صعوبات التعلم النمائية وعلاجها
جدول المحتويات
صعوبات التعلم النمائية وعلاجها، هي إحدى صعوبات التعليم التي أصبحت منتشرةً بشكلٍ كبيرٍ بين الأوساط التّربويّة في الآونة الأخيرة. ومع ازدياد الوعي أصبح الاهتمام باكتشافها ومعالجتها متزايدًا بشكلٍ ملحوظٍ. لما لها من تأثيرٍ على الطّلاب من النّواحي الاجتماعية والتّعليميّة. إضافةً إلى الآثار النّفسيّة التّي تتركها على الأطفال، ومن هنا تأتي أهميّة الكشف عنها والتّدخل في علاجها من مرحلة ما قبل الرّوضة. ومن خلال موقع المرجع سنتعرف على معنى صعوبات التعلم النمائية، وطرق علاجها.
تعريف صعوبات التعلم النمائية
تشتمل صعوبات التعلم النّمائيّة على مظاهر القصور في المهارات الأساسيّة التّي تعتبر متطلبات مسبقة، مثل الانتباه والإدراك والتّذكر، وهي وظائف عقليّة أوليّة. أمّا التّفكير واللغة فهي وظائف ثانويّة وتتداخل مع بعضها البعض. ويحتاج الطفل إلى تلك المهارات كي يتعلم المواد الأكاديميّة، وبالتّالي تظهر ملامح الصّعوبة لديهم في القراءة أو الكتابة أو التّهجئة أو النّطق أو إجراء العمليات الحسابيّة، وصعوبات التعلم النمائية يمكن أن تؤثر تأثيرًا واضحًا على التعلم الأكاديمي للطفل المصاب به. [1]
اقرأ أيضًا: علاج صعوبات التعلم في الرياضيات
أقسام صعوبات التعلم النمائية
كثيرًا ما يتم الخلط بين صعوبات التعلم بين الحاجات الجسمانية الخاصة، لذلك يجب التّنويه إلى أنّ صعوبات التعلم النّمائية تنقسم إلى قسمين، هما:
صعوبات تعلم نمائية أولية
وهي أول ما يظهر على الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، ويعاني الطفل من خلل في العمليات الأولية اللازمة للتعلم، مثل: الإدراك والانتباه وصعوبات في التذكر، والمرحلة الأولية تؤدي إلى صعوبات نمائية ثانوية.
صعوبات تعلم نمائية ثانوية
وهي نتيجة للصعوبات الأولية وتؤدي إلى صعوبات في التفكير وإتقان اللغة، وخلل في حل المشكلات وعدم قدرة على ربط التسلسل الطبيعي للأحداث.
أسباب صعوبات التعلم النمائية
بُذلت الكثير من الجهود من قبل العلماء لدراسة الأسباب والاحتمالات للتوصل إلى طرق لمنع حدوث هذه الصعوبات، وتوصلوا إلى الأسباب التالية التي قد يكون لها دور في الإصابة بصعوبات التعلم، وهذه الأسباب هي:
- العوامل الوراثية فإذا كان هناك أشخاص في العائلة لديهم الصعوبات في التعلم خصوصًا أحد الوالدين، يرتفع خطر نقل هذه المشكلة إلى الأطفال.
- سوء التغذية للأم الحامل.
- تأثير التدخين والخمور وبعض أنواع الأدوية التي تتناولها الأم أثناء فترة الحمل.
- حدوث نقص أكسجين أثناء فترة الحمل أو لحظة الولادة.
- حدوث خلل وظيفي في الدماغ.
- الأمراض التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، مثل: الحصبة والجدري وغيرهما.
- اضطرابات في الوظائف النفسية الأساسية، مثل: الإدراك، التذكر وتكوين المفاهيم.
- عيوب في نمو مخ الجنين.
- مشاكل في البيئة كالتلوث البيئي.
خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم
اهتم الباحثون بتحديد الخصائص التي تميز الأطفال الذّين يعانون من صعوبات التّعلم، وتقسم هذه الخصائص إلى ما يلي:
الخصائص المعرفية
يبدو انخفاض التحصيل الدراسي للأطفال ذوي صعوبات التعلم من أبرز الخصائص التي تميز أطفال صعوبات التعلم عن غيرهم، ويمكن تلخيص الخصائص المعرفية للأطفال ذوي صعوبات التعلم فيما يلي:
- انخفاض التحصيل الدراسي.
- اضطرابات وقصور في العمليات المعرفية المرتبطة بالإدراك والتّذكر والانتباه، وتتضح فيما يلي:
- وجود قصور في التمييز البصري وإدراك العلاقات المكانية بين الحروف والرموز والأشكال.
- وجود قصور في الإغلاق البصري والسمعي والتمييز بين الشكل والأرضيّة.
- قصور في الحفظ والتّذكر وضعف القدرة على تخزين واسترجاع المعلومات البصرية والسمعية.
- وجود قصور في استراتيجيات التّذكر وتشفير وتجهيز المعلومات.
- قصور في الانتباه والتّركيز.
- قصور في التّكامل البصري والسمعي.
- قُصور في الذّاكرة العامة.
- يستخدم أساليب غير ملائمة في استقبال المعلومات والتعامل معها فهم أكثر اندفاعًا واعتمادًا على المجال الإدراكي، وأكثر تبسيطًا معرفيًا.
- عدم القدرة على الاستدلال وحل المشكلات وأداء المهام.
- عدم القدرة على ضبط عمليات ما وراء المعرفة كالتنبؤ والتخطيط والمراقبة والتّقويم.
الخصائص السلوكية
يُظهر أطفال ذوي صعوبات التّعلم العديد من الخصائص السّلوكيّة التي تميزهم عن الأطفال العاديين بنفس العمر، ومن هذه الخصائص:
- يتجنّب أداء المهام المدرسيّة.
- عدم الإسهام في الأنشطة التّعليميّة المختلفة.
- الاتجاه السلبي نحو المدرسة.
- النشاط الحركي الزّائد على نحو مفرط.
- القلق والعدوانيّة النّاقدة والاندفاع.
- عدم تحمل المسؤوليّة.
الخصائص الاجتماعية
يوجد العديد من الخصائص الاجتماعية التي تميز الأطفال ذوي صعوبات التعلم عن نظرائهم العاديين، والتي بدورها تؤثر على علاقاتهم بمحيطهم الاجتماعي، وهذه الخصائص هي:
- غير قادرين على التفاعل الاجتماعي في مجال المدرسة والأسرة، فهم أقل مشاركة في الأنشطة المدرسيّة، كما أنّ لديهم قصور في مهارات الاتصال الاجتماعي.
- لا يملكون القدرة على تقديم متطلبات الأدوار الاجتماعية المطلوبة منهم.
- لديهم اتجاهات سلبية نحو أنفسهم وزملائهم ومعلميهم أيضا.
- لديهم قصور في التعبير الاجتماعي والضبط الاجتماعي.
- كما أنهم غير قادرين على تنظيم أوقات الدراسة والاستذكار.
الخصائص النفسية
تؤثر الخصائص النفسية للطفل المصاب بصعوبات التعلم النمائي على مستوى أدائه ودافعيته لإنجاز المهام الأكاديمية، وأهم الخصائص النفسية التي يتمتع بها:
- انخفاض مفهوم الذات بأبعاده المختلفة الأكاديمي والاجتماعي والعام.
- عدم المثابرة.
- انخفاض الدافعية للإنجاز.
- انخفاض تقدير الذات.
- فقدان الأمن والثقة بالنفس.
- الإحساس بالعجز.
- عدم القدرة على ضبط الانفعالات.
- زيادة القلق والتوتر.
- كما أنه يشعر بالخجل والتردد.
- انخفاض مستوى الطموح.
شاهد أيضًا: كيفية تقوية الذاكرة وتحسين عملها
أعراض الإصابة بصعوبات التعلم النمائية
تدلنا العديد من التصرفات يقوم بها الطفل المصاب بصعوبات التعلم النمائية، ولعل أبرزها ما يلي:
- ضعف مستوى التّمكن من المهارات أو المعلومات المحدّدة ويكشف عنه سلوك التلميذ في تفاعلاته مع معلميه وزملائه، وينعكس أيضا على درجاته في الاختبارات أو التدريبات.
- البطء في اكتساب المهارات أو المعلومات أو حل المشكلات مع زملائه في الصّف.
- فقدان اطراد النمو التتابعي في التعلم.
- إحساس التلميذ بالعجز والشعور بالنقص لعدم قدرته على الوصول إلى مستوى زملائه في نفس العمر.
تشخيص الإصابة بصعوبات التعلم النمائية
يولي علماء النفس أهمية كبيرة لتشخيص صعوبات التعلم النمائية التي تواجه الأطفال أما عن كيفية تشخيص الإصابة فنجملها بالخطوات التّالية:
- إجراء تقييم تربوي شامل.
- تحديد ما إذا كان لدى الطفل إعاقة بصريّة أو سمعيّة أو حركيّة أو عقليّة أو اضطراب انفعالي
- أو حرمان بيئي أو ثقافي أو اقتصادي. فإذا تمّ التّأكد من وجود إحدى هذه الإعاقات كانت هي السبب الرّئيسي لصعوبات التّعلم. وعندها يجب استبعاد الحكم بأن الطّالب يعاني من صعوبات تعلم نمائية.
- تقدير ما إذا كان التقرير الطّبي ضروريًا.
- التّأكد من أنّ الخبرات التّعليميّة مناسبة لعمر الطّفل.
- تحديد ما إذا كان تحصيل الطّالب الأكاديمي لا يتناسب مع عمره وقدرته.
- التّأكد من وجود فارق شديد بين الذّكاء والتّحصيل الأكاديمي.
- تحديد ما إذا كانت معالجة الطّالب غير الفعّالة للمعلومات تؤدي إلى ضعف التّحصيل الأكاديمي.
- التّأكد من خلال الملاحظة فيما إذا كان التحصيل الأكاديمي المتدني والخصائص التعليمية المحددة من قبل الأنشطة التشخيصيّة تظهر بشكلٍ متكررٍ في أداء الطالب في البرنامج التربوي العادي.
- اتخاذ الإجراءات الخاصة بالتقييم التربوي لذوي صعوبات التعلم، للحصول على المعلومات المطلوبة.
- وأخيرًا مراجعة البيانات والمعلومات التي تستخدم لتقرير ما إذا كان الطّالب معوّقًا أم لا. ومن ضوء نتائج التّقييم يمكن التّعرف على الطّلاب ذوي صعوبات التعلم النمائية، ووضع الاستراتيجيات التعليمية العلاجية المناسبة لهم.
اقرأ أيضًا: يعد التذكر أدنى مستويات التفكير
علاج صعوبات التعلم النمائية
يتعمد علاج صعوبات التعلم النمائية على استراتيجيات متعددة تساعد الطالب على التّغلب من صعوبات التعلم النمائية، وأهم هذه الطرق: [2]
التكرار
يعتبر أسلوب التكرار من أكثر الأساليب نجاعةً في التعليم وخاصةً بالنسبة للأطفال الصغار، فيتعلمون منه أكثر. وبشكلٍ خاص الذّين يعانون من صعوبات التعلم النمائية فهم بحاجة للكثير من التكرارات.
البيئة الغنية
من الضروري توفير بيئة غنيّة بالألعاب والفعاليات وسهولة عملية الوصول إلى كل فعاليّة. وتنويع الفعاليات بحيث تشمل جميع الحواس، أي الأشياء التي يمكن رؤيتها أو شمّها أو لمسها أو سماعها.
تشجيع البحث
تعتبر طريقة مهمة جدا لعلاج صعوبات التعلم النمائية، فمثلا بعد الانتهاء من تعلم الأشكال الهندسيّة نطلب منهم البحث عن أشكال هندسية في الغرفة وتسميتها.
تطوير مهارات توظيف الجمل المركبة
وذلك بتشجيع الطفل على استخدام العبارات المركبة التي تحتوي على أفعال وصفات متلازمة، مثل: هذا بيتٌ جميلٌ. وكذلك يجب مساعدته على إدخال صفات أفعال مرافقة للكلمات التي يستخدمها، مثلًا إذا قال الطفل سيارة، نقول له: نعم إنّها سيارة كبيرة.
تطوير مهارات التنظيم والتصنيف
يحتاج الأطفال من ذوي صعوبات التعلم النمائي إلى برنامج يومي ينظم يومهم، فهذا يعلمهم الوقت والانتظام. كما ويعلمهم قيمة الوقت والنظام. كذلك يجب الاعتماد على الطفل في بعض الأمور البسيطة مثل تنظيف الطاولة وترتيب كل شيء في مكانه، وترتيب القصص والألوان. ومن الضروري أن نشرح للطفل أن الأشياء في البيئة مرتبة بترتيب منطق الأزواج والمجموعات والعائلات والمتشابهات بصفات معيّنة. وحسب هذه القاعة يمكننا ترتيب الأشياء حسب صفة أو وظيفة معيّنة.
تطوير مهارة توجيه الأسئلة
من الضروري تعليم الطفل على كيفيّة طرح السؤال وكيفيّة الإجابة عليه. فمثلًا نسأل الطفل: أين الكرة؟ ونتلقى إجابة كاملة من الطفل، وهي: الكرة في السّلة. وبذلك يتعلم الطفل أنّ الأسئلة التّي تبدأ بكلمات معيّنة يتم الإجابة عليها بطريقة معينة. كما أنه يتعلم التّعميم وتطوير المهارات اللغوية وتوظيف التفكير المنطقي بشكلٍ سليمٍ.
إثارة الكلام واللغة
من الضروري أيضا الاهتمام باللفظ السّليم عند تعبير الطفل عن حاجاته، ويكون ذلك من خلال مراقبة الطفل والانتباه إلى طريقة تكوينه للكلام والأصوات. والطلب منه تكرار الكلمات والجمل بطريقة مريحة. كما يجب مساعدة الطفل على تكوين جملة كاملة توصل الفكرة بوضوح.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا الذي سلطنا فيه الضوء على معنى صعوبات التعلم النمائية وعلاجها، وذكرنا أبرز أسباب حدوثها، بالإضافة إلى خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم، ومن ثم تطرقنا بالحديث عن الأعراض التي تصاحب المصاب بصعوبات التعلم النمائية، وطريقة تشخيص الإصابة بها.
المراجع
- childdevelopment , Learning Difficulties , 05/12/2021
- childmind , Learning Disorders , 05/12/2021
التعليقات