معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة

معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة هو الموضوع الّذي سيتناوله المقال. وإنّ لفظ الصّحابيّ يطلق على كل مسلمٍ، قد رأى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، وآمن برسالته، وصدّق دعوته وشهد بأنّ الله تعالى هو الإله الواحد الأحد، ونبذ الشّرك والكفر. ثمّ توفي وهو على ملّة الإسلام. وهذا ما جاء في تعريف العلماء لمفهوم الصّحابيّ. ويهتمّ موقع المرجع في ذكر معلوماتٍ ونبذاتٍ عن حياة أحد الصّحابة الكرام الّذي كان بمثابة الابن للرّسول صلى الله عليه وسلّم.

فضائل الصحابة

كرّم الله تعالى الصّحابة رضوان الله عليهم، وفضّلهم عن بقيّة البشر بعد الرّسل والأنبياء، والصّحابة من آمنوا بالرّسل وصدّقوهم. وهم من أعانوهم ونصروهم خلال المسيرة الدّعويّة. وهم أتباع الرّسل عليهم السّلام المقرّبون، إنّ الصّحابة الّذي كرّمهم الله -سبحانه وتعالى- وذكرهم في كتابه العزيز. هم أصحاب الرّسول محمّد -عليه أفضل الصّلاة والسّلام- حيث ذكرت فضائلهم العظيمة ومناقبهم الرّفيعة ومكانتهم العالية. ومن هذه الفضائل ما يأتي:[1]

  • أنّهم أفضل البشر بعد الأنبياء والرّسل عليهم السّلام. وخير القرون كما ذكرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • أنّهم الوسيلة والوسيط بين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين المسلمين من أمّته. فهم من تلقّوا العلم والفقه في الدّين عنه ثمّ نقلوه لغيرهم من المسلمين.
  • جعل الله على أيديهم الفتوحات العظيمة للبلاد وتوسيع الدّولة الإسلاميّة، ونصر المسلمين على المشركين.
  • أنّهم نشروا الفضائل ومكارم الأخلاق الّتي تحلّوا بها بين المسلمين. ونهوا عن كلّ منكرٍ وكل فاحشة.
  • وقد أمر الله -عزّ وجلّ- ومن بعده رسوله الكريم بالدّفاع عن الصّحابة ونصرتهم. واتّباعهم وإطاعة أمرهم، فهم خلف الرّسول عليه الصّلاة والسّلام. والله أعلم.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ذكر اسمه في القران صريحا

معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة

الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ بن القيس بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن قضاعة. كان الصّحابة -رضوان الله عليهم- يلقّبونه بحِبّ رسول الله. وإنّه مولى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن اشتراه حكيم حزام -رضي الله عنه- لعمّته خديجة بنت خويلد. فقد أصاب سبيٌ زيداً وقد وبيع في سوق عكاظ.

وبعد أن صار مولىً لأمّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وهبته بدورها لرسول الله. وقد خيّره رسول الله بين العودة لأهله وعائلته وبين البقاء عنده. فاختار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فتبنّاه النّبيّ، وبذلك صار اسمه في مكّة زيد بن محمّد، وقد حدث ذلك قبل النّبوّة، وبعد مجيء الإسلام حرّم الله تعالى التّبنّي فجعل بذلك زيداً يقال له زيد بن حارثة على اسم أبيه رضي الله عنه، وقد قال في ذلك عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “ما كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ إلَّا زَيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ حتَّى نَزَلَ في القُرْآنِ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هو أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}”.[2]

كذلك قد أحبّه الرّسول حبّاً شديداً حتّى سمّي بحِبّ الرّسول. ولمّا تزوّج زيد بن حارثة ورزقه الله تعالى بطفل، قد أسماه أسامة، أحبّرسول الله تعالى كحبّه لزيدٍ رضي الله عنه فجعل يناديه الحِبّ بن الحِب، رضي الله عنهما، وإنّ من مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه. أنّه الصحابي الوحيد الّذي ذكر اسمه في القرآن الكريم بصريح العبارة وذلك في سورة الأحزاب في آيتها السّابعة والثّلاثين والله أعلم.[3]

نشأة زيد بن حارثة

نشأ زيد بن حارثة رضي الله عنه في ديار أهله بنو كلب، أحد فروع بني قضاعة، وقيل في ولادته أنّه قد ولد قبل الهجرة المباركة بسبعٍ وأربعين عاماً وقيل ثلاثة أعوام،  وبينما كان في زيارة مع أمّه في ديار أهلها، أغار عليهم بنو القين بن جسر، وأسروه ثمّ باعوه عبداً في سوق عكاظ. ولم يعرف له أهله سبيلاً بعد ذلك، فاشتراه حكيم بن حزام لعمّته خديجة رضي الله عنها، ثمّ وهبته للرّسول بعد زواجهما، ونشأ زيدٌ في بين النّبوّة نشأةً حسنةً.

كذلك قد تعلّم من أخلاق النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأحبّه حبّاً شديداً وجعله بمثابة والده، لما رأى من حسن معاملته وطيبته وعطفه صلّى الله عليه وسلّم. وبعد مرور عدّة سنواتٍ على ذلك، مرّ نفرٌ من بني كلبٍ على مكّة للحجّ، فرأوا زيداً عند النّبيّ، فعرفوه، وعادوا لقبيلتهم ليخبروا أهله بمكانه. فجاء والده وعمّه ليأخذاه من مكّة إلى أرضهم، فخيّره رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بينه وبين أهله، فاختار رسول الله  وبقي عنه، وأبى أن بعود مع والده. وعندما اختار زيد بن حارثة النّبيّ، أشهد الرّسول أهل مكّة بأنّه قد تبنّى زيداً. وصار بمثابة ابنه ويرثه، فسرّ أهله بذلك. و كذلك صار أهل مكّة ينادونه بزيد بن محمّد. إلى أن جاء الأمر من الله -تبارك وتعالى- بتحريم التّبنّي. والله أعلم.[4]

إسلام زيد وصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم

كان زيد بن حارثة من السّبّاقين للإسلام. فهو أوّل من أسلم بعد أمّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها. فقد أسلم قبل أبو بكرٍالصّدّيق رضي الله عنه وأرضاه، وعندما أسلم كان يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عاماً أو يقال ثلاثين عاماً فقط، وصحب رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- ولازمه وأخذ عنه العلم والفقه في الشّريعة والقرآن الكريم. ثمّ أمره رسول الله بالهجرة إلى المدينة المنوّرة وفارقه عند الهجرة، وعندما وصل المدينة حل ّضيفا صعلى كلثوم بن الهدم. وبعد أن هاجر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة وآخى بين الأنصار والمهاجرين. آخى بين زيدٍ وبين أسيد بن حضير رضي الله عنهما والله أعلم.[4]

زواج زيد بن حارثة من زينب بن جحش

زوّج رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- زيد بن حارثة بعد أن تبنّاه ابنة عمّته زينب بنت جحش رضي الله عنها، وبعد فترة ٍمن الزّمن طلّقها، فرغب رسول الله بالزّواج منها لكنّه تردّد في هذه المسألة، فزيدٌ ابنه بالتّبنّي فكيف يتزوّجها، وكانت تلك المشكلة بعد مجيء الإسلام، فنزل قول الله تعالى على النّبيّ وفيه الشّفاء والحلّ لهذه المشكلة. وقوله تعالى هو: {فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}.[5] وبهذه الآية حرّم الله تعالى التّبنّي الّذي كان سارياً في أيّام الجاهليّة، وأمر أن يدعى كلّ متبنّى باسم أبيه.

كذلك وقد بيّن -تبارك وتعالى- أّنّه لا حرج على النّبيّ أو على غيره بالزّواج ممّن كانت قد تزوّجت من ابنٍ قد تبنّاه في الجاهليّة، ولا يخاف النّاس وما يقولون، لكنّ المنافقين قد أنكروا على رسول الله زواجه، وطعنوا فيه، وتلاسنوا فيما بينهم كيف يتزوّج زوجة ابنه المتبنّى، فنزل بذلك قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.[6] فدحضت بذلك أقوالهم الباطلة الّتي يقولونها عن رسول الله عليه أفضل الصّلاة والسّلام.[4]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة

الغزوات التي شهدها زيد

قد شهد زيد بن حارثة رضي الله عنه وأرضه العديد من المشاهد والغزوات، ومنها أنّه قد شارك في غزوة أحد مع رسول الله عليه الصّلاة والسّلام. و كذلك قد شارك في بدرٍ والخندق وخيبر، وأيضاً قد حضر صلح الحديبية مع بقيّة الصّحابة رضي الله عنهم أجمعين. كما ولّاه رسول الله القيادة في العديد من السّرايا منها القرَدَة والجَموم والطّرف. و كذلك كان هو أوّل أميرٍ قد ولّاه قيادة ثلاثة آلاف مسلم ٍلمحاربة الرّوم والغساسنة في مؤتة، وهذه الغزوة هي الّتي قد استشهد فيها والله أعلم.[4]

رواية زيد بن حارثة للحديث

إنّ الصّحابيّ الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه، قد روى عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الأحاديث. ومنها ما رواه بعد أن سمعه مباشرة من رسول الله، ومنها ما رواه عن أنس بن مالك رضي الله عنهما. وقد جاءت بعضٌ من الأحاديث الّتي رواها في سنن النّسائي وكذلك محمّد بن ماجه، وقيل أنّ من أخذ الأحاديث عن زيدٍ رضي الله عنه وراها، أنس بن مالك والبراء بن عازب وعبدالله بن عبّاس وأسامة بن زيد أي ابنه، وكذلك أخوه جبلة بن حارثة رضي الله عنهم أجمعين والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: من هو ترجمان القران وحبر الأمة

استشهاد زيد بن حارثة

شهد زيد بن حارثة العديد من الغزوات. وقاد الكثير من السّرايا. وآخر غزوةٍ خاضها هي غزوة مؤتةز و الّتي حارب فيها المسلمون الرّوم والغساسنة. وذلك على الرغم من قلّة عددهم مقابل الآلاف من الجنود الرّوم والمشركين العرب، والّتي انتهت بانسحاب المسلمين من أرض المعركة. وقد ولّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- زيد بن حارثة أميراً على جيش المسلمين، فإذا استشهد تولّى من بعده الإمارة جعفر بن أبي طالب ومن بعده عبد الله بن رواحة رضي الله عنهم. وقد استشهد زيد في هذه الغزوة بعد أن فراقت روحه جسده إثر الطّعن بالرّماح. ودعا له الرّسول بالغفران والعفو من الله تعالى. وقد استشهد -رضي الله عنه- في السّنة الثّامنة للهجرة، وهو ابن خمسٍ وخمسين عاماً رضي الله عنه وأرضاه.[4]

إنّ الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه حبّ رسول الله. كان من خيرة الصّحابة الكرام وأكرمهم عند الله تعالى ورسوله. وقد ذكر هذا المقال معلوماتٍ وفيرةٍ عن حياته وسيرته، وكذلك استشهاده في غزوة مؤتة. كما ذكر المقال مناقبه وفضائل الصّحابة الكرام. و كذلك تحدّث المقال عن قصّة زواج زيد من زينب بنت جحش وطلاقه لها. والآيات الّتي نزل فيها اسمه بصريح العبارة.

المراجع

  1. alukah.net , فضل الصحابة , 06/03/2021
  2. صحيح مسلم , مسلم/عبد الله بن عمر/2425/صحيح
  3. islamstory.com , زيد بن حارثة , 06/03/2021
  4. wikiwand.com , زيد بن حارثة , 06/03/2021
  5. سورة الأحزاب , الآية 37
  6. سورة الأحزاب , الآية 40

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *