كم عدد المرات التي ذكرت فيها الزكاه في القران الكريم

كم عدد المرات التي ذكرت فيها الزكاه في القران الكريم سؤالٌ لطالما جال في أذهان الكثير من المسلمين، فالزكاة من أحبّ الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وهي من أركان الإسلام، وقد وردت في كثير من مواطن القرآن الكريم، ويساعدنا موقع المرجع على معرفة المرات التي ذكر فيها القرآن الكريم الزكاة، ومعرفة تفاصيل هذا الركن وأحكامه في الشريعة الإسلامية.

مفهوم الزكاة

إنّ الزكاة سببٌ من أسباب نمو الأموال وحصول البركة فيها، وكذلك هي سبيلٌ لتطهير صاحبها من الذنوب، قال تعالى في سورة التوبة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}،[1] وقد يتساءل البعض عن تعريف ومفهوم الزكاة في اللغة والاصطلاح، وهو ما سيتمّ توضيحه فيما سيأتي:[2]

  • تعريف الزكاة في اللغة: وتحمل الزكاة في اللغة معنيين اثنين، الأول هو النماء والزيادة والبركة في الشيء، والثاني هو الطهارة، والأصل فيها في معاجم اللغة أنها النماء والطهارة والبركة والمدح.
  • أمّا تعريف الزكاة في الاصطلاح: فقد ورد في تعريفها الكثير من الأقوال التي تصبّ وتحمل نفس المعاني، فهي إيتاء جزء مقدر من النصاب الحولي للفقراء والمساكين في سبيل الله تعالى.

حكم الزكاة في الإسلام

إنّ الزكاة هي من الفرائض التي أوجبها الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين، فهي الركن الثالث من أركان الدين بعد شهادة أن لا إله إلا الله، محمّدٌ عبده ورسوله، وبعد إقامة الصلاة، وقد فرضت على المسلمين بدلائل من السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم:[3]

  • قال تعالى في سورة النور: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[4]
  • وكذلك في الحديث الصحيح، ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍشَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ“.[5]

شاهد أيضًا: اذكر الدليل من السنة على اشتراط الحول في الزكاة

كم عدد المرات التي ذكرت فيها الزكاه في القران الكريم

إنّ عدد المرات التي ذكرت فيها الزكاه في القران الكريم هو ثمانية وخمسين مرة في اللفظ الصريح وما اشتقّ منها، فقد وردت هذه الكلمة بصيغة الفعل في عشرين موضع من القرآن الكريم، وكذلك وردت في ثمانية وثلاثين موضعًا بصيغة  الاسم، وأولها ما ورد في سورة البقرة، قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}.[6] وقد ذكرت الزكاة في كثير من المواضع بالجمع مع الصلاة، حيث بلغ ذلك ستٌّ وعشرون آية، وأمّا ذكرها في سياقٍ منفصلٍ فقد كان في خمسة مواضع من القرآن الكريم، وقد وردت الزكاة في القرآن الكريم على معانٍ مختلفة سيتمّ ذكرها فيما سيأتي من المقال.[7]

الزكاة بمعناها الشرعي في القرآن

إن معنى الزكاة الشرعي هي المفروضة على المسلمين بالشروط المعلومة، وهذا الصنف من اللفظ هو الأكثر وروداً في القرآن الكريم، ومن هذه المواطن:[7]

  • قال تعالى في سورة البقرة: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}.[6]
  • وكذلك جاء في سورة فصلت، قوله تعالى: {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}.[8]

الزكاة بمعنى الطهارة المعنوية في القرآن

وهي بمعنى التطهير من الكفر والذنوب وللدنس، وضلك بالتوبة والعودة إلى الله سبحانه، والإيمان به حق الإيمان، فيترك المؤمن لأجل خالقه الذنوب كبيرها وصغيرها، ويجتنب المعاصي، وقد ورد لفظ الزكاة بهذا المعنى في عديد المواطن من القرآن الكريم، منها:[7]

  • في سورة فاطر، قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.[9]
  • وكذلك قال تعالى في سورة النور: {فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}.[10]

الزكاة بمعنى البراءة في القرآن

والبراءة تكون من الذنوب، وقد ورد لفظ الزكاة بهذه المعنى في قصة سيدنا موسى -عليه السلام- مع الرجل الصالح، قال تعالى في سورة الكهف: {فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا}،[11] وكذلك قوله تعالى من سورة النجم: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ}،[12] والتي تعني أن لا يشهد المؤمن لنفسه بكونها زكية وبريئة من الخطايا والذنوب.[7]

