علاج الوسواس القهري نهائياً بإذن الله

علاج الوسواس القهري نهائياً بإذن الله يعتبر الوسواس القهري أحد أسوأ الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان لأنها تؤدي إلى تدمير ثقته بذاته وتصرفاته كما أنها في الكثير من الأحيان قد تضيع وقته في عمل أشياء لا جدوى منها مما يعود عليه بالضرر في حياته وقدرته على الإنجاز بصفة عامة لذلك يقوم موقع المرجع في هذا المقال بتوضيح كيف يمكن علاج الوسواس القهري بصورة بسيطة مأخوذة من هدي النصوص الدينية وتعتمد في أغلبها على إرادة الإنسان.

النظرة الإسلامية للوسواس

لقد احتوت اللغة العربية على الكثير من التعريفات للوسواس فكان منها ” حديث النفس بما لا نفع فيه ولا خير، الشيطان، الكلام الخفي، الكلام المختلط الغير واضح” بينما أقر الدين الإسلامي يوجود الوسوسة وشعور الإنسان بها في الكثير من الأحيان سواء أكانت مرضًا نفسيًا وحديث نفس أم كانت وسوسة من قِبل الشيطان في عقل الإنسان ليضله، ولقد ورد ذكر الوسواس في عدة مواضع في النصوص الإسلامية سواء أكانت أحاديثًا شريفة ام قرآن كريم، لذلك سوف نورد بعض ما ورد ذكره عن مشكلة الوسواس القهري في النصوص الإسلامية:

• من القرآن الكريم: “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى “[1]، “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ”[2].
• من السنة الشريفة: ” جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أحدنا ليجد في نفسه الشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة “.[3]

وهذا كله يدل على اعتراف الدين الإسلامي بمشكلة الوسواس القهري كأحد الأمراض النفسية أو على الأقل كتضليل من الشيطان للإنسان.

شاهد أيضًا: ما هو الوسواس القهري وما اسبابه واعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه

علاج الوسواس القهري نهائياً بإذن الله

إن الوسواس القهري له العديد من أنواع العلاجات التي تساعد في الشفاء منه كالعلاج السلوكي والعلاج الدوائي والعلاج باستخدام الدين، لكن من الأفضل أن يتم الاعتماد في علاج مشكلة الوسواس القهري على العلاجات التي تتعلق بالإرادة والتحكم بالنفس نظرًا لأن مرض الوسواس القهري لا يعد أحد الأمراض الخطيرة التي تؤثر على حياة الإنسان كما إن الأدوية قد تتسبب في اختلال في كيمياء المخ مما يتسبب بأضرار أكبر من الفوائد لذلك سنقتصر فيما يلي على العلاج الشرعي والسلوكي للوسواس القهري:

العلاج السلوكي للوسواس القهري

يعتمد العلاج السلوكي لمرض الوسواس القهري على جعل المريض يحاول تدريجيًا وبأقصى طاقته عدم فعل الأمور التي يحثه عقله على فعلها فمثلًا إذا كان الوسواس القهري لديه يتضمن شكه في فعل الأشياء فعليه أن يحاول بأقصى طاقته عدم الرجوع للتأكد من كونه فعلها أم لا إما إذا كان عقله يأمره بفعل أمور معينة بلا سبب كمد ساقه أثناء المشي لقدر معين أو غيرها من الأمور الشاذة التي لا معنى لها فعليه أن يتجاهل تلك الإرادة الغير مبررة ويحاول المشي بصورة طبيعية.

العلاج الديني للوسواس القهري

يمكن للإنسان أن يعالج الوسواس القهري بأسلوب ديني كما يلي:

• العلاج بالقرآن: لقد قال الله تعالى “قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ” [4] لقد أقر الإسلام إمكانية التداوي عن طريق قراءة القرآن لأنه يقوم بتهدئة النفس وطمأنتها.
• يدعو الله أن يزيل عنه المرض: يمكن للإنسان أن يدعو الله بأن يحل له مشكلته وهو ما سيساهم في تقوية إرادته وتحسين حالته النفسية كأن يقول “ربّنا أفرغ علينا صبراً وتوفّنا مسلمين وألحقنا بالصّالحين وأفوّض أمري إلى الله، إنّ الله بصير بالعباد” فهذا الدعاء يعد من أحد أهم الأدعية المأثورة الجامعة، وبالطبع فإنه من الممكن للمريض أن يبدل هذا الدعاء بأي دعاء أخر يرغبه.
• شغل النفس بما يفيدها: يجب على الإنسان أن يشغل نفسه بأي عمل يفيده أو يفيد الآخرين ويحتسب الأجر عند الله فإن هذا من شأنه أن يشغله عن الوسواس في داخله ويشجعه على مقاومته.

شاهد أيضًا: أفضل علاج للوسواس القهري مجرب

تجربتي مع علاج الوسواس القهري بالإرادة

إن مرض الوسواس القهري يصيب من 2% إلى 7% من سكان العالم وعادة ما يكون الشفاء من هذا المرض سهلًا حيث يتخلص منه نهائيًا حوالي 70% من المصابين به، وسوف نقوم في هذا الجزء من المقال بتوضيح تجربة أحد الأشخاص مع مشكلة الوسواس القهري وكيف استطاع أن يتخلص منها عن طريق اعتماده على إرادته الحرة فقط:

• لا يستطيع الكثير من الأشخاص تفهم الألم النفسي الواقع على مريض الوسواس القهري، البعض يعتقد أنه أمر من السهل تخطيه لكن لا هذا غير حقيقي، وبما أنني قد مررت بهذه التجربة اللعينة من قبل فأستطيع أن أقول بوضوح أن الأمر جنوني ولا يحتمل.
• في البداية ظهرت على آثار المرض بأن صرت مشوشًا ولا أستطيع التأكد من فعلى لأشياء من عدمها وحتى إن كان لدى ذكري تفيد بأنني قد نفذت ما كان على فعله يبدأ صوت في الصراخ بداخلي إنها ذكرى مكذوبة مما كان يضطرني في الكثير من الأحيان للتأكد من فعل الأمر الواحد أكثر من خمس مرات مما جعلني محط السخرية في عملي ووسط أسرتي.
• ازداد الأمر سوءًا بعدما وصلت المشكلة إلى الجانب الديني من حياتي فصرت أشك في صلاتي وفي طهارتي لدرجة أني قد وصلت إلى مقاطعة الصلاة لفترة.
• ظل الوضع على هذا الحال البائس حتى بدأت أشعر بالذنب الكبير نتيجة لهجري الصلاة وبدأت أبحث عن حلول لهذا الأمر حتى وجدت أحاديث للرسول تقول ” إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط فإذا قضي أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو “[5] فبدأت في العودة لصلاتي والانتظام فيها وتجاهل وسوسة الشيطان لي مما شجعني على أن البدء في علاج باقي المشكلة وأتخلص من الوسواس القهري.
• في البداية كنت أحاول بأقصى جهدي أن لا أفعل ما يطلبه مني الوسواس أن أفعله فكنت أنجح مرة في التجاهل وأفشل مرات لكن مع مرور الوقت كنت أصير أقوى في القدرة على السيطرة على نفسي وعلى تجاهل مثل هذا الصوت المزعج في داخلي، بالطبع لم تكن الإرادة هي العامل الوحيد الذي ساعدني على الشفاء من هذا المرض بل إني قد فعلت بجانبها العديد من الأمور فكنت أقوم بممارسة الكثير من التمارين الرياضية لتخرج الطاقة من داخلي كما كنت أقوم دائمًا بشغل نفسي بالكثير من الأمور التي تجعلني لا أفكر في هذا الصوت الموجود برأسي كما قد زدت من تواصلي مع أفراد عائلتي وكنت أقضي معهم الكثير من الوقت لأتشاغل عن الصوت المتكرر في عقلي.

شاهد أيضًا: هل التفكير الزائد يسبب الوفاة

لقد قمنا في هذا المقال بتوضيح علاج الوسواس القهري نهائياً بإذن الله من الناحية الشرعية والسلوكية لأنهما أكثر أمانًا بالنسبة للمريض لكن من المؤكد أن هذا النوع من العلاج لا يناسب الوسواس القهري المستعصي أو الذي يرغب فيه الشخص بإيذاء نفسه ففي هذه الحالة يفضل اللجوء للطبيب النفسي والعقاقير المخصصة لمعالجة هذا النوع من الأمراض النفسية.