يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك سبب النزول
جدول المحتويات
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك سبب النزول؛ حيث إن هذه الآية تُعرف بكونها من الآيات القرآنية التي اختلف حول تفسيرها أهل العلم، إذ ذُكر في السبب وراء نزولها الكثير من الروايات المختلفة، ولذلك يتساءل بعض الناس عن السبب الذي أدى إلى نزول هذا القول من الله -سبحانه وتعالى-، وعن طريق موقع المرجع سوف نتعرف على سبب نزول يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك.
متى نزلت آية التبليغ
اختلف المفسرون حول متى نزلت آية التبليغ، فقد قيل إنها نزلت فيما بين مكة والمدينة بطريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحو حجة الوداع، أو في الذهاب منها، وقد نزلت هذه الآية من ضمن سورة المائدة، وهي من السور المدنية المعروفة بكونها آخر ما تم نزوله من القرآن الكريم، ومن ناحية اختلاف علماء الفقه حول زمن نزولها، فهناك العديد من الأقوال، حيث من بينها أن الآية الكريمة نزلت في بداية فترة التبليغ العام للإسلام، وبناءً على هذا تكون تلك الآية قد ذُكرت في نهاية سورة مدنية من أجل التذكير بأول عهد للدعوة، ومما قيل كذلك إنها نزلت في مكة المكرمة، وذلك ما تؤكده أغلب الروايات التي فسرت آية التبليغ.[1]
شاهد أيضًا: سبب نزول سورة المزمل
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك سبب النزول
وهي الآية التي نزلت في سورة المائدة، إذ قال فيها الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}[2] وقد اختلف المفسرون حول السبب وراء نزولها، حيث إن الحسن قد روي بأن الله -عز وجل- حينما بعث نبيه -صلى الله عليه وسلم- ضاق صدره لما أيقن أن بعضًا من الناس يكذبونه، فبالتالي نزلت تلك الآية، بينما قيل في سبب آخر أنها نزلت في عيب اليهود، وذلك أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- دعاهم للدخول في الإسلام، وحينها قالوا: “أسلمنا قبلك”، وظلوا يستهزؤون به ويقولون له: “تريد أن نتخذك حنانًا كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم حنانًا”، وعند رؤية النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا التزم الصمت، فنزلت تلك الآية وأمره -سبحانه وتعالى- بأن يقول لهم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ}[3]، وفي قول آخر بأنها نزلت في قصة زينب بنت جحش وزواجها.[1]
تفسير الآية يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك
لقد تم تفسير هذه الآية من خلال العديد من التفسيرات المختلفة، ومنها ما يلي:[1]
- القرطبي: ذكر القرطبي أن الصحيح في تفسير آية التبليغ هو الأخذ بالعموم، كما أشار إلى قول ابن عباس: “المعنى بلغ جميع ما أنزل إليك من ربك، فإن كتمت شيئا منه فما بلغت رسالته”، وكان هذا بهدف تأديب النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب التأديب لمن يحملون العِلم من الأمة الإسلامية، على ألا يقوموا بكتمان أي من الأمور التي تخص الشريعة.
- الألوسي: لقد زعمت تلك الطائفة أن المقصود بما أنزلنا إليك هي خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد تم الرواية بأسانيدهم عن أبي جعفر وأبي عبد الله -رضي الله عنهما- أنه تعالى أوحى إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- بجعل عليًا -رضي الله عنه- يتولى الخلافة، وكان يخاف أن يشق هذا على بعض من أصحابه، فقام -عز وجل- بإنزال تلك الآية لتشجيعه صلى الله عليه وسلم لفعل ما أُمر به.
- الشوكاني: هذا التفسير يفيد بأن الغرض من الآية أنه ينبغي على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يبلغ ما أنزله -عز وجل- إليه، وألا يُخفي شيئًا منه، وفي هذا بيان واضح على أنه لم يستطع أحد معرفة ما يتعلق بالتحديد بما أنزله الله في شيء.
شاهد أيضًا: تفسير الآية آمن الرسول بما انزل اليه من ربه
هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بعد عرض متى نزلت آية التبليغ، بالإضافة إلى ذكر يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك سبب النزول، وكذلك تفسير الآية.
المراجع
- islamweb.net , تفسير (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك..) , 17/07/2022
- سورة المائدة , الآية 67
- سورة المائدة , الآية 68
التعليقات