هل المطر من علامات ليلة القدر

هل المطر من علامات ليلة القدر فبترقب المسلمين لليلة القدر ومحاولتهم التماسها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، فإنّهم يحرصون على معرفة العلامات التي تكون في ليلة القدر والتي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه على المسلمين التماسها في العشر الأواخر من رمضان لعظيم فضلها وبركتها والأجر فيها، ولذلك يهتم موقع المرجع ببيان ما هي علامات ليلة القدر الصحيحة كاملة وهل نزول المطر من علامات ليلة القدر.

ما هي ليلة القدر

إنّ ليلة القدر واحدة من أعظم الليالي في الوجود على الإطلاق، وقد منّ الله تعالى بها على عباده المسلمين، وقد خصّ شهر رمضان المبارك بها، وخصّ العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك تحديدًا بها، وفي العشر الأواخر هي في الليالي الوترية الفردية من العشر الأخيرة، وفيها الكثير من الفضل فهي خيرٌ من ألف شهر، وفيها نزل القرآن الكريم، وفيها تتنزل الملائكة بالرحمة والبركة، وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على التماسها وإحيائها.

شاهد أيضًا: إذا وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر هل تكون هي ليلة القدر

هل المطر من علامات ليلة القدر

ورد في بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ من علامات ليلة القدر نزول المطر فيها، لذلك اختار بعض أهل العلم أنّه يمكن أن يكون المطر من علاماتها، وآخرون قالوا لا يعدّ من علاماتها وذلك لأن بلاد المسلمين ممتدة ولا يمكن أن تمطر في ذات الليلة فيها كلّها، وقد ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُجَاوِرُ في العَشْرِ الَّتي في وَسَطِ الشَّهْرِ، فَإِذَا كانَ مِن حِينِ تَمْضِي عِشْرُونَ لَيْلَةً، وَيَسْتَقْبِلُ إحْدَى وَعِشْرِينَ يَرْجِعُ إلى مَسْكَنِهِ، وَرَجَعَ مَن كانَ يُجَاوِرُ معهُ، ثُمَّ إنَّه أَقَامَ في شَهْرٍ، جَاوَرَ فيه تِلكَ اللَّيْلَةَ الَّتي كانَ يَرْجِعُ فِيهَا، فَخَطَبَ النَّاسَ، فأمَرَهُمْ بما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: إنِّي كُنْتُ أُجَاوِرُ هذِه العَشْرَ، ثُمَّ بَدَا لي أَنْ أُجَاوِرَ هذِه العَشْرَ الأوَاخِرَ، فمَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَبِتْ في مُعْتَكَفِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ. قالَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ: مُطِرْنَا لَيْلَةَ إحْدَى وَعِشْرِينَ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ في مُصَلَّى رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَنَظَرْتُ إلَيْهِ وَقَدِ انْصَرَفَ مِن صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَوَجْهُهُ مُبْتَلٌّ طِينًا وَمَاءً”.[1]

شاهد أيضًا: هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة؟

علامات ليلة القدر الصحيحة

إن ليلة القدر محصورة في العشر الأواخر من رمضان لكنها لا تُعلم في أيّ ليلة تحديدًا تكون، إلا أنّ هنالك علامات أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم تميز هذه الليلة، ومنها علامات تكون في أثناء الليلة، وعلامات تكون بعد انقضائها، ومن تلك العلامات:[2]

• أن القمر يكون فيها ساطعًا وهي تكون ليلة ساكنة ساجية لا برد فيها ولا حر.
• وفيها يكون القمر طالعًا وهو أشبه بشق جفنة.
• وفي صباحها تطلع الشمس بيضاء لا شعاع لها، فكأن الشمس يومئذٍ لغلبة نور تلك الليلة على ضوئها تطلع غير ناشرة أشعتها في نظر العيون.

شاهد أيضًا: علامات ليلة القدر ابن باز

علامات غير صحيحة لليلة القدر

يتداول الكثير من المسلمين الكثير من علامات ليلة القدر منها الصحيح ومنها غير الصحيح، حيث يعتقد الكثير من الناس أن الأبنية والأشجار تسجد فيها كأنها وقعت من عاصفة وتعود في صبيحتها لوضعها الطبيعي، ويُعتقد أن الماء المالح في البحار يغدو حلوًا ويمكن شربه، ويعتقد أن الكلاب والحيوانات تتوقف عن التصويت فيها، وينتشر الضوء والنور فيها من غير مصدر، وأن المسلمين يرون صورة المسجد الحرام والمسجد النبوي والأقصى على السماء، وهذه كلّها لا صحة لها وهي خاطئة ولا يجوز الاعتقاد بها.

شاهد أيضًا: علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية

هل صوت الكلاب من علامات ليلة القدر

ذكر أهل العلم أنه لا يجوز أن يقال صوت الكلاب علوها وكثرتها أو توقفها من علامات ليلة القدر، وذلك أنّه لا يوجد أي دليل أو نص شرعي يدل على ذلك، وقد ورد الكثير من العلامات التي يتم تداولها بين الناس حول ليلة القدر، من اعتدال الجو وسكون الريح ونزول المطر وانشراح الصدر، ونباح الكلام وانقطاع النجم وعذوبة البحار وانتشار الأنوار وغير ذلك، لكن الصحيح من بين ذلك علامتان، خروج الشمس صافية في صبيحتها، وأن تكون معتدلة والقمر فيها ساطع.

شاهد أيضًا: علامات ليلة القدر الصحيحة المتفق عليها وفضلها

ليلة القدر في القرآن الكريم

لأهمية ليلة القدر فإنّها واردة في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وقد نزلت فيها سورة كاملة سميت باسمها وهي سورة القدر، ومواضع ذكر ليلة القدر في القرآن الكريم هي:

• قال تعالى: {إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.[3]
• قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.[4]

شاهد أيضًا: علامات صباح ليلة القدر وشروق الشمس

ليلة القدر في السنة النبوية الشريفة

وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة في ليلة القدر، ومنها ما يأتي:

• عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.[5]
• عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ” إنِّي رأيْتُ ليلةَ القَدرِ، ثُم أُنْسيتُها، فأُراني أَسجُدُ في ماءٍ وطينٍ، فمَنِ اعتَكَف معي، فلْيَرجِعْ إلى مُعتَكَفِه، ابْتَغوها في العَشْرِ الأواخِرِ في الوِترِ منها”، وهاجتْ علينا السَّماءُ آخِرَ تلك العَشيَّةِ، وكان نِصفُ المسجِدِ عَريشًا من جَريدٍ، فوكَف، فوالذي هو أَكرَمه وأَنزَل عليه الكتابَ، لَرَأيْتُه يُصلِّي بنا صلاةَ المَغرِبِ ليلةَ إحدى وعِشرينَ، وإنَّ جَبهَتَه وأَرنَبةَ أَنْفِه لَفي الماءِ والطينِ”.[6]

إلى هنا نصل لنهاية مقال هل المطر من علامات ليلة القدر، والذي بيّن مفهوم ليلة القدر، وأشار إلى علامات ليلة القدر الصحيحة، وعلاماتها الغير صحيحة، وسلط الضوء على مواطن ذكر ليلة القدر في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة.