معلومات عن سورة مريم

معلومات عن سورة مريم هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ليعلّمه للمسلمين، فيتدبّروا بآياته الكريمة ويعرفوا المقاصد والأحكام الّتي تحتويها الآيات الكريمة، في موقع المرجع سنتعرّف على أهمّ المعلومات عن سورة مريم ومقاصدها وآياتها العظيمة.

معلومات عن سورة مريم

سورة مريم هي واحدةٌ من أعظم السّور الّتي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والّتي تحمل بين آياتها العديد من الأحكام والمقاصد والمعاني العظيمة، وسورة مريم هي السّورة التّاسع عشرة بترتيب المصحف العثماني، وأمّا ترتيبها في نزول السّور القرآنية فهي السّورة الرّابعة والأربعون، ولقد قال أهل العلم أنّها سورةٌ مكيّة النّزول حيث نزلت في السّنة الرّابعة من البعثة المباركة، وقد نزلت قبل سورة طه، وبعد سورة فاطر، وقد بلغ عدد آياتها الكريمة سبعًا وتسعين آية، وقيل ثمانٍ وتسعين، وقيل ثلاثًا وتسعين آية كريمة، وقد اُفتتحت سورة مريم بقوله تعالى: {كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}.[1] ولهذه السّورة العديد من الفضائل الّتي قد ذكرت في الأحاديث النّبويّة المباركة، وسيتمّ التّعرّف عليها فيما يأتي.[2]

شاهد أيضًا: فضل قراءة سورة يوسف يوميا

سبب نزول سورة مريم

لقد ذُكرت في السّنّة النّبويّة المباركة العديد من الأسباب لنزول آيات سورة مريم، وسنذكر هذه الأسباب تباعًا، وهي:[4]

  • نزل قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}.[3]  وذلك عندما تأخّر الوحي بالنّزول على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فسأله رسول الله سبب تأخّر الوحي، فأجابه جبريل عليه السّلام بهذه الآية بأمر الله تبارك وتعالى.
  • نزل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.[5] وقد نزلت هذه الآية لزرع المحبّة والودّ في قلوب الّذين آمنوا بالله تعالى واتّبعوا رسوله، وأنّ الله تعالى يلقي في قلوبهم المحبّة لبعضهم.
  • نزل قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا}.[6] في أبيّ بن خلف حين فتت بين يديه عظامًا بالية وقال زعم لكم محمدٌ أنّا نبعث بعدما نموت.
  • نزل قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا}.[7] في العاص بن وائل السهميّ حيث قال لخباب بن الأرت الّذي أسلم وأظهر إسلامه للمشركين، أنّه لن يردّ له ماله حتّى يكفر بالدّين الإسلاميّ، فرفض خباب رضي الله عنه وقال له لا أكفر حتّى تموت وتبعث، فسخر منه العاص بن السّهمي وقال له أنّه سيكون في الجنّة بعد موته، وقصد بذلك الاستهزاء بالدّين الإسلاميّ فنزلت الآية.

شاهد أيضًا: اسماء الانبياء المذكورين في سورة مريم بالترتيب

سبب تسمية سورة مريم بهذا الاسم

إنّ سبب تسمية سورة مريم بهذا الاسم هو أنّها قد نزلت بقصّة مريم العذراء أطهر نساء الأرض، وهي أمّ نبيّ الله عيسى عليه السّلام، والّتي أنجبته دون أن يمسّها رجلٌ أبدًا وبذلك كانت ولادة نبيّ الله عيسى معجزةً من المعجزات الإلهيّة العظيمة، وقد ذكر أهل العلم أنّ أكثر كتب السّنة والمصاحف وكتب التّفسير قد ذكرت السّورة باسم سورة مريم، وقد ورد هذا الاسم في أحد الأحاديث النّبويّة المباركة، وقيل أنّ لها اسمًا آخر وهو سورة كهيعص، لكنّ السّيوطي رحمه الله تعالى لم يعدّ سورة مريم من السّور الّتي ورد لها اسما أو أكثر، والله أعلم. [2]

فضل سورة مريم

ورد في فضل سورة مريم العديد من الأحاديث منها ما هو صحيح ومنها ما ضعّفه أهل العلم وتركوه، ومنها ما رواه أبو بكر بن عبد الرّحمن رضي الله عنه عن أمّ المؤمنين سلمة، حين روت ما حدث بعد الهجرة إلى الحبشة، حيث طلب النّجاشيّ ملك الحبشة من المسلمين قراءة آياتٍ من القرآن الكريم وقرأ له جعفر بن أبي طالب من سورة مريم والحديث يقول: “فقرَأ عليهم صَدرًا مِن سورةِ {كهيعص}. فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ، حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحفَهم، ثُمَّ قال: إنَّ هذا الكَلامَ ليَخرُجُ مِن المِشكاةِ التي جاء بها موسى، انطَلِقوا راشدينَ، لا واللهِ، لا أرُدُّهم عليكم، ولا أنعَمُكم عَينًا”.[8] كذلك ذُكرت بعض الأحاديث الضّعيفة منها ما يقول: “من قرأ سورة مريم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بزكريا وكذب به وبيحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وموسى وهارون وإسحاق ويعقوب وإسماعيل وإدريس وبعدد من دعا لله ولدًا وبعدد من لم يدع لله تعالى ولدًا”. وقال أهل العلم أنّ لا أصل لهذا الحديث وهو موضوعٌ ومتروك، والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: أقسم الله تعالى في سورة العصر

قصص واردة في سورة مريم

إنّ من أهمّ معلومات عن سورة مريم هو أن يعرف المسلم القصص التي وردت في سورة مريم، حيث عرضت الكثير من قصص الأنبياء والصالحين التي تحمل في طيّاتها العبر والموعظة للمسلمين، وقد بدأت بذكر قصّة نبيّ الله زكريا -عليه السّلام- وكيف أنّ الله يحانه رحمه ورحك كبرته، وجعله يكفل مريم العذراء، ولم يكن له ولد وكان يبلغ من الكبر عتيًّا، فتوجّه لإلى الله يدعوه ويناجيه أن يهب له غلامًا زكيًّا، وكانت زوجته قد تقدّمت بالسّن وهو بلغ من العمر عتيًّا، فوهبه الله نبيّ الله يحيى -عليه السلام- وجعل له معجزةً أن لا يكلّم الناس ثلاث ليالٍ سويًّا، وكان يحيى بارًّا بوالديه صالحًا وحكيمًا.[4]

كذلك انتقلت السّورة لسرد قصّة مريم العذراء وابنها نبيّ الله عيسى عليهما السلام، وكيف أنّ مريم العذراء انتبذت من أهلها مكانًا بعيدًا وقد نفخ الله في بطنها من روحه دونما أبٍ له، وذلك بمعجزةٍ من الله للنّاس، وقد خشيت مريم أن يتهمها قومها بالفاحشة بعد ولادتها لنبي الله عيسى، فأنطقه الله في المهد ليخبر العالم كلّه أنّه نبي مرسل وأنّه عبد الله آتاه الكتاب.[4]

وانتقلت السورة بعدها لذكر أخبار عددٍ من الأنبياء والمرسلين باختصار، لكنّ قصّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- وهو يدعو أباه، كانت الأطول، فقد كان والد نبيّ الله إبراهيم وثنيًا يعبد الأصنام التي يصنعها، فقام إبراهيم يدعوه لعبادة الواحد الأحد برفقٍ ولين، واحترامٍ لمكانة الأب بالرّغم من كفره وجحوده، وذلك من باب حرصه على مصلحته وخوفه عليه من عذاب الله، لكن أباه لم يقبل دعوته وهدده وتوعدّه بالعذاب إن لم يكفّ عنه، وأمره أن يهجره لكن إبراهيم ردّ عليه بلطفٍ وعطفٍ شديدين وقال سأستغفر لك ربي وبادره بالقول الحسن.[4]

مقاصد سورة مريم

بعد ما ورد من معلومات عن سورة مريم فإنّ ذلك يدفع للخوض في مقاصد سورة مريم، حيث إن سورة مريم نزلت ردًا على اليهود الذين أفسدوا قولًا في حقّ مريم وابنها عيسى عليهما السلام، واشتملت على ثلاثة مقاصد رئيسة، وهي إثبات وحدانيّة الله وتنزيهه عن الولد وإثبات البعث يوم القيامة، ومما تضمنته من المقاصد ما يأتي:[2]

  • عرضت السّورة قصة زكريا عليه السلام وبيّنت بها قدرة الله على المعجزات فهو القادر على كلّ شيء.
  • أمرت السورة من خلال قصة يحيى عليه السلام أن يجدّ المسلمين ويحرصون على العلم وأمور الدين والدنيا.
  • بقصّة مريم وابنها عيسى -عليهما السلام- بيّنت قدرة الله على الخلق من غير سبب، فهو خلق عيسى من غير أب، وأنطقه في المهد.
  • لوم من لم يتّبع الأنبياء والمرسلين بالقول والعمل، ومن أتى بعدهم بالفواحش بالقول والعمل ومن أنكر البعث وغيرهم.
  • بيان أحوال المشركين الذين أنكروا البعث وتبجّحوا على المسلمين بمقامهم وما حلّ بهم من العذاب والهلاك.
  • وصفت السّورة الجنة وما بها من نعيم.
  • بيّنت السّورة أنّ القرآن بشير لأوليائه المتقين ونذيرٌ لأعدائه المعاندين.
  • كرّرت السّورة اسم الرّحمن ستّ عشرة مرّة، واسم الرحمة أربع مرات، فقصدت بيان وتحقيق وصف الله تعالى بصفة الرّحمن.

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الحاقة للاطفال

دروس وعبر من سورة مريم

تضمّ سورة مريم في آياتها الكثير من الدّروس والعبر والتي سيتمّ الكشف عنها واستنتاجها من خلال معلومات عن سورة مريم، وتتضمن تلك الدّروس مناهج في الحياة ككلّ، ومنها ما سيأتي ذكره:

  • تؤكّد سورة مريم أنّ الله هو ربّ العالمين واحدٌ أحد فردٌ صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، وأنّ كلّ ما يقال عن نبيّ الله عيسى بعكس أنّه نبيّ الله وعبده ورسوله فهو غير صحيح وافتراءٌ وكذب.
  • لا بدّ من استخلاص الدروس والعبر من قصص الأنبياء والمرسلين والأمم السابقة.
  • على المسلم أن يتأمل في خلق الله وفي تفاصيل إبداعه في الكون، وذلك باستحضار قلبه وجوارحه في العبادة.
  • على المسلم أن يكون ملحًّا بالدّعاء والتضرع إلى الله وأن يسأه من خيري الدنيا والآخرة فهو القادر على كلّ شيء وبيده ملكوت كلّ شيء، وعلى المسلم أن لا يقنط من رحمة الله ولا ييأس منها أبدًا.
  • اليقين بالله أمرٌ ضروري وواجب على المسلم.
  • برّ الوالدان من أعظم الأمور والعبادات التي ترضي ربّ العزّة والجبروت.

كم نبي ذكر في سورة مريم

قبل ختام مقال معلومات عن سورة مريم سيتمّ التعرف على كم نبي ذكر في سورة مريم، حيث إنّ سورة مريم ذكرت في آياتها اثني عشر نبيًا ورسولًا، ومنهم من تكرر ذكر اسمه كإبراهيم وزكريا ويحيى ويعقوب، ومنهم ذكرتهم السورة مرّة واحدة كآدم ونوح وإدريس وموسى وعيسى وإسماعيل وإسحق -عليهم السّلام- وأسماء الأنبياء المذكورين في سورة مريم هم على الشكل الآتي:[4]

  • نبي الله زكريا عليه السلام.
  • نبي الله يعقوب عليه السلام.
  • نبيّ الله يحيى عليه السلام.
  • نبي الله عيسى عليه السلام.
  • نبي الله إبراهيم عليه السلام.
  • نبي الله إسحق عليه السلام.
  • نبي الله موسى عليه السلام.
  • نبي الله هارون عليه السلام.
  • نبي الله إسماعيل عليه السلام.
  • نبي الله إدريس عليه السلام.
  • نبي الله آدم عليه السلام.
  • نبي الله نوح عليه السلام.

شاهد أيضًا: طريقة ختم سورة البقرة يوميا

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا معلومات عن سورة مريم، حيث تعرّفنا على سورة مريم وسبب تسميتها وأسباب نزولها، وتمّ الحديث عن فضلها وبعض القصص الّتي وردت فيها، بالإضافة إلى ذكر مقاصد سورة مريم والدّروس والعبر المستفادة منها، وأخيرًا عدد الأنبياء الّذين ذكروا في آياتها الكريمة.

المراجع

  1. سورة مريم , الآية 1-2.
  2. islamweb.net , مقاصد سورة مريم , 16/12/2021
  3. سورة مريم , الآية 64.
  4. marefa.org , سورة مريم , 16/12/2021
  5. سورة مريم , الآية 96.
  6. سورة مريم , الآية 66.
  7. سورة مريم , الآية 77.
  8. تخريج سير أعلام النبلاء , شعيب الأرناؤوط، أبو بكر بن عبد الرحمن، 1/216، صحيح.
  9. islamweb.net , فضل قراءة سورة مريم وسورة الإسراء , 16/12/2021

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *