هل التفكير والقلق يسبب نقص الوزن

هل التفكير والقلق يسبب نقص الوزن أو زيادته عند الاستغراق به لمدة طويلة أم ليس له أي تأثير على الوزن؟ وإذا كان للقلق تأثيرًا ملحوظًا على الوزن فكيف يحدث هذا التأثير وكيف يحمي الإنسان نفسه من الوقوع في هذه المشكلة؟ يجيب موقع المرجع على هذه الأسئلة وأكثر في هذا المقال الذي يتحدث عن القلق وتأثيره وكيفية علاجه مع توضيح أهم المعلومات التي يحتاجها الإنسان إذا أُصيب بهذا النوع من القلق.

لمحة عامة عن القلق

القلق هو أحد المشاعر الإنسانية الطبيعية الموجودة عند كل البشر، والقلق الطبيعي أمر هام جدًا حيث يجنب الإنسان الوقوع في المخاطر، ويكون القلق طبيعيًا حين يكون ناتج عن مشكلات حقيقة تواجه الإنسان أو أمر من شأنه إيقاع ضرر به، ولكن قد يتحول هذا القلق إلى قلق مرضي مستمر طوال الوقت مما يعيق الإنسان في حياته ويؤثر على أفكاره وقرارته، كما يمكن للقلق الزائد المستمر أن يؤثر على جسد الإنسان ويسبب له الكثير من المشكلات الصحية الناتجة عن هذا القلق والضغط والتفكير المستمر، وعلى الرغم من كون القلق منشأه الدماغ إلى أنه يؤثر بشكل ملحوظ على الجهاز الهضمي وغيره من أجزاء الجسم المختلفة، وتعتبر أبرز أعراض القلق الجسدية هي:[1]

• اضطراب الجهاز الهضمي والغثيان.
• تهيج في البطن والأمعاء.
• التعرق الزائد.
• سرعة ضربات القلب وخفقانه.
• رعشة بسيطة في اليد.
• صعوبة التنفس.
• اضطرابات الشهية.

شاهد أيضًا: ما سبب الضيقة المفاجئة في علم النفس

تأثيرات القلق

يؤثر القلق على الإنسان في الناحية النفسية والهرمونية والعصبية والسلوكية لدرجة تعيق حياة الشخص المصاب بالقلق، فتضطرب مشاعره وتصرفاته ونمط حياته بأكمله بما في ذلك شهيته وعاداته الغذائية وشعوره بعدم الراحة مما يؤثر على وزنه بشكل مباشر وملحوظ، ويمكن توضيح هذه التأثيرات على النحو التالي:[2]

• الناحية النفسية: يشعر الإنسان بالاضطراب والتوتر والضيق الذي لا يعرف سببه نتيجة تأثير القلق على إشارة المخ التي تؤثر على مختلف مشاعر الإنسان وأفكاره.
• الناحية العصبية والهرمونية: يستثار الجهاز العصبي بفعل القلق وتصبح الدماغ في حالة نشاط زائدة مما يساعد في إفراز الهرمونات بطريقة مختلفة عن المعتاد، كما تتغير رسائل المخ إلى الجهاز الهضمي وتضطرب مما يؤثر بشكل كبير على العادات الغذائية سواء بزيادة الشهية أو نقصانها، كما تتسبب في اضطراب الجهاز الهضمي والشعور بآلام في البطن، كما يمكن أن يسبب الغثيان أو غيره من مشاكل الهضم.
• الناحية السلوكية: يسبب القلق اضطراب في السلوكيات العامة ومنها العادات الغذائية، فقد يشعر المصاب بالقلق بصعوبة اختيار أنواع الطعام الذي يأكله مما يجعل نظامه الغذائي منقوص أو قد يفقد شهيته تجاه الأكل تمامًا مما يسبب في نقصان وزنه، كما أنه يمكن للقلق أن يزيد رغبة الإنسان في تناول المزيد من الأطعمة للتغلب على شعور التوتر وعدم الراحة مما يسبب تغيرات ملحوظة في الوزن.

هل التفكير والقلق يسبب نقص الوزن

يتسبب القلق المستمر في نقصان الوزن عند بعض الناس الذين يفقدون الشهية في حالات القلق وخاصة إذا كان مصاحب لحالة الاكتئاب، ويختلف تأثير القلق من شخص لآخر كما يختلف بين الرجال والنساء أيضًا، كما أن القلق يمكن أن تختلف أعراضه في نفس الشخص بحسب درجة القلق التي يتعرض له، والجدير بالذكر أيضًا أن القلق يؤثر على الجهاز العصبي والهضمي والوظائف الحيوية للإنسان، ويمكن توضيح كيف يتسبب القلق في نقص الوزن في الفقرة التالية.[3]

كيف يؤدي القلق إلى فقدان الوزن

يؤدي القلق إلى فقدان الوزن عن طريق عدة طرق حيوية فهو لا يؤثر على الحالات النفسية والقرارات العقلية فحسب بل إنه يؤثر على الوظائف الحيوية الداخلية للجسم ويؤثر على عمل الأجهزة الضرورية للإنسان، وفيما يلي توضيح كيف يمكن للقلق التسبب في نقص الوزن:[4]

• فقدان الشهية: يتسبب القلق  والتوتر لدى بعض الناس في انعدام قدرتهم على التركيز في أي شيء غير القلق مما يجعلهم يهملون الطعام ويفقدون الشهية ولا يتناولون برنامجهم الغذائي بشكل صحيح مما يؤدي إلى نقصان وزنهم بشكل ملحوظ.
• مشاكل في الهضم والامتصاص: قد يتسبب القلق في تحفيز وإثارة العصب المبهم (vegal nerve) وهو العصب المسؤول عن التغذية العصبية لأنسجة الجهاز الهضمي مما يجعل له دور بارز في عملية الهضم وامتصاص الغذاء، لذلك فإن تحفيز هذا العصب بفعل التوتر والقلق يمكن أن يؤدي لعدم القدرة على الهضم مما يسبب نقصان واضح في الوزن.
• زيادة إفراز هرمون الأدرينالين: يفرز هذا الهرمون بشكل طبيعي عند الشعور بالخوف فيقوم بزيادة مستوى السكر في الدم لزيادة الطاقة مع زيادة في ضربات القلب وذلك بهدف مساعدتنا على اتخاذ القرارات للازمة لتجنب الخطر، وفي حالة القلق المستمر فإن إفراز هذا الهرمون بشكل كبير يتسبب في انقباض الأوعية الدموية التي تمد الجهاز الهضمي بالدم مع عمل استرخاء لعضلات الجهاز الهضمي، فبالتالي يقل عمل الجهاز الهضمي مما يتسبب في التأثير على الوزن.
• زيادة إفراز هرمون الكورتيزول: عند الشعور بالقلق تتحفز الغدة النخامية ثم تقوم بتنبيه الغدة الكظرية لتفرز نسبة كبيرة من هرمون الكورتيزول، وإفراز هذا الهرمون بكثرة يؤثر على الهضم حيث أنه يتطلب مزيد من حرق السعرات الحرارية عن طريق إفراز الأحماض الدهنية في الكبد، كما أنه يؤثر على عملية التمثيل الغذائي في الجسم مع حدوث تغيرات في النظام الغذائي، بالإضافة إلى أن هذا الهرمون يقلل من عمل الجهاز الهضمي ليواجه القلق ومن ثم يحدث نقصان الوزن.

شاهد أيضًا: أسباب فقدان الوزن أثناء الرضاعة

متى يكون نقصان الوزن مقلقًا

يكون نقصًا الوزن مقلقًا إذا كان مستمر بشكل ملحوظ دون اتباع لأي نظام غذائي أو حمية معينة للتخسيس، ولكن إذا كان النقصان بسيطًا كأن يفقد الإنسان من نصف كيلو إلى اثنين كيلو فهذا ليس مدعاة للقلق فقد يكون هناك أي سبب آخر لفقدان الوزن، أما إذا استمر نقصان الوزن إلى أن وصل إلى 5% من إجمالي وزن الجسم فهنا يجب استشارة الطبيب فورًا.

الحل للتغلب على نقصان الوزن بسبب القلق

إذا تم التأكد من كون القلق هو السبب في نقصان الوزن فإنه يمكن حل هذه المشكلة بطرق بسيطة يجدر بنا أن نذكرها في حديثنا عن هل التفكير والقلق يسبب نقص الوزن، ويمكن إجمال هذه الطرق في النقاط التالية:

• التخلص من المسبب الرئيسي للتوتر.
• محاولة العودة إلى نظام حياتك السابق بالتدريج.
• الحرص على تناول بعض الوجبات الصغيرة على مدار اليوم.
• الحفاظ على جدول منتظم لتناول الغذاء اليومي.
• الاهتمام بتناول الأطعمة الصحية وبعض الأطعمة التي تسبب تحسين المزاج.

شاهد أيضًا: فوائد الغذاء الصحي

هل القلق يسبب زيادة الوزن ولا نقصانه

يمكن للقلق أن يتسبب في زيادة الوزن أيضًا حيث أن العلاقة بين القلق والوزن علاقة معقدة، قد أشرنا مسبقًا خلال إجابتنا عن سؤال هل التفكير والقلق يسبب نقص الوزن إلى أن تأثير القلق يختلف من شخص إلى آخر، فهناك بعض الأشخاص عندما يشعرون بالقلق تزداد حاجتهم للطعام وتعاطي الكثير من السعرات الحرارية للتغلب على التوتر، وقد أشارت مجلة Psychosomatic Medicine الطبية في أحد الدراسات التي نشرتها في عام 2016 أن هناك علاقة وثيقة بين القلق وبين زيادة الوزن عند النساء تحديدًا حيث أنهن يميلن إلى استهلاك سعرات حرارية أكبر عند تعرضهم للقلق والتفكير المستمر، ومن المعروف أن القلق يؤثر على الإنسان من الناحية السلوكية والجسدية والهرمونية ويمكن توضيح هذا التأثير على النحو التالي:[5]

• الناحية الجسدية: يمكن للقلق أن يتسبب للجسم في عدة أعراض مزعجة مثل الإمساك والغثيان وسرعة ضربات القلق مما يؤثر على العادات الغذائية وبالتالي على الوزن.
• الناحية السلوكية: قد يسبب القلق وخاصة إذا كان مصاحب للاكتئاب في إعاقة الحياة اليومية للإنسان حيث يفقد قدرته على الحركة والخروج من المنازل ومزاولة مهام حياته مما يسبب زيادة الوزن.
• الناحية الهرمونية: يطلق الجسم عدة هرمونات لمواجهة القلق منها هرمون (Corticotropin-Releasing Factor) الذي يؤثر على شهية الإنسان، كما أنه يزداد إفراز هرمون الكورتيزول الذي يسبب سرعة في الهضم فيحتاج الإنسان إلى تناول كمية أكبر من المعتاد حتى لا تصاب المعدة بالتقرحات الناتجة عن زيادة العصارة الهضمية.
• الناحية النفسية: قد يؤثر القلق بشكل كبير على الشهية في بعض الأشخاص فيجعلهم يشعرون برغبة أكبر في تناول الطعام عمومًا والسكريات خصوصًا، وذلك في محاولة نفسية للتغلب على التوتر الناتج عن القلق.

شاهد أيضًا: كيف أعالج نفسي من الاكتئاب

نصائح للتخلص من القلق

يمكن التقليل من حالة التوتر أو القلق ببعض النصائح البسيطة التي تعطي للإنسان بعض الإيجابية فعلى الرغم من كون الشعور بالقلق أمر طبيعي في بعض الأحيان إلا أنه يمكن التعامل معه بإيجابية للتقليل من الآثار السلبية له، لذلك لم نغفل عن توضيح هذه الطرق الهامة في مقالنا حول هل التفكير والقلق يسبب نقص الوزن، وهذه النصائح هي:[6]

• ممارسة تمارين الاسترخاء واليوجا.
• الحرص على ممارسة الرياضة بشكل عام.
• الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن.
• الابتعاد عن تناول كميات كبيرة من النيكوتين.
• أخذ قسط وافر من النوم العميق.
• التفكير في المشكلة المسببة للقلق إيجابية ومحاولة التعامل معها بمنطقية.

إلى هنا ينتهي المقال بعد أن أجاب عن السؤال الهام هل التفكير والقلق يسبب نقص الوزن وأوضح كيف يحدث هذا النقصان، كما أنه وضح علاقة القلق بزيادة الوزن أيضًا وكيف أن العلاقة بين القلق والوزن علاقة معقدة، وأخيرًا تم توضيح أهم النصائح للتغلب على القلق.