثر فيما يخصص برامج التخلص من الضغوط قمنا بشرح المثاليين التاليين في مؤسستين مختلفتين:

المثال الأول: في مؤسسة صغيرة

أدركت مديرة لمؤسسة عامة صغيرة التوتر الزائد الذي يعاني منه الموظفين والعمال نتيجة ضغوط العمل مما أدى إلى هبوط الروح المعنوية بين الأفراد في المؤسسة، مما أدى أيضًا لانتشار حالة من عدم الرضا عن العمل والصداع المتفشي بين الأفراد داخل المؤسسة، فقامت المديرة بعقد عدد متكرر من الاجتماعات مع الموظفين في الأقسام المختلفة لمناقشة المشكلة، فكانت الاجتماعات تأخذ شكل التقرب من الموظفين للتعبير عن المشاكل التي يعانون منها، ثم استخدمت هذه المعلومات في المناقشة التي دارت بينها وبين باقي أعضاء مجلس الإدارة في المؤسسة حتى توصلت لمصدر التوتر بين الأفراد، ومن ثم قامت بوضع برنامج مدروس من شأنه تقليل الضغوط على العمال، والتي تمثلت في الاستعانة بمتخصص في مجال مكافحة ضغوط العمل لتوفير الوعي للعمال والموظفين بخطورة الأمر، ثم قام بمناقشة العمال والموظفين وجمع الشكاوي ثم استنتج أن تلك الشكاوي تتمحور في المواعيد النهائية الغير واقعية، وعدم الدعم من المشرفين، وعدم مشاركة العمال في عملية اتخاذ القرار.

المثال الثاني: في مؤسسة كبيرة

بالرغم من عدم ظهور أعراض التوتر والإجهاد بين أفراد المؤسسة إلا أن مدير المؤسسة شعر أنه من الأفضل وضع خطة للوقاية من الإجهاد الناتج عن ضغوط العمل مستقبليًا، فقام بمناقشة فكرته مع المديرين المتوسطين بالمؤسسة ولاقى منهم استحسان كبير، وعلى ذلك اتخذوا قرار تنظيم فريق عمل يهدف لتصميم برنامج وقاية من الإجهاد والإشراف على تنفيذه، وانقسم فريق العمل إلى جزأين، الأول يعمل من أجل تصميم البرنامج والثاني يعمل من أجل تنفيذ البرنامج والتأكد من صحة الأفراد ورفاهيتهم.

شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع ضغوط الحياة

وفي ختام مقال تعريف ضغوط العمل، نكون قد حققنا الهدف المنشود من مناقشة القضية وهو التعرف على ضغوط العمل وأسبابها والتوعية بمخاطرها ومساعدة الأشخاص في التخلص من هذه المشكلة.