الزكاة بمعنى الأفضل في القرآن

إن مواطن و عدد المرات التي ذكرت فيها الزكاه في القران الكريم كثيرة، وقد حمل هذا اللفظ عدداً من المعاني في وروده في القرآن الكريم، ومن هذه المعاني التخيير والتفضيل، وقد جاء في ذلك:[7]

  • قال تعالى في سورة البقرة: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.[13]
  • وكذلك قوله تعالى من سورة النور: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}.[14]

الزكاة بمعنى البركة والحلال والصدقة

فقد وردت الزكاة على معاني مختلفة في القرآن الكريم، ومن هذه المعاني: البركة والحلال والصدقة، وأمّا عن مواطن ورودها في القرآن الكريم فهي:[7]

  • البركة: ما جاء في سورة مريم من قوله تعالى: {وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا}،[15] أي قد جعلها الخالق مباركًا لبني آدم ليهديهم سواء السبيل.
  • وكذلك بمعنى الحلال: ما جاء في قوله تعالى: {فلينظر أيها أزكى طعاما}.[16]
  • وأما الزكاة بمعنى الصدقة: فقد وردت في قوله تعالى من سورة الصافات: {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}.[8]

الزكاة بمعنى الصلاح والهداية في القرآن

كذلك حملت الزكاة معاني الصلاح والهدايا في آيات القرآن الكريم، ومن مواطن ذكر هذه الكلمة:[7]

  • الزكاة بمعنى الصلاح: كما جاء في قوله تعالى من سورة الكهف: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا}.[17]
  • وأمّا الزكاة بمعنى الهداية: كما ورد في سورة عبس من قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ}.[18]

الحكمة من مشروعية الزكاة في الإسلام

شرع الدين الإسلامي المحاسن، وغرس بذور المودة والرحمة بين عباد الله المؤمنين، وحرص الإسلام على المساواة وعدم التفريق بين أفراد المجتمع مهما كانوا، فأوجب الزكاة وأسباب التراحم والتعاون على البر والتقوى، وبعد بيان كم عدد المرات التي ذكرت فيها الزكاه في القران الكريم لا بدّ من بيان الحكمة من مشروعية الزكاة في الإسلام، وقد ذطر العلماء حكماً كثيرة للزكاة، وهي:[19]

  • أنّ الزكاة هي تمام الإسلام للمرء المؤمن وكماله، وذلك كونها من أركان الإسلام.
  • كذلك تعدّ إحدى أدلّة صدق إيمان من أخرج الزكاة.
  • كما تنتشل الزكاة المرء من البخلاء وتزكي أخلاقه.
  • وكذلك الزكاة سببٌ من أسباب انشراح الصدر وطيب النفس.
  • وكونها مفتاحٌ من مفاتيح دخول الجنة.
  • وكذلك تشدّ بنيان المجتمع الإسلامي.
  • و الزكاة تمنع الجرائم المالية، وتطفئ ثورة الفقراء.
  • وهي سببٌ لنزول الخيرات وتزكي الأموال للمسلم.
  • وكذلك تكفير الخطايا والذنوب وتطفئ غضب الرب.

كم عدد المرات التي ذكرت فيها الزكاه في القران الكريم مقالٌ فيه تمّ الحديث عن الزكاة، وكذلك بين مواطن ذكر الزكاة في القرآن على معانٍ مختلفة، وكذلك الحكمة من مشروعية الزكاة وحكمها في الإسلام.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 103
  2. alukah.net , تعريف الزكاة والدين لغة واصطلاحًا , 15/02/2021
  3. alukah.net , حكم الزكاة , 15/02/2021
  4. سورة النور , الآية 56
  5. صحيح البخاري , البخاري/عبدالله بن عمر/8/صحيح
  6. سورة البقرة , الآية 43
  7. islamweb.net , لفظ (الزكاة) في القرآن , 15/02/2021
  8. سورة فصلت , الآية 7
  9. سورة فاطر , الآية 18
  10. سورة النور , الآية 28
  11. سورة الكهف , الآية 74
  12. سورة النجم , الآية 32
  13. سورة البقرة , الآية 232
  14. سورة النور , الآية 30
  15. سورة مريم , الآية 13
  16. سورة الكهف , الآية 81
  17. سورة عبس , الآية 7
  18. islamqa.info , ما الحكمة من تشريع الزكاة؟ , 17/02/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *