ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين سبب النزول

ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين سبب النزول، إنَّ لكل آية من آيات القرآن الكريم سببًا لنزولها، ويساعد معرفة سبب النزول في تفسير الآيات، واستخراج الحكم الإسلامي المراد منها، لذلك لا بد من الرجوع إلى سبب نزول الآيات لتسهيل فهمها وتفسيرها، وسنتعرف من خلال موقع المرجع على سبب نزول آية ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين، والاختلاف في سبب نزول الآية، كما سنتحدث عن هل يجوز الترحم على غير المسلم، وسنتطرق في حديثنا إلى التعرف على حكم الدعاء لغير المسلم بالرحمة والمغفرة.

ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين سبب النزول

يعود سبب نزول الآية الكريمة إلى قصة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- مع عمه أبي طالب، حيث دخل عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما حضرته الوفاة، وكان عنده أبا جهل، فقال: أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاجُّ لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنه، فنزلت الآية الكريمة {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}[1]، كما نزل قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على غير المسلم الشعراوي

الاختلاف في سبب نزول ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين

أوضح أهل الدين والعلم أن سبب نزول الآية الكريمة {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} كانت في قصة أبي طالب بشكل مؤكد، أما سبب نزول قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} ففيه اختلاف، حيث أنّ هذه الآية الكريمة نزلت بعد الاستغفار لأبي طالب بفترة، وبالتالي فهي عامة في حقه وفي حق غيره، ويعود ذلك في إشارة الله تعالى للمؤمنين في الآية، ويتضح من الآيتين أن أبي طالب قد مات على دين غير الإسلام.

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

هل يجوز الترحم على غير المسلم

لا يجوز الترحم على غير المسلم باتفاق أهل العلم، سواء كانوا يهودًا أم نصارى أم غير ذلك، وقد تبين ذلك من خلال الأدلة الشريعة الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما أوضح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنَّ من يموت على دين غير الإسلام فهو من أصحاب النار، وأشار أهل العلم أن أهل النار لا يستغفر لهم.

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على المسيحيين

حكم الدعاء لغير المسلم بالرحمة والمغفرة

الترحم على الكافرين والاستغفار لهم هو أمر محرم، وقد أجمع علماء الأمة على ذلك، ويعتبر ذلك من الاعتداء في الدعاء، أي أن يسأل الإنسان ما لم يكن الله تعالى ليفعله، مثل سؤاله لمنزلة الأنبياء والشهداء وهو ليس منهم، أو طلب المغفرة للمشركين والكافرين، وبيّن أهل العلم أن الاعتداء في الدعاء قد يخرج صاحبه من ملة الإسلام.

إلى هنا نكون قد ختمنا مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين سبب النزول، والاختلاف في سبب نزول هذه الآية، كما تحدثنا عن هل يجوز الترحم على غير المسلم، وذكرنا حكم الدعاء لغير المسلم بالرحمة والمغفرة.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 113
  2. سورة القصص , الآية 56

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *